الخميس، 24 يوليو 2014

البارت الاول من رواية "حفلة الجثث"

  


  

***
حفلة الجثث
عندما تبدأ معركة وفاء الصديق و الحبيب ضد اجرام وحوش البشرية تريد سلب ارواح لتبدأ سلسلة كبيرة من الحقد و الانتقام لضعفاء النفوس فما الخوض في الخير إلا اختيار وما الغوص في الشر إلا خيار فخلف ستار عقلي رواية يصنعها مجرمين في ساحة من ساحات الإجرام تحدث معركة بين مجرم  متصور  في صورة بشر قاسي القلب ..عديم الرحمة ليكشف ذلك الستار محققين  يأملون ب العدالة ويمثلونها فتبدأ مسرحتيهم بعنوان حفلة الجثث
***
______________________









في أحد المطاعم الفخمة كان روك و زوجته ماتيلدا يحضران كضيوف شرف لحفل افتتاحه ...
"روك لي " محقق معروف في بلاده بذكائه الحاد وسرعة بديهته و قدرته العجيبة على ربط الأمور بعضها ببعض , كان فارع الطول ابيض البشرة ازرق العينين اسود الشعر كان جميل الشكل و المظهر , وكان يجيد التنكر فحتى أصدقاءه المقربين ينظرون إليه ثلاث مرات ليتأكدوا انه روك  ,كان يتيم توفي والِداه في حادث سيارة عندما كان في السابعة من عمره وربته العجوز اخت امه ,خالته العجوز "جين وليم"
كان روك يرتدي بذلة رسمية و يتحدث مع الضيوف بلباقة ولكنه في الحقيقة كان مجبراً على الحضور بسبب ماتيلدا ,كان يقول في نفسه "لقد اجبرتني على الحضور..و بسببها لم استطع متابعة المباراة ...إنها مباراة مهمة ,لكن لو لم احضر كان الامر سيكون اسوء ,حسنا على كل حال  بما انني هنا سأحاول الاستمتاع "و أكمل حديثه مع الضيوف بينما  ماتيلدا كانت ترتدي فستاناً قصيراً جميل بنقش رائع وبخام وردي حريري وكانت تتحدث مع مالكة المطعم وصاحبة الدعوة "لورا الكسندر"
كانت ماتيلدا تتحدث بإبتسامة مشرقة :مبارك لكِ افتتاح هذا المطعم
ابتسمت لورا وهي تجيب على ماتيلدا :شكرا لكِ ,ولقد سعدت بحضورك
ماتيلدا :نعم لقد اصررت على المجيء مع ان زوجي روك كان رافضاً تماماً لإنه وكما يقول إنها مباراة مهمة
ضحكت لورا و قالت :نعم ,إن المباريات شيء مقدس بالنسبة للرجال
في هذه الاثناء اقتربت سيدتين من لورا و ماتيلدا و قالتا :مرحبا
لورا :اعرفكِ نيرا و لينا أخوات زوجي
حيتهما ماتيلدا ثم اضافت بنبرتها المرحه :تشرفت بمعرفتكما
ابتسمت لينا ونيرا مجاملتين :الشرف لنا
كان المكان مزدحم بالضيوف و الاشخاص ذوي المناصب و المرموقين في البلد وكانت لورا تتحدث مع الجميع و تتكلم عن مطعمها و اشياء اخرى ..
لورا :نعم ,نعم اوافقك ,ثم اطلقت بعض الضحكات لكن فجأة صمتت عن الحديث و ارتفعت حواجبها و اصبحت مقوسة عالية تجلى لها شعور غريب فقد حصل أمر لم يكن يصدق انه سيحدث معها حينما دخل شاب في نفس عمرها فصاحت قائلة :جوني
لوح لها الشاب بيده و تحدث بصوت يملؤه الشوق  :مرحبا لورتي
ظهرت علامات الاستفهام فوق رأس ماتيلدا فقالت بتعجب :لورتي ...جوني
تحدثت نيرا التي كانت تقف بجانب ماتيلدا بخفوت :إنه خطيبها السابق
اكملت لينا متحدثة بإستحقار :لقد تركته عندما أفلس ثم دارت حول اخي حتى تمكنت منه ولقد حذرناه منها و قلنا له انها تريده لماله لكنه لم يستمع لنا ,صمتت للحظات ثم اضافت بنفس النبرة :كم اتمنى موتها
ماتيلدا :لقد تركته لأنه افلس !!
نيرا :نعم ,ولكنه لا يزال يحبها و رغم انها تركته الا أنني اعتقد انه سامحها
اقترب روك منهن وقال :لكن لما لورتي و جوني ؟
كانت لينا تتحدث بنفس النبرة السابقة :لقد كانا يدللان بعضهما بهذه الاسماء ولكن اسمه هو جوهاني
بينما اقتربت لورا من جوهاني وصافحته وهي تقول :لم اتوقع مجيئك
ابتسم لها وقال :مبارك لكِ افتتاح المطعم
تضايقت لينا و قالت :أنا سأذهب إلى الخارج هذان الاحمقان جعلوني اتضايق
وخرجت بينما نيرا سألت أحد العاملين عن موقع دورة المياه ,بينما مازال لورا و جوهاني يتحدثان حتى أُطفأت الانوار فقالت لورا لوجهاني :اه جوني اعتذر يجب عليّ الذهاب الان حان موعد كلمتي .. فذهبت و كان زوجها يحدق فيها ولم يبعد عينيه عنها حتى اختفت بين الظلام ...
كان الكل ينظر إلى المسرح بهدوء ينتظر ظهور لورا على المسرح مضت ربع ساعة ولم تظهر لورا فبدأ التهامس ..
فجأة اخترق صراخ نيرا الظلام ...ارتعد الكل ...عادت الانوار للعمل فخرجت نيرا كالمجنونة تقول بصوت مرتعد :طبيب اريد طبيب الا يوجد هناك طبيب
رفع احدهم يده و اشارت له نيرا بأن يأتي لها فتبعه روك و ماتيلدا و لينا و جوهاني و زوج لورا "كايزر"
وصلوا إلى رواق صغير ضيق كانت جثة لورا ملقاة امام مرآة كبيرة
اقترب الطبيب وتفحص نبضها لكنه قال بحزن مكتوم :لا فائدة لقد ماتت
صُعق جوهاني و قال :انت تمزح صحيح ؟ قل انك تمزح
اقترب منه كايزر وقال بغضب :قد تكون انت القاتل ,نعم انت جئت إلى هنا لتنتقم
حاول جوهاني الدفاع عن نفسه قائلاً :لا قد تكون لينا او نيرا فهما لا تحبانها ودائما تتشاجران معها ومن المستحيل أن أقتل شخصا كُنت ومازلت احبه
وبدأ الصراخ في المكان و الكل يطلق رصاصة الاتهام للأخر
استوقفهم صوت روك الواثق قائلا :كل واحد منكم قد يكون هو القاتل ,سأبدأ أنا و ماتيلدا باستجوابكم
قال جوهاني ساخراً :بصفتكما ماذا ؟
اجابته ماتيلدا بصوت واضح خالي من الانكسار و التوتر :محققان خاصان الديك مشكله ؟
لينا :هناك غرفة بالقرب من هنا يمكنكما استخدامها إن اردتما
روك :شكراً لكِ
الطبيب :سيد روك ..
استدار روك نحو الطبيب قائلا :ماذا هناك ايها الطبيب ؟
الطبيب :ماتت الضحية بسبب بجرح من رقبته من اليمين إلى اليسار و ايضا –نظر إلى ساعته ثم تحدث مرة أخرى :يبدو من تصلب الجثة انها توفيت في الساعة العاشرة أي قبل ربع  قبل ساعة من الان
ابتسمت ماتيلدا :شكرا لك ايها الطبيب إنها معلومات مفيدة
روك : حسنا آنسة نيرا تفضلي اولا ..
____________________

