الاثنين، 28 يوليو 2014

البارت الرابع "حفلة الجثث"


اضافت خادمة  شاركتهم  الحوار بحماس :نعم نعم هذا صحيح ،لكن مع ذلك فهو لطيف و طيب القلب الكل هنا يحبه ...
قاطع حديثها صوت هز المكان من قوته صمت الكل رعباً كادت قلوبهم ان تتوقف من قوة الصوت ...
وقفت جيسيكا وقالت بصوت مرعوب :ماهذا ....
قام روك وقال :إن الصوت اتى من الخارج 
لوكاس :لنذهب و نرى 
قام الكل الخدم و  جميع افراد العائلة و فتحو الباب فشاهدو الخادم مرمي بجانب الباب وبجانبه جرة كبيرة جدا محطمة  
اجتمع الخدم و قالو وهم يحاولون ايقاظ صديقهم المغشي عليه المرمي بجانب الباب :اكوما ،اكوما استيقظ
احد الخدم يصرخ :احضروا بعض الماء 
ذهب احد الخدم و عاد في ثواني و قد جمع بعض الماء في راحة يده و نثره على وجه اكوما 
فتح اكوما عينيه بصعوبة و قال :ماذا...
قاطعه احد الخدم قائلاً :اكوما لا تتكلم الان لتسترخي اولاً ،هيا دعنا نساعدك على الوقوف 
وقف اكوما مستندا على كتف احد رفاقه
روك :ادخلوه من فضلكم و انا سوف أحقق قليلا في المكان هنا 
دخل الخدم ومعه صديقهم بينما روك و ماتيلدا  وبقية افراد الاسرة كانت عيون الجميع تطلب التفسير مما حصل و ما معنى كل هذا ...! 
انحنى روك وجلس على الارض بجانب قطع الجرة المحطمة و تأملها قليلاً ثم قال :حسنا إذا هناك تفسير واحد فقط حالياً ،وقف وهو يحمل احد القطع فأكمل وهو يفسر لهم :في البداية اخذ القاتل الخادم او الذي كان اسمه اكوما ولم يقتله لانه سيخالف هذا رسالته فأختطفه و عندما اراد ان يعيده و لكي ننتبه له قام بكسر  الجرة الكبيرة التي كانت هنا 
جيسيكا :اذا هذا ينفي ان يكون القاتل احدا منا فكيف نكسر الجرة و وضع المسمى اكوما هنا بجانب الباب ؟
قالت ماتيلدا بدون مبالاة:لا ،هذا ليس صحيح يبدوا ان ما حدث جعل عقلك يتوقف عن التفكير ،فكما ترين ان هذه الغرفة الكبيرة تحتوي على بابين و نحن دائما نستخدم الباب الاخر لأنه الاقرب الى غرفنا اما اكوما كان هنا في هذا الباب الغير مستخدم و بالنسبة للجرة هناك طرق عديدة تستطيع بها اسقاط الجرة وحتى لو لم يكن هناك احد بالقرب منها 
قالت جيسيكا بعد ان فهمت ما حدث :هكذا إذا 
دخلوا إلى الغرفة مجددا وذهب روك إلى اكوما وقال له :هل انت بخير الان ؟ 
قال اكوما بصوت بارد هادئ :نعم ،شكرا لسؤالك
روك :إذا هل تريد اخبارنا بما حصل ؟
تنهد اكوما ثم قال بنبرته السابقة :عندما ذهبت معهم كانت الامور على طبيعتها ولم يحدث اي شيء فجأة انقطعت الكهرباء و اصبح المكان بلون احمر ناري فجأة شعرت بأن شيء   قرصني وفقدت الوعي و بعد عدة ساعات استيقظت و وجدت اثراً علي يدي فعلمت ان احدهم استعمل الصاعق الكهربائي لإفقادي الوعي .
نظرت جيسيكا إلى زوجها وحدقت به متشككة به و لم تستمع إلى ما قاله اكوما بعد ذلك بل كانت تنظر إلى زوجها و العديد من الافكار تدور في فكرها ....
في حين اكمل اكوما :و ايضا وجدت نفسي في مكان مظلم يتخلله الضوء من مكان بعيد ،حاولت الوقوف لأهرب لكن قدماي و يداي كانتا مقيدتين ولم افعل اي شيء حتى بل انتظرت و قبل ساعة او ساعة ونصف من الان دخل عليّ شخص يكسوه اللون الاحمر فأشربني كأس من الماء وشربته من دون تشكك لإنني كنت عطشا جدا و بعد مضي ربع ساعة شعرت بنعاس شديد ونمت و فجأة وجدت شخصا ينثر قطرات الماء على وجهي و اصبحت معكم
ماتيلدا :هل هذا كل شيء ؟
اومأ اكوما برأسه ثم قال بصوت خفوت :كل شيء ...
روك :شكراً لك ...حسناً إذا نحن سنذهب لكي ترتاح
ثم ذهب كل منهم و جلس كل منهم في أحد اركان الغرفة الكبيرة ... البعض يتهامس و البعض يجلس وحيداً لا يتكلم لكن ...
اخذت جيسيكا توماس عند زاوية الغرفة بعيدا عن الكل حيث لا يسمعهم أحد فقالت بصوت عالي نسبياً :ماذا تعتقد أنك فاعل ؟
قال توماس مظهراً علامات التعجب :اخفضي صوتك ,ثم ماذا تعنين بكلامك ؟
اكملت جيسيكا بغضب :الست أنت القاتل ؟
تفاجأ توماس فقال لها :عزيزتي جيسيكا ...من أين اتيتِ بهذا الاتهام ؟
انفلتت من جيسيكا الكلمات و بدأت تقول :نعم انت هو القاتل إذا اخبرني عن الصاعق الكهربائي الذي صُعِق به اكوما و ايضا لقد اعطيته لي لكي تتجه لي اصابع الاتهام و انت تخرج بريئا من التهمة اليس هذا صحيح ...
كان توماس يحاول ايقافها و يقول بصوت متقطع :هذا ليس صحيحا ...اعطيني الوقت لأتحد... اسمعين...
لم تعطي جيسيكا لتوماس أي مجال للتحدث كانت تتكلم و تنثر الكلمات الجارحة كما ترمي الغيوم قطرات المطر على توماس من دون ان تشعر ,غضب توماس و رفع يده و صفعها على وجهها
ساد الصمت في المكان... الكل كان ينظر إلى توماس الذي صفع جيسيكا فجأة بدون سابق إنذار لم يسمعوا أي شيء قبل ان يصفعها لأن المكان كبير جدا وكان مليء بالاحاديث الذي حجب شجارهما عنهم ...
كانت جيسيكا تنظر اليه و تجمعت الدموع حول عينيها كانت تصدر بعض الهمسات من هنا وهناك في الغرفة فصرخ توماس صرخت هزت اركان الغرفة قائلاً :لا أحد يتدخل إنها مشكلات عائلية لذا فليدخل كل منكم لسانه في فمه ولا يتدخل
عاد الكل إلى حديثهم السابق وتركوهما  يتفاهمان بينما كان المحققين يراقبونهم من بعيد ...
كانت جيسيكا في حالة صدمة فتوماس لم يضربها من قبل او يصرخ عليها فجلست على الكرسي وهي تضع يدها على وجهها ... ما الذي جرى له .. كانت هذه الكلمات التي تقولها جيسيكا في نفسها
بينما اكمل توماس بغضب :أنا لست كما تعتقدين ,وهل لأنني اردت حمايتك اصبحت قاتلاً ؟ ,ثم اطلق تنهيدة عميقة فجلس على الكرسي المقابل لجيسيكا و حاول أن يهدأ من غضبه فأخذ شهيق عميق ثم زفير فشعر بعدها بتحسن فقال بصوت هادى وهو ينظر اليها :أنا اعتذر لأنني صفعتك لكن ,صمت لبضع ثواني ثم بدأ ينظر إلى حذائه وبدأ يهز قدمه ثم اكمل بنبرته السابقة :لكن لم تكن هناك طريقة أخرى تجعلكِ تستمعين اليّ ,صمت للحظات ونظر اليها وكأنه يريد منها ان تقول شيئا ولكنه لم يتلقى جواباً ,فتنهد ثم نظر إلى حذائه مرة اخرى أكمل :لو كنت انا القاتل لما استعديت المحققَين و ايضا ليسا محققان عاديان إنهما من اشهر محققي البلاد ,ثم ايضا اخبريني إذا أنا كنت القاتل فكيف فعلتها ؟
ظلت جيسيكا صامتة فقط تنظر إلى توماس ثم وقف وجلس على الارض امامها بينما هي وجهت نظرها اليه فقال ناظراً الى عينيها وقال بهدوء :عزيزتي ,بالنسبة للصاعق فأقسم لكِ انني اردت حمايتك...صدقيني 
ازالت جيسيكا عينيها عن توماس و قالت :اعتذر ... أنا اسفه لقد اخطأت
ابتسم توماس و قال :لا ,لا تعتذري أنا من يجب من أن اعتذر على تصرفي
من بعيد عند زاوية الغرفة كانت هناك اربع عيون كانت تراقب جيسيكا و توماس...
روك :يبدوا انهما تصالحا
ماتيلدا :لقد اعتذر كل منهما إلى الاخر .
ابتسم روك واكمل :كلمة أسف ليست كلمة مذلة للنفس بل هي كلمة تقال لكي يعرف الشخص الآخر .. أنك لا تريد خسارته
ابتسمت ماتيلدا فقالت :هذا صحيح ...هل تعلم؟
روك :ماذا؟
ماتيلدا :اعتقد ان في هذه الجزيرة شيء ساحر او شيء من هذا القبيل يظهر ما في الانسان من قدرات
روك :لما؟
ماتيلدا :منذ كنا في طريقنا إلى الجزيرة بدأت تظهر مواهبك الشعرية و تقول كلمات جميلة
روك :ربما يكون صحيحاً فرغم المشاكل إلا ان هذه الجزيرة تشعرني بالراحة و الاسترخاء
استمرا في احاديثهما الطويلة حول عدة مواضيع حتى اتى وقت الغداء ومرت الساعات بدون حدوث أي شيء جديد حتى الساعة السادسة اثناء غروب الشمس ...

