جريمة العناصر الهاربة
***
كنت أنا الرحالة
ارتدي معطفاً سميكاً ابيض اللون و اعتمرت قبعتي المُزينة بالريش حيث غطت معظم وجهي
,وقميصاً يتضح لونه البنفسجي القاتم مع بنطال و حذاءٍ أسود.
كنت اردد في سريرةِ
نفسي "نعم أنا الهيدروجين ,ذا المرتبة الاولى في الجدول الدوري ,سأجوب عالم
العناصر بقي القليل و انهي رحلتي حول عالمي الجميل ...ها أنا ذا امام القرية
...قرية النيتروجين إنها القرية الخامسة عشر في عالمي "
كنت ارى لوحتها من
بعيد عبر منظاري لكن هناك شيء اثار الريبة في نفسي كانت مغطاة بالغبار و قد خاطت
العناكب بيوتاً على جانبها ,لكن هذا لم يمنعني من التقدم فمشيت اصبحت أمام مدخل
القرية لكن ...كانت القرية خاوية و
الاكياس تتطاير في الهواء التي امتزجت مع قذارة المكان ,شعرت بالخوف و انا اسير في
القرية الخاوية ابواب الدكاكين مفتوحة على مصراعيها و لا ترى فيها غير الذباب و
الحشرات تسكن فيها ولا عنصر من العناصر هناك في القرية بدأت أطرق ابواب العناصر بدأت
بالنتروجين فالفسفور ثم الزرنيخ و التالي الأنتيمون و أخيراً وصلت إلى اخر بيت في
القرية بيت البزموت
لكن لا أحد يجيب كانت
كل الابواب التي طرقتها بلا فائدة حتى بعد ان دخلت المنازل لا أحد ولا وجود لدليل
حياة فيها
اقتحمت بيت البزموت و كان كسابقه من البيوت , بدأت ابحث في ارجاء
المنزل
فتحت الثلاجة و وجدت
كأساً شربت منه بعض الماء ..كان منعشاً جداً وذا طعمٍ خاص ...
وجدت اريكة فجلست
لأرتاح و أفكر في وضع هذه القرية كيف انقلبت الاحوال ؟ و أين العناصر التي كانت
تعيش هنا ؟
اطلقت تنهيدة طويلة و
بدأت أجول في نظري بين أرجاء المنزل وقعت عينياي على مذكرة صاحب هذا المنزل مرمية
على الارض نهضت و امسكتها و رأيت منديلاً خارجاً من اطرافها
قلت :لا بد انها
علامة لشيء ما , ربما ارادني ان ارى هذه الصفحة
فتحت الصفحة التي بها
المنديل و ازلته وهناك قرأت عجب العجاب !! كيف تفعل العناصر هذا الفعل الشنيع !!
,كان قد كتب في المذكرة بخط سريع مرتعش
"إلى من يجد
مذكرتي ...
ها أنا اكتب بخوف ما
يخطط له ملكنا "النيتروجين" انه يخطط لأن يأخذنا معه - كل سكان القرية
الخامسة عشر إلى عالم البشر ...اقتربوا انهم قادمون نحو منزلي سيأخذني أنا خائف
...لذا سأختصر الموضوع من يستطع انقاذنا هو شخص يجب ان يتميز بالذكاء , سمعت ان
البوابة التي سنخرج منها إلى عالم البشر تحتوي مفتاحاً و رمزاً سرياً وقد عرفته
لكنني لم اخبرك –يا من تقرأ- عنها مباشرة فيجب ان تكون ذكياً لتستطيع انقاذي ,حل
هذه الشفرة التي ستقودك إلى البوابة ...