داخل غرفة الاستجواب ,كانت غرفة صغيرة صُبغت بالون البني الفاتح ,توجد طاولة في منتصفها و مروحة تدور و تقذف الهواء  ببطء
ماتيلدا :حسنا إذا آنسه نيرا أين كنتِ قبل ربع ساعة من اكتشاف الجثة ؟
ظلت نيرا صامته ولم تتكلم
روك :صمتكِ يا آنسة نيرا سيضعك في رأس القائمة
كانت نيرا تحاول أن تُجيب بهدوء :في دورة المياه –ثم اشارت بإصبعها نحو ماتيلدا ثم اكملت بنفس الهدوء :و ايضا لقد رأيتني
ماتيلدا :هل عندكِ دليل يثبت انكِ كُنتِ في الحمام ؟
اخرجت نيرا هاتفها وبدأت تضغط على الازرار بـأصابع يدها اليمنى و قالت :انظروا لقد كنت أكلم صديقتي قبل سبع دقائق من حدوث الجريمة
روك :حقا الساعة تشير إلى العاشرة و سبع دقائق لكن ماذا عن الثمان الدقائق الاخرى ؟
طأطأت نيرا رأسها ثم رفعته مرة أخرى وقالت :كم مرة يجب عليّ أن أقول أنني كُنت في الحمام
روك :حسنا إذا استدعي لينا
خرجت نيرا و اصبح دور لينا الان فوجهه روك السؤال اليها مباشرة قائلا :اين كنتِ وقت حدوث الجريمة .
اجابته لينا و بسرعة :سأجيبك باختصار لقد كنت اتمشى في الخارج وليس لدي دليل ولا حجة غياب ولم يكن أحد غيري في الخارج لكنني لم اقتلها ,ثم ضربت على الطاولة بيدها وقالت بإنفعال :ولما قد أجعل يدي قذرة بدم تلك الحقيرة في الحقيقة يجب عليّ أن اشكر القاتل ,قم تنهدت وقالت :لقد قلت كل مالدّي هل تريد شيء أخر ؟
ماتيلدا :شكراً لكِ ,لكن اجعلي جوهاني يأتي
بعد دقيقة دخل جوهاني وسحب الكرسي وجلس أمام الطاولة و تكلم بنبرة حزينة ممزوجة بهدوء :ماذا تريدان ؟
روك :أين كنت عند الساعة العاشرة ؟
جوهاني :كنت أنتظر صعود لورا إلى المسرح
ماتيلدا :هل لديك دليل ؟
جوهاني :لقد تحدثت مع أحد الزملاء عند الساعة العاشرة و ثلاثة عشر دقيقة
نطق روك وفي صوته نبره تحدي:هذا مذهل  كيف تتذكر الوقت بالتفصيل
جوهاني بنفس نبرته الحزينة الهادئة :لأنني قد فتحت هاتفي لأري زميلي الصوره و نظرت إلى الساعة في الهاتف
ماتيلدا :هل نستطيع رؤية الصورة ؟
اخرج جوهاني هاتفه ثم قال وهو يعطي لروك الهاتف :لقد التقطنا هذه الصورة أنا و لورتي عندما كنت ادرس الموسيقى
كانت صورة جوهاني  ممسك القيثارة بحيث يغطي بنجق القيثارة(الجزء العلوي منها) وجه لورا  التي كانت تقف على اليمين
ابتسم روك وقال :حسنا إذا لنفترض أننا قد قمنا بسؤال زميلك واثبت صحة كلامك ,ماذا عن الوقت من بين العاشرة الى العاشرة واثنتي عشر دقيقة ؟
جوهاني :كنت جالسا على طاولة بعيدة عن الباقي الضيوف لأنني اكره الازدحام
روك :لقد فهمت يمكنك الانصراف ,لقد حان دور كايزر
دخل كايزر و جلس على الكرسي و أخرج سيجارة و قبل أن يشعلها مسك روك يده اليمنى وقال له :ارجوك يمكنك التدخين بعد أن ننتهي
وضع كايزر السيجارة من يده اليمنى و اخرج هاتفه بيده اليسرى ووضعه على الطاولة و قال بغضب مكتوم :لقد كنت اكلم صديقي طول تلك الفترة بإمكانك التأكد من سجل المكالمات
أخذ روك الهاتف من على الطاولة وحينما فتح الهاتف فُتح الباب بقوة ودخل شخص ضخم الجثة وكان يرتدي بذلة الشرطة ,نظر اليه روك لكنه لم يعره اهتماما وعاد للنظر في شاشة الهاتف
المفتش :انت هناك من قال لك ان تبدأ التحقيقات
وقف روك و اعطى الهاتف لكايزر وقال :لقد تأخرت ,وفي الحقيقة لا احب تحقيقات المفتشين و الشرطة ..لأنها بطيئة جدا
المفتش :كانت ربع ساعة فقط بسبب ازدحام الطرق
وقفت ماتيلدا و سارت خلف روك ونظرت إلى المفتش وقالت :لقد حللنا اللغز وعرفنا المتهم في ربع ساعة فقط و مع الحديث مع المشتبه بهم و المقربين من الضحية
وخرج روك و ماتيلدا من الغرفة ولحق بهما المفتش و كايزر الذي وقف امام روك قائلا :حقا ؟ هل عرفتم قاتل زوجتي ؟ قل لي من ؟ من هو
روك :حسنا
ماتيلدا :حسنا الان الجميع هنا و القاتل شخص بينكم
نيرا :ومن هو ؟
روك :لأنني لا أحب إطالة الكلام ,ثم رفع اصبعه و اشار وقال وهو يشير :جوهاني انت القاتل
جوهاني بسخرية :اووه حقا ...!!وما دليلك أيها المحقق الخاص
ماتيلدا :اولاُ لقد ماتت الضحية بسبب جرح في الرقبة من اليمين الى اليسار وهذا يعني أنه -اقتربت من روك و اخرجت قلما- وقالت :لنقل ان هذا القلم يمثل اداة الجريمة ,فمسكت القلم بيدها اليمنى ووضعته على عنق روك وقالت :انظروا لو كُنت سأجرح رقبته من اليمين الى اليسار فلن استطيع لأن عملية الجرح لا تكون من الرقبة من الخلف ،و إنما من الأمام إلى خلف الرقبة وبهذا نستنتج أن القاتل ...
قاطعها المفتش قائلاً :اعسر ,يستخدم يده اليسرى فقط
روك :هذا صحيح ,فعندما استجوبنا نيرا قد ضغطت على ازارا الهاتف بأصابع يدها اليمنى و لينا ضربت على الطاولة بيدها اليمنى و كايزر كان سيستخدم يده اليمنى للتدخين .
ماتيلدا :بينما انت وعندما اريتنا الصورة كان بنجق القيثارة يغطي نصف وجهه لورا التي كانت تقف على يمينك و هذا يدل أنك كنت تعزف بيدك اليسرى أي انك اعسر ولو كنت ايمن لكان بنجق القيثارة على اليسار
روك :في البداية قد دخلت إلى الرواق حيث كانت لورا تنظر الى نفسها في المرآة لترى إن كان شكلها جيد أم لا لتظهر للجمهور و اتيت انت وهي لم تصدر أي صوت لإنها قد توقعت مجيئك بعد كل هذا الغياب و قد جعلتها تتوهم انك سامحتها
ساد الصمت لعدة دقائق ابتسم بعدها جوهاني وقال ببرود تام و لم يظهر عليه أي انفعال عندما قال :نعم ,ماذا في ذلك لقد قتلتها لأنها باعتني و انتهى الامر هيا خذوني الى مركز الشرطة
المفتش :أي برود تحمل ؟
لم يعره جوهاني أي اهتمام بل وجه انظاره إلى روك و ماتيلدا وقال :اريد أن اقول لكما شيء خاص
المفتش :يجب أن تخبرني ايضا أنا مفتش
جوهاني :انه شيء لا يخص القضية هناك شيء اريد ان اسألهما فقط
روك :حسنا
دخل روك و ماتيلدا و جوهاني الي الغرفة التي كانوا بها سابقاً وقال :في الحقيقة انا لم أكن انوي قتلها أو الانتقام منها  إلا عندما وصلني طرد وعندما فتحته وجدت فيه بطاقة مصرفيه تحمل اسمي و تحتوي على مبلغ كبير من المال وبداخلها رسالة كتب فيها انني اذا قتلتها سأحصل على ضعف المبلغ  و حتى إذا قبضوا عليّ الشرطة سيرسله ,لقد كنت احتاج هذا المال ولقد اعطيته زوجتي لتعيش به هي و اولادي حياة هنيئة وقلت لها انه سيصل مبلغ اكبر غدا و بالفعل ارسلت لي رسالة بعد خمس دقائق من قتلي لورتي ان هناك بطاقة مصرفية قد وصلت فقد ضربت عصفورين بحجر واحد ولا يهمني إن كنت سأموت او لا ما يهمني هو ان تعيش زوجتي مع اولادي بهناء و لكي اعوضهم على الفقر الذي عشنا فيه بعد افلاسي
ماتيلدا :ومن هو المرسل ؟
جوهاني :لا أعرف ,لكنه قال انني يجب أن اخبركم :أنها التضحية الاولى و تنبيه لكريستوف صاحب الشركات و احد اغنى شخصيات البلاد
روك :وما علاقة لورا به؟
جوهاني :اخت زوجته الراحلة وخالة ابنائه وكل ثروات امهم قد اصبحت لها لأنها سجلت كل شيء تملكه لها حتى هذا المطعم من اموال زوجة كريستوف ,ثم وقف و قال :هذا كل شيء ولا تخبرا الشرطة لأنني لا أريد المزيد من الأسئلة  و انا واثق بأنكما ستجدانه
ماتيلدا :حسنا
و أغلق ملف القضية بان جوهاني قد قتل لورا بدافع الانتقام
____________________

