الاثنين، 26 يناير 2015

البارت الثامن و الأخير من رواية الرقم المجهول







تحامل No. Zero على نفسه لكن .. لكنها النهاية – يوم عليك –
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 وجد نفسه على سرير المشفى جلس عليه فزعاً وهو ينادي : صفر , صفـ -
قطع عليه من كان بجانبه فزعه : اهدأ اهدأ
اتسدار و قال : ريتشارد .. سمعت صوته .. كان هناك طلقات
ريتشارد : اهدأ ! لا افهم شيئاً
وضع يده على رأسه متألماً ثم اخذ نفساً عميقاً جداً و سأل : اخبرني ماذا حصل ؟
ريتشارد : لحقت بك بعد خروجك و بقيت مدة ابحث عن مكانك فأنت اختفيت بسرعة و عندما وجدتك رأيتك مستنداً على الجدار و كان مغشياً عليك و بجانبك جثتين تغرقان بدمائهما لعجوز و رجلٌ قوي البنية – اخذ نفساً عميقاً و أكمل بحزن : في البداية اصيبت قدم الرجل ...
قطع عليه ادوارد بصوتٍ مخنوق : كالمرة السابقة ؟
اومأ ريتشارد و أكمل بوتيرته السابقة : و ايضاً وجدنا عند العجوز مسدس تتبعنا اثر الاطلاق و .. – صمت –
ادوارد وهو يهز ريتشارد : تحدث , هل اصابه مكروه .
ادار ريتشارد وجهه للجهة الاخرى ليمنع عينيه من ملاقاة عين ادوارد حين قال : و بعد مترين تقريباً من مكانكما هناك بقعة كبيرة من الدماء .. لكن لا وجود للجثة فقط دماء كثيرة و تتبعنا الخط .. خط من الدماء الطويل لكن فجأة انقطع فجأة
امسك ادوارد برأس ريتشارد و اداره نحوه وقال : الم تجدوه ؟
ريتشارد : لا .
قال ادوارد : هل...
اكمل عنه ريتشارد : بحثنا في كُل المستشفيات .. القريبة و البعيدة و الصغيرة و الكبيرة لكن .. لا أثر
ادوارد : و هل بحثت في ... في ذلك المكان الذي كُنا فيه ؟
ريتشارد : بحثت فيه كُله لا يوجد له اثر و لم نجد سِوى المجرمين و المنحطين و عديمي الاخلاق .. بحثنا عنه في جميع البيوت حتى المهجورة منها لكن .. لا أحد
تجمعت دموع ادوارد في مقلتيه وقال : ابداً ؟
لم يجب ريتشارد لم يعلم ماذا يقول له .. فأي شخص لن يبقى حياً بعد فقده لكمية هائلة من الدم كالتي وجدناها و لا بعد اختراق جسده مجموعة من الرصاص
ادوارد : اجبني ريتشارد ارجوك – لم يمنع دموعه من النزول علة وجنتيه –
ريتشارد : لا أعلم ادوارد لا أعلم , قال من كان بالمنزل المجاور لهم انهم سمعوا صوت تبادل اطلاق الرصاص – اكمل لذاته : و ايضاً شاهدوه و هوا يُصاب ولم يفعلوا شيئاً
بدأ ادوارد يتحدث بأوهام يقنع بها نفساً و كان حديثه عشوائياً  : قد يكون عاد إلى منزله .. الم تجدوا منزله ؟ قال ان هنا منطقته هذا ما قاله لي .. لا بد انه قد عاد الى منزله أنا – مسح ريتشارد دموع ادوارد و قال : اوي .. صديقي ما بك لم ارك ضعيفاً إلى هذا الحد .. ثم ثم – اكمل بجدية : يجب عليك مواجهة الواقع ادوارد – نفى برأسه و أكمل بحزن : لا أحد سيعيش بعدما فقد هذه الكمية الكبيرة من الدماء و الرصاصات اخترقت جسده و لم يذهب للمشفى .
تكلم ادوارد بهستيريه : سيتصل سترى سيتعود تلك الأصفار للظهور مجدداً سيـ - صفعه ريتشارد على وجهه و قال : اهدأ ! ادوارد
دفن ادوارد وجهه بين يديه و سمع ريتشارد تمتمته : كله بسبيي .. انا من المفترض أن يحمي الناس لا الناس يحمونني .. لقد لقد ... ذلك الكابوس و قوله انه يشعر بما اشعر فهل كان يشعر انه سيمـ - لم يستطع قول تلك الكلمة فقد آلمه بشدة مجرد نطق نصفها
طلب ريتشارد الطبيب و اعطى ادوارد مُهدئاً و نام بعدها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 كان ملماً ساقيه و رأسه مدفوناً بينهما و يده قد احاطتهما ..
اقترب منه ريتشارد وجلس على السرير بالقرب من ادوارد و قال له : إلى متى ادوارد ؟ لا تأكل و لا تشرب إلا عندما اصر و اصر و اصر ؟ هذه حالتك أكثر من اسبوعين .. و لم تحضر إلى عملك منذ تلك الحادثة .. لما لا تجيب
ادوارد و ما زال على حاله : حتى يتصل .
ريتشارد : ستموت من الجوع و العطش و حبس نفسك في شقتك افهم ادوارد لقد مات ..
ادوارد : نعم .. مات .. بسببي
رفع ريتشارد رأس ادوارد وقال : ارفع رأسك و حدثني
كان وجه ادوارد منتفخاً وعينيه شديدة الحُمرة
اكمل ريتشارد : اسبوعين و ها نحن دخلنا اليوم الرابع من الاسبوع الثالث و انت لا تزال على حالك .. متى ستعود ؟ كرسيك ينتظرك .
ادوارد : لن أعود .. و الان اتركني سأنام
نهض ريتشارد وقال متضايقاً : احمق غبي ادوارد .. من رحل لن يعود و الماضي لن يعود و لوم نفسك ليس فيه فائدة لك و هروبك من الواقع لن يفيدك في شيء يجب عليك ان تعود .. ادوارد الغبي .. انت في الخامسة و الثلاثين من العمر ! لست طفلاً
قطع عليه ادوارد : الذي لم يقم بواجبه ولم يحمي الناس بل ..
ريتشارد : ستبقى غبياً إلى الابد – سار و خرج من الشقة غاضباً –
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح اليوم التالي كان ريتشارد على مكتبه و يؤدي عمله ..
فتح الباب و قفز من مكانه فرحاً عندما رأى ادوارد وقال : صديقي , لقد عدت .
قال ادوارد بصوته المبحوح : لأنني قدمت استقالتي ..
جفل ريتشارد كان يتوقع أي شيء إلا ان يفعل ادوارد هذا
في حين تخطاه ادوارد و بدأ يجمع ادواته من مكتبه .
ريتشارد : اوي ادوارد .. كفاك غباءً و جبناً و كفاك هروباً من الواقع .. ستهلك نفسك ...
