الثلاثاء، 20 يناير 2015

البارت الثاني من رواية الرقم المجهول




الجثة المشلولة
داعبت اشعة الشمس التي تسللت على استحياء عبر نافذة الغرفة الكبيرة جفون المفتش إدوارد ...
نهض بكسل ,عابس الوجه و هو يتذمر بصوتٍ عالٍ قائلاً :تباً لذلك اللعين لم اهنأ بليلة هادئــ -صمت فجأة برنين هاتفه اصمته استدار وشعر بالغضب اعتراه عندما شاهد على شاشته تلك الاصفار المكررة الكثيرة ففتحه ولم يتكلم
فقال المتصل :هل قلت لك ألا تنام ؟- اصدر ضحكة سخرية-
اجابه المفتش بغضب :من انت.!!!
اتاه الرد سريعا : NO.zero "نمبر زيرو"
صمت المفتش لدقيقة أو اثنتين ثم قال محاولاً كبح جماح غضبه :كيف علمت بـ...
قاطعه صاحب الاتصال أو NO.zero كما يُطلق على نفسه :أنا NO.zero أعلم كُل شيء
"طووط ...طوووط...طووط..."
" تباً تباً تباً لذلك اللعين "هذا ما قاله إدوارد و هو يكز على شفته السفلة بغضب و اكمل :انمحى مرة أخرى !!! لا يظهر الرقم في سجل المكالمات
تناول افطاره و ارتدى ملابسه و ذهب إلى عمله في مركز الشرطة ...كانت الساعات تسير ببطء دون حدوث أي مشاكل حتى الساعة الثالثة عصراً دخل الشرطي وقام بالتحية المعهودة وقال :سيدي ,جثة في حوض الاستحمام في منزل السيد بوب لوغان
أعتمر المفتش قبعته و قال :حسناً هيا لنذهب –نظر إلى هاتفه بتردد لكن استسلم ووضعه في جيبه-
ركب سيارة الشرطة وبين الفينة و الأخرى ينظر إلى هاتفه ويقول في نفسه "هل سيُظهر نفسه مجدداً...؟" و بعد ذلك تفحص بعض المعلومات عن المتوفى
و صل المفتش إلى منزل السيد لوغان , كان منزل مكون من طابقين يحتوي على حديقة صغيرة حول المنزل...
عندما ترجل إدوارد من السيارة كان في استقباله شاب في الثلاثين من العمر كان واضحاً على ملامحه الحزن و التأثر عرف بنفسه قائلاً : مرحباً حضرة المفتش ,أنا اوليفر لوغان
اجابه ادوارد بصوت جاد : اهلاً أنا المفتش ادوارد كارمايكل , أين أجد جثة السيد لوغان ؟
أوليفر : لا أعلم أن ما فعلته صحيحاً أم لا , لم اعلم ماذا أفعل ...اعني انني جعلت جميع من في المنزل في غرفة واحدة و اغلقت باب الحمام –صمت للحظة ثم أكمل وهو يُشير بيده و قال :من هنا حضرة المفتش
اومأ المفتش و بدأ يسير إلى الحمام و يحدث أوليفر و يقول : كما وصلتني المعلومات السريعة انكم و جدتم السيد لوغان –الذي هو والدك على ما أظن-  في حوض الاستحمام ميت صحيح؟
اومأ اوليفر بالإيجاب فأكمل المفتش : كم عدد الأشخاص الذين دخلوا إلى الحمام و لمسوا الجثة و من أول الواصلين اليها ؟
أوليفر : كُلنا , لقد اجتمعنا كُلنا في غرفة المعيشة – فتح باب دورة المياه...
كان الحمام كبيراً و يأخذ ثلاثة ارباع مساحته حوض استحمام كبير بالنسبة لدورة مياه عاديه , بجانبه كريم حلاقة بلا غطاء ,و صابون ... و ادوات الحلاقة
قال إدوارد وهو يقترب من الجثة : اليس كبيراً !
اجاب اوليفر بحزن : كان أبي يحب ان يأخذ وقتاً طويلاً في الاستحمام لذا وضع هذا الحوض الكبير ليسترخي فيه ...