في صباح يوم التالي (الأحد) ... الساعة الثامنة و النصف ...غرفة نوم روك
كانت ماتيلدا واقفة بجانب الباب وتضربه بقوة وهي تقول بصوت مرتفع..
-         روك ..انهض روك هيا استيقظ
تضرب ماتيلدا الباب بقوة أكبر و اكملت :قلت لك استيقظ و إلا سألكمك بقوة
نهض روك وجلس على الفراش فقال و عينيه نصف مفتوحة :اوه ماتيلدا ...انه يوم إجازتي –فتنهد بقوة و أكمل-  لما تجعليني أستيقظ من الصباح الباكر –تنهد مره اخرى ثم اكمل بنفس النبره :و ايضا بقوتك هذه ستكسرين الباب
لم تعر ماتيلدا أي اهتمام لحديث روك بل سارت نحو السرير وجلست عليه وهي تقول :لدّي خبر سار
انزل روك قدميه من السرير وتحدث بصوت كسول :ماذا هناك ؟
ماتيلدا :لقد وصلنا طرد
روك : مِنْ مَن ؟
نهضت ماتيلدا التي كانت جالسة على السرير ومشت بإتجاه الباب فقالت وهي تمشي :..وصلتنا ثلاث كُتب موقعة تحمل عنوان "وغدا أجمل" – ثم أمسكت بمقبض الباب وقالت بعدم معرفه :أممم يا ترى من أرسلها ؟!
نهض روك من السرير وفتح ستائر النافذة  وقال بفرح :حقا..!!
ماتيلدا :نعم ,والآن أنهض و أغسل وجهك فسيكون طعام الإفطار جاهزا بعد قليل
استدار روك نحو ماتيلدا وهو يقول :هل أخبرتي خالتي ؟
استدارت ماتيلدا ونظرت إليه :لا ليس بعد فهي بالخارج تشتري بعض حاجيات المنزل – ثم اقطبت حاجبيها وقالت بتعجب :لكن لما هذا السؤال ؟
روك :هذا جيد ,إذا لا تخبرينها حتى أنتهي من الاستحمام
ماتيلدا :قلت لك لما؟
تحدث روك بنبرة هادئة :ها أنتِ تعيدين لي ذكريات أليمه –ابتسم- و اكمل : في العام الماضي عندما وصلتنا رواية "كنت أنا و أصبحت أنت " وصلت الرواية عندما كُنت أحقق في أحد القضايا
وعندما عُدت في المساء أخبرتني بأن الرواية الجديدة للكاتبة "وجدان" قد وصلت وقالت لي أنها قد قامت بقراءتها بعد ذلك وعندما كُنت أقرئها و أُبدّي تعليقي على حدث معين كانت تقول :اوه ذلك, سيحدث كذا وكذا بعد ذلك .
ماتيلدا :إنها تُفقدك متعة الحماس و  تفسد عليك متعة القراءة
اكمل روك وهو يأخذ منشفته:هذا صحيح , حسنا سأذهب لأستحم وكما اتفقنا ...
ماتيلدا :لن أخبر الخالة جين
فخرجت من الغرفة وهي تقول :حسنا لا تتأخر فطعام الافطار سيكون جاهزا بعد قليل وخالتي قد تكون في طريق
روك : حسنا
فدخلت إلى المطبخ فقلت البيض وقطعت الخضار ووضعت الزيتون وشكلت بهم على الصحن وجها مبتسما ,ووضعت الجبن السائل في قمع ووضعت معه ملون الطعام بلون أحمر  ورسمت شكل قلب على صحن روك وكتبت على حافة الصحن اسمه وبدأت تتأمل الصحن فقالت في نفسها "نعم هكذا يبدو شكله اللطف " و ابتسمت بلطف ,ووضعت الصحون على طاولة الطعام فصدر صوت صفير إبريق الماء الذي كان على الفرن فأخرجت أكواب الشاي وقالت في نفسها " اقتربت أن أنتهي وهذا لا يزال يستحم و الخالة لم تأتي..."
قاطع حبل أفكارها عندما سمعت صوت باب الشقة يُفتح , وصوت الخالة جين وهي تقول : لقد عدت
فخرجت ماتيلدا إليها وهي تقول بمرح : أهلاً بعودتكِ , أرجوك خالتي أذهبي و استعجلي روك لابد و أنه أخذ غفوة في الحمام فطعام الافطار قد اصبح جاهزا
جين :حسنا
فعادت ماتيلدا إلى المطبخ و أخذت الإبريق و صبت الماء في أكواب الشاي فقالت بسعادة :و أصبح الشاي و الفطور جاهزان ,فوضعت الاكواب على الطاولة ونادت بصوت مرتفع : خالتي ,روك طعام الإفطار أصبح جاهزاً
فدخل روك وقال : ما هذا النشاط الذي لديك منذ الصباح الباكر
اجابته بإبتسامة سخرية و قالت :على الاقل لست ممن يأخذون لهم غفوة في الحمام
تنهدت جين وقالت :كل يوم على هذا المنوال ,في كل صباح نبدأ بشجار ,ثم نظرت اليهم بحِده و اكملت ثائرة في وجهيهما :توقفا عن هذه السخافة وهذه العادة السيئة
طأطأ كل من روك و ماتيلدا رئسيهما وقالا :اسفان
فعادت ملامح الخالة جين إلى طبيعتها فقالت بابتسامه خفيفه :هيا هيا سيبرد الطعام هيا نبدأ الأكل
جلسوا على الطاولة فنظرت إلى صحن روك ثم إلى صحنها فقالت ممازحة :لما ليس لدّي شكل القلب مثل الذي على صحن روك .
فنظرت ماتيلدا إلى اصابع يدها وقالت بخجل :هذا....لإن...
ضحكت جين فأكملت :لقد كُنت أمزح معكِ .
اندهش روك فضرب على ظهر خالته بلطف وقال  :يالي من محظوظ من النادر أن تضحكي هكذا منذ الصباح ,ثم قرص خدها بلطف
ازالت يده من خديها وهي تقول :انا لست طفلة ,و ايضا –قرصت خده وهي تقول :انت تعلم من هو المحظوظ هنا ,ثم ازالت يدها و ابتسمت
فنظر روك إلى ماتيلدا وركل قدمها بلطف وأشار لها بإن تنظر لإسفل الطاولة ,فأتجهت أنظارها إلى اسفل الطاولة فأحمرت وجنتيها خجلا عندما رأت أصابع روك المتشابكة على شكل قلب ...
انتبهت جين اليهما وقالت  :ماذا هل هناك شيء تحت الطاولة ؟
اجابت ماتيلدا مرتبكة وهي تلوح يدها بالنفي :لا...لايوجد شيء
اجابت جين :هكذا اذا ,ثم اكملت في نفسها "يظنوني حمقاء "و اكملت طعامها
 كان روك مقابل لماتيلدا و جين في الوسط ,ركل روك قدم ماتيلدا مرة أخرى فكان يشير إلى جين بإصبعه السبابة ,فأمسكت جين اصبعه وقالت بغضب :كم مرة قلت لك أن لا تشير على الناس بهذه الطريقة
ارتبك روك و تصنع ضحكه خفيفة وقال :إذا رأيتني ههههه
جين :هذا ليس شيء يدعوا للضحك
طأطأ روك رأسه قائلاً :أسف
أستمر الهدوء على مائدة الإفطار ... بعد أن انتهت ماتيلدا
ماتيلدا :لقد شبعت –فوقفت و أخذت صحنها- وقالت :عندما تنتهون اجلبوا الصحون لكي أجليها
روك :أنا سوف أغسل الصحون
تحدثت جين بإندهاش :لم أسمع منك هذه الجملة من قبل – وجهت نظرها إلى ماتيلدا قائلة :ليتكِ تزوجتي به منذ زمن
انفلتت من روك الكلمات قائلا :ألم أكن أنظف الطاولة ؟ وأمسح الارضية ؟ ارمي القمامة لما الامهات لا يعجبهن العجب ,ننظف ونمسح ونساعد وعندما نقول مرة وحدة كلمة "لا" اصبحنا كسولين
اجابته جين مسرعة غاضبة:ماذا قلت أنا ؟ قلت كلمة رددت عليّ بعشر
شعرت ماتيلدا بأنه حان وقت التدخل لتهدئة الاوضاع فقالت :من يريد أن يقرأ رواية الكاتبة وجدان الجديدة ؟
ابتسمت الخالة وتغيرت ملامحها الغاضبة الي ملامحها المعتادة بسرعة  وقالت :حقا؟ هل وصلت الرواية الجديدة؟
استدار روك لماتيلدا قائلا :ماتيلدا لما ؟ لقد اخلفتي الوعد , إذا لن أغسل الصحون
حدقت ماتيلدا بعيني روك وقالت بصوت مخيف  :ماذا قلت –ووضعت يدها على أذنها-لم أسمعك جيدا ؟
ارتعد روك وقال :قلت سأذهب لغسل الصحون
تغيرت ملامح ماتيلدا وقالت بمرح :حسنا بعد أن ننتهي من التنظيف سنبدأ بالقراءة
ذهب روك لغسل الصحون و ماتيلدا و الخاله كان عليهم تنظيف الطاولة
بعد ربع ساعة ....
روك :ماتيلدا احضريها من فضلك
ماتيلدا :سأذهب لإحضارها ,..ذهبت وأخرجت الصندوق الذي يحتوي على الكتب فوضعته على الطاولة وفتحته
جين :يبدو أن بها بطاقة –اخرجت البطاقة وقالت :لقد كُتب