اقتربت جوليا من روك و ماتيلدا فقالت :المعذرة ...هل تسمحان لي بطلب ؟
روك :بالطبع ماذا تريدين ؟
جوليا :امممم حسنا كما تعلم أنا قلقة جدا على ابي لذا ارجوك يا سيد روك اذهب له مجددا وحاول اقناعه بأن يأتي ويجلس معنا ...انا اشعر بالقلق حياله
روك :لما لا تذهبين انتي ؟
قالت جوليا بحسرة مكتومة :مستحيل فهو لا يريد مقابلة أي احد منا
ماتيلدا :لما لا تحاولين ؟
جوليا :إن الامر مستحيل .
روك :إن مثل هذه الافكار السلبية تضعف الطاقة ...فكن ايجابيا و ابتسم عند اكبر المعضلات ...تجد نفسك تتذوق حلاوة الانتصار
ابتسمت جوليا و فهمت ما يعينه روك فقالت :فهمت ,شكرا لكما
روك  محذرا :ولكن احذري فقط القليل من الوقت و لأنه وبعد مغيب الشمس يكون المكان خطر .
اومأت جوليا رأسها و سارت باتجاه الباب فستوقفها صوت توماس القائل :إلى أين تذهبين ؟
استدارت جوليا له وقالت بسعادة :سأحاول مقابلة ابي
تدخلت جيسيكا بسرعة فقالت :يجب أن نذهب معكِ نحن ايضا نريد مقابلته
وقف روك قائلا :لن يذهب أي أحد منكم
اظهرت صوفي وجهها المخيف وتكلمت بعد صمت طويل فقالت بصوت شرير :ومن انت ؟ لتتدخل في شؤون العائلة و تسمح وتأمر
اقترب روك منها و حدق فيها بعينين مخيفتين وقال :لأنني لست طفلاً
تعجب الجميع من تصرف روك حتى ماتيلدا فقالت في نفسها "اليس هذا غريب ... أول مرة ارى روك يتصرف هكذا ..."
ثم وقف وسط حيرة وتعجب الجميع وعاد إلى مكانه وهو يضع يده في جيب بنطاله و قال لجوليا :اذهبي يا آنسة جوليا فالوقت ضيق
خرجت جوليا من الغرفة ...بعد عدة دقائق قالت ماتيلدا لروك بنبرة تطلب التفسير :ما معنى ذلك ؟
روك :توقعت هذا السؤال منك ,لكن كان يجب عليّ أن افعل ذلك منذ زمن و هي تعرف شيء و شيء خطير لذا هذه الخطوة الاولى لمعرفته
اخرجت ماتيلدا من حقيبتها كيساً من السكاكر ففتحه و قالت لروك :أتريد ؟
اخذ روك بعضا من السكاكر و أكمل :حسنا و ما حدث ليس إلا البداية
ماتيلدا :وما هي الخطوة الثانية ؟
نزل روك من على الكرسي وجلس على الارض و قال :بعد قليل ,وأكمل تناول السكاكر وهو يفكر
بينما وصلت جوليا و وقفت أمام باب ابيها تتقدم لتطرق الباب لكنها تتراجع ... احتارت في امرها ...وبقيت شاردة اللبّ ...تفكر ...فجمعت قواها و طرقت الباب
بعد ثواني ... فُتح الباب ...
 فوقفت أمامه شديد الاضطراب وقد بدا عليها الخوف بوضوح وفجأة ودون شعور غرقت أجفانها في الدّموع ثم امتلئ صوتها بالدموع فأرتجف رغماً عنها وقالت بحنيه :ابي ...لم أتوقع بأنك انت من سيفتح لي الباب ...كُنت خائفة و... و مر...
قاطعها والدها وافترّت على شفتيه ابتسامة رقّة وطيبة :دعينا نتكلم في الداخل
دخلت جوليا مع ابيها في الغرفة ...
كريستوف :لماذا هذه الدموع ,لقد فتحت لكِ الباب فماذا كنت ستفعلين لو لم افتحه لكِ
جوليا :في الحقيقة ,لا أعلم كُنت خائفة و تذكرت كابوس اليوم و اختلطت عليّ الامور فبكيت عندما رأيتك لا أعلم اريد التحدث معك ام اريد فقط رؤيتك ربما كُنت مشتاقة ,تنهدت ثم قالت :ارأيت حتى كلامي مبعثر
كريستوف :كابوس ؟
جوليا :لا ,لا تهتم فهو مجر...
قاطعها كريستوف قائلا :الن تخبرين ابيك ؟
انتاب جوليا  صمت عميق ,وشرود وذهول غريبين فقالت : غفوت ... ولكننّي لم أهنأ بنومي طويلاً ...حاولت أن أتنفس ,اختنقت و قمت فزعة مرعوبة من نومي ,ابي انت في خطر لقد رأيتك في كابوس لعين ارجوك يا أبي تعال و اجلس معنا
ابتسم كريستوف و قال :لا بأس لا تقلقي
جوليا :كيف لا أحزن و لا اقلق ,أبي انت اغلى ما أملك
وضع كريستوف يده على كتف جوليا وطبطب عليها و اكمل بنبره هادئة :اسمعيني يا حبيبتي جوليا ...اسمعيني جيدا و ضعي ما سأقوله لكِ اقراطاً في اذنك ...
أريد ان ارى موتي من بعيد ... أن اطير نحوه ,أتأمله ...اتفحصه عن قرب و اريد أن ارى ملامح وجهي وهي تستقبله لا اريد موتاً يخطفني دون أن اعرف ,و الموت افضل من حياة ليست سوا تكرار في تكرار و هو النهاية النقية الجميلة الوحيدة لعاطفة عظيمة وكل اشكال الحياة هدفها هو  الموت ...و سأقول شيء اخير ,إن قضية الموت ليست على الاطلاق قضية الميت بل إنها قضية الباقين... نعم قضية الباقين من بعدّي هل فهمتِ الان ؟
عزمت جوليا ان تتظاهر بالبهجة و السرور و قالت بروح مرحة :فهمت ,لكن أبي
كريستوف :ماذا ؟
جوليا :انت تحبني صحيح ...و ايضا قد سامحتني على كل شيء فعلته مسبقا أو امراً جعلك تغضب مني او شيئاً خالفت امرك فيه ,هل تسامحني ؟
كانت عينا كريستوف تنطق بالصفا و الطيبة وقال :وهل يمكنني ان اغضب من ابنتي الجميلة ...اتعلمين ؟
جوليا :ماذا ؟
وضع كريستوف يدع على وجهه ابنته وقال بصوت مشتاق :انتِ  تشبهينها ,نعم تشبهينها كثيرا كم احببتها نعم احببت امك و احببتك يا جميلتي ...,وقبل جبين ابنته
ترقرقت دمعة اليأس في عينّي جوليا و لأول مرة شعرت أن الحياة لفظتها و رمتها في غرفة سوداء بلا نوافذ ,ارتمت في حضن ابيها تبكي بحرقة ,ارادت ان تصرخ ولكنها لم تسمع الا صوتها يرتجف المتقطع :احبك يا أبي
خرجت جوليا من غرفة ابيها بخطوات متثاقلة ,جرى الوقت بسرعة ,و الوقت مضى دون ان تحس به ,شعرت بأنها تنظر النظرة الاخيرة إلى والدها وعادت إلى غرفة المعيشة
فتحت باب غرفة المعيشة ودخلت لكن ما هذا ... ما الذي حصل ,كانت تردد هذه الكلمات في نفسها و سرتّ في جسمها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها رعدة كان هناك ضباب في الغرفة وكأن اجساد كانت على الارض ,شعرت بالدوار فجأة المكان يدور بها و وقعت على الارض ...
____________________
بعد نصف ساعة استيقظ روك واضعا يده على رأسه وهو يقول بألم :كيف انطلت عليّ مثل هذه الخدعة السخيفة ,لو لم تكن ماتيلدا تثرثر فوق رأسي كنت قد انتبهت..
صمت فجأة فنظر حول المكان ,شحب وجهه ثم قال بصوت عالي وفيه شيء من الحده :ماتيلدا ..أين انتي هوووووي ماتيلدا ,وبدأ يبحث عنها وهو يصرخ... صوته ايقظ الجميع لكن لحظة ليس الكل هنا اقترب منه توماس و قال :جيسيكا ...جيسيكا لا اراها و اتى بعض الخدم وهم يقولون بخوف :اصدقائنا ليسوا موجودين
دفن روك غضبه و خوفه في اعماق نفسه و ارتد إلى طبيعته الاولى و تحدث بصوته الواثق :هدوء ارجوكم ,دعونا نفكر بالامر اولاً من الاشخاص الذين ليسوا هنا ؟ بالنسبة لي لا أرى ماتيلدا ...
اوليفيا :عمتي جوليا لا اراها بينما ,امرأت عمي لوسي و ابنها لوكاس و صوفي  هنا
توماس :زوجتي ...زوجتي جيسيكا
قال أحد الخدم :خمسة منا مفقودين