حمل ادوارد الصندوق الكرتوني الذي جمع فيه ادواته على عجل و قال : إلى اللقاء ريتشارد .. ام أقول حضرة المفتش – خرج من المكتب –
في حين جلس ريتشارد لم يعرف ماذا يفعل أو ماذا يقول ..
بعد انتهاء وقت العمل قاد ريتشارد سيارته إلى شقة ادوارد
قام بالضغط على الجرس لا مُجيب اصابه الحزن على حالة صديقه
انتظر عدة دقائق قبل ان يفتح له ادوارد الباب فقال : هل كنت نائم ؟
ادوارد ببرود : لا .
اغلق ريتشارد الباب خلفه ثم قال : ماذا تنوي ان تفعل ؟
ادوارد : انتظر الموت
ريتشارد : اششش ... لا تقل هذه الكلمة ادوارد .. انا احبك صديقي لا تؤلمني اكثر لم اعد احتمل – سقطت دموعه .. بألم –
ادوارد : لا تستحق صديقاً مثلي .. تستحق شخصاً افضل من شخصٍ يتسبب في موت الاخرين
ريتشارد : افهم افهم ! ارجوك انه القضاء و القدر .
ادوارد : كنت سبباً في موت No. Zero .. الاسبوع الثالث و لا أثر له في أي مكان
ريتشارد : هل كنت تبحث عنه ؟
اومأ ادوارد بالايجاب
ريتشارد مُعاتباً : ادوراد ! لقد اخبرتك اننا بحثنا
ادوارد : اعلم .. حسناً لا تهتم
جلس ريتشارد على الاريكة و قال : سأتناول طعام الغداء معك .
ادوارد : كما تشاء
تردد ريتشارد لكنه قال اخيراً : لما لا تأحذ اجازة عوضاً عن ..
قال ادوارد باصرار : قدمت استقالتي و انتهى الأمر .
ريتشارد : اذن , ماذا ستفعل ببقية حياتك ؟
ادوارد : لايهم
ريتشارد : غبائك ! ادوارد ارجوك عُد ذلك الصديق الذي يتذمر و يشتكي و يمرح متى ؟
ادوارد : لن يعود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" ها نحن نكمل الشهر منذ وقوع الحادثة و انت لا تزال على حالك .. انظر لنفسك جسدك اصبح ضعيفاً و عينيك حمراء و ضعف نظرك ايضاً "
هذا ما قاله ريتشارد لادواد ...
نظر ادوارد إلى ساعته و قال : حان وقت عملك .
ريتشارد : سأذهب و عندما أعود سأضع حداً لحماقتك .
تابعت عيني ادوارد ريتشارد وهو يخرج فقال لذاته : احبك ريتشارد ..
-         و انا ايضاً احبك ادوارد , لكن عندما تعود لذاتك القديمة ..
ادوارد : ها أنا اتخيل من جديد .. يوم آخر و سأصاب الجنون ..
-         هذه المرة ليست خيالات ! هذه المرة اختلفت عن سابقيها
استدار ادوارد ليقطع الشك باليقين و مثل كُل مرة كان الهاتف مُطفئاً ...
 شهق هاتفه برنة صغيرة تعلن عن وصول رسالة له .. كما اعتاد كل صباح انها من ريتشارد .. فتحها و ارتدى ملابسه على مضض ليقابل ريتشارد رُغم عدم رقبته بذلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 استقل ريتشارد سيارته و قال لذاته : اتمنى ألا أكون قد تأخرت عليه
كان ادوارد يقف أمام باب العمارة و ركب السيارة ثم قال متذمراً : مزعج ألم اقل لك انني لا اريد الخروج
-         لكنني اريد منك فعل ذلك ..
صمت ريتشارد و ادوارد , ادارا رأسهما للخلف فكانت المُفاجأة ..
قفز ادوارد للخلف وقال بلهفة : ماذا ...
ريتشارد : جهاز حاسوب ! و .. صوته
قال ادوارد راجياً و الدموع تنهمر من عينيه : هل هو انت !
جاءه الصوت من خلال الحاسب : نعم انا No. Zero لكن من انت ؟
ادوارد : انا ادوارد .. ادوارد كارمايكل هل نسيتني !
No. Zero : افضل ان انساك على ان اراك بهذه الحالة المثيرة للشفقة .
ريتشارد : كيف !! هل انت على قيد الحياة فعلاً !
No. Zero : كيف ؟ ليس من اختصاصك و اين كنت طوال شهر ايضاً ليس من اختصاصكما ولا تحشرا انفسيكما فيما لا يعنيكما .
ادوارد براحة : هو بخير .. انا لا احلم مثل كُل مرة صحيح ؟
قرص ادوارد وجنتيه بلطف وقال : لا – ابتسم و قال : حمد لله على سلامتك No. Zero  لكن من انت !
No. Zero : ما بال صديقك الاحمق هكذا !
ريتشارد : انت السبب
No. Zero ببرود : كُنت اعلم بكل شيء لكن ماذا عسايّ ان افعل ؟ لا شيء – غير مجرى الحديث و قال : ادوارد .. عندما تعود الى ذاتك القديمة ستجدني حينهما و امامك اسبوع فقط لتستعيد عافيتك أو انني سأسمح لهم بفعل بيّ ما يرودون – انطفأت الشاشة –
ادوارد : ماذا يقصد ؟
ريتشارد : لا اعلم .. لا بد ان الكثير قد حدث .
ادوارد : المهم – مسح دموعه و قال : هو بخير ..
قاطعه ريتشارد : مُخطأ , بل هناك حلقة ناقصة سنعلم ماهيّ عندما تصبح بخير ..
ادوارد : ساعوض كل شيء ..
بعد مرور أسبوع يحمل القلق و الكثير من الاسئلة كان ادوارد و ريتشارد ينتظران رنين الهاتف ..
ادوارد : هو بخير صحيح ريتشارد ؟
ريتشارد : سألت هذا السؤال خمس مئة مرة – تنهد و قال : وما ادراني انا !
سُمعت اصوات النغمات فأجاب ادوارد من فوره عندما رأى تلك الاصفار ألا متناهية ..
اجابه No. Zero : احسنت عملاً ادوارد , لقد عدت لسابق عهدك.
ريتشارد : هل انت بخير ؟
No. Zero : لم و لن اصبح غير ذلك .
ادوارد : لم افهم
ريتشارد بملل : غبي , يعني انه بخير – نظر إلى ساعته وقال : سأذهب إلى عملي
No. Zero : جريمة اختطاف غبية بانتظارك لن تحتاج إلى مساعدة – اكمل مع ابتسامة : حضرة المفتش
ريتشارد : ليتني أعلم من انت – اخذ نفساً عميقاً و سار مبتعداً حتى خرج من الشقة –
ادوارد : قلت في ذلك اليوم انها منطقتك لكنك كُنت ...