  إلى قرائي  روك ,ماتيلدا ,جين  ,أقدم لكم روايتي الجديدة و أتمنى أن ما كتبته قد وصل لقلوبكم قبل أعينكم
رفعت ماتيلدا يدها وقالت بصوت مرتفع سعيد:هيا لنجعلها تصل لأعماق قلوبنا
أخذ كل منهم كتابا ,ذهبت جين تقرأ في الشرفة ,بينما ماتيلدا و روك جلسوا على مكاتبهم .
أستغرق الكل في القراءة تصدر صوت ضحكات ,تعليقات على بعض الأحداث ,تتغير ملامح الوجوه أستمر الحال حتى ثلاث ساعات متواصلة من القراءة...
أغلقت ماتيلدا الكتاب وقالت :كانت مشوقة وجميلة
روك :نعم ,و كأنني أرى الشخصيات أمامي تتكلم وتفعل كل شيء
دخلت جين اليهم قائلة :نعم ,كانت جميلة جدا كلماتها البلاغية جميلة و الاسلوب مشوق
ابتسمت ماتيلدا :لم يصبح الكلام الذي كتبته أمنيه بل أصبح واقعا فلقد وصلت إلى قلوبنا قبل أعيننا
جين :روك أكتب لها رسالة تشكرها فيها
روك :هذا ما كنت أنوي فعله
*رن جرس باب المكتب*
روك :من قد يأتيني في وقت إجازتي
ماتيلدا :ألم يرى أن المكتب مغلق
جين :أذهب و أفتح الباب قد يكون أمر طارئاً
تنهد روك :مع أن هذا سيفسد يوم إجازتي لكن ما باليد حيله سأفتح له الباب
فتح روك الباب بينما ذهبت الخالة إلى المطبخ لتعد القهوة للضيف ...
روك :أهلا بك تفضل أرجوك ,أدخل
الضيف :أنا أسف لإزعاجك في يوم إجازتك لكن....
قاطعه روك قائلاً :لا داعي للاعتذار ,مرحبا بكِ
-         أنا توماس كريستوف
كان توماس الابن الاصغر لكريستوف ,و اسمر البشرة قصير القامة ,بني الشعر أسود العينين .يعمل في شركات للحواسيب
-         اووه إنه لشرف لي أن يكون أحد أفراد عائلة كريستوف هنا في مكتبي
-         يبدو أنك تعرف عائلتنا
-         ومن لا يعرف عائلة كريستوف إنها العائلة التي أصبحت من أغنى عائلات البلاد في أشهر قليلة فقط ..تفضل أرجوك
-         شكرا لك سيد روك
-         هل لي بسؤال مباشر؟
-         تفضل
-         هل اتيت من أجل حادثة امس ؟
-         نعم ..
-         إذا أنا لا أحب المماطلة فهل ندخل في مباشرة في المشكلة ؟
-         من المفترض ان يكون لدينا اجتماع عائلي غداً ...حتى مع حادثة الامس لم يؤجل الاجتماع و اعتقد ان الامر لن يتوقف عند حادثة امس
-         لماذا سيعقد هذا الاجتماع ؟
-         إن أبي مؤسس عائلة كريستوف وهو الذي بنا هذه الثروة الهائلة يريد أن يجتمع بنا ليتكلم و يحدد الوريث له و الذي سيحمل و يرث كل الثروات من بعده
-         لما ؟
-         لإنه وبحسب كلام الطبيب أيامه معدوده و ايضا بسبب حادثة امس
-         ولما لا تتقاسمون الإرث بعد موته ويأخذ كل ذي حق حقه؟ بحسب القانون؟
-         لأن أبي يقول "ليس الكل يستحق أن يحصل من هذه الثروة دولاراً واحدا"
-         إذا سيكتب كل أملاكه للشخص الذي يستحق أن يكون الوريث من بعده من نظره هو ,هل هذا صحيح؟
-         نعم بالضبط
-         وما هو المطلوب مني ففي هذه الحاله لا أقدر على فعل أي شيء فأنا لست من العائلة أو أقرب لها حتى؟
-         في الحقيقة سمعت من أحد خدم جدي المقربين له أن جدي سيحدد الوريث من خلال ...
-         اتكأ روك على الاريكه و قاطعه :لغز أو حل أحجية ولهذا أتيت وتريد مني المساعدة في حلها هل هذا صحيح سيد توماس ؟
-         "أبتسم توماس وقال : يبدو أنني أحسنت الاختيار – سكت للحظات ثم قال :حسبما سمعت انه سيحدد الوريث من خلال لعبة أو تحدي لذا أريدك أن تأتي معي أنت و الآنسة ماتيلدا
دخلت الخالة مع كوب القهوة و قدمت القهوة لتوماس ثم لروك
-    بينما اكمل روك :     ولما ماتيلدا أيضا ؟ 
-       اجابه توماس بنبرة هادئه :  في الحقيقة كُنت ذاهبا أليها لأنني عندما سألت زوج خالتي اخبرني بالآنسة ماتيلدا وأنها حلت لغز موت خالتي و أخبرني عن مكان عملها لكنني تفاجأت بأن المكتب أصبح مكتب محاماة وعندما سألت صاحب العمارة أخبرني بأنها تزوجت ونقلت مكتبها مع زوجها الذي يعمل أيضا محققا يبدو انه لم يعلم بأن قد تزوجت وعلى كل حال  قمت ببعض البحث فعلمت أن مكتبها يقع في عمارة شخص يدعى ب"جيمس بلاك" وهذا كل شيء 
-         اذا لما لم تقابل ماتيلدا مباشرة ؟
-         قلت أن محَقّقَين أفضل من واحد
-         حسنا إذا أنا موافق
-         اذا هل تذهب معي إلى المكان الذي سيعقد فيه الاجتماع ؟
-         أين هو ؟
-         على جزيرة عائلة كريستوف
اندهش روك :جزيرة !!
-         نعم
-         يبدو الأمر مثيرا ,ولكن هل لي بسؤال؟
-         تفضل؟
-         هل أبناء كريستوف هم فقط من سيؤتون؟
-       نفى توماس قائلاً :  لا أحفاده ايضا 
-         لقد فهمت ,أين سيكون لقائنا في الغد؟
-         أنا سوف اصطحبك من هنا وسنذهب إلى الجزيرة بالسفينة
-         حسنا سأكون بانتظارك بفارق الصبر
-         حسنا الأن سوف أغادر و أعتذر مرة أخرى لإزعاجك في يوم إجازتك
-         لا ,لا بأس فلو لم أفتح لك الباب لكنت قد فوت عليّ شيئا ممتعا
-         حسنا إذا استعد ,وخذ كل ما تحتاج إليه
-         حسنا أراك في الغد
ودع روك توماس وعندما خرج توماس ...
نادى روك بصوت مرتفع :ماتيلدا ... خالتي تعاليا إلى هنا
أتت ماتيلدا و الخالة إلى المكتب ...
جين :ما الأمر؟
 ماتيلدا :أعتقد أنها بقضية الرجل قبل قليل هل هذا صحيح؟
اشار روك بالايجابية ثم اضاف :والأمر متعلق بكِ أيضا يا ماتيلدا
جين :وماذا يريد بماتيلدا؟
ماتيلدا متعجبة:ما دخلني أنا؟
روك :اتركوني أتحدث قليلاُ ..في البداية كان توماس كريستوف ينوي الذهاب اليكِ يا ماتيلدا وذهب إلى مكتبك ولم يعلم بأنك قد تزوجتني وأصبح مكتبنا مشترك.
ماتيلدا :هكذا اذا ... وما قضيته؟
روك :يردينا أن نذهب أنا و أنتِ لجزيرة عائلته لنساعده في حل لغز ... و الذي سيحل اللغز من افراد العائلة هو الذي سيصبح الوريث لكل أملاك عائلة كريستوف
جين مستفسرة:حسنا و هل ستذهبون ؟
روك :نعم لقد وافقت
جين :و أنا؟
ماتيلدا :لما لا تقومين بدعوة إحدى صديقاتك لتبيت معك في الفترة التي سنكون فيها على الجزيرة ؟
جين :إذا تريدين الذهاب
قالت ماتيلدا بجدية :نعم ,لأن المسألة ليست مسألة لغز وحسب
روك :أمممم  لما لا تأتين معنا؟
رفضت جين وبشدة و اضافت :لا ,فمن ذهب بدون دعوة عاد من دون حشّمة
ضحكت ماتيلدا وقالت :ما هذا المثل ,لكن أتعلمين يا خالتي أنه طريف
روك :كما توقعت لن تذهبي
جين :سوف أدعو إحدى صديقاتي لتبات معي في المنزل ولا تتأخرا في العودة و أيضا ضع لي خريطة لأعرف مكان الجزيرة التي ستذهبون اليها
نظرت جين إلى ساعتها وقالت :إنه الظهر ,لقد حان موعد قيلولتي ...
وذهبت جين إلى غرفتها ... فقالت ماتيلدا :روك
روك :ماذا؟
ماتيلدا : ماذا تريد أن أضع لك في الحقيبة؟
روك :حقيبة؟
ماتيلدا :نعم نحن سنذهب إلى جزيرة فلابد من الاستعداد