بدأ ادوارد يتفحص الجثة وقال : الماء بارد ! هل هو معتاد على استخدام الماء البارد؟
اجابه اوليفر بدهشة : ابداً ! بل انه يغضب حينما يصبح الماء بارداً , اه صحيح كان الماء لا يزال مفتوحاً لكنني اغلقته فكما ترى المياه وصلت إلى ارض الحمام
تنهد إدوارد  و تضايق من تبلل حذائه بالماء ثم قال : هل هو مصاب بمرض ما  ؟
اوليفر : لا اعتقد.
بدأ إدوارد يتفحص الجثة و يقول في نفسه : نصف وجهه غارق في الماء ,ليس مريضاً , هل هو موت طبيعي ؟ لكن اطرافه تبدو مشدودة بشكل غريب ,بالطبع هو مات بسبب الاختناق لكن  الماء البارد جداً ربما لتغيير وقت الوفاة المُقدر لكن ربما استطيع ان اضع احتمالاً قبل ساعتين تقريباً !
نهض و حدث أوليفر : أين باقي افراد العائلة ؟
قاد اوليفر إدوارد الى غرفة المعيشة حيث كان الجميع هناك ..
وقبل ان يدخل اليها كان  قد اعطى امراً بأخذ صور للجثة ثم نقلها للفحص ...
وما أن دخل حتى صدر صوت و قد بدا عليه الضيق : الشرطة هنا ! اليست وفاة طبيعية , إنكم مصدر ازعاج وحسب !
ابتسم ادوارد و قال : اسف لإزعاجك سيدتي , لكن هناك بعض الأمور المثيرة للريبة و الشك
قال اوليفر وفي صوته شيء من العتاب : احفظي لسانكِ يا صوفي
تنحنح ادوارد ثم قال :الضحية بوب لوغان في الخامسة و الخمسين من عمره , هل يمكن ان اتعرف على كل شخص هنا و علاقته بالضحية؟
صوفي بلا مبالاة : صوفي , زوجة اوليفر
تحدثت بعدها امرأة كانت في العقد الخامس من مظهرها وكان اثر البكاء واضحاً على وجهها : انا زوجته (ميلي) زوجي كيف حدث ذلك فجأة إنه شيء بشع – ومسحت دموعها التي عادت للسقوط على وجنتيها المتجعدتين –
اقترب منها اوليفر وهو يهدئها :أمي ارجوكِ اهدئي – في هذه الاثناء تحدثت فتاة جميلة كانت تجلس على كُرسي متحرك و قالت بأسى : ثلاثة وعشرين سنة مع أبي فجأة هكذا ..يـذ –و تجمعت دموعها في مقلتيها قبل أن تُكمل قائلة : انا جوليا لوغان ابنته الصغرى
اقترب منها ادوارد وربت على كتفها و أكمل : آسف لما حصل لوالدكِ
اومأت جوليا لوغان و مسحت دموعها بهدوء.
اقتربت طفلة شقراء الشعر في السادسة من عمرها ثم جلست في حضن جوليا و قالت ببراءة :لا بأس عمتي , فستعود قدماكِ للعمل مجدداً
عانقتها جوليا و قالت : عزيزتي ميرا...
قال اوليفر : تعاليّ ميرا ولا تُزعجي عمتك
ميرا : لكن بابا...
صوفي : كوني مطيعة
جوليا : ما بكما ! هيّ لم تفعل شيئاً اتركوها و شأنها
تنحنح المفتش ثم قال : عفواً لكن هناك بعض الاسئلة التي اُريد طرحها
اوليفر : آسفون تفضل
ادوارد : متى ذهب السيد بوب لوغان إلى الاستحمام ؟
قالت ميلي بصوتٍ مبحوح : بعد تناولنا لطعامِ الافطار , أي عند العاشرة و الربع تقريباً
ادوارد : و الباقي هل كانوا يتناولون طعام الإفطار معه ؟
صوفي : اليست ميتتة طبيعية !
