الدمية غريميك
مجلجلًا حتى خفوت
الضوء تدريجيًا و توقف حين أنير المسرح كاملًا معيدًا المشهد للورد الظلام و غريمه
و السيد فارو الذي يقلب عينيه بينهما بلا فهم.
يتحدث دريك شارحًا
:" بشكل أكثر تبسيط ، أنه لن يقتلك لكن سيضعفك لأن حبك لأبنتك عائق له ..
فهمت ؟".
تدخل لورد الظلام
:" إذن لم يُصمم للقتل كشخص أعرفه لكن هذا يعني أنه قادر على التخلص منا و من
غيرنا ".
نفى دريك :" لا
, يستطيع التحكم فقط بنا في المنزل لذا أغلق أي طريق يمكننا من الخروج من هنا
".
استفسر السيد فارو
:" لم ؟".
أجابه صانع الدمية
:" لأن النظام لم يكتمل بعد ".
أسند اللورد يده و
سأل بملل :" كم من طريقة هروب تملك هنا ؟".
لحقه السيد فارو
مباشرة بالحديث :" يجب أن تجيب ".
تنهد السيد دريك و
أجاب مستسلمًا :" عشرون ".
نهض فارو بتسرع
:" يجب أن نجرب و نبحث فيها كلها ".
-" أخبرتك أنها
مُغلقة كف عن العبث و كن عاقلًا " قال السيد دريك بطريقة تفتقر الأدب .
أسند لورد الظلام
رأسه فوق يديه المعقودتين معًا :" آوه , حقيقة الشخص تتجلى سريعًا فالإنسان
يتعب حينما يُكثر الأقنعة على وجهه ".
نظر له دريك بطرف
عينه ثم حدث السيد فارو الذي لا يزال واقفًا :" يا سيد فارو ابنتك بخير صدقني
, ما دمت لم تتدخل فيما لا يعنيك من أمور غريميك فلن تلقى مالا يرضيك "
وضع لورد الظلام كفه
المغطاة بقفازٍ لا تُظهر إلا أصابعه النحيفة على فمه حيث اصطنع التثاؤب ثم قال
:" يبدو أن الحقد سيقتل السلام ".
صرخ بهما السيد فارو
:" أنتما الاثنان , جدا حلًا و فكرا ... أنا أريد ابنتي و مغادرة هذا المكان
".
ارتفع حاجب السيد
دريك متسائلًا :" و ما يمنعك أن تفكر أنت ؟".
أحمر وجه السيد فارو
غضبًا و استدار فأوقفه دريك :" أي مكان تذهب إليه سيكون خطرًا أبقى معنا غير
هذا لا أضمن سلامتك .. نجوت مرتين لكن يقولون الثالثة ثابتة دومًا ".
ترك لورد الظلام
الكرسي و خطى نحو السيد فارو , انتصب أمامه ثم قال :" أعتذر لك عن وقاحة أخي
لكن ذهابك خطر عليك .. حافظ على نفسك لأجل ابنتك ".
دوى صوتٌ قوي ساخر
:" يال الحنية " كان صوت غريميك لكن لم يظهر على خشبة المسرح.
تحدث السيد دريك بملل
:" ألم تمل من هذه الدراما ؟".
-" لم تمنحني
صفة الملل ".
-" سأتذكر أن
ابرمجك عليها بعد أن أمل مما يحصل و أضع حدًا حقيقيًا لهذه المهزلة ".
تدخل الأب موجهًا
حديثه للسيد دريك بتسرع :" إذن أنت تستطيع وضع حد الآن لكن يجب علينا أن
ننتظر حضرتك حتى تشعر بالملل ".
أشاح السيد دريك
بنظره عن فارو قائلًا بنبرة جادة :" أخبرتك لا استطيع فعل أي شيء _ صدقت أم
لا فلا أهتم ".
تدخل لورد الظلام
الذي كان يقف أمام فارو :" أيمكنك الجلوس رجاءً ؟".