-
طريق البوابة "النصف"
خطش – ضذخيم
-
رمز عبور البوابة "رقم ابجد"
أيبر
لقد وصلوا ...ارجوكم
اسرعوا ,انقذونا ...فـ "
هذا اخر ما كُتب اقتطعتُ
الورقة من المفكرة و دسستها في جيب معطفي خرجت من المنزل و اخرجت الورقة وبدأت
أفكر فيها
قلت : ما معنى ما بين
القوسين ؟ النصف ...! رقم ابجد ..! ,ربما هو تلميح –فكرت جيداً بكلمة تلميح ,جلستُ
على الارض و بدأت ارسم على الرمل ما خطر على بالي من حل ... بدأت بالشفرة الاولى و
قلت : نصف , ربما نصف عدد الاحرف تقابلها النصف الأخر و حينها كتبت على الرمل
بأصبعي الاربعة العشرة الاولى و قابلتها بالأحرف الاربعة العشر الاخرى و حصلت
حينها على ...
أ=ض
ب=ط
ت=ظ
ث=ع
ج=غ
ح =ف
خ=ق
د =ك
ذ=ل
ر=م
ز=ن
س=هـ
ش=و
ص=ي
استبدلتُ كل حرف بما يساويه فحصلت على "قبو القصر"
خ=ق | ط =ب |
ش=و
ض=ا | ذ=ل | خ=ق | ي=ص | م=ر
ذهبت بسرعة بالغة إلى
القصر و نزلت إلى قبوه و وجدت هناك بوابة كبيرة مُحاطة بموجات كهرومغناطيسية قاتلة
, اقتربت منها فوجدت شاشة صغيرة تطلب مني إدخال الرمز السري لعبور البوابة
قلت : يجب عليّ أن
احل الشفرة الثانية "أيبر" و التلميح (ابجد)
بدأت أكرر :ابجد
,ابجد –ضحكت أعلم انه ليس وقت الضحك لكنني تذكرت انشودة في احد قنوات الأطفال التي
تقول "ابجد كوكبي ابجد ...من البداية من جد وجد"
صمت فجأة وقلت
"ابجد , هوز ,حطي ,كلمن ,سعفص ,قرشت ,تخذ ,ضظغ"
و أكملت : نعم إنها
الحروف في العربية و طريقة حسابها ,فكر ...فكرت و تذكرت ان هناك طريقة لحساب
الجملة –صحيح و تذكرتها في عقلي كنت احفظها عن ظهر قلب لأنني كنت احب الشفرات
وحساب الجمل و استمتع بها ...
أ= 1
ك= 20
ش= 300
ب= 2
ل= 30
ت= 400
ج= 3
م= 40
ث= 500
د= 4
ن= 50
خ= 600
هـ= 5
س= 60
ذ= 700
و= 6
ع= 70
ض= 800
ز= 7
ف= 80
ظ= 900
ح= 8
ص=90
غ= 1000
ط= 9
ق= 100
-------
ي= 10
ر= 200
-------
و هكذا ادخلت الارقام
بعد ان عوضتها في الحروف فأصبحت الارقام
1 10 2 200
و بعد هذا بدأت
الموجات تتحرك و تتجه إلى البوابة بسرعة فائقة حتى شكلت غيمة اشبه بالضبابية و
فتحت ممراً يتجه نحوها , استجمعت شجاعتي و مررت فيه اصبحت امام البوابة خطوة واحدة
و أدخل إلى مصير لا أعرف ما ينتظرني هناك لكن قبل أن ادخل , اوقفني صوت عالي قال
لي "الاستقرار هي الطريقة التي تجعل العناصر يعودون إلى عالمنا ...عالم
العناصر ستكون بحوزتك 15 عشر من الاعداد الذرية تُعطي كل عنصر ثلاثة و يستقرون –ثمانية
الكترونات- و يعودون إلى القرية ...
فجأة و من دون سابق
انذار اتتني دفعة قوية من الخلف و اُدخلت عبر البوابة الضبابية , وجدت نفسي في
عالم البشر ...
بدأت اتجول هنا و
هناك و أجمع الاخبار و اخيراً عرفت كل الحقائق و هدف الملك "نيتروجين"
إنه يريد ان يسيطر على عالم البشر فأستخدم العناصر بشكل سيء تضر بالبشر
فكانت النساء تشتكي
من ذوبان الذهب الخاص بهن ,و بالطبع هذا بسبب النيتروجين
فمركباته معروفة في العصور الوسطى، وعرف الكيميائيون حمض
النيتريك باسم الماء الشديد aqua fortis، وخليط حمض النيتريك وحمض الهيدروكلوريك عرف باسم "الماء
الملكي"، المعروف بقدرته على إذابة الذهب.