روك :وهل بينهم اكوما ؟
أجاب اكوما :أنا كنت هنا طول الوقت ...لكن لما سألت عني بالذات
روك :لإنه لو اختطفك مرة اخرى ستكون مقصوداً بالقتل
انحنى اكوما و قال باحترام :شكرا لاهتمامك سيدي
اوليفيا :إذا لنذهب للبحث عن الباقي
خرج الكل من غرفة المعيشة وبدؤوا بالبحث عن الباقي بحثوا في جميع الغرف في الطابق السفلي وحان دور الطابق الثاني في ثالث غرفة فتحوا ابوابها ...
ركض روك إلى الداخل و ايقظ ماتيلدا بينما اتجه توماس إلى جيسيكا وبقية الخدم إلى اصدقائهم الخمسة ...
اقتربت اوليفيا من لوكاس و قالت له :عمتي جوليا ليست هنا
سمع روك ما قالته اوليفيا وقال :هل سمعتكِ تقولين أن الآنسة جوليا ليست هنا ؟
اوليفيا خائفة :نعم
قالت ماتيلدا بعد أن استجمعت قواها :يجب أن نبحث عنها ,أعتقد انها في غرفتها مثل الذين من قبلها
روك :لا لم نجدها في غرفتها لذا يجب علينا ان نسرع قبل أن يفوت الاوان
وقف أحد الخدم وهو يضع يده على رأسه ويتحدث بصعوبة :سيد روك ...عندما وقفت و جدت هذه الورقة في جيبي ,و أعطى روك الورقة كانت ممزقة الاطراف  ففتحها روك فوجد مكتوب فيها
7,5,9,4,8,2,4
توماس :ماذا تعني هذه الارقام ؟
ماتيلدا وهي تنظر إلى روك  :لقد عرفتها ايضا يا روك ,صحيح!
ابتسم روك وقال :بالطبع إلى غرفتها بسرعة
لوسي :اخبرانا ماذا تعنيان ؟
روك :ليس لدينا وقت سأشرح لكم في غرفة الانسة جوليا
____________________
في غرفة جوليا ...
وضع روك الورقة في طاولة تتوسط الغرفة وقال للجميع :اسمعوا جيدا لنبحث في الساعات و عندما تجدون الساعة التي تحمل أحد هذه الارقام احضروها هنا بسرعة ليبحث الجميع ليس لدينا وقت
خلال دقيقة توزع الكل يبحث في الساعات وبعد دقيقة أخرى وضِعت الساعات على الطاولة ,أصبحت على طاولة ساعة على شكل هدهد ,مظلة ,كره ,فراولة ,ظرف ,لؤلؤة
لوكاس : والان ماذا ؟
روك :نأخذ الحرف الاول من كل شكل للساعة و نرتب الاحرف بحسب الارقام في الورقة
ماتيلدا :حسنا أولاً لدينا الساعة السابعة نأخذ حرف الكاف ,ثم الساعة الخامسة حرف  الهاء ,ثم الساعة التاسعة الحرف الفاء ,ثم الساعة الرابعة حرف الميم ,ومن بعدها الساعة الثامنة حرف الظاء ,والتالية هي الساعة الثانية نأخذ حرف اللام ,الساعة الرابعة مرة أخرى حرف الميم
روك :كهف مظلم ,لقد عرفته هيا بنا ...
خرجوا من القصر متوجهين إلى الكهف لكن حشدت الرّيح السّحب ،فازدادت دكنة وانحطاطا شيئا فشيئا حتّى تدلّت نحو الأرض وهي تدوّي وتئنّ ،ولمع البرق ،وطنّ الرّعد طنينا ،وأزّ أزيزا ،وعوت الرّياح مختصمة فيما بينها ،فقذفت بكلّ ما اعترضها ،حينها اعتصرت السّحب وألقت بما فيها على الجزيرة وكلّ من حولها أمطارا كأفواه القرب ,كانت الجو غاضبا لكن مع ذلك استمروا في المشي بل الجري متجهين إلى الكهف
خلال دقيقتين من الركض اصبحوا أمام المدخل ,توقفوا قليلاً يلتقطون انفاسهم
فرفعت صوفي اصبها السبابة مشيرة إلى داخل الكهف و اصبحت نظرات عينيها ملتهبة و ابتسمت بخبث و اصبح وجهها مثل ساحرة شريرة في شخصية كرتونية و تحدثت بصوت مخيف و بارد :إنها تغرق هناك
صُعق الكل ودخلوا بسرعة البرق إلى الكهف ووجدوها في حوض كبير جدا ورفيع  مازالت تتدفق فيه المياه و جوليا مقيدة اليدين و القدمين ,واقفة تحاول النجاة ورفع رأسها عن الماء ,لم يكن هناك الوقت الكافي لإحضار سلم ليصلوا إلى اعلى الحوض
فجأة صرخت ماتيلدا وهي تجمع قواها و ركلت الزجاج بأقوى ما أُوتيت من قوة و في ثواني تحطم الزجاج و اندفق الماء كالنهر على ارض الكهف و حملوا الخدم جوليا وفكوا قيدوها
كانت لا تزال مرعوبة و بعد أن هدأت و اخذت نفسا عميقاً ثم  قالت لماتيلدا :لا أعلم ماذا أقول لكِ ,لقد انقذتي حياتي
ماتيلدا :لا شكرا على واجب حبيبتي جوليا و الان يجب أن ترتاحي
قالت إحدى الخادمات بنبرة مهذبة :المعذرة على إزعاجكم اسيادي لكن يجب أن نعود إلى القصر قبل أن يصبح الجو أسوأ ,وبما أن الجميع بخير ...
قاطعها روك :أنتِ محقة يجب أن نعود بسرعة لكن في الحقيقة يُختار اليوم ضحيتين وبقي شخص لم نتأكد إن كان قد ... ,لم يكمل و نهض و قال بسرعة :هيا
كان روك يجري بسرعة تحت الشجر لكي يختبأ من المطر و هو يفكر و يقول في نفسه :هل فعلها بعد ...لكن لا أتوقع أنه يمتلك الوقت ...
قاطع فكره حديث جوليا القائلة :أنا أعرف انك كنت تتكلم عن ابي ,هل تعتقد أن المجرم قد فعلها ؟
روك :سنناقش كل الامور لا حقا
اصبحوا أمام غرفة الجد حاولوا فتح الباب لكنه كان مغلق ,فأخرج أحد الخدم نسخة من المفاتيح و اعطاها لروك ...
فتح روك الباب قليلاً بحذر شديد :فخرجت رائحة المخدر فأغلقه بحذر وقال :هناك كمية كبيرة من المخدر أو الغاز المنوم ,يجب أن نفتح كل الابواب و النوافذ في الغرفة لكن نحتاج كمامات للفم ...
شانون :حسنا سأذهب لإحضار بعضاً منها
ذهبت شانون وعادت في بسرعة ومعها كمية من الكمامات فأخذ روك و قال :أنا و ماتيلدا و السيد توماس سندخل و الباقي سيبقون في الخارج رجاءً ...
اوليفيا :ولما عمي توماس فقط ؟
ماتيلدا :لأنه هو من طلبنا
اوليفيا :لكن اليس الذي في الداخل جدنا ؟
روك بصوت حاد :إذا كُنت تملكين قلبا قاسيا و من لا يخاف فاليدخل لكنني لست مسئول لأي شيء يحصل
لوكاس :سأدخل مع اوليفيا  ,ثم استدار ونظر إلى امه قائلاً :امي انتظري هنا انتي و عمتي جوليا وصوفي
اعطت شانون الكمامات لكل من روك ,اوليفيا ,لوكاس و عندما اعطتها إلى ماتيلدا قالت :احترسي لقد كاد قلبي أن يتوقف عندما اختفيتِ قبل قليل
اقتربت ماتيلدا من شانون و همست لها :لا تقلقي أنا ماتيلدا
وضعوا الكمامات و دخول الغرفة و فتحوا كل النوافذ الكبيرة و الصغيرة لكي يتجدد الهواء ...و يبحثون عن السيد كريستوف ...
فوجوده جثة هامدة على السرير مطعون بأربع سكاكين من أعلى صدره حتى أسفل معدته
شعرت اوليفيا بالغثيان و اغلقت عينيها على الفور ,بينما اقترب كل من ماتيلدا و روك إلى الجثة
ماتيلدا :هوي روك أنظر هنا إن مقابض السكاكين مبللة بالماء
روك :نعم ايضا حول و فوق الجثة الكثير من الماء ,بالإضافة انه  بارد
تحسست ماتيلدا الجثة وقالت :لقد توفي قبل ربع ساعة ..
لوكاس ببروده المعتاد :هل انتِ متأكدة فكلنا كنا مع بعضنا أكثر من ربع ساعة
ماتيلدا :نعم أنا متأكدة
اقتربت اوليفيا من لوكاس و قالت له :لوكاس ارجوك ,دعنا نخرج لم اعد أتحمل
روك :قلت لكِ هذا منذ البداية انتِ عنيدة