كانت إجابة السيد
فارو غير متوقعة حيث دفع بصاحب الجسد الضئيل حتى طرف المسرح.
لم ينظر السيد فارو
خلفه و للورد الظلام الذي كتم انزعاجه بل سار نحو السيد دريك و أحاط بيديه رقبته .
لم يحرك الأخير
ساكنًا بل كان يبتسم في وجه مهاجمه الذي يصيح به :" سأقتلك .. سأقتلك ".
بذات الأثناء استدار
لورد الظلام و تنهد باستياء صائحًا :" بحق الجحيم ما دوري أنا هنا ؟" ثم
أمسك بكتف فارو محدثًا إياه :" كف كف كف !".
لم يبعد السيد فارو
عيناه عن السيد دريك بل رفع قدمه قليلًا و مررها تحت لورد الظلام فأسقطها.
-" آه "
صاح لورد الظلام , ألتفت على الأرض يمينًا و شمالًا حينما سقط على خشبة المسرح
بتورط .
ثم قال للسيد دريك
:" أيها الأحمق أفعل شيئًا ".
ما فعل قول لورد
الظلام إلا أن زاد ابتسامة دريك و تحديقه في وجه فارو الذي يحيط رقبته خانقًا إياه.
انتصب واقفًا مجددًا
و لمّا هم بإيقاف فارو وجده قد ترك دريك و ارتمى على الخشبة ضاحكًا بمرارة واضعًا
يديه على رأسه :" تبًا لك ".
تنفس دريك الصعداء و
قال ريثما يجمع أنفاسه لأخيه المزمع :" هل ظننت حقًا أنه سيقتلني ؟".
لم ينتظر رد لورد
الظلام بل ترك الأريكة قائلًا :" أعلم كم تحب ابنتك لكن أفعالك هذه تؤذيك و
نؤذيها دون طائل .. لا تكن متسرعًا فهي بخير حتى الآن ".
مجددًا يضحك فارو
ضحكته المريرة مكررًا كلمتيّ دريك :" حتى الآن ".
وضع الآخر يديه في
جيبه مخبرًا :" أنت من سيقتلها إن لم تتعقل ".
بتر لورد الظلام
حديثهما بقوله مشيرًا لأقصى يمين المسرح :" كفاكما و انظرا إلى تلك الغرفة
!".
*يُسدل الستار *
الفصل الثاني – المشهد الأول
يكشف رفع الستار عن
مسرح مُنار بأضواء صفراء برتقالية و جدرانٌ بألوان متعددة كلها صارخة.
ولج الثلاثة من يسار
المسرح يتقدمهم دريك و خلفه الاثنين متجانبين .
استدار لهم دريك
:" لا أدري كيف عُميّ قلبي و عقلي حينما وافقت عنادكم بأن نأتي إلى هنا و
أصبحتُ أحمقًا لوهلة و أسأت لسنيّ حياتي الامعة بفعلي هذا ".
ضعفت وتيرة فارو و
نظر ليديه بخمول :" ما الذي يحدث ؟".
أجابه دريك بفظاظة
:" أخبرتكم أننا لا يجب أن نغادر غرفة المعيشة فبقية المنزل مليء بالأفخاخ و هذه الغرفة تضعف طاقة الشخص و ألوانها الصارخة
تسهم بهذا بشكل مضاعف ".
-"
حتى أنت ؟".
-"
نعم ، لأن الأفخاخ تحتاج لمن يقوم بتشغيلها و هذا ما فعله غريميك لكن لا أتأثر
بقدركم ".
صحح
له لورد الظلام :" بقدرك فقط ، فأنا أيضًا لم اتأثر ".
سأله
فارو :" لم ؟ لأنك أخيه ؟".
ابتسم
لورد الظلام متحدثًا بغموض :" شيء كهذا ".
تقدم
الجميع وسط المسرح حيثُ كان هناك صندوق كبير مغلق بقفل ذا رقم سري التف حوله
الثلاثة.