قررت حينها الذهاب له
اولاً و اعادته بما انه الملك و الرأس المدبر لهذه الخطة ...
علمت بمكانه من خلال
اصدقاء آخرين يعرفون بالدمار الذي سببه النيتروجين وشعبه المسكين ...
كان يعيش في أحد قصور
البشر في مكان لا تستطيع عيون البشر رصده ...
قلت له : اهلاً بك
أيها النيتروجين
اجابني بتكبر و صوتُ
يملؤه الغرور : اخرج , ماذا تريد ايها الهيدروجين و كيف خرجت إلى عالم البشر
اجبته : لا يهم ,
اخبرني ماذا فعلت بالبشر ؟
اجابني و وتيرة صوته
لم تتغير : أريد ان اسيطر عليه , سأدمرهم سأدمرهم , ارسلت جيوشي و سيطرت على
عقولهم و الآن هم يعملون تحت امرتي و يفعلون أي شيء آمرهم به بلا تردد أو خيفة أو
احتجاج
ابتسمت بثقة و قلت :
هل تعتقد انك ستنجح ؟
رفع احدى حاجبيه في
تسائل : وهل ستوقفني ؟
قلت في نفسي : احمق ,
الغرور علاجه شيء واحد –اقتربت منه و قلت له : ابداً ايها الملك الموقر لقد احضرت
لك خاتماً من الذهب لكي تستمتع انت و مركباتك بإذابته –اخرجته من معطفي و اعطيته
اياه
قال بإعجاب : جميل ,
يليق بمقام ملكٍ مثلي
قلت بسخرية : نعم ,
نعم
كنت اعرف ماذا سيفعل
هذا الخاتم فعلاً , ففي الطريق جهزت كل الادوات التي احتاجها لإعادة العناصر إلى
عالمنا
ارتدى الخاتم و فجأة
بدأ بالتلاشي قال لي وهو ينظر إلى نفسه و بصوتٍ مرتعش : ماذا فعلت؟
قلت له بثقة تامة :
النيتروجين , لا فلز ,عددك الذري سبعة أخر مجال في طاقتك
2s2 2p3
تنقصك ثلاث الكترونات
و تستقر , و الطريقة لإعادتك إلى عالمك هي استقرارك
بدأ يسب و يشتم ,
لكنني تركته و خرجت من المكان الذي هو فيه
***
و اتجهت إلى عنصر الفسفور
كان مجرماً و يسبب
الأمراض للناس فقد كان يدخل إلى اجسامهم و يتكاثر هناك مما يسبب تقليل امتصاص
المعادن الاخرى ثم يقوم بسحب اغلب الفسفور في الجسم و يخرج منه مما يسبب الضعف في
جسد البشري و يصبح الأنسان طريح الفراش
رتبت معه موعداً و
خدعته بقولي انني اريد مقابلته و سأدله على جسد سيكون بمثابة وجبة غنية له , ستكون
لذيذة و جسد بشري لم يسبق له رؤيته ...
رأيته ,كان في حال
يُرثى لها رأيت عليه ختمَ غريب فعلمت انه ختم الملك الذي ظننت انه بمجرد عودته
سيعودون معه , على كُل حال
قابلني في حديقة عامة
و قال لي : أين تلك الوجبة الغنية
اجبته : انها وجبة
مميزة يجب عليك ان تلبس هذا الخاتم لكي تراها
نظر اليّ في تشكك و
قال : وكيف ان يظهر لي بشري بمجرد ارتداء هذا الخاتم ؟
قلت له : لأن هذا
البشري ساحر
قال لي بتلهف وهو يأخذ
الخاتم من يدي ويرتديه : شكراً
لاحظت أن الختم بدأ
يتلاشى و عاد الفسفور في حالته الطبيعية و قال :تحررت , لعنة الملك ..تحررت منها –بدأ
بالتلاشي بعدها وقد كان يختفي وهو يردد
"شكراً ايها الهيدروجين"
***
الانتيمون
,الذي نشر مرض حمى الأنتيمون ...
ذهبت إلى حقل الصناعات
الكيميائية , وهناك وجدت الكثير من العمال مما يعملون في إذابة و صهر سبائك
الأنتيمون
قد اصيبوا بهذه الحمى التي من اعراضها فقد الشهية والآم المعدة
والإرهاق والسعال وضيق التنفس ونقص الوزن
وضغط الدم قد يتطور السعال إلى نزلة شعبية مزمنة و غيرها من الاعراض , التي
تأتي بسبب الابخرة المتطايرة منه اثناء صهره
قابلته في أحد الحقول ...
بدأت الحديث قائلاً : ما الذي تفعله هنا ؟
اجابني الأنتيمون : البشر هم من يحتاجونني
اجبته : صحيح , و طبيعتك الكيميائية عن اذابة
مجموعة من سبائكك تعمل على إظهار الابخرة لكنك تتعمد إظهارها بشكل أكبر و بشكل
مُضاعف و خاصة في اوجه العمال و جلودهم مما سبب لهم الأمراض
اجابني ببرود : إنها اوامر الملك النيتروجين لا
دخل لك بها ايها الهيدروجين
قلت له : سأتدخل و امنعك
قال لي بغضب : أذهب بعيداً عني و لا دخل لك إن
كنت اتعمد اظهارها فلا يهم فسيحكم شعب الملك نيتروجين البشر قريباً و نسيطر على
هذا العالم
تصنعت الخوف و قلت : اعتذر ...إن كُنت قد ازعجتك
اجابني : وهل تعتذر ببساطة هكذا !!
اخرجت الخاتم وقلت له : هذه هدية لك اتمنى ان
تسامحني
اخذ الخاتم من يدي
بكبرياء و ارتداه و قد حصل له كما حصل مع الفسفور اختفى الوشم ذلك الختم الغريب و
بدأ يتلاشى و قال بسعادة : سأعود إلى عالمي , كيف فعلت هذا ؟ و شكراً لك ...اعتمد عليك في اعادة الباقي
قلت له قبل ان يتلاشى
من أمامي تماماً : الانتيمون , شبه فلز ,عددك الذري 51 اخر مجال لطاقتك
5s2 5p3
و لكي اعيدك لعالمك
يجب ان اجعلك تستقر و تحقق القاعدة الثُمانية و تنقصك ثلاث الكترونات و الان هذا
الخاتم منحك اياها
ابتسم لي و ظل يلوح
لي بيده حتى اختفى عن ناظري
***
اخرجت الورقة من جيبي و بدأت اتأملها و أنا في
طريقي إلى كاتبها , إلى البزموت ...
شعرت بأسى شديد على
ما حصل له كان خائفاً و الان هو تحت سيطرة ختم الملك نيتروجين و اصبح الان ساماً ,
نعم اصبح ينشر ابخرته بين بني البشر حتى تدخل عبر اجسامهم قد نتجت عن ابخرته حالات
تسمم تتميز بالتهاب المعدة الحاد، والتهاب المعوي الأمعائي مع إسهال وتقيء. ويمكن
أن يظهر الألبومين في البول، وقد تحدث الوفاة نتيجة انهيار الدورة الدموية...
رأيته بمجمع تجاري
ينشر ابخرته , فأستدرجته إلى خارج المجمع إلى مكان خاوي من أي أحد ...
رأيت في عينيه الم
لكن الرمز الغريب كان الغالب على تصرفاته فاخرجت له الورقة
قال لي :يا ذرة
الهيدروجين ماذا تفعل هنا؟
اخرجت الورقة و
اعطيته له و قلت له : بطلبٍ منك
رأى الورقة فرأيت
الخوف و الذعر في عينيه التفت يمنة و يسرة فمزقها الى قطع صغيرة وهو يتنفس بصعوبة
قلت له : اهدأ ,ما
بك؟
قال لي بخوف : هذا
مخالف لقوانين الملك ..انا ..انـ..ا لم اكتبها ..صحيح .هذا.. هذا ليس خطي انه
انه...