ابتسم لوكاس :لا بأس اوليفيا ,كُلنا هنا معرضون للخطر و قد يكون أي شخص فينا هو التالي بنفس جثة جدّي أو تكون بنفس جثث من قبلهم ,لذا يجب عليكِ ان تصبحين اقوى ,وأيضا إذا كُنتِ تريدين أن تخرجي فسوف أخرج معكِ
ابتسمت اوليفيا :حسنا حتى و إن ما قلته كان صحيحاً لكنني افضل أن اخرج بدأت اشعر بالغثيان
خرج الاثنان من الغرفة ...
بينما قال توماس :الم تجدا وصية جدّي بالقرب من جثته ؟
تظاهر روك بعدم المعرفة و قال :عن أي وصية تتحدث ؟
توماس :إنها وصية تحدد من الوريث له ...هذا ما اخبرنا به
قالت ماتيلدا في نفسها :يا له من حقير يرى جثة اباه بهذا الشكل أمامه و هو يتحدث عن الاموال ,لقد اغضبني فعلاً
قال روك :جثة مطعونة بأربع سكاكين من أعلى صدره حتى أسفل معدته ,مقابضها مبللة بالماء البارد نسبياً ,على و حول الجثة ماء بارد نسبياً  ايضا ,أقترب ليتفحص العينين ليتأكد من زمن الوفاة فسقطت عليه قطرات من الماء فرفع رأسه فوجد أن الثرية مبللة بالقليل من الماء و قال في نفسه "اصبحت جافة تقريبا ,لكن ما معنى هذا ؟"
ماتيلدا :عزيزي هل انتهيت ؟يجب علينا أن نضع غطاءً إن المنظر ليس جيداً أبدأ
روك :نعم ,أتذكر أنه كان هناك غطاء ... ,صمت فجأة
ماتيلدا :هوووي أخبرني ماذا حدث لك ؟لما صمت فجأة ؟
قال روك في نفسه :لا أدري كيف افلت من ذاكرتي المتعبة هذا الامر ...
ماتيلدا :روك هوي ...انني أكلمك
نهض روك من افكاره و قال :ماذا ؟
ماتيلدا :أنا من يجب ان يسأل هذا السؤال ,ماذا بك؟
قال روك بضيق :جيمس ...خادم السيد كريستوف وكبير الخدم ليس هنا
اجابته ماتيلدا بينما كانت تخرج غطاءً من الخزانة :قد يكون مغمى عليه في هذا الجناح الكبير ابحث في الحمام أو أي كان في هذه الغرفة ,لا تتضايق و انت لم تفعل شيئاً
اخذ روك الغطاء من ماتيلدا و وضعه على السيد كريستوف وقال :انتِ محقة ,انتِ ايضا ساعديني في البحث
ذهب كل من ماتيلدا للبحث بينما توماس :بدأ يبحث عن الوصية هنا وهناك
استوقفه صوت صوفي بنظرتها الشريرة و صوتها الخبيث :لن تجدها
ارتعد توماس و شعر برعشة سريعة تجري في بدنه ...
في حين صرخ روك قائلا :وجدته ...تعالوا إنه هنا
دخل كل افراد العائلة و الخدم إلى الغرفة و تجمعوا حول روك في الجهة الغربية من الجناح ...
ماتيلدا :إذا لقد وضعه في صندوق كبير ,هل  يتنفس ؟
روك :نعم ...ابتعدوا قليلاً دعوه يتنفس الهواء النقي ,فليحضر احدكم بعض الماء رجاءً
شانون :حسنا ...سأذ...
قاطعها صوت احد زملائها :شانون لا ,أنا سأذهب فلقد بذلتي جهدا كبيرا
ابتسمت شانون و قالت بخجل :شكرا لك
عاد الخادم و وضع بعضا من الماء في راحة يده ثم نثرها على وجه جيمس
فحاول روك ايقاظه و هزه بلطف حتى استيقظ فقال بصوت مرعوب :سيدي ... ماذا حصل لسيدي ...أني اتكلم معكم ماذا حصل لسيدي كريستوف
روك بصوت هادئ :أهدأ يا جيمس ...و لا تقلق لقد وعدته
تكلم جيمس بصوت متكسر :إذا ...هل نال منه ؟
روك :نعم
اجهشت جوليا بالبكاء على ابيها و كانت ماتيلدا تحاول ان تجعلها تهدأ
فجأة اقتربت منها جيسيكا و قالت بحقد :إن لعب هذا الدور لا يناسبك ابداً ,تتظاهرين بالحزن و انكِ تحبينه كثيرا و تسألين عنه لكي يكتب كل الاموال لكِ و تكونين الوريثة من بعده
حاولت جوليا التكلم ودموعها مازالت تتساقط على خديها :عن ماذا تتكلمين ...أنا احب ابي فعلاً ولو ... كنت امثل عليه لعرف الامر من الوهلة الاولى
قالت جيسيكا بسخرية : نعم ,نعم اصدقك إذا كنت حمقاء يمكنك خداع الجميع إلا أنا ,فأنتِ تفعلين كل هذا لكي لا يكون لنا نصيب من الإرث
اخذ حزن جوليا يزداد شيئاً فشيئاً و قالت :انا لست كما تقولين ,وأيضا احترمي جثة أبي الهامدة هنا لقد توفي قبل قليل و انتِ و زوجكِ لا شيء تحزنان عليه إلا المال و الوصية
شعرت شانون بغضب ماتيلدا المتطاير من عينيها فذهبت اليها و قالت لها :اهدئي ,أنا اعرفك اكثر من معرفتي لنفسي حاولي تمالك اعصابك ولا تغضبي
توماس :وهل كان ابيك يهتم بنا لنهتم به ؟
جيسيكا :صحيح ,كان من المفترض أن يموت منذ ...
لم تتحمل ماتيلدا فغضبها سيطر عليها وعلى كل حركاتها و صفعت جيسيكا صفعة قوية وقالت بغضب :اصمتي ايتها الحقيرة
اقترب توماس من ماتيلدا و يريد ضربها لكن اوقفه صوتها المخيف الغاضب وهي تقول :اسمعني انت ايضا ,من أي انواع التراب خُلقتم ,بتصرفكم هذا اعتقد انه من تربة المستنقعات القذرة ,جثة ابيك لم تتصلب بعد و انت تتكلم عن الوصية و الارث و المال ,و إن كان هناك من يمثل هنا فهو انتِ يا جيسيكا ,و انت ايضا انسى نصيحتي السابقة فزوجتك لا تستحق أن تحميها بروحك
حاولت شانون التدخل لكن روك منعها و قال :لا ,لا تفعلي دعيها تنتهي من حديثها
لم تتغير نبرة ماتيلدا الغاضبة حين اكملت :لو كنت مكان ابيكم لحرمتكم من الارث ,هل تجعلون الاموال تفرغ بين الاخوة ,بين الاب و ابنه ,تتمنون موته لترثوه انتم حقا مجموعة من الحثالة
ثم تركتهم وخرجت من الغرفة و لحق بها كل من روك و شانون ثم تبعهم الجميع
____________________
في غرفة المعيشة الساعة العاشرة و سبع دقائق ...
جلست ماتيلدا على الكرسي تحاول ان تهدأ اعصابها ...
جلس روك بالكرسي المقابل لها و قال :إذا ماذا بعد هذا ؟
رفعت ماتيلدا ساقها ووضعتهما على الكرسي و جعلتهم متلاصقين و احاطت عليها بيديها و دفنت رأسها بينهما وقالت :أنا اسفه ...لم اتمالك اعصابي ...
ابتسم روك و قال :حمقاء ...لما تعتذرين ؟
انزلت ساقيها ببطء وهي تقول :ماذا تعني ؟
روك :انتِ فعلتِ الصواب لذا لا تحزني ...في الحقيقة لقد اعطيتهم درسا عظيماً
ابتسمت ماتيلدا و قالت :لقد وددت لو ركلتها في احشاء بطنها لتعرف معنى كل كملة قالتها ,كلماتها جعلتني اغضب فعلاً
روك :انتِ مخيفة
كان الخدم يضعون طعام العشاء بينما اكوما يقترب من كل شخص ويخبرهم أن العشائ جاهز ,فأقترب اكوما من ماتيلدا و روك بتهذيب :تفضلا إلى طاولة العشاء
روك :لحظة اريد أن أسألك عندما خُطفت للمرة الاولى ,هل استطعت أن ترى شكل او جسم المسمى الشيطان الاحمر ,وماذا عن المكان الذي كُنت فيه ,هل هو نفس الموقع التي كانت فيه الانسة جوليا لأن هذا سيفيدنا في التحقيق
اكوما :لقد قلت لك مسبقا ما رأيته يا سيدي ,ولكن بالنسبة للموقع اعتقد أنها كانت اقرب مني ,فأنا كنت ابعد تقريبا اربعة امتار أو خمسة امتار من مدخل الكهف بينما السيدة جوليا تبعد مترين فقط
ماتيلدا :هكذا إذا ,كن حذرا في المرات القادمة فأنت في خطر
انحنى اكوما و شكرهما وعاد إلى طاولة العشاء

السبت، 26 يوليو 2014

البارت الثالث "حفلة الجثث




                                   ____________________

في غرفة ماتيلدا....
 كانت ماتيلدا  قلقة على روك إلى حد الموت أفكار كثيرة تراودها ,هل هو بخير ,لما لم أذهب أنا بدلاً منه ,لن أسامح نفسي إذا حصل له شيء ,هل أخرج و ارى ؟ لكنه قال لي ألا أخرج من الغرفه ,كانت تدور وتحوم في أرجاء الغرفة .
توقفت ماتيلدا عند سماعها صوت الباب يُفتح ودخل روك
ذهبت ماتيلدا اليه مسرعه و بدأت تتفحصه بعينيها ,فنزلت دمعتها وقالت :انت بخير ,فجلست على ركبتيها و قالت براحة :انت بخير
جلس روك على ركبتيه و اصبح أمامها ومسح دمعتها  وهو يقول :لما انتِ تبكين؟
قالت ماتيلدا بصوت قلق :لقد كنت قلقة عليك لم اكن مرتاحة ولن أسامح نفسي ان حصل لك شيء بسببي
روك :لن يحصل لي أي شيء فلماذا البكاء على لا شيء
ماتيلدا :كنت خائفة جداً...كنت  ...أف
قاطعها روك وهو يضربها على رأسها بلطف قائلاً :حمقاء وهل تظنيني أموت بسهولة ..؟
ابتسمت ماتيلدا وهي تمسح دموعها وقالت :حقا
*طرق الباب*
روك :أعتقد أنها شانون
ماتيلدا :سأفتح لها الباب
دخلت شانون وبيدها كاميرا الفيديو وقالت :لقد سجلت ما اردت سيد روك –و اعطته الكاميرا ثم اكملت :والبقية يريدون رؤيتك
أخذ روك الكاميرا من يد شانون وقال :حسناً ,سنذهب اليهم الان
عاد روك و ماتيلدا و شانون إلى غرفة المعيشة ...
نظر روك إلى الغرفة فوجد إن سيبستيان و ابيه و اوليفر و أحد الخدم ليسوا في الغرفة فقال :أين ذهب كل من سيبستيان و اوليفر و السيد دافيد ؟
اوليفيا :لقد قال سيبستيان أنه ذاهب لغرفته ليحضر حاسبه المحمول فذهب مع اخي الذي يريد أن يستحم  و عمي الذي يريد أن ينام قليلا وذهب معهم و أحد الخدم .
روك :منذ متى ؟
أوليفيا :حوالي ربع ساعة .
ماتيلدا :هذا خطر ففي هذه الحاله سيتفرقون !!
اوليفيا :لا ,فقد أقترح سيبستيان أن يستحم أخي في غرفة عمي وهو يكمل عمله على الحاسب في غرفة عمي ايضا وعندما ينهض عمي سيعودون .
روك :هكذا إذا .
أقترب توماس من روك و ماتيلدا وقال لها :أريد أن اتكلم معكما ,أرجوكما دعونا نبتعد عنهم حتى لا يسمعوننا .
كانت في الغرفة الكبيرة طاولة صغيرة عند الجدار فأشار إليها روك وقال :هناك
جلس روك و ماتيلدا و توماس حول الطاولة فقال روك :ما الامر
توماس :أريدكما أن تخبراني بكل شيء توصلتما اليه
روك بنبرته الجامدة الواثقة :الفاعل أحد منكم ,وجدكم أحد الضحايا.
توماس :ولما تصّر أنه أحد منا ؟
ماتيلدا  :لأنكم الوحيدين على الجزيرة من تملكون مصلحة قتله
قال توماس بقلق :الا ترون بأنني ضحية ايضا ؟
روك :لا أعلم
توماس :هل تشك بيّ؟
روك :الكل مشتبه و مشكوك في امره
صمت توماس لبعض الوقت ثم قال :كيف استطعت التحدث مع أبي؟
روك بصوت ساكن :لقد طلبت من خادمه جيمس وقلت له انني اريد مقابلته فوافق السيد كريستوف وقابلته .
توماس :فقط؟
روك :نعم
توماس :اممم أيضا اريد أن اعتذر ,على ما حصل للسيدة ماتيلدا
ماتيلدا متعجبة:ماذا حصل لي؟
توماس :أن جدي أخذك رهينة في الفترة التي كان يتحدث بها معنا .
ماتيلدا :لا بأس المهم انني بخير .
ابتسم توماس ثم قال :الم تفكرا بطريقة للخروج من الجزيرة ؟
روك :متى طلبتم من السفينة أن تعود إلى الجزيرة لتغادروا؟
توماس :لقد قلنا لهم بعد أسبوع ,و إذا اردنا ان تأتينا قبلاً سنجري الاتصال مع قائد السفينة  ويأتي الينا ,لكن الان لا يمكننا استخدام الهواتف بسبب عدم وجود تغطية ولا يمكننا استخدام هاتف المنزل بسبب انقطاع الحرارة أو اين يكن
روك :لا تقلق.
توماس :لكنني في الحقيقة خائف
ابتسم روك وقال :الخوف من الموت أسوأ من الموت نفسه .
توماس :وماذا عن زوجتي جيسيكا ؟
قالت ماتيلدا بسرعة وهي تشير اليه :من يجب أن يحميها هو انت
تحدث توماس بتعجب :أنا..؟
ماتيلدا :نعم أنت ,يجب عليك أن تحمي من تحب ولو كلف ذلك حياتك
ابتسم توماس ابتسامة رضا و قال :فهمت شكرا لكما ,ثم ابتعد عنهما
بعد ذهاب توماس اقتربت اليهم شانون و اعطت ماتيلدا قلم وقالت لها :تفضلي ...
ماتيلدا :قلم ،لكنني لا اتذكر انني  طلبت منكِ ان تحضري لي قلم 
شانون :هذا صحيح ولكن هذا القلم ليس قلما عاديا 
ماتيلدا :ماذا تقصدين ؟ 
اخرجت شانون ورقة فارغة من جيبها و اخرجت قلما مشابهه للذي اعطته لماتيلدا و بدأ تكتب على الورق 
قالت ماتيلدا :يبدوا ان حبره فارغ فأنا لا ارى اي كتابات على الورقة 
قالت شانون :يبدوا هكذا لكن... ،وبدأت تنظر حولها ثم فجأة قالت :في الصندوق
ماتيلدا :أنني لا افهمك يا شانون 
شانون :إن هذا القلم من نوع خاص فالكاتبة لا تكون واضحة إلا في الظلام ..لنضعه في مكان مظلم لكي تستطيعين القراءة
ماتيلدا بحماس :يبدو مسليا 
فوضعت شانون الورقة في صندوق خشبي يحتوي على ثقب صغير نظرت ماتيلدا من خلاله فقالت :هذا صحيح انني ارى الكتابة تظهر لقد كُتب "انا احبكِ ماتيلدا " 
ابعدت نظرها عن الثقب قالت :عزيزتي شانون انا ايضا احبكِ كثيرا ،لكن هل كُنتِ تخرجين من الجزيرة لكي تبضعين و تشترين ما تريدين ؟ 
شانون :لا 
ماتيلدا :إذا كيف اشتريتِ هذا القلم ؟  
شانون :في الحقيقة الجد يملك قلبا طيبا وكبيرا ،فقد كان يرسل جيمس الى المدينة و يأمره بأن يحضر الاطفال الباعة الذين يجوبون الشوارع بحثا عن من يشتري منهم و الاطفال المشردين الذين لا اهل لهم ،فيحضرهم إلى الجزيرة فيعرضون علينا الاشياء التي لديهم فنشتري منهم والذي يبقى لديهم يشتريه السيد كريستوف ثم يطعمهم و يطعم الاطفال المشردين 
تدخل روك قائلاُ :حقا ؟لم أعلم بكل هذا رغم التحقيقات التي قمت بها 
اضافت شانون :ليس هذا فقط ،فقد بنى منزلا و اسكنهم فيه ولكن كان يفعل كل هذا باسم مستعار 
روك :أنا مندهش.
بينما كانت اوليفيا تأخذ غفوة على الاريكة فجأة استيقظت وهي تصرخ ،التم الكل حولها وحاولا أن يعرفوا ماذا جرى لها و لكنها لم بقيت فترة صامتة لم تتكلم بل قالت بعد ان هدأت قليلا بصوت مرتعب قالت :اخي ...ارجوكم ...إنه في خطر 
روك :ماذا تعنين 

اوليفيا :إنه ليس وقت الاسئلة ارجوكم دعونا نذهب إلى غرفة عمي فقد مضت ساعتين منذ ذهابهم 
وقف روك وقال : حسنا إذا سنذهب جمعينا 
توماس :الا يجب ان يبغى البعض للحراسة ؟ 
روك :لا .هذا ليس مهما ...وقد يتعرض الشخص الذي سيبقى للحراسة للخطر
____________________