سأل
الاثنان السيد دريك :" ما هذا ؟".
أجابهم
:" صندوق خردوات "
ثم أكمل بسرعة للأثنين :" أنتما الاثنان لا تكونا أحمقان كالعادة و تصدقان أن
الصوت الذي ستسمعونه صوت تروزا فعلًا ".
همس
فارو للورد الظلام :" أخاك وقح ".
ضحك
اللورد :" أعلم ".
أتى
صوت غريميك :" ثلاث دقائق , أو سيكون الجزاء وخيمًا ".
-"
ماذا تُريد ؟" قال فارو
فآتى
صوت ابنته تروزا :" أبي أدركني ".
لم يجب الأب فقال دريك :" يا عاشق الدراما , ستنتهي الثلاث دقائق
و أنت لا تفعل شيء سوى زيادة نسبة الدراما لديك ".
تجاهل غريميك قول صانعه حيثُ قال :" أربعة خانهم واحد فمات اثنان
".
رفع السيد فارو رأسه بعد صمت عدة ثوان ثم قال باستغراب :" فقط
هذا ؟".
-" هل تسمع المزيد ؟" قال دريك.
-" لا " أجاب فارو
-" اذن نعم هذا فقط ".
-" هاه ؟ فقط هذا و ماذا نستفيد من هذه الترهات ؟".
-" أعمل عقلك ".
-" أريد ابنتي لا أن أعمل عقلي ".
تنهد لورد الظلام و صرخ بصوته الصغير :" كفى شجار كفى ! فكرا
بقيت دقيقتان و ثلاثون ثانية ".
عقد السيد فارو يديه فوق صدره قائلًا :" لن أجيب عليه , لأجل
ابنتي فقط ".
شكره لورد الظلام ثم زفر بيأس و قال :" أربعة , إنه يُمثل عددنا
و إن كان هناك خائن فسيكون د_ أعني أخي و
الاثنان الميتان إما أنا و السيد فارو أو أنا و الآنسة فارو ".
سأل السيد فارو و هو يقترب من الصندوق :" لم أنت بكل الأحوال
؟".
سبق دريك لورد الظلام في الرد قائلًا :" لا وقت للفلسفة " و
أكمل رغم ملاحظته تحديق السيد فارو بضيق نحوه :" عرفت الجواب قله دون ثرثرة
فلا وقت لها ".
ردّ اللورد بنبرة آمرة أخيه :" أدخل الرقم , ثلاثة , واحد , صفر
و صفر " ابتسم ببراءة مردفًا :" أسرع أخي ".
امتعض وجه السيد دريك لكنه أدخل الأرقام متذمرًا بحديثٍ غير مفهوم.
ما أن سُمع صوت فتح القفل حتى دفع السيد فارو دريك عن الصندوق قائلًا
:" أنت لم ترد الانضمام إلينا لذا أنا أولى برؤية ما فيه أولًا ".
تمالك السيد دريك نفسه عن السقوط قائلًا :" من أخبرك أن هذا كنز
سنباد !".
قبل أن يرفع السيد فارو الغطاء عاد صوت الدمية يصدح في كل ركن من
أركان المسرح .
-" لا تفتحه .. و لا تنزله ".
ثم صرخ السيد فارو حيثُ خرجت يدان من الصندوق مليئة بالتجاعيد قبضت
على يداه بقوة.
الفصل الثاني – المشهد الثاني
يكشف
الدمية غريميك عن نفسه حيثُ يخرج من أسفل وسط المسرح محيطًا نفسه بغطاءٍ أخضر ثم
تركه ينسل بطريقة درامية قائلًا :" لن تتركك اليد فكف عن الصراخ أيها العجوز
".
علّق لورد الظلام :" إنه وقح مثلك دريك ".
حاول السيد فارو ألا ينظر لليدين التي تكبله و قال :" ماذا تريد
الآن ".