قاطعته و قلت له :
اتيت لك بهدية من الملك –اخرجت الخاتم و قلت له : طلب مني اني اعطيك اياه
اخذه بسرعة فحالة
الذعر التي هو فيها لم تجعل له مكان للتفكير , وضعه في اصبعه الذي مازال يرتعش
اختفى الوشم ذلك
الرمز الملعون و عادت الى عينيه السعادة , صافحني و قال : ليس برغبة مني , انني
مرغم لم استطع التحكم كلما اردت التوقف يؤلمني الوشم و جسدي يتحرك تلقائياً أنا
اسف
قلت له : ذهب الوشم ,
وستعود للديار ...انت فلز ,عددك الذري 83 , اخر مجال لطاقتك هو
6s2 6p3
ينقصك ثلاثة لتستقر و عندما تستقر تعود لقريتك و هذا الخاتم يحوي
الثلاثة التي تحتاجها و الأن ستعود
ابتسم و قال :شكراً لك –صمت للحظات و طأطأ رأسه
خجلاً و اكمل : انا اسف مجدداً
وضعتُ يدي عليه وقلت
له : بل شكراً لك فبفضلك استطعت اني آتي هنا و اعيد الجميع لكن بقي عنصر الزرنيخ
قال لي وهو يتلاشى :
احذر , إنه خطر ...خط..
لم يكمل ما قاله فقد
كان قد ذهب فعلاً , اخرجت الخاتم الأخير و بدأت اتأمل فيه
***
كنت أمشي , و شد نظري
بشري كان مستلقي و كأنه نائم اقتربت منه و شممت رائحة أميزها و اعرفها جيداً
...فحصت الجثة و عرفت ان صاحبه قد مات قبل ساعة واحدة تقريباً ...يجب ان أسرع فبعد
ساعتين يُمحى أي اثر لهذا السم الخطير , لا يجب ان يبتعد كثيراً
بدأت اتبع رائحته , و
انا اسأل : ماذا يعني البزموت انه خطير!!
اخرجت الخاتم و جعلته
براحة يدي و قبضت عليه بقوة عندما استطعت اللحاق به
استدار اليّ و قال مع
ابتسامة مكر : هل تعتقد ان ذرة ضعيفة مثلك ستهزمني؟
قلت له : ماذا تفعل ؟
و بأي يحق تفعل هذا؟
لم يغير نظرته اليّ و
قال :لأنني الزرنيخ , شبه فلز و بأمر من حاكم قريتنا الخامسة عشر بدأت انشر سمومي
في الجو و الماء
اجبته بغضب : وهل
تعتقد انك تملك الحق في نشر سمومك؟
اجابني الزرنيخ : انا مسحوق قابل للذوبان في الماء والجرعة
القاتلة مني تتراوح بين 60 إلى 20
ملليجرام ويتم امتصاصي عن طريق الأمعاء ببطء حيث تظهر الأعراض بعد فترة زمنية
تتراوح من ربع ساعة إلي عدة ساعات . وهناك صورة أخرى ليّ وهي غاز الزرنيخ ويتم
امتصاصي عن طريق الاستنشاق إلي الدم مباشرة وتشكل كميات ضئيلة مني في الهواء
المحيط خطراً شديداً إذ تؤدي إلي التسمم الحاد في صورة تحلل كريات الدم ويتولد
الغاز من معالجة المعادن المحتوية علي شوائب الزرنيخ – شوائبي أنا -بالأحماض أثناء
تنظيفها.
قلت له : و إن تُركت
الجثة ساعتين في الهواء الطلق فأن اثرك يُمحى نهائياً و كأن البشري مات ميتةً
طبيعية
اجابني بسخرية : اوه
يبدو ان معلوماتك واسعة و لكن –حول نظراته الى غضب و أكمل : لقد سمعت عن ما فعلت
بالملك , و بباقي الشعب هل تعتقد انني سأهزم على يديك ؟ ابداً و الف لا
اخرجت الخاتم و قلت :
ارتديه ستعود إلى حالتك الطبيعية , انت سم قاتل و بني البشر يستخدمونك بطريقة بشعة
في قتل بعضهم البعض ...