ادوارد : لم يكن مريضاً بحسب قولكم , و هناك عدة امور اخرى تجعلني اعتقد انها جريمة قتل
تحدث اوليفر بغضب : صوفي !
في هذه الاثناء اهتز الهاتف في جيب المفتش , اخرجه رأى تلك الأصفار مجدداً فأجاب قائلاً : ماذا تُريد !
NO.zero " الرقم صفر " : ضعه على خاصية مكبر الصوت.
فعل المفتش ذلك بدون نقاش كان فقط يُراقب في حين قال صاحب الأصفار : أنا اريد انعاش ذاكرة السيدة ميلي لوغان فقط !
قالت ميلي بتعجب للمفتش : من هذا !
آثر ادوارد الصمت و لم يجب على سؤال ميلي و تعجبها ...
NO.zero " الرقم صفر " : لا أحب الإطالة , التشنج
" طووط ...طوووط..طوط"
كان ادوارد يحاول ضبط اعصابه فأغلق الهاتف بهدوء و اعاد وضعه في جيبه ثم قال لميلي : هل كان مريضاَ بالتشنج ؟
اومأت ميلي عدة ايماءات ثم قالت بعد ان تذكرت : منذ زمن طويل , هل من الممكن ؟
صوفي : اصابه التشنج و منعه من الحركة و غرق في حوض الاستحمام ؟
اوليفر : صحيح فقد كان الماء قد ملء الحوض و نصف وجهه غارق في الحوض
-         دخل شرطي همس للمفتش بعض الهمسات ثم اعطاه بعض الاوراق قرأها بتمعن ثم اعطاها للشرطي مرة اخرى مع بعض الاوامر .
اوليفر : اذن ؟
ادوارد : هذا يُفسر الاطراف المشدودة , لكنه لا يفسر برودة الماء – صمت لبرهة ثم قال : اين كان كل منكم عند الثانية عشر و عشر دقائق ؟
صوفي : الم يمت بسبب اختناقه بالماء و غرقه !
ادوارد : لقد مات أو قُتل عند الثانية عشر و عشر دقائق , الماء بارد ومما فهمته منك يا سيد لوغان – و اشار الى اوليفر و اكمل : انه يغضب من الماء البارد
صوفي بتذمر : لو كنت استطيع قتله لفعلت منذ زمن
جوليا : ماذا تقولين !
استدارت صوفي لجوليا و قالت : الستِ تريدين ذلك ايضاً
قال المفتش ادوارد بصوتٍ حاد : ارجوكِ تحدثي بوضوح سيدتي
رمقها اوليفر بنظرة غاضبة و قال : لا يوجد شيء
تنهد المفتش و قال : لا داعي ان تقول شيء فأعتقد – نظر لهم و اكمل بعد مدة صمتٍ قصيرة : السيد بوب كان غنياً و بالنظر اليكم اعتقد انه كان شحيحاً
لم يجب أحد , فقال المفتش مرة اخرى : بعد موته ستؤول كل هذه الاموال اليكم – نظر لجوليا و اكمل : النقود التي تكفي لعالجك – نظر لأوليفر وصوفي و اكمل : النقود الكافية لشراء منزل لكما ..فكما يبدو انكما تسكنان هنا – نظر لميلي و اكمل : يتميز البخلاء بسوء الاخلاق و الحرص و النقد على كُل شيء . أي انه مصدر ازعاج لكِ .
ساد الصمت لدقيقتين ثم قال اوليفر : الم يمت غرقاً ؟
قال المفتش ادوارد : رُبما هناك من اغرقه
صوفي : انت قُلتها ربما , لا يوجد دليل لا...
قاطعها المفتش و هو يقول : ماذا كُنت تفعلين مع الضحية طوال اليوم؟
نظرت له صوفي بنظرة اشمئزاز ولم ترد عليه.
في حين قال ادوارد بصوتٍ جامد : تحدثي
تنهدت ثم قالت : لا شيء , تناولنا طعام الافطار بعد ذلك ذهب للاستحمام.
ادوارد : أي نوع من انواع الطعام.