أجابه غريميك :" أولًا شرحٌ لحل اللغز ".
تقدم اللورد خطوتان مُجيبًا :" نحن أربعة , خاننا واحد فاصبحنا
ثلاثة و الخائن لوحده أي واحد و اثنان يموتان أي صفر صفر _ حتى طفل الابتدائية
قادرٌ على حلها ".
فارو :" ثانيًا ؟".
كان الجواب ضحكة مُجلجلة من غريميك الذي دثر نفسه بعباءته و اختفى !
-
ينزل
من ذات المكان الذي ظهر منه لكن العباءة تخفي الفتحة –
تحدث السيد فارو
بصوتٍ ضعيف :" ساعداني ".
وجه دريك حديثه للورد
الظلام اثناء سيره لـفارو :" الغرفة بدأت تستنزف طاقته ، يجب أخراجه ".
صرّخ السيد فارو
:" عظامي ستتحطم من هذه القبضة القوية ".
حث السيد دريك خطاه و
ما أن همّ باغلاق الصندوق على اليد حتى رُفع من تلقاء نفسه و خرج منه دخان كثيف
منعه من رؤية محتوى الصندوق
بذات الوقت جر لورد
الظلام السيد فارو و بصعوبة تخلص من قبضة اليد التي تبدو كيد عجوز.
أدخل السيد دريك يده
في الصندوق الذي لا زال يخرج الدخان الكثيف.
حذره السيد فارو
بصوته الضعيف :" احذر ".
-" لاشيء في
الصندوق ".
سأل لورد الظلام
بذكاء :" و أسفله ؟".
أجاب الآخر على مضض
:" ممر لغرفة سرية " استدار نحوهما مبدلًا نبرته :" لن نذهب هناك ،
هذا العجوز لا يقوى على التحمل ".
-" الا تستطيع
إبطال مفعول عمل هذه الغرفة ؟".
-" ليس و أنتما
هنا يا عزيزي ، كما أنه حتى الخارج أصبح خطرًا ".
-" لم ؟".
-" اجهزة الليزر
ستعمل على جعل عقلك الذكي هذا يضطرب ثم تصاب بالجنون !".
-" لابد أن
أحدها أثر عليك حتى جعلت كل هذه الاشياء المجنونة في منزلك ".
تجاهل دريك حديثه و
أشار للشرفة :" اخرجا ، و اغلقا بابها خلفكما " أكمل بنبرةٍ جادة
تحذيرية :" دقيقة واحد فقط ثم تعودان ، جزء من الثانية يزيد أو ينقص سنكون
كلنا في خطر " رفع يده مانعًا كلاهما حيث اوشكا على الحديث :" لن أجيب
على أي سؤال ، بسرعة !".
سار فارو بمعاونة
لورد الظلام إلى الشرفة و دريك خلفها بعدما تأكد من اغلاق النافذة بشكل جيد أسدل
الستارة فاصبحا لا يرون شيئًا.
جلس السيد دريك في
منتصف المسرح تمامًا ثم صاح :" بأسم سيدك أناديك ، لتتجمع كل الطاقة هنا
" ثم أشار على جسده.
هبت رياح قوية حركت
الستارة وعدة اشياء أخرى إلا أن السيد دريك ظلّ صامدًا كجبل لا تهزه ريح و لا
يرعبه برق
هدأ كل شيء بانقضاء
الدقيقة و عودة الاثنين للمسرح مجددًا.
قال السيد فارو براحة
:" هذا مريح للغاية ، لم أعد اشعر بذاك الخدر الذي اصاب كل اعضاء جسدي
".
لورد الظلام :"
يجب أن ترتاح " قال ذلك ثم اردف :" ارني يدك من فضلك ".
مد السيد فارو يده
فعلق اللورد :" هذه قبضة ليد صناعية ، إحدى حيل غريميك ".