قاطعني وهو يأخذ
الخاتم ورمى به على الارض بقوة , تطايرت منه قطعة واحدة مما سبب فقد في العدد
الذري الذي في الخاتم و اصبح يحتوي على اثنين فقط من الالكترون
قال بسخرية : و الان
؟ هل سأستقر لا ؟ -اخذ الخاتم و ارتداه و قال ليّ بغرور : كل جهودك ذهبت سدى انظر
لم يحدث أي شيء لأنني لم اصبح مستقراً هذا يعنني انني لن اعود و سأستمر في مهمتي
في قتل بني البشر و السيطرة عليهم
لم استطع التكلم
حينها وقفت حائراً ماذا سأفعل , جهودي ؟ اين هيّ هل سأجعله يهرب و يستمر في
ايذائهم ؟ لالالالا لن افعل هذا بالطبع
قلت في نفسي :
التضحية من أجل غيرك , هذا ما سأفعله
نظرت له بتحدي و قلت
له : عددك الذري 33 أخر مجال في طاقتك
4s2 3d10 4p3
و بطبيعة الحال d لا تحسب أي انك لتحقق القاعدة الثمانية تحتاج
إلى ثلاثة الكترونات اخرى لكنك بتحطيم جزء من الخاتم ذهبت احدى هذه الثلاث بعيداً
أي انك الان تحتاج بديلاً عنها
نظر ليّ بسخرية و قال
: وهل سوف تطير لتمسكها؟
قلت له مع ابتسامة
ثقة : أنا الهيدروجين , لديّ هذا الالكترون
و قفزت عليه بقوة و
اخرجت الكتروني الوحيد و اصبح عدد ذراتي صفر , رأيته يتلاشى ثم ...لا شيء !!!
هل مت ؟ ماذا حصل ليّ
؟ لا يهم ماذا حصل ليّ المهم ان القرية عادت كما هي –ابتسمت-
***
اذابة ذهب النساء
بسبب مركبات النيتروجين
ضعف الجسد و تقليل
امتصاص المعادن الاخرى بسبب الفسفور
التسمم و الموت بسبب
عنصر الزرنيخ و سمه القاتل
حمى الانتيمون و
اعراضها المؤلمة بسبب عنصر الانتيمون
البزموث , و ابخرته
السامة ...
و أنا , ماذا حصل لي –صوت
يتسلل إلى اُذني ...
فتحت عيني و إذا أنا
في القرية في بيت البزموث مجدداً على الاريكة ذاتها , هلا كنت احلم ؟ ...
فتح الباب و دخلوا
سكان قرية الخامسة عشر في عالم العناصر تقدم ملكهم و قال : اعتذر منك عما بدر مني
قلت له في تعجب :
ماذا حصل معي ؟ كيف عاد اليّ عددي الذري الذي فقدته؟
اجابني الزرنيخ : كأس الماء الذي شربته من الثلاجة هو السبب , أنا اسف
لما فعلت معك
استوعبت و قلت في
سعادة : إذن كأن ذلك كالمعزز في حالة فقداني لذا شعرت بأنه منعش جداً و اعطاني
طاقة في بدني وعدت من عالم البشر الى عالمي , عالم العناصر مجدداً !
-نهضت و قلت : شكراً
لكم ,خضت مغامرة ممتعة
الانتيمون : إلى اين
؟
ابتسمت وقلت : لأكمل
رحلتي في عالم العناصر –اخرجت لساني وقلت ممازحاً : ايتها العناصر المجرمة الهاربة
ضحكنا ...و دعتهم و
الان اودعكم سأذهب إلى رحلة جديدة في قرية جديدة
إلى اللقاء ...محبكم
:ذرة الهيدروجين
بقلم : حوراء العريفي