اصبح الكل امام غرفة دافيد حاول روك فتح الباب لكنه وجده مقفل فقال :هل هناك مفاتيح احتياطية ؟ 
قال احد الخدم :أنا لدي ،فأعطى المفاتيح لروك 
فتح روك الباب فوجد جثة دافيد بمنظر فضيع فأغلق الباب بسرعة وقال لن يدخل احد ،سأدخل انا و اتفحص الامر و اعود لإخباركم 
رفض توماس فقال :لا ،سأدخل معك 
روك بجدية :هل تملك قلبا قويا ؟في الحقيقة الجثة في حالة فضيعة
اجاب توماس بإصرار  :نعم سأدخل 
ماتيلدا :سأدخل انا ايضا 
روك :لا ، فقط انا و السيد توماس 
فدخل روك وتوماس فقال توماس :يا للفظاعة
كانت جثة دافيد مشوهة الوجهه ،عينيه ليست على وجهه و كان الوجهه كله مشوهه و الدماء تغطيه
كان في حالة يرثى لها
روك :ماهذا!
شد توماس على يده وقال بغضب مكبوت  :سأنتقم من قاتل أخي ،اقسم على هذا ،ثم خلع سترته و وضعها على جثة اخيه 
كان روك يتفحص المكان بحثا عن باقي الجثث فوجد شيئاً فقال :هناك ظرف بالقرب من جثة ،اخذه روك ففتحه فوجد فيه مفتاح و رسالة كُتب فيها :جثة سيبستيان 
توماس :إنه مفتاح غرفة سيبستيان ،ان غرفة سيبستيان هنا ،و اشار على باب كان في جناح دافيد 
فذهب روك وفتح الباب و قال :إنه هنا ،و اقترب منه وقال بتقزز  :حالته اسوأ من ابيه لو لم أكن  اعرف ما يرتدي وشكل جسمه لم اكن قد تعرفت عليه 
وضع توماس يده على فمه وقال :إنه مقزز-سكت للحظات ثم قال :هناك ايضا ظرف 
اخذ روك الظرف وفتحه و وجد مفتاح وورقة كُتب فيها :جثة اوليفر 
اخذ روك مفكرة سيبستيان من جيبه ثم قال :حسنا إلى غرفة اوليفر 
خرج روك و توماس من الغرفة فقالت اوليفيا :اين اخي 
روك :سنذهب إلى غرفته الان 
اوليفيا :اليس هنا؟
توماس :هنا جثتين فقط لأخي و ابنه ،سنخبركم بالتفاصيل فيما بعد 
ذهبوا إلى غرفة اوليفر ،فتح روك الباب قليلاً فوجد رأس اوليفر المشوه يطل من شق الباب فأغلقه بسرعة حتى لا تراه اخته بهذا الشكل 
فقالت اوليفيا و الدموع متجمعة حول عينيها :لما اغلقته؟
روك :اسف و لكنكِ لا تستطيعين رؤيته 
بدأت دموع اوليفيا بالتساقط و قالت وهي تبكي بحرقة على اخيها :انت تمزح...؟ لابد انك تمزح ليس لي احد في الدنيا من بعده ،اريد ان اراه مرة اخيرة
همس روك لماتيلدا قائلاً :تصرفي 
فذهب و مسحت دموع اوليفيا و قالت لها :لا بأس ان هذا هو اليوم الذي قُدر له الموت فيه -وضعت يدها على كتف اوليفيا و اكملت :لا تقلقي فهناك مثل يقول :عندما يذهب شيء جميل ،يأتي شيء أجمل منه 
اوليفيا بحسرة مكتومة :لاشيء اغلى من اخي 
احتضنتها ماتيلدا بقوة وقالت لها بحنيه :قرأت مرة ان "ليس كل شيء نبتلى فيه نيأس ونقول بأن الحياة تكرهنا .. لو نفكر قليلا لوجدنا بأن هناك اشياء لم تكن ستحدث لو لم نمر بهذا الحدث "
اوليفيا :كُنت و ما ازالت احبه كثيرا 
اقترب منها لوكاس و ابتسم وقال :و انا قرأت ايضا ان "الحب كحياة الانسان ..
يموت من هنا ويولد جديد من هناك.."
شعرت لوسي بالدهشة لأن ابنها عادة لا يتدخل في الاحاديث وقالت في نفسها "غريب" 
ماتيلدا :صحيح ,لا بأس ان تحزني على اخيك و تتذكرينه طوال حياتك لكن هذا لا يعني ان تصبحي يائسة ولا تفعلي شيء غير البكاء فهذا لن يؤخر أو يقدم أي شيء
ثم مسحت على رأسها و همست لها :هيا قفي فهناك من ينتظر
فمسحت اوليفيا دموعها و وقفت بمساعدة ماتيلدا وقالت بصوت حزين  :شكرا لكما ..لوكاس و ..
قاطعتها ماتيلدا وهي تمسح على رأسها :لا تشكريني أنا لم افعل أي شيء انتِ وقفتِ لأنك انتِ تريدين الوقوف صحيح؟
فتح الباب وخرج روك وتوماس من غرفة اوليفر 
ماتيلدا :متى دخلت ؟ 
روك :قبل قليل ،و الان ليذهب الجميع الى غرفته بالنسبة لصوفي و اوليفيا...
قاطعته جوليا و قالت :ستنامان معي 
اقترب توماس من صوفي و قال لها :ابيك و اخيك قد....رحلا عن هذا العالم البغيض و ذهبوا إلى عالم أخر ...
صوفي بصوت بارد لا يحمل أي مشاعر  :هل تعني انهما توفيا ؟ 
قال توماس بحزن :نعم 
لم تبدي صوفي اي اهتمام ولم تبكي استغرب الجميع فهمست ماتيلدا لروك قائلة :هذا غريب !طفلة في عمرها من المفترض ان تبكي و تنوح 
اظهرت صوفي ملامحها المخيفة وقالت :لقد سمعتك...و لما ابكي ؟ ففي النهاية سنموت كلنا وسيبقى فقط الشيطان الاحمر نيهاهاهاهاها 
قال احد الخدم :عفوا ،ماذا عن الخادم الذي كان معهم ؟ 
روك :لم نجده في الغرفتين 
توماس :هل من المعقول ان يكون هو القاتل ؟ 
نفى روك قائلاً :مستحيل 
جيسيكا :إذا من قتلهم ؟ 
روك :هل خرج أحد قبل ان يخرج السيد دافيد ومن معه ؟ 
توماس :كلنا خرجنا ،بعد ان ذهب ابي الكل ذهب إلى غرفته ليحضر له شيء يحتاجه ،بينما قرر دافيد ان ينام في غرفته و سيبستيان ان يستعمل حاسبه المحمول في غرفته و اوليفر الاستحمام لذا جاء اوليفر و اخبرنا و قال انه اقتراح سيبستيان لكي لا ننفصل و ارسلنا لهم  احد الخدم 
روك :هكذا إذا 
جوليا :ماذا سنفعل؟
روك :سنقرر ذلك في الصباح و الان لذهب الكل إلى غرفته ليرتاح
توماس :اليس هذا خطر ؟ 
ماتيلدا :لا ،فكما يسمي نفسه الشيطان الاحمر سيكمل حفلة الجثث الخاصة به في الغسق الثاني
قال روك وهو يخرج :سنجتمع عند الساعة الحادية عشر
و وافق الكل ...
____________________
عند الساعة الثانية بعد منتصف اليل ...
في غرفة روك ...
كان روك و ماتيلدا يشربان عصير الليمون ويحللون بعض امور القضية
ماتيلدا :كيف كان شكل الجثث؟
روك :فضيعا جدا ,فقد كانت وجوههم مشوه بالكامل السنتهم مقطعة ,عينا السيد دافيد ليست حتى في وجهه
ظهرت على ماتيلدا ملامح التقزز وقالت :أي قلب هذا
أخرج روك من جيبه دفتر ملاحظات سيبستيان وقال :لقد أخذته من جيبه ,لقد كان شاب ذكي ,وبدأ يقلب الصفحات ثم قال :لقد كتب كل شيء عني...حتى أن والدّي توفيا و أنني اعيش مع خالتي التي تدعى "جين وليم "
ماتيلدا :إنه يعرف كل شيء –سكتت للحظات ثم قالت :و صوفي ؟
وضع روك المفكرة على الطاولة وبدأ يُحرك ماصة العصير وهو يقول :لا اعلم ,إنها مخيفة و غريبة الاطوار ايضا ,تُظهر وجهاً مخيفا ,قُتل ابيها و اخيها ولم تبكي ,لكن قي الحقيقة هي حزينة
قالت ماتيلدا معارضة :لا تمزح معي ,الم ترى ذلك الوجه المخيف الذي اظهرته لي ؟
روك :لكن في عينيها حزن كبير
ماتيلدا :دعنا منها و قل لي ,من تعتقد أنه القاتل ؟
روك :لا أعلم .
ماتيلدا :جوليا تبدوا مهتمة بأبيها  ,و اوليفيا لا أعتقد فإنها تقتل أخاها ,و لوكاس شخصية باردة لا يهتم سوى بالكتب و امه تبدو عادية لكن توماس و جيسيكا
روك :لا نستطيع الحكم الان
حركت هي الاخرى ماصة العصير و قالت :أعلم ...لأن الادلة ناقصة ,ولكن ماذا سيحدث لنا ؟
روك :لا أعلم لكن يجب عليكِ الحذر
ماتيلدا :انت ايضا...يجب ان تكون حذراً
____________________

في غرفة جوليا ...
استيقظت جوليا على صوت بكاء و انين بجانب النافذة ,فقالت في نفسها "إنه صوت صوفي "فأقتربت منها و هي تقول :حبيبتي صوفي لما تبكين ؟
مسحت صوفي دموعها وقالت :أنا لا ابكي
احتضنتها جوليا و قالت :استمعي إلى عمتك ,لا بأس عن بكيتي لرحيل من تحبين فعندما تبكين ترتاحين
دفعت صوفي جوليا عنها وقالت بعنف :إن اخي و ابي على قيد الحياة ,لا تقولي أنهما رحلا
مسحت جوليا على رأس صوفي وقالت :نعم إنهم يعيشون هنا – و اشارت إلى قلب صوفي
ابعدت صوفي يد جوليا وقال :تقولين لي كلام لا معنى له ,إن اخي و ابي على قيد الحياة وسترين ,ثم ذهبت و استلقت على فراشها
عادت جوليا إلى سريرها وبدأت تنظر إلى اوليفيا التي كانت تنام بجانبها ودموعها على اخيها لم تجف بعد فقالت وهي تمسح على رأس اوليفيا :اوليفيا المسكينة
____________________

في غرفة توماس و جيسيكا
جيسيكا بقلق :عزيزي ...أنا خائفة  ؟
توماس  :هل تعلمين ...أشعر أن الجميع من حولي يريد قتلي
ساد الصمت للحظات فقالت جيسيكا متسائلة :اخبرني عزيزي ..ماذا ستفعل لو أن أحد حاول قتلي !!
اضاءت ابتسامة توماس وجهه شيئاً فشيئاً فقال :سأحميكِ ولو كلف ذلك حياتي ,لذا هيا ارني ابتسامتك الجميلة
ابتسمت هيّ الاخرى قائلة :عزيزي توماس ...شكرا لك
____________________
في غرفة لوكاس و لوسي ...
كانت لوسي تنظر إلى ساعتها وتقول :لقد تأخر... كل هذا الوقت في مكتبة القصر ... بعد عدة دقائق دخل لوكاس وهو يحمل مجموعة من الكتب وقال :ها أنا اتيت
و وضع الكتب على مكتبه وهو يقول "إنها ثقيلة , فأقتربت منه امه وهي تقرأ عناوين بعض الكتب :السيد كوين الغامض..شركاء في الجريمة...جريمة في قطار الشرق السريع ...-رفعت عيناها عن الكتب ووجهت انظارها اليه قائلة :لما اصبحت تحب هذا النوع من الكتب
ابتسم لوكاس :لقد بدأت احبها ...تعلمين انني احب الكتب و اعشقها
لوسي :إذاً اخبرني يا دودة الكتب  ماذا عن  اوليفيا؟
 اندهش من سؤال امه فقال بتعجب:ما بها ؟
لوسي:هل بدأت تحبها أيضا ؟
اخذ لوكاس احد الكتب وقال:من اين اتيت بهذا الكلام ؟
لوسي :أنا امك و انت لا تتدخل في امور احد لكن فجأة تدخلت معها وقلت لها عبارة جميلة و انت مبتسم فماذا تسمي هذا ؟ ,فضربته على رأسه بلطف فقالت :انني امك يا احمق .
فتح لوكاس الكتابة و وضعه على وجهه وقال :امي ,توقفي
لوسي :اذا انت تحبها
ازال لوكاس الكتاب من وجهه وقال ببروده المعتاد :قليلاً ,فقد أتركها للنهاية
لوسي باستغراب :تتركها للنهاية؟
لوكاس بنفس النبرة السابقة  :أعني ان ليس الوقت المناسب لأحبها او لا أحبها في ظل هذه الظروف
قالت لوسي بسخرية :نعم ,لكنه الوقت المناسب للقراءة وكل الاوقات مناسبة للقراءة –ابتعدت عنه وهي تقول :إنه وقت النوم  
لم يعرها لوكاس أي اهتمام بل فتح  الكتاب مرة اخرى وبدأ يقرئه
____________________

في غرفة الخدم ...
شانون :يا رفاق هل تعتقدون اننا ... سنموت ؟
قال أحد الخدم متشككا  :لا لن نموت ,ويجب علينا أن نبدأ بحثنا عن زميلنا المفقود منذ الصباح الباكر ,هل انتم موافقون ؟
قال كل الخدم بصوت واحد :موافقون.
____________________
في صباح اليوم التالي الساعة التاسعة و النصف ...
في غرفة جوليا...
شخص يشع منه اللون الاحمر وكأنه نار تتحرك في انحاء الغرفة ,جوليا تحاول الهرب وبينما هي تركض هنا وهناك تحاول الهرب او العثور على مخرج... تتعثر وتسقط شعرت بالخوف  و حاولت ان ترى ما الذي تعثرت به وإذا بها جثة ابيها متفحمة ...
خرجت اوليفيا من الحمام على صوت صراخ جوليا ..
ذهبت اوليفيا مسرعة و قالت بخوف:عمتي ! مابكِ لماذا استيقظت و انتي تصرخين
كانت عينا جوليا تتحرك وتتفحص الغرفة ولم تتكلم بل تناظر بخوف جميع اركان وزوايا الغرفة
قدمت لها اوليفيا كأساً من الماء و قالت :تفضلي
اخذت جوليا كأس الماء من اوليفيا ولم تتكلم فقالت لها اوليفيا :هل رأيت كابوسا ؟
كانت اوليفيا تنظر إلى عمتها و تريد جوابا لكنها لم تتلقى شيء .
بعد خمس دقائق قالت بصوت متكسر متوتر :أبي ...رأيته جثته متفحمة
لم تعلم اوليفيا ماذا تفعل و لم تكرر غير كلمات :لا بأس ...إنه مجرد كابوس وفي هذه الاثناء كانت تفكر في شيء يهدئ عمتها فقالت لها :ما رأيك ان تناول طعام الافطار معي ؟
وضعت جوليا كأس الماء و قالت :لا...
قاطعتها اوليفيا وهي تقول بصوت حزين :لو كان اخي هنا لما رفض هذا
نظرت جوليا إلى وجه اوليفيا الحزين فأدركت ان ما فعلته لا داعي له وانه  مجرد كابوس وقالت في نفسها "من المفترض انني هنا لمواساتها ليس لأزيد همومها يالي من حمقاء"
فأبتسمت جوليا و ضربت على ظهر اوليفيا بلطف و قالت بمرح :ماذا ,لم أعلم بأنني ماهرة في التمثيل
ابتسمت جوليا و قالت :إذا في الخارج ؟
جوليا :بالطبع لكن سوف استحم اولاً ليعود نشاطي
اوليفيا بهدوء :حسنا ...ثم نظرت في انحاء الغرفة فقالت :أين صوفي ؟
جوليا :اعتقد انها في الخارج اذهبي و ابحثي عنها ريثما استحم
وقفت اوليفيا وقالت :حسنا

____________________

في غرفة توماس ...
توماس :جيسيكا احضري الصاعق الكهربائي
ذهبت جيسيكا إلى الحقيبة و اخرجت الصاعق فأصبح بيدها فقالت لتوماس :هل اضعه في جيب سترتك ؟
نفى توماس قائلا :لا ,احمليه انتِ
اجابت جيسيكا متعجبة :ولما احمل شيء مثل هذا ؟
توماس :لكي تدافعي فيه عن نفسك ...حتى ان لم تحتاجين اليه لكن للاحتياط
جيسيكا :وماذا عنك ؟
توماس :لا يهم انا استطيع الدفاع عن نفسي
وضعت جيسيكا الصاعق في جيبها و هي تبتسم :شكرا لك
ثم تغيرت نظراتها للجدية قائلة :يجب ان تحذر جيداً ...ولا تجاملني لأجل حياتك و ان كنت تحتاج الصاعق لتأخذه
توماس :قلت لكِ انني لا احتاجه
____________________