صوفي : لقد اعددت له البيض المقلي , لا أحد يحبه في هذا المنزل سوانا نحن الاثنان.
اجابها المفتش وهو يفحص بعض الاوراق التي وصلته من احد عناصر الشرطة : تعملين ممرضة صحيح ؟
صوفي بسخرية : دسست له السم في البيض ! مستحيل فأنا تناولت منه ايضاً ولم يحدث لي شيء.
ابتسم المفتش و سأل باقي افراد العائلة : هل ما قالته صحيح؟
ميلي بعد ان اومأت : صحيح , كان زوجي يتناول البيض مع صوفي و هما الوحيدان اللذان يُحبانه و ايضاً تناول اصناف اخرى و ليس البيض فقط
صوفي : هل أنا مجنونة ؟ لكي اضع له السم في طبق تناولته معه ! يموت و أموت معه ..!
اوليفر : اهدئي , إنها اسئلة الشرطة الروتينية
المفتش : و ماذا عنك ؟
اوليفر : انا ؟ - اكمل بعد ان اومأ المفتش : دار بيننا نقاش حول سكننا هنا .
ادوارد : شجار ؟
اوليفر : تستطيع تسميته كذلك
اومأ ادوارد وسجل بعض الملاحظات في مفكرته ثم وهو يحدث ميلي : ماذا عنكِ سيدتي؟
ميلي : لا شيء , كنت التزم الصمت طوال فترة تناول الافطار .
ميرا : خطأ , بل تكلمتي جدتي
ادوارد : ماذا تعنين يا صغيرتي ؟
ميرا : بعد ان انتهينا من تناول الطعام , وحين جلبت عمتي جوليا الشاي بناءً على أمر جدي له .. تحدثت جدتي و قالت " اوه عزيزتي صوفي ما الأمر! "
ادوارد : ماذا تعني ؟
صوفي : حديث اطفال لا شيء سوى انني شعرت بالدوار و الغثيان فجأة .
اوليفر : المهم انكِ بخير .
ميلي : نعم , لاحظت شحوب وجهها لذا سألتها إن كانت بخير أم لا .
ثم قال اوليفر موافقاً امه : صحيح , لاحظت ذلك
ادوارد : قد يكون احدهم دّس السُم في طبق البيض الذي اعددته فمات السيد بوب لوغان و انتِ رُبما لم يظهر أثره عليك بعد.
تسَمرت صوفي في مكانها و قالت بصوتٍ متقطع : مستحيل !
اوليفر : هل تحتاجين إلى اداء فحص ما ؟!
ادوارد : افترض انها تمتلك ادوات التمريض في المنزل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تلك الغرفة المظلمة , وشاشتها الكثيرة التي لا تتوقف عن العمل قال صوتٌ ظهر جلياً انه واثق و تقبع خلفه ابتسامه نصر قائلاُ : اوه , لست سيئاً يا ادوارد مع انها خطة غبية لتجعلها تحضر الادوات –نظر إلى الشاشة و أكمل : اوه لقد ارسلت شرطياً ليراقبها –تنهد و اكمل : انها مفيدة رغم غبائها , لم تصل الى الذكاء المطلوب ما    تزال تحتاج إلى المزيد و المزيد .. ربما تحتاج إلى مساعدة  No.zero
بل انك تحتاجها فعلاً – صمت لبرهة و اكمل : لننتظر الوقت المناسب ليكون تدخلي مثالياً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


دخلت صوفي للغرفة مجدداً وهي تحمل ادوات التمريض بين يديها ثم قالت بغضب : مفتش مُزعج
اوليفر : صوفي , ماذا هناك !
صوفي وما تزال النبرة الغاضبة تتخلل صوتها : لقد وضعني في موقع الغبية , فبطبع لو كُنت قد تناولت سُماً كما قال لما كُنت على قيد الحياة , و تجعلني في مقام المتهمة لأني ممرضة فقط ! .
اخذ ادوارد منها عدة التمريض و قال : هل قُلت انه مات بالسم ؟ لم اقل ذلك ...ثم لما انتِ خائفة ؟ الم تقولي انه مات بسبب التشنج  الذي جعله يغرق في الماء؟
اوليفر : كان بإمكانك ان تطلب عدة التمريض
رُسِمت في عيناه رسمه ذات معنى غريب ثم قال بنبرة هادئة و حادة في آن واحد : سنفتشكم و نفتش المنزل
صوفي : ليس قبل ان تُحضر مذكرة و تصريح يسمح لك بتفتيش المنزل.
ادوارد : لذا فعلتُ ما فعلت انتِ من احضرها و لم اطلب منكِ ذلك
تحدثت ميلي بعد صمت طويل قائلة : الم تنتهي , رجاءً سيدي المفتش التزم بما تقوله الاوراق التي بين يديك .. اظن ان نتائج الفحص تُشير الى انه مات اختناقاً بسبب الغرق في الماء
نظر له السيد ادوارد كارمايكل لثانيتين ولم يجبها ثم ادار رأسه و بدأ بفحص ادوات التمريض الذي بين يديه ...
قال اوليفر لصوفي : هل تشعرين انكِ بخير الان ؟
اجابته صوفي وهيّ تشير بيدها : نعم , بخير.
امسك اوليفر يدها بلطف و قال : ما هذا الثقب في يدكِ عزيزتي؟
صوفي : حدثت عندما كنت اقطف ازهار اللبلاب .
اوليفر : يجب عليكِ ان تنتبهي في المرات القادمة
اومأت صوفي و قالت بهدوء : حاضر.
فحصها لمدة سبع دقائق ثم قال : هناك بعض الأدوية و الكثير من الأشياء الناقصة
صوفي : وماذا في ذلك
اجابها المفتش : و كما اخبرني الأخصائيون لدينا ان هذه العلبة هي التي تستخدمينها في عيادة مرضاك و في المشفى ايضاً .
صوفي : لِم انت مُصر انني وضعت له شيئاً !
اكمل المفتش ولم يجب على سؤالها : و بما انها كذلك يجب إلا تكون خالية من الادوية و العقاقير
اقتربت و اعادت النظر الى علبتها صمتت و كأنها تفاجأت و اكملت في نفسها : مستحيل ان تخلوا حقيبتي منه .
المفتش : اين كُنتِ عندما ذهب الضحية للأستحمام
صوفي : بعد ان شعرت بالغثيان بقيت بجانب زوجي طول الوقت هنا في هذه الغرفة.
اوليفر و ميلي : هذا صحيح!
استدار ادوارد لجوليا : ماذا عنكِ سيدتي ؟ هل رأيتها تجلس مع زوجها طول اليوم؟
نفت جوليا وقالت : لا أعلم كُنت في غرفتي اقرأ كتاباُ .
ميرا : صحيح كان كتاباً مسلياً
ادوارد : هل كُنتِ مع عمتك يا صغيرتي؟
ميرا : نعم كُنت معها.
آثر ادوارد الصمتُ ظاهرياً , وكان يُناقش نفسه : هل مات ميتة طبيعية فعلاً , لكنهم يثيرون الريبة حتى ان ارملته تُخرج الدموع من عينيها بالرغم منهما ..جوليا تحمل عينيها حزن و الاخر لا اعلم ما هو ...صوفي لما هيّ غاضبة وثائرة ! ولما بعض الادوية و العقاقير ناقصة و ايضاً ...كيف تخلوا عدة أي طبيب من شيء مـ...
قاطع افكاره صوت صوفي التي قالت : الم تنتهي ؟
تنحنح ادوارد و قال : يجب ان تذهبي معنا سيدتي
اوليفر : لِما , هل وجدت دليلاً انها قتلته !!
ادوارد : الكورار , سم عندما يعطى للمريض و يسبب شللاً في العضلات
صوفي : هوي هوي ! من اتيت بهذا الاستنتاج !
ادوارد : من اطرافه المشدودة , استخدمتي مرضه بالتشنج سبباً...
قاطعته صوفي قائلة : يال غبائك
رن هاتف المفتش في هذه اللحظة , فأخرجه و رفع الهاتف و شاهد تلك الاصفار مجدداً فرفعه و قال : ماذا تُريد
علا صوت ضحكت "الرقم صفر" وهو يقول : إنها محقة .
المفتش بغضب : ماذا تقول !
صوفي وهي تحاول كتم غبضها : ايها المفتش العبقري , إن الكورار يُحقن عن طريق الدم , قل لي هل وجدت ثقب الإبرة في جسد عمي المتوفى ايها الاحمق !
.   : No.zero حتى ان كلمة احمق لا تصف مدى غبائك ادوارد
ادوارد بغضب : كيف تجرأ ايها الرقم صفر !
: No.zero اضغط على زر مكبر الصوت , سأكشف عن القاتل .  
ضغط المفتش على المكبر و قال بسخرية : تكلم ايها العبقري
تكلم الأخر من خلال الهاتف : معكم No.zero   
الجميع بتعجب : No. Zero   , الرقم الصفر ! ماذا يعني هذا !
اجابهم المدعو No.zero : السيد الذي سيأخذ القاتل إلى السجن
ادوارد : ومن هو ؟
No. Zero : بعدما استيقظ السيد بوب لوغان و اصبح على طاولة الإفطار وضع له سم الاستركنين وهو يقتل بسرعة خلال ساعة او ساعتين ...
ادوارد : لقد دخل إلى الاستحمام عند العاشرة والربع وبعد ساعتان أي عند الثانية عشر و الربع !
No. Zero : دُس له السم في الطعام – اليس هذا صحيحاً ايتها الممرضة ؟
صوفي : ظننت انك ذكي , فقد تناولنا جميعاً من الطعام
No. Zero : لكنكِ انتِ و الضحية فقط من تناولتما البيض
صوفي باستخفاف  : لِما لم اموت انا اذاً ؟
اجابها No. Zero بثقة وصوتٍ واضح : لأنك تقيأتي
صوفي بارتباك : ماذا تقول !
No. Zero :اصفرار وجهكِ و شحوبه هذا يعني انكِ تناولتِ السم مع الضحية  , ثم حقنتِ نفسكِ بدواء الأبوموروفين وهو اسرع دواء للتقيؤ و بهذا خلصتِ نفسكِ من السم.
تحدث اوليفر وفي صوته الدهشة : صوفي !! مستحيل ... هل لهذا السبب تقيأتي كـ...
صوفي :لـست..
جوليا : كيف فعلتِ هذا بأبي
صوفي : اثبتِ لي ذلك ! اثبت انني حقنت نفسي !
No. Zero : كما قُلت شحوب وجهكِ و ايضاً الثقب في يدكِ
صوفي : انها بسبب اشواك ازهار اللبلاب
No. Zero : ليس لزهرة اللبلاب اشواك .
صمتت صوفي ولم تتحدث وطأطأت رأسها.
ميلي : كيف تجرأتِ وقتلتِ زوجي !
ميرا ببراءة : ماذا فعلت ماما ؟
ادوارد : تفضلي معنا إلى مركز الشرطة
صوفي بغضب : انه يستحق , لا طالما ذقت الالم بسببه و بسبب بخله وسوء اخلاقه
اشار ادوارد إلى احد رجاله ليأخذوا صوفي...
No. Zero : لحظة , هل قُلت انه مات بسبب السم !
رفع الجميع حواجبهم في دهشة , في حين اكمل No. Zero : الم تشاهدي شيئاً غريباً في صندوقك !
صوفي : وما المهم !
No. Zero : المخدر ليس موجوداً صحيح؟
اومأت صوفي و قالت بأسى : صحيح , ربما نسيته في المشفى التي اعمل فيها لكن ... لا اعتقد ذلك ايضاً
No. Zero : السيد بوب لوغان لم يمت بسبب سم الاستركنين , بل مات بسبب الغرق
ادوارد بنفاذ الصبر : هل نحنُ لعبة لديك.
No. Zero : سُرق المخدر من علبة تمريض صوفي , و وضع ايضاً في شيء ادخله السيد لوغان الى معدته , ومن المعروف انه اذا امتزج سم الاستركنين مع المخدر فإن سم الاستركنين يتأخر مفعوله و يصبح يقتل في سبع او ست ساعات أي انه عندما مات السيد لوغان لم يبدأ تأثير السم بعد
اوليفر : انت و أي من كنت تكلم بوضوح
No. Zero : و تخدر الضحية في حوض الاستحمام و غرق هناك فمات مختنقاً تحت مياه المغطس
ميلي : لا افهم شيئاً
No. Zero : أي ان هناك قاتلين , صوفي الاولى ومن وضعت السم اولاً و الشخص الثاني من وضع المخدر بعد السم , وبذلك تأخر مفعول السم أي انه وحتى هذه اللحظة لم يبدأ مفعول سم القاتلة الاولى – صمت لفترة و اكمل بصوتٍ اوضح و اشد وثوقاً : اليس هذا صحيحاً آنسة جوليا ؟ يا من وضعتِ المخدر في كوب شاي ابيكِ !
تراجعت جوليا خطوتين بكرسيها المتحرك للخلف و قالت : كذب !
No. Zero : ميرا ايتها الصغيرة , هل نمتِ عندما كانت  العمة جوليا تقرأ القصة ؟
ميرا : نعم , النعاس قلبني و نمت
No. Zero : و بعد ان نامت ميرا , ذهبتِ الى دورة المياه وكان ابيك مخدراً وقتها ..جعلتِ جثته اسفل الماء حتى يختنق و يموت غرقاً و جعلتِ الماء بارداً لتغيير وقت الوفاة وجعل اطراف الجثة مشدودة .
خيم الصمت على الجميع لثلاث دقائق على الاقل ثم قالت ميلي : ابيكِ ! كيف تفعلينها يا جوليا
جوليا : كذب , هل لديك دليل انني فعلتُ ذلك ؟ حتى عندما نامت ابنة اخي كُنت بجانبها .
No. Zero : الماء اسفل حذائك و اسفل البنطال , اثر كريم الحلاقة في نهاية كُم قميصك
اقترب ادوارد من جوليا وبدأ يبحث في الاماكن التي سمعها ثم قال لها : كيف يأتي كريم الحلاقة الرجالي الى كم قميصك ؟
No. Zero : الم ترى ؟ كريم الحلاقة كان مفتوحاً في دورة المياه ولم يكن الغطاء عليه أي انه كان يستخدمه عندما نام بفعل المخدر.
تحدثت ميلي وقد تجمعت الدموع في عينيها : حتى لو رفض علاجك , حتى لو كان شحيحاً سيء الخُلق كيف تقتلين اباكِ – صمتت لفترة ثم قالت بأسى اكبر : فقدت زوجي و ابنتي في يومٍ واحد.
جوليا ببرود : يستحقه و فقط – نظرت الى المفتش و قالت : خذني الى السجن
No. Zero بسخرية : حماقتك في ازدياد حضرة المفتش ! كُنت ستدع مجرماً يهرب مجدداً
ادوارد : ايها .. اخبرني من انت !!
No. Zero : قُلتها مسبقاً أنا " No. Zero"
" طووط ...طوووط..طوط"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك 3 تعليقات:

  1. انا رح انجنن😵😆
    تحمست لمعرفة من يكون المدعو NO.ZERO 😶
    بإنتظار البارت القادم😉

    ردحذف
  2. جميييل ابدعتتيييي بششششششكككلل
    وتحمست لمين المدعو الرقم صفر😍❤️❤️.
    واذا شخصية جديده فهذا مشوق
    واذا لا فانا متحمسه ايضاً💔):
    حوراء الى الامام وان شاءالله الروايات الجايه نقراها بكتب مو بالانترنت👌✨.
    (conan_49 انا )

    ردحذف
  3. قرأت الجزء الأول و مرا حماسي و جميل و في خاطري أكمل على باقي الأجزاء لكن و بسبب الإختبارات ما أقد . 😢

    عن جد تسلم الإدين الي كتبتها 💗

    ردحذف