قاطعه No. Zero : لا أكذب كُنت و ما زلت هناك لكنك مهما حاولت و حاولت لن تجدني – اكمل ببطء : ابداً .. لذا لا تحاول بلا فائدة ايها .. العاطل
ادوارد : هل تسخر
No. Zero بجديه : بل اقول الحقيقة , قلت لك ذلك اليوم لا تذهب اليهما لكنك غبـ - صمت و اعدل عن رأيه قائلاً : بل رجلٌ نبيل أحمق .
ادوارد : قام ريتشارد بالقبض على جميع المجرمين و الفارين هناك .
No. Zero : اعلم .. و الان وداعاً لا حاجة لك بيّ فانت اتسقلت عن عملك و انا لا احب ان اضيع وقتي بالثرثرة التي بلا معنى و ابقى عاجزاً و ستشحذ الاموال من الناس يوماً الم تجد لك عملاً اخر .. لكن لا تعتقد انك ستجدني بأي عمل ..
ادوارد باصرار : و ما هو العمل الذي ستكون فيه معي ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 ريتشارد : ياه جميلة – قرأ اللوحة و قائلاً : وكالة ادوارد كار مايكل للتحريات بمساعدة No. Zero .
ادوارد : هكذا لن ابقى عاطلاً عن العمل
ريتشارد : المفتش السابق يصبح محققاً خاصاً .. لكنك في الموقع الخاطئ
ادوارد : لما ؟
ريتشارد : لأنك غبي بالطبع .
ظهر صوت No. Zero فجأة قائلاً : لذا انا مع هذا الغبي دائماً


 النهاية




رواية الرقم المجهول بقلمي : حوراء العريفي  

الأحد، 25 يناير 2015

البارت السابع من رواية الرقم المجهول








جريمة مِن خلف الزجاج

أمام نهرٍ ازرق ممتد و تحت شجرة تُلقى بظلها على جُثة ادوارد الهامدة , تتدلى أغصان الشجر لتلامس وجه ادوارد الذي لم يبديّ أهتماماً لأي شيء فقد كان مغمض العينين و لم يفتحهما حتى مع اقتراب ريتشارد منه الذي بدأ يناديه بصوتٍ مُرتفع : أوي , ادوارد .. اجب – يتقرب منه فيهز جسده و يصرخ في محاولةٍ فاشلة لايقاظه , سقط على الارض رعباً زحف خطوتين للوراء و قال وقد تجمعت دموعه في مقلتيه : ادوارد ! مات !
-         لاااااااااااا ! – بدأت انفاسه تتسارع اخذ يجمع الاكسجين من هنا و هناك .. اخذ نفساً عميقاً ثم قال بانزعاج : كابوسٌ مُزعج – نظر لشاشة هاتفه .. كانت الساعة الثانية بعد منتصف اليل فتجاهل الوقت و اتجه ليشرب كوباً من الماء.
حمل الكأس عائداً لغرفته تجرع القليل ثم وضعه على الطاولة الصغيرة استلقى مُجدداً و حاول ان يكون أكثر هدوءاً لكن انقطع الهدوء عن الغرفة برنين هاتفه فأخرج زفرة تنم عن الضجر فمد يده لتبحث عن الهاتف بالطاولة القريبة فامسكته ثم اجاب وهو يضعه على أُذنه قائلاً : اهلاً .
ريتشارد : اهلاً , اترك هذا الكسل و هيا انهض وصلنا بلاغ عن جريمة قتل .
تثاءب ادوارد و قال بملل : من هذا الأحمق الذي يقتل في منتصف اليل ؟ ثم انه ليس وقت دوامي.
ريتشارد بسخرية : القاتل – تأوه ثم قال امراً : انهض حالاً .
ادوارد : من المفترض أنا الذي آمر لا أنت.
ريتشارد : هيا ! انت تضيع الوقت , خمسُ دقائق و أكون لديك .
ادوارد بملل : حسناً .
قال ريتشارد مُحذراً : الوقت , لا تضيع الوقت ادوارد .
ادوارد : لا تقلق اعلم أن الوقت ثمين بالنسبة لك , الى اللقاء – اغلق الهاتف – ثم تذمر قائلاً : انه فقط يريدني ان اذهب معه لأجل لاشيء ليس وقت دوامي تباً لك ريتشارد
ابعد الغطاء عنه و اتجه الى دورة المياه انعش وجهه بماء بارد و ارتدى زيه الرسمي و ما هي إلا خمس دقائق و اصبح بأسفل العمارة ينتظر ريتشارد.
أشار له ريتشارد بزنبور السيارة ثم اوقفها .
فتح ادوارد الباب و قال معاتباً : الناس نيام و انت تطلق صوت الزنبور المزعج .
ريتشارد : آسف , على كل حال يجب ان نذهب بسرعة , سيأتي رجالنا ورائنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توقفت السيارة أمام منزل ذا ارضٍ مستطيلة الشكل .
ادوارد : هل تعتقد الجريمة في الطابق الاول أم الثاني؟
ريتشارد : انت ماذا تقول ؟
قال ادوارد مُفكراً : الثاني .
ريتشارد : لكنني اتوقع انها حدثت بالطابق الاول – استدار و أكمل : اتراهن ؟
ادوارد : طعام العشاءِ لمدة اسبوعين على الخاسر.
ريتشارد : موافق .
تقدما إلى بوابة المنزل وكان يقف بإنتظارهما رجلٌ يرتدي معطفاً صوفياً .
قال ادوارد وهو يخرج بطاقته : المفتش ادوارد كارمايكل .
قال الاخر بدوره وهو يعرض بطاقته : ريتشارد بيري .
اومأ الواقف أمامها و قال : تفضلا .
تقدما إلى الامام و طوق رجالهما المنزل .
ادوارد : عرف بنفسك رجاءً و عرف بالضحية ايضاً و الاشخاص الذين يقطنون المنزل .
أجاب : بيل كورتس , و – اكمل بحزن : و الضحية أبي فيليب كورتس – اخذ نفساً عميقاً ثم اكمل : و زوجتي السيدة بريندا كورتس , اختي الانسة صوفيا كورتس و اخي جوزيف كورتس و الخادمة هيرا .
قال ريتشارد بحماس يريد ان يخفيه : و أين وقعت الجريمة ؟
بيل : بغرفته في الطابق الثاني .
نظر ادوارد لريتشارد بمعنى " انتصرت "
في حين قال ريشتارد بلا مبالاة : قُدنا إلى تلك الغرفة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" يال الغباء " هكذا قالها وهو يغلق احد هواتفه و اكمل وهو يفتح شاشة حاسوب اخرى : لصٌ ثمل معتوه و يهرب من خمسين عنصراً من عناصر الشرطة الغبية لا يعرفون كيف يتصرفون .. مجموعة من الحمقى .