روك :اممم ضعي لي بعض الملابس و كتاب اممم ... ضعي ما نحتاجه و ايضا هناك صندوق باللون الاسود في الخزانة ضعيه , و الشيء المهم حاولي أن تكون حقيبة واحدة لا أكثر ..لا اريد حقائب كثيرة
ماتيلدا :ماذا ؟ أنا حقيبة واحدة لي وحدي وبالكاد تكفيني كيف تريد أن نصبح كلانا في حقيبة واحدة ؟.... وهل تعتقد انك ستحتاج الصندوق؟
تنهد روك :نعم للاحتياط ,و ايضا اريد ان اسأل ,لما تحتاج النساء لكثير من الأشياء و الحاجيات إلا يمكنك جعلها في حقيبة واحدة ؟  ضعي حاجياتك في الحقيبة اولاً وإذا لم تكفي لحاجياتي ضعيها في حقيبة للظهر الخاصة بيّ
تنهدت ماتيلدا ثم قالت : إذا كُنت مصرا سأحاول جعلها في حقيبة واحدة
                              ____________________
في بيتٍ كبير في أرقى الشوارع يقع منزل "توماس كريستوف"
توماس :جيسيكا
جيسيكا : ماذا ؟
توماس :ضعي كل ما نحتاجه للرحلة في حقيبة و أيضا ..ضعي الصاعق الكهربائي
جيسيكا :عزيزي .. ماذا ستفعل به ؟
توماس : أريد الدفاع عن نفسي لا أعلم ولكن تراودني أحاسيس سيئة
جيسيكا :إذا لما لا تأخذ المسدس ؟
توماس :لا إن هذا سيكون خطر فلو حدث شيء أو اشياء فسيكون كل اللوم عليّ وكأنني أنا الفاعل
جيسيكا :اممم هكذا إذا –صمتت للحظات ثم قالت :ماذا حصل مع المحققة ماتيلدا ؟
توماس :ستكون معنا هي وزوجها
أجابت جيسيكا بتعجب :زوجها !!
أجاب توماس بملل :نعم فقد تزوجت من محقق –سكت للحظات ثم أكمل بنفس النبرة :وهو محقق معروف ويظهر عليه الغنى لكن لا أعلم لما لا يشتري له بيتاَ
جيسيكا :ربما يحب المكان الذي يسكن فيه
تمدد توماس على الاريكة و قد بدا على ملامح وجهه التوتر
جيسيكا :حسنا إذا أنا سأذهب لأضع كل ما نحتاجه
____________________
اغلقت ماتيلدا الحقيبة وقالت :ها أنا انتهيت – ثم تنهدت وقالت بغيض :في حقيبة واحدة فقط –ثم نظرت إلى روك وقالت :إنها المرة الاولى و الاخيرة
كتم روك ضحكته وقال :حاضر حاضر
*طُرق باب غرفة روك و ماتيلدا*
ماتيلدا :تفضلي خالتي أدخلي
دخلت جين إلى الغرفة قائلة : أسفه لإزعاجكم ,أريد أن اخبركم شيئا
نظر اليها روك وقال : ماذا هناك ؟
جين :غدا سأذهب إلى صديقتي التي تسكن أحد الارياف وقد أبيت لديها أسبوع
صُعِق روك مما سمعه وقال :هل.. أنا... في حلم ؟
صفعته ماتيلدا على وجهه بلطف ثم قالت بابتسامة مكر:لا لست في حلم
وضع يده على خده فنظر إلى ماتيلدا وقرص خدها بقوة وقال :انتِ ايضا لست في حلم
أزالت يده وهي تقول : أوووتش ,إن هذا مؤلم
قالت جين بغضب :أنتما الاثنان كم مرة قلت توقفا عن هذه الافعال الطفوليه   
قالا ماتيلدا و روك بإحباط : اســفان
ابتسمت جين :فتاة وفتى جيدين
عادت طبيعة ماتيلدا المرحة وعادت ابتسامتها وقالت :لكن صحيح روك لما قلت أنه حلم ؟
روك :لإن المرة الوحيدة التي سافرت فيها وذهبت مكان لوحدها كانت مسافرة مع صديقتها التي ستجري عملية حيث أنها تكره السفر و الرحلات لوحدها
جين :نعم ومازلت ,ولكن لا أريد أن ابقى وحيدة في المنزل
روك :و متى ستغادرين غدا ؟
جين : منذ الفجر وسأذهب بالقطار
ماتيلدا :إذا قبل أن تغادرين سأصنع لك بعض الشطائر لكي تأكيلها في القطار
جين :شكرا لكِ –ثم وقفت – حسنا إذا سوف أذهب لأعد حقيبتي
بعد أن أُغلِق الباب بعد خروج جين قالت ماتيلدا :هل تعتقد أن الأمر مجرد لغز؟
-         ماذا تعنين ؟
-         اليس هذا واضحا ؟
-         إذا تعتقدين بأن شيء سيحصل ؟
-         نعم ,فإن تقرير من سيرث كل هذه الثروة وهذه الاموال الكثيرة بهذه الطريقة قد تسبب العداوة بين الاخوة وحتى الاحفاد و ايضاً موت خالتهم
-         أنتِ على حق –بدت على وجهه ابتسامة عريضة ,ثم قال :ولهذا أنا متحمس للغد بشدة ,سرعان ما تلاشت ابتسامته ثم اكمل بهدوء : لكن...
-         مابك ؟ لما تغيرت ملامح وجهك فجأة ؟
-         اممم لا شيء فقط كنت افكر في علاقة لورا و الجد و الوريث و اللغز ...,حاول روك تغيير الموضوع قائلا : حسنا ماذا ستطبخين للعشاء ؟
-         عشاء ؟ وهل تريد عشاءً
-         ماذا لا غداء ولا عشاء؟
-         انت تعرف أنه في يوم الاحد لا أطبخ غداءً وفي العادة نتناول طعام العشاء في الخارج , ثم تنهدت -وضعت الحقيبة على الارض و وقفت وغيرت ملامح وجهها إلى  المرح و قالت : -حسنا ماذا تريد على العشاء ؟
-         أممم ما رأيك بالكاري ؟
-         الكاري و الكاري أنت لا تمل منه ,حسنا إذا وسأطبخ ايضا بعض الأطباق الجانبية
-         شكرا لكِ
____________________
 في قصر منعزل في طرف المدينة ...لعائلة دافيد كريستوف كان يعيش فيه ثلاثة أشخاص ...الوالد دافيد كريستوف(41سنة) و الابن الاكبر سيبستيان(28سنة) و الطفلة ذات السبعة أعوام
في غرفة المعيشة ....
دافيد :سيبستيان
كان نبرة سيبستيان ساكنه حين قال:ماذا هناك ؟
دافيد وهو يحاول أن يخفي غضبه:ستعمى عيناك إذا استمررت بالجلوس على الحاسب المحمول أكثر من هذا الوقت
سيبستيان ينظر إلى شاشة الحاسوب ويضغط الازرار :إني أجمع المعلومات عن كل من سيأتي للجزيرة غدا , فأنا سمعت أن عمي توماس قد ذهب إلى محقق
دافيد :محقق!
سيبستيان :اه هذا صحيح لا أعلم ماذا يفعل عنده ,و أنا سأجمع المعلومات و والأدلة و احاجج جدي بها فمن المفترض أنك انت الوريث لا أعلم ما هي الطريقة التي سيستخدمها لكن من المفترض أن تكون انت الوريث يا أبي فأنت ابنه الاكبر
دافيد :أبني دع جدك يفعل ما يشاء فأنا لدّي ما يكفيني من المال ولا أطمع بثروة أبي
وقف سيبستيان و اجاب ثائرا فيه وجه ابيه :أنت لست إلا جبانا من المفترض أنك الان قد ذهبت إلى الجزيرة وتحدثت الى جدي وحاججته و قد قمت بإقناعه ان كل هذه الاملاك من المفترض إنها لـ دافيد كريستوف – و أخذ حاسبه المحمول وصعد إلى غرفته –
صوفي :ابي ؟
-         ماذا ؟
-         لما أخي دائما هكذا ,إنه يغضب بسرعة
-         على كل حال أعتقد إنه يملك قلبا طيباً ...على الاقل اتجاهكِ
-         نعم أعلم فأنا احبه كثيرا  ابي أنا سأذهب غدا إلى الجزيرة صحيح؟
-         بالطبع
-         مرحى مرحى مرحى ,سألعب هناك مع أخي
-         حسنا إذا دعينا نضع كل ما نحتاجه في الحقيبة
-         حاضر
____________________
الساعة الثالثة صباحا في شقة روك
أستيقظ روك على صوت حركة في الغرفة فقال وعينيه نصف مفتوحتين :هوي ماتيلدا –تثاؤب- م..اذا تفعلين في هذا الوقت ؟
ماتيلدا :سأعد بعض الشطائر لخالتي فقطارها في الصباح الباكر و أعود إلى النوم
روك :هكذا اذا , حسنا اطفأي النور و اغلقي الباب من خلفك –و سرعان ما عاد للنوم
ذهبت ماتيلدا إلى المطبخ واعدت بعض الشطائر ووضعتهم في السلة مع بطاقة گُتِب فيها 
رحلة سعيدة خالتي 
ثم عادت إلى النوم و ضبطت المنبه ليرن في الساعة الثامنة و النصف...