بينما كانت لوسي تحاول ايقاظ لوكاس الذي نام بين كومة الكتب على مكتبه
لوسي :لوكاس استيقظ هيا ...وبدأت تهزه إلى ان فتح عينيه
نهض لوكاس من الكرسي بصعوبة ومدد جسده ووضع يده ظهره وقال :اه لقد انكسر ظهري
لوسي  :صباح الخير
لوكاس :صباح الخير ...هل تناولت طعام الافطار ؟
لوسي :لا ,ليس بعد
لوكاس :جيد ,حسنا إذا لدّي شيء اريد ان انجزه
لوسي :حسنا إذا ,أذهب و انجز عملك و انا سوف اطلب طعام الافطار
____________________
كانت اوليفيا تبحث عن صوفي في جميع انحاء الجزيرة و تنادي عليها بصوت مرتفع :صوفي هل انتِ هنا ؟صوفي ..إذا كُنتِ تسمعينني اجيبيني ...صوفي
انتبهت لروك و ماتيلدا اللذان كانا يسيران في الجزيرة فذهبت إليهما و هي تلوح لهما لكي ينتبها لها
اوليفيا :صباح الخير
ماتيلدا و روك :صباح الخير
اوليفيا :عذراً لإزعاجكما لكن هل رأيتما صوفي ؟
روك :لا ,هل اختفت ؟
اوليفيا :نعم ,فعندما استيقظت لم نراها
استدارت ماتيلدا نحو روك وقالت :هل تذكر تلك ذلك الكهف الذي وجدناه بالامس؟
قال روك وهو يحاول التذكر :نعم ..,صمت لبضع ثواني ثم اردف :صحيح لابد انها هناك
لم تفهم اوليفيا شيئا فقالت :المعذرة ولكن ...ما الذي تتحدثان عنه
ماتيلدا :اتبعينا فنحن نعرف مكان صوفي
كان المكان رائعا وديعا يأخذ الألباب إنها غابة بل جنّة متراميّة الأطراف تعانقت أغصان أشجارها الباسقة ببعضها البعض وامتد اخضرارها على مدى البصر وقد سحرت النفوس بجمالها الأخاذ وظلالها الوارفة وطيورها المغردة وهوائها النقي.
قالت ماتيلدا وهي تسير :ليس قدومنا إلى الجزيرة امرَ سيء رغم كل ما حدث إلا ان طبيعة الجزيرة الخلابة تجعلك تشعر بالاسترخاء و الراحة
قالت اوليفيا بصوت حنون :نعم ...كل مكان في هذه الجزيرة يذكرني بأخي فهنا نلعب و هنا نبكي و هناك نخطط –رفعت رأسها للسماء و اكملت :كانت ايام جميلة حقاً
بينما روك كان ينصت اليهما بهدوء ,بينما هما اكملا حديثهما حتى اصبحوا امام مدخل الكهف...
قالت اوليفيا بتعجب  :لا تقولا لي أن صوفي –اشارت بأصبعها إلى الكهف – هناك !!
ماتيلدا :نعم ...لكن لما تعجبتي ..!!
اوليفيا :كان هذا الشيء الوحيد المحظور علينا دخوله ...وفي احد المرات و دخلناه لقد عاقبنا و وضع كل منا في غرفه ولم نخرج منها لمده يوميان و الطعام يأتينا إلى غرفنا ,ولا اعلم لما غضب جدي
روك :امم هكذا إذا على كل حال في وسط الكهف توجد مجموعة من المراجيح و العاب الاطفال الاخرى بالإضافة أن الكهف ليس مظلما في الصباح لذا لن تخاف
ماتيلدا :هيا بنا ...
عبروا المدخل كان صدى صوت خطوات اقدامهم يتردد إلى اذانهم... ,بعد دقيقة من المشي .
قالت اوليفيا متسائلة :هل استطيع أن اسألك شيئا يا سيد روك ؟
روك :بالطبع ,ما الذي تودين معرفته عن اخيك ؟
توقفت اوليفيا عن السير و اجابته بدهشة :هل انت ساحر ..!
ضحك روك ثم قال وهو مازال يسير :ليس بالضرورة أن أكون ساحرا لأنك تكابرين في مشاعرك و اغفلت عيونك التي كانت تحكي
عادت اوليفيا للسير و سارت بخطى سريعة حتى اصبحت بمحاذاة ماتيلدا و روك مرة اخرى فعندها تحدثت :حسنا ... كنت اريد ان اسأل الم يترك شيء او رسالة تدل على القاتل ؟
روك :لا ,لاشيء
قاطعت حديثهما ماتيلدا :إنها هناك ,ثم نادت بصوت عالي وهل تلوح بيدها :صوفي ... صوفي
توقفت صوفي ونزلت من الارجوحة وحدقت بهم جميعا بعينيها المخيفة ثم  وسارت نحوهم ...
خرجوا جميعهم من الكهف ولم يقل أحد منهم أي كلمة ... وعندما اصبحوا خارج الكهف
اوليفيا :هل لي بطلب خدمة صغيرة منكما ؟
ماتيلدا :بالطبع
اوليفيا :ارجوكما خذا صوفي إلى غرفة عمتي لأنني سأذهب لأخبر الخدم عن فطوري أنا وعمتي و صوفي
ماتيلدا :بالطبع
ذهبت اوليفيا ...و سارت خطى الباقي إلى غرفة جوليا
عندما دخلوا القصر وبينما هم يسيرون قالت ماتيلدا لصوفي :حبيبتي صوفي
اجابتها صوفي قائلة ببراءة :ماذا هناك ؟
ماتيلدا :لا يجب عليكِ الخروج لوحدك فالمكان خطر و ايضا قد تلتقين بالذي يسمي نفسه الشيطان الاحمر
صوفي :حاضر ,سكتت للحظات ثم أظهرت وجهها المخيف وهي تنظر إلى روك  و ماتيلدا وقالت :لكن هل تعلمان من الذي يجب عليه الحذر ؟
نظر روك و ماتيلدا إلى صوفي ولم يتكلما فأكملت قائلة :نعم الأشخاص التي ستصيبهم اللعنة هم من يجب أن يحذروا ,صمتت و اصبحوا يحدقون في بعضهم ولم يتكلموا... فجأة عادت نظرات صوفي البريئة فقالت بصوتها الطفولي وهي تشير إلى الباب الذي كان امامها :هاهو لقد وصلنا إلى غرفة عمتي
طرق روك الباب وقال :عفوا آنسة جوليا
فُتح الباب وخرجت جوليا و قالت :اهلاً بكما حضرة المحققين
ماتيلدا :صوفي هنا ,و ارجوكِ انتبهي لها اكثر في المرات القادمة
جوليا :اه اسفه لإزعاجكما ,ارجوكما تناولوا طعام الإفطار معنا
روك :لا شكرا لكِ ,سنتناوله في غرفتنا
جوليا :ماذا ؟هل ترفضون الدعوة ! قيل انه لا يرد الكريم إلا اللئيم
 قالت ماتيلدا بمرح : اووه..! لقد ربحتي ..حسنا إذا
جوليا :تفضلا
دخل روك و ماتيلدا جناح جوليا وسط دهشة و تعجب مما شاهداه ..
قالت ماتيلدا و كادت عيناها أن تقفزا من محجريهما :وااااااااااااااااو
روك :عندما قال سيبستيان ان هوايتك تجميع الساعات لم اتوقع انها بهذه الكمية وهذا الجمال كم من الاماكن زرتي لكي تحصلي على هذه المجموعة ؟
كان جناح جوليا مليء بالساعات على جميع الاشكال و الالوان كانت هناك ساعات على شكل فيل و قطة و اسد و على معالم اثرية جبال و بيوت كبيرة و صغيرة  وكان هناك ركن صغير يحتوي مكتبة انيقة وجميلة تحتوي كتباً هزلية
كانت ماتيلدا تجوب في الغرفة وتتفحص الساعات بحذر شديد لفت نظر روك شيء فقال متسائلاً :هل تسمحين لي بسؤال ؟
ابتسمت جوليا فقالت :تريد ان تسأل لما كل ساعة متوقفة على ساعة معينة ؟
اومأ روك برأسه بالايجابية  فشدّ ماتيلدا الحوار فبدأت بالاستماع إلى جوليا وهي تقول وتشير إلى ساعة القطة :مثلا هذه الساعة على شكل قطة لقد اشتريتها عندما كنت في اليابان في الساعة السابعة وخمس دقائق
قالت ماتيلدا :إذا لهذا هي متوقفة عند هذا الوقت
قال روك :إذا جعلتي الساعة تتوقف عند الوقت الذي اشتريتها فيها
فرقعت جوليا اصابعها وقالت :صحيح
*طُرق الباب*
فدخلت اوليفيا ومعها بعض الخدم يحملون طعام الافطار ...
فوضع الخدم الطعام على المائدة وجلسوا يتناولون الطعام
____________________
وعند الساعة الحادية عشر ...
اجتمع الكل في غرفة المعيشة الخدم وجميع افراد العائلة ...
طلب روك من الجميع  ان يجلسوا على الطاولة
بدأ روك الحوار قائلاً :حسنا إذا دعونا نناقش كل شيء من البداية الى اليوم .
توماس :إذا منذ يوم امس عندما قرأت علينا صوفي الرسالة
ماتيلدا :لا ,قبل هذا
جيسيكا :ماذا تقصدين ؟
ماتيلدا :منذ وفاة خالتكم
لم يفهم أحد منهم أي شيء فقالت جوليا :ماذا تقصدان ؟وما دخل موت خالتي
روك :جوهاني قاتل خالتكم لم يكن ينوي قتلها إلا عندما ارسل له احدهم بطاقة مصرفية تحمل اسمه وفيها مبلغ كبير من المال ووعده اذا قتل خالتكم سيرسل له ضعف المبلغ و اخبره ايضا بأن قتل خالتكم هي التضحية الاولى فقط
اوليفيا :إذا تريد أن تقول أن الشيطان الاحمر هو خلف قتل خالتي
روك :نعم ,إذا لقد فحصنا المكان الذي أعطى فيه الشيطان الاحمر الرسالة لصوفي
لوسي :وهل وجدتم شيء؟
اخرج روك كيسا بلاستيكيا من جيبه وقال :وجدنا خصلات من شعر مستعار ذا لون أحمر بجانب الارجوحة ...
نظر الجميع إلى الكيس بصمت ثم صدر صوت جيسيكا تقول :وماذا يعني هذا؟
وضع روك الكيس على الطاولة ثم قال :ان هذا يثبت ما قالته صوفي
ماتيلدا :ايضا اخبرونا رجاءً كيف علمتم عن امر السيد دافيد و الاخرين ؟
لوسي :بعد أن ذهب عمي خرج كل منا ليجلب له بعض الحاجيات فعاد اوليفر وقال لنا ان سيبستيان و عمه دافيد و تذكرنا كلامك فتطوع أحد الخدم وذهب مع اوليفر .
رفع أحد الخدم يده وقال :عذرا ولكن هل تسمحون بتدخلي ؟
ابتسم روك وقال :بالطبع
ابتسم الخادم و شعر بالراحة إتجاه روك فأنطلق بالحديث قائلا :اشعر بأن فيه انفصاماً في الشخصية فأحياناً يكون نشيط و يساعدنا و احياناً يمضي نصف اليوم أو اكثر لا نراه و عندما يعود تتبدل شخصيته ....في الحقيقة إن الخادم أتى قبل عشرة أيام فقط ,و ايضا هو غريب الاطوار فهو يظهر فجأة ويختفي فجأة .
ماتيلدا :اليس هذا مخيف ؟
اكمل الخادم قائلا :أبداً ,رغم غرابة اطواره إلا إنه ذو خلق عالي فهو   يساعدنا في اعمالنا و عندما يقع أحدنا في ورطة يهب إلى مساعدته 
روك :ماذا تقصد بيختفي فجأة و يظهر فجأة ؟ 
قال خادم اخر :ان صديقي يقصد ان في الوقت الذي نحتاجه فيه يكون امامنا حتى قبل ان نتكلم و عندما ينهي عمله يختفي من دون ان نشعر به وحتى قبل ان نشكره ...صمتت للحظات ثم اكمل : الكل هنا يحبه
اضافت خادمة  شاركتهم  الحوار بحماس :نعم نعم هذا صحيح ،لكن مع ذلك فهو لطيف و طيب القلب الكل هنا يحبه ...
قاطع حديثها صوت هز المكان من قوته صمت الكل رعباً كادت قلوبهم ان تتوقف من قوة الصوت ...
وقفت جيسيكا وقالت بصوت مرعوب :ماهذا ....
قام روك وقال :إن الصوت اتى من الخارج 

لوكاس :لنذهب و نرى