ادار بعينيه إلى الشاشة التي اظهرت تحركات ادوارد و ريشتارد معهم بيل فقال : اوه ! جريمة قتل .. وصلت اذن لنرى ماذا يمكنك ان تـ - صمت فجأة , نظر عبر النافذة فرأى عجوزاً تستند على احد الجُدران و تطلب النجدة , تريد ان ينقذها احد من رجل ضخم الجثة يريد سرقتها ! فقال بشفقة ساخرة : سآتي لأنقذك عندما يحين الوقت لذلك .. اصرخي حتى تكليّ -  صمت , كان يريد ان يسترجع هدوءه فقال ببرود : حياةً يائسة منحطة – اخذ أحد الاسلاك المرمية على الأرض و قام بتوصليها بجهاز الحاسب الذي على يساره و ارسل رسالة لادوارد كتب فيها
" معك ( الرقم صفر ) ..
ستواجه قضية تتسم بالدهاء و الغباء في آن واحد .. فمن ليس لديه عقل لا يستحق العيش .. قد تكون كلمات تجلب الحقد و الحسد و الكره ..
كثيرةً هيّ الكلمات الصغيرة التي تجرح قلوبنا و تعصرها الماً و أكثر هي الافعال الأصغر و لكن جرحها أشد الماً من طعنة ألف سكين و سيأتي يوم لتغرس هذه السكين فيك بشكل اكثر ايلاماً , فالجرح سيشفى يوماً و الجارح سيُجرح يوماً هكذا هي ّ " دنيا دوارة " و يوم لك و يوم عليك .. فهل سيسبق " يوم عليك " على " يوم لك "؟
الاولى ! هذا ما أشعر و تشعر انت به ...
اجعل الشيء الذي في رأسك يعمل و أكشف الحقائق ! "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الطابق الثاني عبارة عن شيئين , مكتبة تشغل ثلاث أرباع مساحته و غرفة نوم الضحية – السيد فيليب كورتس – تشكل الرُبع المتبقي .
ارضٌ خشبية ! هكذا كانت ارض المكتبة و كانت جدرانها محاطة بارفف انيقة تحمل عليها عدداً هائلاً من الكُتب تتوسطها طاولة طويلة تحمل عليها مقتنيات مُختلفة لم يفهم ادوارد او ريتشارد ما علاقتها بالمكتبة ! و خلفها بمترين تقبع طاولة انيقة يكتسيها قماشٌ فاخر يتدلى اخره على اربعة كراسي مُريحة .. النظر اليها فقط يخلف لديك رغبة جامحة بالاسترخاء فوقها .
تجاهل كُل من ادوارد و زميله هذه الرغبة و دلفا الى غرفة الضحية و استقرت اعينهما مُباشرة على الجثة الهامدة فوق السرير – استدار ادوارد و قال : اذهب و قم باستجواب المشتبه بهم ريثما انتهي من هنا .
قام ريتشارد بأداء التحية و قال : حاضر سيدي .
اكمل ادوارد سيره إتجاه الضحية و توقف عندها متفحصاً أياها بعينيه .
حاور ذاته وهو يتفحصها بيده التي احاطها بقفازين ابيضين : الجو بارد هنا لا بد ان التوقيت الوفاة لن يكون دقيقاُ قبل رُبع ساعةٍ تقريباً , طُعن قريباً من قلبه لكن غريب .. كان بالامكان انقاذه .. الدماء كثيرة حول السكين و على جسد الضحية لكن – تحسس و دقق و اكمل مُضيفاً : لون الدم القريب من السكين يختلف عن اللون البعيد عنها .. لحظة ! لستُ غبياً جداً لكي انخدع بهذا .. فمن المفترض عندما تُغرس السكينة بهذا الشكل لن يخرج الدم هكذا و بهذه الكمية إلا بحالة واحدة – دقق النظر فوجده يمسك و بشدة في يده بفاصل للكتب خُط عليه " القراءة غذاء العقل , فتناول هذا الغذاء لكي تمتلك عقلاً يستحق العيش " تنهد و اكمل جولته فتوقف عند حاملة لاوراق الرسم فتأمل الرسمة التي تشع باللون الاحمر : انها احد انواع الفنون التشكيلية .. اذن الذي باسفل ملابسه ليس دم اللوان .. عندما كان يُرسم بهذا اللون الاحمر تلطخت ملابسه به .
عاد مُجدداً بالقرب من الضحية حيث تجمع افراد الشرطة ليلتقطوا الصور و يجمعوا الادلة , كان هناك بالقرب من السرير طاولة صغيرة تحمل عليها كتاباً بعنوان " الوهج الفضي " .
قال لجميع العناصر الذين كانوا يعملون : ابذلوا جهدكم , اعلم انكم متعبون فنحن بعد منتصف الليل و لكن هذا عملنا .. على كُل حال سأنتظر تقريراتكم و ادلتكم .. شُكراً لكم .
نزل عبر السلالم وهو يقرأ الرسالة التي لم ينتبه لها إلا الان فعلق عليها بذاتها : نعم , أشعر به ... ذلك الكابوـــــ قطع حديثه بهزة من رأسه و أكمل : نحن بالعمل – فتح الباب وكان ريتشارد هناك قد انهى تقريباً الاستجواب .
ريتشارد : انتهيت سيدي .
ادوارد : قُل مالديك .
ريتشارد : كانت السيدة كورتس تتحدث مع زوجها السيد بيل كورتس مُنذ الواحدة  ثم ترتكته لتحدث والدتها حتى وقت اكتشاف الجثة .
ادوارد : و حديثهما كان عن ؟
ريتشارد : كانا يتحدثان بأمور عدة .
اومأ ادوارد و قال : أكمل .
ريتشارد : اما أبناء الضحية , فقد كانا يقرآن مُنذ العاشرة حتى موعد حدوث الجريمة في المكتبة .
استدار ادوارد لجوزيف و صوفيا و قال : الم يغادر احدكما الغرفة ابداً ؟
قال جوزيف بتردد : أنا ..
ادوارد : اين ذهبت و متى ؟
اخذ الاخر نفساً عميقاً و تذكر مقولة قرأها في احد الكُتب " لا تكذب , فالعاقل يتحدث من وراء عقله لا لسانه و العقل يرفض الكذب " ثم قال لادوارد : عند الواحدة و الرُبع .. ذهبت إلى غرفتي لأحضر الدفتر الذي اسجل به بعض الاقتباسات أو المعلومات التي اقرأها .
ادوارد : ومتى عُدت ؟
جوزيف : الثانية إلا ثُلثاً .
ادوارد : لما التأخير .
جوزيف نسيت أين وضعته باستغرق البحث عنه بعض الوقت .
اومأ ادوارد في فهم و استدار لصوفيا ذات الخمسة عشر عاماً : و انتِ ؟
-         لم اخرج من المكتبة إلا للذهاب لدورة المياه  .
-         هل سمعتِ اصواتاً غريبة في غرفة والدك ؟ بما انها قريبة من المكتبة .
-         لا.
-         هل رأيتِ احداً يدخل عليه ؟
-         الخادمة هيرا , كانت تعطيه القهوة التي طلبها .
ادوارد : فهمت , أحضروا الخادمة .