رن منبه الساعة مرارا وتكرارا استيقظ روك على صوته المزعج :لما لم تضع نغمة أقل هدوءً ،ثم وقف ومدد بدنه ثم قال :ماتيلدا هيا استيقظي ،سيأتي السيد توماس لأخذنا في الساعة التاسعة والنصف -فتح النافذة وخرج الى الشرفة ليستنشق بعض الهواء النقي
استيقظت ماتيلدا بسبب اشعة الشمس التي تسللت عبر نافذة الغرفة فتبادرت الى
ذهنها عبارة قرأتها في رواية "وغدا أجمل" فنهضت من السرير وخرجت الى الشرفة وقالت "قيل أن البركة تتواجد في الصباح .. روحانية الهواء الفجري منذ شروق الشمس تعطيك أمل للصبر طيلة اليوم حتى تستيقظ من جديد وتستنشق تلك الروحانية من جديد .." صباح الخير عزيزي 
أبتسم روك وقال :صباح الخير ،لديكِ ذاكرة قوية كالعادة -ثم اتكأ على سور الشرفة وهو يقول :"بدأ الغد يطوي ما فعله الامس ..لينشر نسيم اليوم الحاضر حتى تصفو حكاية جديدة .." 
ابتسمت ماتيلدا :يبدو انني لست الوحيدة –صمتت للحظات ثم قالت بصوت هادئ :سأذهب لأعد طعام الافطار بعدها سوف استعد للخروج 
روك :أنا سوف أخذ حماما و استعد قبلك ،لأنك تحتاجين لساعة كاملة لتقررين ماذا سترتدين 
ماتيلدا :حسنا لكن لا تأخذ لك غفوة في الحمام 
____________________