-" ما به أخاك
؟" تساءل السيد فارو مديرًا رأسه لدريك الذي مازال جالسًا وسط المسرح .
استشرف عاتقيه دلالة
عدم الفهم ثم نادى بصوتٍ عال :" هييي ، دوردري ".
أدار رأسه لثانيتين
محدقًا بغضب للورد الظلام فقال السيد دريك :" ماذا فعلت لتغضبه هكذا ؟".
ابتسم الآخر بمكر
:" إنه لا يحب هذا الاسم ".
نهض دريك و تعبٌ
يطفوا على محياه.
استدار لهما مبعدًا
بعض البخار الذي مازال يخرج من الصندوق و حينما مرّ عليه اغلقه قائلًا :" هو
يريدنا أن نذهب للأسفل لكن ها أنا أقول لن أذهب و لا حتى على جثتي ".
السيد فارو :" و
السبب ؟".
-" لأني أريد
الحياة ".
-" و ابنتي
؟".
-" بخير ".
-" و ما أدراك
؟".
-" لا يمكن
زحزحة الصندوق لكن يمكن كسره ، سنرى الغرفة من الأسفل و سترى ابنتك لكن في صندوق
زجاجي عازل _ و يجب علينا العمل بشكل جيد حتى نستعيدها ".
-" أنا مستعد
لأن أزهق روحي إن تطلب الامر " قال الوالد بأسى.
-" غريميك لا
يريد أرواحًا ، إنه يريد أن يبرز نفسه كإنسان لا كدمية ".
قطع هذا الحديث لورد
الظلام و هو يشير إلى الصندوق :" إنه يُفتح ".
و تبدأ الانوار
بالاضطراب من جديد و يُسمع صوت اغلاق الباب و فتحه
و تكشف الانوار التي
تمور عن غريميك و معه شخصٌ آخر و جيشٌ خلفهما.
صاح الشخص الغير
معروف :" يجب أن يُمنح سيدي الحرية ".
تحدث السيد فارو بفزع
:" إنه صوت ابنتي ".
قال دريك :"
ربما اخرجها من الصندوق العازل لكن لا يمكنه غسل دماغها بهذه السرعة ".
-" اذن ؟"،
-" تأثير مؤقت ،
أحذر _ أين ذلك الصغير ؟".
-" لست أدري
".
-" تبًا "
قال دريك بغضب ثم أعتدل و قال :" مللت من كل هذا الغباء ".
صاح غريميك :"
أرني ما لديك ، سأتحرر من سيطرتك و سأحكم العالم وحدي دونك _ لستُ مجرد دمية ..
أنا انسان ".
ضحك الآخر ساخرًا
:" يبدو أني برمجتك على أن تحلم في لحظات اطفائك دون علمي !".
-" أنا نسخة منك
".
-" لم تكن
النسخة يومًا كالأصلي " و مد يده جانبًا فأمسك يد الشخص الآخر التي كانت تحمل
سكينًا.
جره إلى وسط المسرح و
قال :" أنت مطرود أيها الحارس " فتح الصندوق و رمى الحارس كما أطلق عليه
و أمسك السكينة بيده و بدأ يلعب بها و يقلبها في يده :" إذن غريميك ، دعني
أنهي حياتك ".
وقف السيد فارو جانب
دريك و قال :" ابنتي أولًا ".
تعالت ضحكات غريميك
:" سأعيد إليك ابنتك شريطة أن تقتل من جانبك غير هذا ستموت ابنتك
".
رفع غريميك أصبعين
قائلًا :" أمامك دقيقتان منذ الآن " فرقع أصبعيه فأنارت جميع الأضواء
فظهر لورد الظلام مُقيدًا تروزا و ابتسامة ماكرة ترتسم على محياه.
أمره غريميك :"
السلاح ".
فأخرج من سترته
مسدسًا صاح دريك فور رؤيته :" صدقني سأجعلك تندم غريميك على جعله يمس مسدسي
".