اتت الخادمة فوراً لكنها تقدمت اولاً لبيل و اعطته مرهماً
قال ادوارد : حديثنا بالتفصيل عما فعلتيه قبل مقتل السيد كورتس .
هيرا : حاضر سيدي , عند الواحدة طلب قهوته المعتادة ليستمتع بقراءة كتابه كما أعتاد , عندما كُنت اصعد إلى سيدي استوقفتني السيدة كورتس ..
قطع عليه ادوارد طارحاً سؤالاً : هل كان زوجها معها آن ذاك ؟
اومأت الخادمة هيرا و قالت : نعم كان معها , طلبت مني أنّ أخبر صوفيا بأنها تُريد الحديث معها ..
ادوارد متسائلاً : و هل اخبرتها ؟
هيرا : نعم , اخبرت الانسة كورتس ثم اعطيت السيد القهوة – صمتت لفترة تسترجع الاحداث ثم أكملت : بعدها عدت لتنظيف بعض قطرات القهوة التي تناثرت انسكبت مني .
ادوارد : القهوة التي اسنكبت !
اجابت الخادمة : لالالا , لم تنكسب القهوة .. السيد كروتس – نظرت لبيل و اكملت :اعني عندما كُنت انوي الذهاب من عندهما تعثرت بطرف السجادة التي كانت ملتوية و السيد كروتس امسك بالكوب و منعه من التناثر على الارض , لكن سقطت بعض القطرات على الارض فقط .
ريتشارد بذاته : لهذا احضرت له مرهماً للحروق .
ادوارد : فهمت , هكذا إذن .
ريتشارد : و أين زوجتك التي حدثنا عنها يا سيد بيل كورتس ؟
بيل : انها في دورة المياه .. لم تتحمل منظر الدماء فشعرت بالغثيان , ستأتي بعد قليل .
ريتشارد : اذن سننتظرها لنأخذ اقوالها ثم نكمل التحقيق بشأن اكتشافكم للجثة .
انتظروا دقائق معدودة قبل عودة السيدة كورتس – زوجة بيل كورتس –
فقالت بنبرة متأسفة : اعتذر لتأخري و تعطيلكم عن عملكم .
قال ريتشارد مباشرة : ماذا كُنتِ تفعلين قبل مقتل الضحية ؟
اخذت بريندا كورتس نفساً عميقاً ثم قالت : اتحدث مع زوجي .
ريتشارد : الم تتركيه ؟
بريندا : بلى , عندما اجريت اتصالاً مع والدتي عند الوحدة و الثلث .
ريتشارد بذاته :الواحدة و الثلث .. منذ ذلك الوقت وحتى اكتشاف الضحية .. كان الجميع وحيداً .
ريتشارد : ألم تتحدثي مع صوفيا ؟
بريندا : كُنت اخطط للحديث معها قبل بعد انتهائي من محادثة و الدتي لكنّ ما حصل منعني .
ريتشارد : بماذا , كنتِ ستحدثينها .
هزت كتفيها بلا مبالاة : بأن نخرج للتسوق في الغد .
ادوارد بذاته : هل هم  هكذا لا ينامون الليل فالنشاط واضح على محياهم – حاول منع نعاسه من الظهور على شكل " تثاءب "
اومأ ريتشارد و قال : فهمت .
ادوارد : من الذي اكتشف الضحية ؟
صوفيا : اممم هل نصعد للأعلى لأريك كيف اكتشفتها ؟
ادوارد مُشيراً بيده بأدب : تفضلي آنستي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-         نافذة الشرفة مفتوحة و على سورها قد رُبط حبل طويل ينتهي الى الشرفة التي تحتها
-         لا بصمات على السكين و لكن هناك بعض الخيوط الصغيرة العالقة فيها .
-         فاصل الكتب الذي بيد السيد عليه بصماته فقط .
-         فرشاة الرسم لا تحتوي على بصمات غير بصمات السيد لكنها في مكان غريب و لا يحوي مقبضها على ايه الوان .
-         فريق الطب الشرعي يقول أن هناك نسبة بسيطة جداً من المخدر في جسد الضحية .
هكذا سرد عناصر الشرطة ما وجدوه لادوارد و ريتشارد .
ادوارد : اشكر لكم جهودكم – استدار و قال : اذن كيف اكتشفتم الجُثة ؟
اشارت صوفيا على الطاولة الطويلة التي تحمل مختلف الاشياء و قالت : هذه الطاولة تحمل هواية أبي , فهو يجمع الادوات التي يقرأها في كتبه .. سواء كان ذلك من انواع السكاكين أو من التحف كتحفة القطة أو مجموعة الهنود الحُمر و كما ترى اشياء كثيرة على هذه الطاولة و كلها قد تم ذكرها في احد كتب هذه المكتبة الكبيرة .
ادوارد : اكملي .
صوفيا : كنت اقرأ كعادتي و لفت نظري شيء لم يشتريه ابي و لم يضعه ضمن مجموعته نهضت مع دخول أخي ففلت له " أخي , اليس غريباً ؟ فأبي لم يضمن انواع الاوراق التي ذكرت في الكتب ضمن مجموعته " .
تحدث جوزيف و قال : و اجبتها " رُبما لم يخطر ذلك في باله , هل نخبره ؟ "
ادوارد : و ذهبتما بعدها الى الغرفة ؟
سارت صوفي و اغلقت باب الغرفة الذي كان مفتوحاً و اشارت إلى الزجاج الشبه شفاف الذي يُزين وسط الباب ثم قالت : رأيناه من خلال هذه .
تقدم ادوارد و نظر و قال : هل كان غرقاً بدمه ؟
صوفيا وتكاد تبكي : نعم , رأينا الأحمر يغطي ملابسه .
جوزيف : حينها صرخت و طلبت من الخادمة هيرا أن تحضر المفتاح الاحتياطي بسرعة و كان الجميع قد آتى بينما اختي بقيت صامتة و لم تستطع الحديث أكثر .
هيرا : احضرت المفتاح كما أمر سيدي و اعطيته له .
بيل : اندفعنا نحوه بسرعة و ما أن احطنا به حتى صرخ ! صرخ بقوة ...
قالت بريندا : ثم قال وهو يعتصر الماً " نجم بحر حقير ! " و بقيّ يكررها بصعوبة حتى مات .
ريتشارد : هل السكينة من المقتنيات ؟
صوفيا وهم تمسح دموعها : نعم , لكن هناك شيء غريب .
ريتشارد : ماذا ؟
صوفيا : لا أعلم ان كان ما رأيته ضربة من الخيال أم انه بسبب الارتباك .. لكن – اعادت النظر للطاولة و اكملت : كانت السكينة موجودة هنا قبل ان ندخل !
جوزيف بلا مبالاة : هل انتِ متأكدة ؟
صوفيا : لا .
استادرت صوفي لبيل و قالت : ألا تذكر ؟
بيل بملل : لا أعلم شيئاً عن هذه المكتبة القبيحة .
ادوارد : غرفتك يا سيد جوزيف كورتس تحت غرفة الضحية مُباشرة .
جوزيف باستخفاف : و اذن ؟
ادوارد : عندما قلت انك ستبحث عن دفتر اقتباساتك نزلت إلى غرفتك وصعدت بواسطة الحبل إلى غرفة والدك قمت بطعنه طعنتين متتاليتين .. لأننا وكما نرى انه منذ اكتشافكم للجثة لم يمضي خمس دقائق من طعنها لذا لم يمت والدك أي انه يجب ألا يفقد كمية كبيرة من الدم في هذه الفترة القصيرة .
ريتشارد : تقصد أنه تم ازالة السكين و اعادتها – صمت ثم اكمل متخيلاً الوضع :  عندما ازال السكين بعد الطعنة الاولى انهمرت الدماء و عندما اعادها توقفت الدماء نسبياً عن الانهمار ولو انها طعنة واحدة لما خرج الدم على ملابس الضحية بهذا القدر الكبير .
نفت صوفيا برأسها و قالت وقد انهمرت الدموع من عينيها :لالالا , لن اسمح أن يظلم احد بسببي – نظرت إلى ادوارد و قالت : بعد ان دخلنا و صرخ أبي بسبب طعنة السكين – اخذت نفساً عميقاً و قالت : لا اعلم , لم اكن  اعلم انني اذا ازلت السكينة عن جسده سيسبب له نزيف اكثر بالدم – عانقها اخاها و قال معاتباً : غبية , الم اقل لكِ ان تلتزمي الصمت سيقولون انكِ القاتلة الآن .
اخذت الاخرى نفساً عميقاً وقالت : لم اقتله اخي , انت تصدقني صحيح ؟
ابتسم و مسح على رأسها قائلاً : اصدق اختي الصغيرة اللطيفة .
ريتشارد لادوارد بهمس : ليست هيّ و لا تزال فتاة في الخامسة عشر من عمرها ربما تكون فعلاً لم تعلم بذلك .. هناك اشخاص كبار في السن لا يعرفون هذا الامر .
ادوارد : بدأت تدافع عنها هل ...
قطع عليه ريتشارد : لا ليس ما طرأ في عقلك بل لأني اعرف تفكيرك الغبي ..فكر جيداً في الادلة و ما معنا من شواهد .
جوزيف : لستُ القاتل , حتى و ان كان الحبل يتدلى في غرفتي قد يكون احدهم استخدمه .
ادوارد : يستخدمه و انت كُنت في غرفتك تبحث عن دفترك ؟
جوزيف : لا أعلم , لكنني لم افعلها , لقد قال رجالك ان هناك مخدراً بنسبة بسيطة في جسمه  اليس كذلك ! اخبرني اذن متى سأكون وضعته .
بدأت صوفيا بالدفاع عن اخيها : و لما صرخ ! لما صرخ فجأة عندما اجتمعنا حوله ؟ لا دليل واضح ان أخي فعلها .
ريتشارد في ذاته : هذا ما أجهله ثم ماذا كان يقصد عندما قال " نجم بحر حقير " ؟
ادوارد : هل كان والدكم يحب الرسم ؟
جوزيف بملل : نعم – استدرك و قال : عفواً حضرة المفتش : ألم يقل الشرطي أنه لا وجود لبصماتِ على فرشاة الرسم سِوى بصمات ابي ؟
ادوارد : صحيح .
جوزيف : غريب !
ريتشارد : ما الغريب سيد كورتس ؟
قال جوزيف مُفكراً : دخلت على أبي عند الساعة العاشرة و كان يرسم فتقدمت نحوه و قلت له بمرح " اسمح لي ان اضع اللمسة الاخيرة على لوحتك " و امسكت الفرشاة و وضعت اخر الخطوط .. لكن اين ذهبت بصماتي !
ادوارد في ذاته : هذا يزيد من شكوكي نحوه .
نظر ريتشارد إلى الاسفل و انحنى , التقط بعضاً من الحشيش الاخضر ذات الطول القصير كالتي في الحديقة تتبع مسارها و امعن النظر ثم قال : غريب !
ادوارد : الوحيد الذي يستطيع وضع المخدر هي انتِ ايتها الخادمة هيرا .
نفت برأسها و دافعت عن نفسها : لكنني لم افعل , لم اقتل سيدي ! كُنت انظف طوال الوقت .
اقترب ريتشارد وهمس لها في اذنها عدة كلمات فقالت : نعم صحيح حضرة المفتش .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اغلق النافذة بقوة و عاد إلى كُرسيه و تأمل الشاشات الكثيرة المضئية احداها تُظهر عائلة مجتمعة و شاشةٌ اخرى تظهر الشارع و التي تليها المطاعم لكن كان تركيزه على الشاشة التي تُظهر ادوارد و البقية – ابتسم و قرب الشاشة باتجاه ادوارد و قال : المسكين , لا يزال خائفاً من الكابوس – ضحك -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقترب أحد افراد الشُرطة و قال : سيدي , تأكدنا من أن السيدة بريندا كورتس كانت تحدث والدتها حتى وقت الجريمة .
اومأ ادوارد في فهم .
شهق هاتفه رفعه فقال : اهلاً في وقتك تماماً – همس و أكمل : اشعر بنعاس شديد !
ارتفعت ضحكة No. Zero ثم قال : يبدو انك قد اعتدت الأمر .
اجابه ادوارد : قرأت مرة " مالا تستطيع الخروج منه , ادخل فيه بكل حماس " لم و لن استطيع الخروج من دائرة ازعاجك لذا دخلت فيها .. انك مُفيد و لا أنكر هذا الامر .
قال ريتشارد باستغراب بذاته : هل هذا هو ادوارد !! هل هو بخير ؟
No. Zero : على كُل حال , ضعه على خاصية مكبر الصوت و استمع إلى التحليل .
نفذ ادوارد مُباشرة و قال : عميلٌ سري للشرطة – نظر في عيني الجميع و أكمل : يكشف على خدعة و كل كِذبة .
همس له ريتشارد : اوي ادوارد هل انت بخير ؟
ابتسم ادوارد وقال بغموض : الآن اصبحتُ بخير .
No. Zero : حفظاً للوقت و الجهد , حضرة المفتش اعتقل السيد بيل كورتس .
ضحك بيل بسخرية : اوه فعلاً ؟ اذهب انت و اتهاماتك إلى الجحيم .
No. Zero : عندما نادت زوجتك السيدة بريندا كورتس الخادمة هيرا قمت بطي السجادة حتى تقع الخادمة التي تحمل كوب القهوة و اظهرت نفسك بمظهر الرجل النبيل الذي انقذ القهوة من الانسكاب – اكمل بجدية : و في هذه الاثناء وضعت المخدر لم تستطع وضع إلا كمية قليلة منها و حملت الخادمة المسكينة القهوة التي تحمل المخدر و لم تعلم بشيء .
كاد بيل يدافع عن نفسه لكن قاطعه ادوارد بصرامه : دعه يُكمل .
No. Zero : بعدما غادرت زوجتك لتحدث والدتها نهضت انت ...
اكمل ريتشارد : سرقت المفاتيح الاحتياطية فكما اخبرتني الخادمة انها في المطبخ و أي شخص يستطيع الوصول اليها , لكنها لم تكن هناك اثناء سرقتك للمفاتيح و قد وجدنا بصماتك عليها
No. Zero : و بعدها عندما غادرت الانسة صوفيا كورتس الى دورة المياه دخلت انت الى غرفة والدك و لأن الوقت قصير حتى عودة الانسة صوفيا إلى الغرفة .. كانت لديك خُطة اخرى بما لضيق الوقت .
ريتشارد : اكمل رجاءً
No. Zero : وضع اللوحة الحمراء على الحامل و اخذ اللون الأحمر و سكبه على ملابس السيد فيليب كورتس و بعد هذا مسح فرشاة الالوان من أي بصمة .
ادوارد : لكن احد رجالي قال ان هناك بصمة .
No. Zero :" فرشاة الرسم لا تحتوي على بصمات غير بصمات السيد لكنها في مكان غريب و لا يحوي مقبضها على ايه اللوان " هذا ما قاله .. بصمات اصبع السيد في مكان غريب أي انه جعله يمس الفرشاة بشكل عشوائي لكي تظهر بصماته انه يرسم .. و بعد ذلك نزلت من الشرفة الى الطابق الأول .
ادوارد : لما لم يخرج من الباب كما دخل ؟
No. Zero : لسببان , الأول ان الانسة صوفيا كورتس كانت قد عادت من دورة المياه و الثاني ليلبس التهمة أخيه جوزيف .
بيل : سخافات و كذب .
ابتسم ريتشارد و قال : وماذا تُفسر هذه ؟ - اخرج كيساً بلاستيكياً به الاعشاب القصيرة التي وجدها و أكمل : و بماذا تُفسر الحشائش القصيرة على حذائك ؟
بيل بارتباك : كنت اتمشى بالحديقة !
ريتشارد بسخرية : تتمشى بالحديقة بخف المنزل ؟
No. Zero : احسنت ريتشارد – قال بشكل مفاجئ : رجالك اكفاء يا ادوارد .
قال ادوارد بعدم فهم : هاه ؟
ادوارد : انظر من الزجاج الشبه شفاف !
رفع الجميع رؤوسهم و اتجهت اعينهم تنظر عبر الزجاج ...
ادوارد بارتباك : انه مُغطى بالدماء – جرى بسرعة و فتح الباب فنهض الشرطي و قال : كما امرت يا حضرة المفتش , هل حصل ما كُنت تريده ؟
No. Zero : هذا ما رأيتموه لم تروا دماءً يا سادة بل الالوان التي تغطي البزة لا الدماء , و الزجاج الشبه شفاف موه الأمر و اظهر نِصف الحقيقة .
قال ريتشارد : انت لا تعني !!!
No. Zero : بل اعني ما فكرت به , عندما صرخ الجميع التم معهم و كان السيد فيليب الراحل لازال تحت تخدير المؤثر و الجميع كان شارد الذهن و في هذه الاثناء اخرج السكينة التي سحبها من على الطاولة و غرسها بصدر والده .
صوفيا : لذا صرخ فجأة !!
No. Zero : صحيح  , بما ان كمية المخدر كانت بسيطة استيقظ ..
ادوارد : لكن ...
No. Zero : ساخبرك السؤال الصحيح " لما مُحيت البصمات ؟ " آنسة كورتس ..
صوفيا : نعم ؟
No. Zero : هل ينظف والدكِ الادوات كُل يوم ؟
صوفيا : بل كُل شهر .
No. Zero : و بالطبع تقومان بلمسها و امساكها صحيح ؟
صوفيا : نعم .
No. Zero : لذا مُسحت البصمات .
اطلق الجميع صوت عدم الفهم : هاه !
No. Zero : السيد بيل كورتس , لست قارئاً صحيح ؟ و تكره القراءة و أنت قُلت " لا أعلم شيئاً عن هذه المكتبة القبيحة "
جوزيف : آه فهمت , هو لا يلمسها ولا يدخل المكتبة و بطبيعة الحال لن تكون بصماته على السكينة .. فلو وجدت بصمات اصابعه مع بصمات اصابعنا سيكون ذلك غريباً .
No. Zero : الكل كان مشتت و خائف عندما ظنوا ان الذي على ملابس والدهم دماً و ليس مُجرد الوان و استغل الوقت ليطعن والده و حينها اطلق صرخة و قال اسم القاتل " نجم بحر حقير " .
ادوارد : ماذا تعني ؟
No. Zero : فاصل الكتب الذي كان متمسكاً به الضحية و بشدة كان يحوي " القراءة غذاء العقل , فتناول هذا الغذاء لكي تمتلك عقلاً يستحق العيش "
و تذكر ادوارد ما كتبه له الرقم صفر في رسالته الاولى " فمن ليس لديه عقل لا يستحق العيش .. قد تكون كلمات تجلب الحقد و الحسد و الكره .. " – فقال : كان والدك دائماً يقول : فمن ليس لديه عقل لا يستحق العيش , صحيح ؟
قالت بريندا بدهشة : صحيح , كيف علمت ؟
ادوارد : مصادري الخاصة
No. Zero : لنربط هذه الأمور الثلاثة معاً .. من ليس لديه عقل لا يتسحق العيش و القراءة هي التي تغذي هذا العقل بالقراءة فأن لم تقرأ فأنت لا تغذي عقلك و بالتالي انت ليس لديك عقل أين انك لا تستحق العيش .
فرقعت صوفيا اصبعيها وقالت : تذكرت , قرأت مرة أن نجم البحر ليس لديه عقل .
No. Zero : الذي لا يقرأ ليس لديه عقل و بالتالي لا يستحق العيش – اكمل بسخرية : ما رأيك يا نجم البحر عفواً يا سيد بيل كورتس !
بيل : لا دليل واضح على ادانتي ! كلها فرضيات .
No. Zero : سترتك الصوفية و الخيوط القصيرة ذات اللون الداكن على مقبض السكينة .
ريتشارد بسرعة : فهمتها ! بالطبع لن يرتدي قفازاً امام الجميع وهو يطعنه لذا مسح البصمات قبل دخوله بسرعة و خبأ السكينة تحت سترته و امسك مقبضها بالسترة حتى لا تلتصق البصمات فيها و بما انها صوفية التصق بعضٌ من الصوف فيها .
صوفيا : قلت لك يا جوزيف انه عندما كُنت احدثك كانت السكينة على الطاولة لكن بعد خروجنا اختفت أي ان اخي اخذ السكينة اثناء دخولنا .
No. Zero : و اذا قمنا بفحص نوع صوف السترة بنوع الخيوط الملتصقة على مقبض السكين فسنجد تطابقاً تاماً .