في بيت توماس كريستوف...
توماس :جيسيكا -يرتفع الصوت- جيسيكا هيا سوف نتأخر على المحّقْقِين اذا تأخرتِ أكثر من هذا 

خرجت جيسيكا إلى الخارج وهي تدخل حذائها في قدمها و قالت :ها أنا هنا ،لما انت مستعجل هكذا !!! 
توماس :هيا هيا اركبي السيارة بسرعة 
فتح احد الخدم الباب لجيسيكا و الاخر فتح الباب لتوماس و انحنا وهم يقولان :رحلة سعيدة 
  بعد أن مشت السيارة بضعة كيلومترات قالت جيسيكا :هل تعتقد بأننا وحدنا من استعان بشخص كمتحري أو محقق ليساعده في حل اللغز
اتكأ توماس على النافذة وبدأ ينظر إلى الخارج وقال :بالطبع
جيسيكا :لما؟
توماس :لأنني الوحيد الذي أعلم بأن ابي سيحدد الوريث عن طريق لغز
جيسيكا :اممم هكذا ,لكن لما أنت هكذا ؟ تبدو مملاً فعلاً
توماس :لا شيء –توقفت السيارة ففتح الباب وقال :سأذهب لأنادي السيد روك والسيدة ماتيلدا و أعود ثم أشار إلى السائق ليلحق به
____________________
 كان روك جالسا على مكتبه يكتب رسالة للكاتبة وجدان :
 مرحبا... أريد أن اشكرك على الرواية الجميلة و الممتعة لقد استمتعت متعة لم استمتعها من قبل ,و لقد لاحظت تطورا كبيرا في اسلوب الكتابة ,و كأنني ارى الشخصيات تتحدث أمامي و أرى الاماكن و البيوت أنا اهنأك كثيرا على طريقتك المتميزة في الكتابة , و على كل حال اليوم سأذهب إلى جزيرة عائلة كريستوف ولا أعرف ماذا سيحصل هناك ,وما نوع القضية التي تواجهني أو لا أعلم هل سأعود حيا إلى بيتي ؟
نقاط ضعف أم نقاط قوة سأحاول إخفاء الاولى و أظهر الثانية .. شكرا لكِ من الأعماق ,أريد أن ابلغ لكِ تحيات خالتي و ماتيلدا
 قالت ماتيلدا :هل انتهيت؟
وضع روك الطابع البريدي على الظرف و قال : الان نعم
*طُرق الباب*
ماتيلدا :ها قد وصل سأذهب لأفتح الباب – ذهبت وفتحت الباب وقالت بابتسامة جميلة :اهلاً بك سيد توماس
توماس :صباح الخير آنسة ماتيلدا
روك :صباح الخير.
توماس :أين حقيبتك سأدع الخادم يُنزلها
روك :إنها خلف الباب
أشار على الخادم بأن يأخذ الحقيبة وقال لماتيلدا و روك :هيا لننزل
وضع الخادم الحقيبة في السيارة و ركب السيارة
بعد عدة دقائق قال روك لتوماس  :هل استطيع أن أطلب منك خدمة؟
توماس :بالطبع ماذا تريد ؟
روك :هل أستطيع الذهاب إلى مكتب البريد ؟
اومأ توماس برأسه ثم حول نظارته الى السائق وقال وهو يأمر :ايها السائق إلى مكتب البريد
السائق :حاضر سيدي
بعد سبع دقائق توقفت السيارة عند مكتب البريد نزل روك وعاد بسرعة خلال دقيقة وانطلقت السيارة إلى الميناء مرة أخرى في الطريق ...
روك :هل لي بسؤال سيد توماس؟
توماس :بالطبع
 روك:ما ترتيبك بين أخوتك؟
توماس :أنا الاصغر وقد تزوجت قبل اربعة أشهر –و أشار على زوجته وقال :هذه زوجتي جيسيكا .
ابتسمت جيسيكا وقالت :تشرفت بمعرفتكم سيد روك وآنسة ماتيلدا
ماتيلدا :تشرفت بمعرفتك ,انتِ جميلة جدا مبارك على زواجك
ابتسمت جيسيكا مجاملة وقالت :شكرا لكِ. ثم قالت في نفسها "إنها أجمل مني بكثير بيضاء البشرة متوسطة الطول ذات جسد جميل وملامح لطيفة , وشعرها طويل و بني مموج ,وبدأت تلامس خصلات شعرها ثم توسعت عيناها وأكملت في نفسها "إن فستانها من أغلى الماركات كيف استطاعت الحصول عليه ؟ هو لم يصل إلى أسواق البلاد بعد من هيّ ؟,ثم تنهدت و اكملت في نفسها  ترى هل تشبهه امها او ابيها ,ثم أخرجت مرآة من حقيبتها وبدأت تتأمل نفسها.
عند الساعة العاشرة وصلت السيارة إلى الميناء نزلوا من السيارة وأنزل السائق الحقائب ووضعهم في مخزن الحقائب الذي كان في السفينة .. كانت السفينة كبيرة جدا ,مكونة من ثلاث ادوار ذات لون سماوي مثل لون البحر تسرق الانظار من جمالها
توماس :ها قد وصلنا
قالت ماتيلدا بإعجاب  :اه إنها جميييييييييييييييييييييييييلة
اجابتها جيسيكا بتفاخر :بالفعل إنها مكونة من ثلاث طوابق ,الطابق الاول يحتوي على اربعة اجنحة و الثاني اثنين و الثالث جناح واحد وتكلفتها بملايين الدولارات
قال روك :كما هو متوقع من عائلة كريستوف
توماس :هيا أتبعوني لقد رتبت لكما جناحاً في الطابق الثالث هل هو مناسب ؟
ماتيلدا :مناسب جداً
____________________