سأل السيد فارو بحيرة
:" ماذا يحدث ؟".
-" تحكم به ،
لديه قدرة على العبث بعقول الاشخاص عن طريق الكهرباء ".
-" هاه ؟".
تنهد دريك :" لا
وقت ، ستقتلني أم ماذا ؟" ثم وضع السكين في يد فارو.
كانت تروزا تنظر لما
يحدث دون تعبير يظهر على محياها.
تحدث غريميك :"
هيّا ، أمامك ثلاثون ثانية ".
ثم أظهر صوتًا آليًا
يعد تنازليًا الوقت المتبقي.
لم يحاول دريك خلالها
فعل شيء بل كان جامدًا.
-" صفر "
قال غريميك فوضع لورد الظلام المسدس على جبين الآنسة فارو.
تنفس السيد فارو بعمق
فقال له دريك :" انهي الامر ، لست شخصًا تندم على قتله ".
أرجع السيد فارو يده
للخلف و قدمها سريعًا متجهة إلى قلب دريك.
لكنه توقف عندما دوت
صرخة هزت أركان المسرح ثم قول تروزا بنبرة حادة :" إلى متى سأتحمل هذه
المهزلة ؟".
و بحركة قوية من يدها
مزقت الحبال التي أحاطت يدها ثم سحبت المسدس و رمته لدريك و أطاحت بلورد الظلام
أرضًا.
التمعت عينا غريميك
الزجاجيتان و صاح :" رائع ".
لم يتحرك لورد الظلام
حيث ما زال تحت تأثير غريميك.
حرر السيد فارو
السكينة من يده و سار معانقًا ابنته.
-" بابا "
قالت تروزا وهي تضم أباها بقوة ثم قالت :" آسفة ، كنت قد اخفيت مهارات
الكارتية التي امتلكها عنك لكن اتى هذا اليوم و انكشفت ".
سار غريميك و خلال
لحظة رفع دريك مسدسه و ابتسامة شر ترتسم على محياه.
و هبط السيد فارو
أرضًا و تفجرت الدماء ، أما تروزا فكانت بلا تعابير.
تحدث دريك ممتدحًا
:" أحسنت غريميك , خذها الآن قبل أن تنتهي المدة التي حددناها فنحن بحاجة لها
_ لورد الظلام سيفيق بعد بضع الوقت تبًا له جعلني أقتل بنفسي هذه المرة ".
تساءل غريميك :"
ألن تقتله ؟".
ضحك دريك :" لا
، لن يكون من الممتع أن تعيش دون مخاطر " ثم أردف :" صغير أحمق , من
اللحظة الأولى علمت أن هذه الفتاة تمتلك شيئًا لا تمتلكه غيرها أي فتاة و لما أراد
أن يورطني قلبت الأمر عليه ".
و انسحب الثلاثة خارج
المسرح فنهض لورد الظلام ضاحكًا بصوتٍ فاق حجمه :" و انتهت الجولة الأولى
".
نهض السيد فارو
متحدثًا بحزن :" اتمنى ألا تطول الفترة الثانية _ ابنتي ".
ابتسم الآخر :"
لا تبتأس , بل لا تمثل أنك مبتأس لأنها ليست ابنتك على كل .. أنا و دوردري نعرف
هذا من الأفضل أن تنساك حتى لا تعرف أنك مجرد سارق أطفال تربي الفتيات ثم ترميهم
لمن يريهم الجحيم _ آسف لكن حديث الحب يحمي كان مجرد سخرية ".
حاول فارو تبديل الموضوع قائلًا :" سترة
حماية الرصاص تسبب الحكة ".
ضحك لورد الظلام
مجددًا :" سأسلمك للعدالة إلا في حالة تعاونك معي ".
بعثر فارو شعره و
بانت ملامح جادة مختلفة قائلًا بنبرة مهنية :" لنبدأ الجولة الثانية _أعلم
أنها ستكون طويلة لكن لا مفر ".
النهاية.