ادوارد : ايها الشرطي , قم بعمل الفحص الازم
بيل باستسلام : لا داعِ لذلك فلقد قتلته
صوفيا : لما ؟
تراجعت زوجته عدة خطوات للوراء : قتلت ابيك ! لماذا ؟
بيل : الكُتب و الكُتب ! كل ما يتحدث فيه هو الكتب و لأنني لا أحب القراءة اصبحتُ ذلك الانسان السافل الذي لا يستحق العيش و حتى عندما اطلبه نقوداً يقول " لما اعطي المال لشخص ليس له عقل ؟ "
جوزيف : يالك من ...
قطع عليه اخيه بغضب : لو انه يعاملك مثلما يعاملني لعذرتني ! انت و اختك مدللان لما ؟ لأنكما تقرآن و تحبان القراءة ليس ذنبي ان كُنت اكرهها .
اشار ادوارد : قيوده .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريتشارد : إنها السادسة و النصف و الشمس قد بدأت بالظهور .. اخيراً اغلقنا هذه القضية بشكل نهائي
ادوارد : ومنذ اليوم سيكون طعام العشاء على حسابك و لمدة اسبوعين – ركب السيارة –
فتح ريتشارد باب السيارة وركبها ثم قال : اعلم اعلم .
ادوارد : لذا طعام إفطار اليوم على حسابي .
ريتشارد : ألا تشعر بالنعاس ؟
تثاءب ادوارد و قال : بلى و قوايّ صفر و جسدي لا يقوى على الحراك لكنني جائع .
ضحك ريتشارد و قال : اذن , سأذهب بك إلى مطعم يقدم وجبة افطار لم تذقها في حياتك .
بعد مُضي ثلاثين دقيقة مليئة بتذمر ادوارد لبعد المكان أوقف ريتشارد السيارة و قال : وصلنا .
دلفا إلى المطعم فتوجهت اعين الجميع لهم فقال ادوارد : اشعر بشيء غريب !
ريتشارد : اخبرني عنه احدهم .
ادوارد : الم تزره من قبل ؟
ريتشار : في الحقيقة .. لا لكن اخي اخبرني عنه و اثنى عليه .
ادوارد : اذن لنأكل .. عصافير بطني تزقزق
جلسا على الطاولة فتقدم اليهما النادل و سجل طلابتهما ..
ريتشارد : تبدو خدمتهم ممتازة
ادوارد : ممزوجة ببعض الغرابة
ريتشارد : هاه ؟
ادوارد : لالا , لا تهتم – تنهد –
ريتشارد : ماذا هناك ؟
ادوارد : لا شيء فقط تذكرت كابوساً مزعجاً
ريتشارد : وما هو هذا الكابوس ؟
ادوارد : لا أحب الحديث عنه .
مرر له ريتشارد كأس ماء وقال : كما تشاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان No. Zero  يراقب كعادته في وسط الظلام الدامس لكنه فتح عينيه على اقصاها عندما شاهد ادوارد و ريتشارد جالسين على طاولة متقابلين في أحد المطاعم فقال بانزعاج : ما الذي جلبهما إلى هذا المطعم القذر !!! – اخذ هاتفه و اتصل مباشرة بأدوارد و لم يسمح له بالتحدث حيثُ قال مباشرة : اخرج من المطعم و حالاً !
تفاجأ ادوارد و قال : ما الذي تقوله ؟
No. Zero : نفذ فقط
ادوارد باصرار : لن أفعل , قل لما ؟
No. Zero بذاته : نصف الحقيقة .. ستخرجه – لمعت عيناه و اكمل بصوتٍ جاد حذق : إنك في منطقتي .
هبّ ادوارد واقفاً على قدميه وقال : ماذا قُلت !
No. Zero : اخرج من منطقتي ..
ادوارد لريتشارد : سأعود لا حقاً .. اذا تأخرت اللحق بيّ – و خرج مُسرعاً من المطعم –
قال ريتشارد لذاته : ماذا يفعل ؟
بالخارج و مع نسمات الصباح الرقيقة كان ادوارد يبحث هنا و هناك .. أين بالتحديد لا يعلم لكنه يبحث عن No. Zero .
في حين أكمل No. Zero  لادوارد : اخرج حالاً من هنا , اخرج من منطقتي .
ادوارد : سأجدك ..
No. Zero : تحلم – اكمل بغضب : اخرج من هنا .
ادوارد : اين انت .. – توقف عن الكلام حينما رأى تلك العجوز تستنجد صارخة : انقذوني .. هذا الرجل سيـؤذني !
و اقترب الرجل الضخم منها أكثر ..
ادوارد : هناك أمرٌ اهم من ايجادك الوا –
قطع عليه No. Zero مُحذراً : اياك و الذهاب اليهما .. اياك
ادوارد : سأجدك لاحقاً ... – اغلق الهاتف
في الجهة الاخرى ..
قال No. Zero بانفعال وغضب : ادوارد الأحمق .. ادوارد الاحمق ! لا يجيب – صفع بالهاتف على الجدار !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توقف ادوارد امام العجوز حامياً اياها وقال : لا تقلقي سانقذكِ يا خالة .
الرجل بغضب وهو يحرك عصا كبيرة في يده : ابتعد .
ادوارد في ذاته : ليتني نمت لكنت اسقطته بضربة واحدة تباً .. جسدي ضعيف .
اعاد الرجل وهو يقترب اكثر : اقول لك ابتعد .
اخرج ادوارد مُسدسه وقال : ان اقتربت اكثر ساطلق .
بحركةٍ خاطفة , طار المسدس في الهواء بسبب ضربة العصا .
امسك ادوارد بمرفقه متألماً فقال : ستأتي الشرطة وتمـ ــــ لم يكمل ما قاله وسقط مغشياً عليه بسبب ضرب الرجل له بالعصا على رأسه
نهضت العجوز و ابتسمت ابتسامة جانبية وقالت : احمق اخر – انحنت لتفتش جيوبه و اخرجت محفظته وكل الاموال منها و دستها في جيبها ابتعدت عنه وقالت لشريكها : اقتله
اخرج الاخر مسدساً من جيبه و قال بسخرية : وداعاً –
لم يكمل ما قاله فقد اصابت رصاصة No. Zero مرفقه لكنه استدار و قال : No. Zero اخيراً اظهرت نفسك
No. Zero : بائسون .. جميعكم مجموعة من الحثالة
اجابه الرجل بغضب : اوه , صحيح و انت النبيل الوحيد الذي يشوه سمعة المكان !
No. Zero : لو استطيع الذهاب لم جلست هنا دقيقة واحدة ...
الرجل : لما لا ترينا وجهك .. المعطف و القناع !
No. Zero : وهل تستحق أن تراني ! لا أحد له الحق برؤية شخص مثلي و خاصة مجموعة من – وضع يده على كتفه التي اصابتها رصاصة و أكمل : حثالة للأبد .. سأنهيكم ...– اشهر مسدسه عليه و افرغ كُل رصاصته ثم سقط هو و العجوز ارضاً ..
تحامل No. Zero على نفسه لكن .. لكنها النهاية – يوم عليك –

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