في الطابق الاول و الجناح الاول ...
رمت جيسيكا جسدها على السرير وقالت : ساعة ونصف من الدوار حتى نصل إلى الجزيرة
توماس :لا بأس ,لقد جلبت لكِ دواء لدوار البحر الذي يصيبك ثم نامي وعندما نصل سوف أجلسكِ من نومك.
جيسيكا : حسنا – أخذت اقراص الدواء و استلقت على السرير و اغمضت عينيها تحاول النوم
____________________

في الطابق الاول الجناح الثاني...
دافيد :سيبستيان احسن التصرف أمام جدك
سيبستيان :انني ادافع فقط عن هذه الثروة الكبيرة
دافيد :لم يطلب منك أحد فعل هذه وكم مرة قلت لك أنا لا أريد هذه الثروة
سيبستيان :إن كنت لا تريدها فأنا وصوفي نريدها
قال دافيد بغضب :يبدو ان أمك قد ماتت قبل أن تربيك جيدا
سيبستيان ببرود :إذا لما لم تربيني أنت جيدا
دافيد وهو يحاول كبح جماح غضبها :لو لم تكن أبني الاكبر لكنت قد ابرحتك ضربا –تنهد بقوة وقال :أحمق ,ثم خرج و اغلق الباب بقوة
ذهبت صوفي إلى اخيها وجلست في حضنه وقالت :اخي لما أبي غاضب ؟
سيبستيان ببرود وعدم اهتمام:لا أعلم سكت للحظات ثم اضاف : ما رأيكِ أن نلعب لعبة؟
رفعت صوفي يدها و قالت :موافقة ,صمتت للحظات ثم اردفت :أنا أحبك كثيرا يا اخي ..,واحتضنت اخيها بقوة

____________________

في الطابق الاول الجناح الثالث ...
أوليفيا و أوليفر
 أوليفر :أوليفيا انتِ حقا ذكية
أوليفيا :وماذا تعتقد من أختك؟
اوليفر بحماس :خطة جميلة
____________________

 في الطابق الاول الجناح الرابع ...
كان هناك صوت يقول :..نعم أنا هي جوليا الفتاة الوحيدة كم أنا سعيدة – تقوم من على الكرسي وتدور بسعادة في أرجاء الغرفة -كانت جوليا فتاة ذات شخصية حيوية ونشيطة -
أخرجت من الحقيبة كتاباً هزلياً و قبل أن تفتحه قالت :أنا سعيدة جدا ,لكن لا أعلم لما أبي يرفض دائما مجيئي إلى الجزيرة –ثم قالت بإحباط :هل أبي لا يحبني ,لكنني الفتاة الوحيدة له فمن المفترض أنه يحبني –ثم ابتسمت وقالت :لا يهم المهم انني أنا احبه
____________________
في الطابق الثاني الجناح  الاول...
فُتح الباب صوت حنون يقول :لوكاس لقد أتى طعام الإفطار . و اغلقت الباب بقدمها
اغلق لوكاس الكتاب الذي كان بيده وقال ببرود :اه ,سأغسل يدي وآتي لتناول الفطور
لوكاس كريستوف  شخصية هادئة الطبع باردة الاعصاب لا يستطيع أحد معرفة ما يفكر فيه هذه كانت شخصية ساكن هذا الجناح و كانت تسكن معه أمه شخصية مرحة تحاول دائماَ اسعاد ولدها و جعله أكثر نشاطا
____________________

الطابق الثاني الجناح الثاني ...
كان جناحا  خاصا بالخدم البعض يعمل و البعض يتحدث
خادمة دافيد كريستوف :لا أعلم لماذا جلوبنا معهم إلى الجزيرة
خادم السيد لوكاس كريستوف :لقد سمعت بأننا سنعود مرة أخرى ولن ننزل معهم إلى لجزيرة
خادمة دافيد :هذا افضل
اقترب منهما خادم السيد توماس قائلا :هناك ضيفان ليسا من افراد العائلة
تجمع الخدم كلهم ... فأحدهم يقول :نعم نعم لقد رأيتهم كان رجل وسيم ويبدو عليه الذكاء مع إمراة في غاية الجمال
فقالت أخرى :نعم لقد سمعت انهم محققين
واستمرت التوقعات و التخمينات حولهما
____________________

الطابق الثالث الجناح الوحيد
ماتيلدا :إنه ضخم وجميل . ثم جلست على الكرسي المائي وقالت براحه :من الجيد أنك فتحت الباب ذلك اليوم
جلس روك بجانبها وقال :نعم أنا محظوظ في أشياء كثيرة ,ثم كرر ما قاله :أشياء كثيرة
أحمرت وجنتي ماتيلدا ثم أمسكت يد روك وقالت :هيا أتبعني وخرجت من غرفته و وقفت عند طرف السفينة و نظرت إلى البحر وقالت :إنه جميل جدا
روك :ومتصل ...هل تعلمين يا ماتيلدا ؟
ماتيلدا :ماذا ؟
روك :لو كانت كل القلوب متصلة مثل اتصال البحار فستكبر دائرة السعادة 
صفقت ماتيلدا بقوة وقال روك :ما بكِ ؟
ماتيلدا :لم أعلم بأنك تمتلك مواهب شعرية
ضربها روك بلطف على رأسها وقال :حمقاء ...انا شخصية موهوبة في كل شيء 
 سمع روك صوت أقدام فقال :يبدو أن احدهم اراد أن يزورنا هنا ,وذهب وجلس على أحد الكراسي التي كانت موجودة و لحقت به ماتيلدا فأتت اليهم الطفلة صوفي
فاقتربت من الطاولة التي كانا جالسين عليها فقالت :يبدو أن الاشاعات صحيحة
قالت ماتيلدا بتعجب :إشاعات !!
قطبت صوفي حاجبيها و توسعت عيناها وظهرت على وجهها ابتسامة خبيثة  وبدأت تنظر اليهما بملامح مخيفة وقالت بصوت شرير :لقد سمعت أن هناك لعنة لكل غريب يدخل إلى الجزيرة وهو ليس من العائلة ,ثم اطلقت ضحكة شريرة
روك بعد مبالاة :إن اللعنات ليس لها وجود
قالت صوفي بنبرة أكثر شراً :إذا عندما نصل سنرى إن كانت حقيقة أم خيال
قالت ماتيلدا بلطف :ما أسمك يا صغيرتي ؟
تغيرت ملامح صوفي وتحولت نظرات الشر إلى نظرات بريئة وكانت صوفي ذا شعر قصير وبني اللون ذات عينين واسعتين جميلتين زرقاء اللون ,حمراء الوجنتين ,بيضاء البشرة فقالت بصوت لطيف بريء :أنا صوفي ,صوفي دافيد كريستوف
روك :تشرفنا بمعرفتك
صوفي :الشرف لي –ثم رفعت يدها ولوحت لهما وقالت :إلى اللقاء
و نزلت من الطابق الثالث ,فنظرت ماتيلدا إلى روك وقالت :في الحقيقة لقد ارعبتني
روك بتعجب :هل هي حقا فتاة في السابعة من عمرها !...إنها تخفي سراً 
قالت ماتيلدا بحماس :لقد بدأت الالغاز بالظهور معنا
روك :لدّي أحساس سيء بهذه الجزيرة
قام روك وقال :سأعود إلى الغرفة .


هناك 3 تعليقات:

  1. وووووووه لقد بدأت فعلا 🌸😍 مبارك لي 😂 اول ما يوجد بالمدونة هذه صحيح ؟ لكن اشعر بان هناك ما قبلها لكنه فاتني :) المهم استتمتعت بقراءة هذا البارت ،،رووك وماتيلدا يا الهي كمية لطافة 💕 كنت أود أعلق بشكل أوسع لكنها قدييمة وقد تكونين نسيتي بعضا منها 😂*مع شكي في ذلك* المهم فلنذهب للبارت التالي 🙊

    ردحذف
    الردود
    1. اسعدني تعليقك كثيراً , دهشت أن هناك من زال يقرأ في المدونة ..
      شكرًا من الأعماق

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف