الاثنين، 26 يناير 2015

البارت الثامن و الأخير من رواية الرقم المجهول







تحامل No. Zero على نفسه لكن .. لكنها النهاية – يوم عليك –
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 وجد نفسه على سرير المشفى جلس عليه فزعاً وهو ينادي : صفر , صفـ -
قطع عليه من كان بجانبه فزعه : اهدأ اهدأ
اتسدار و قال : ريتشارد .. سمعت صوته .. كان هناك طلقات
ريتشارد : اهدأ ! لا افهم شيئاً
وضع يده على رأسه متألماً ثم اخذ نفساً عميقاً جداً و سأل : اخبرني ماذا حصل ؟
ريتشارد : لحقت بك بعد خروجك و بقيت مدة ابحث عن مكانك فأنت اختفيت بسرعة و عندما وجدتك رأيتك مستنداً على الجدار و كان مغشياً عليك و بجانبك جثتين تغرقان بدمائهما لعجوز و رجلٌ قوي البنية – اخذ نفساً عميقاً و أكمل بحزن : في البداية اصيبت قدم الرجل ...
قطع عليه ادوارد بصوتٍ مخنوق : كالمرة السابقة ؟
اومأ ريتشارد و أكمل بوتيرته السابقة : و ايضاً وجدنا عند العجوز مسدس تتبعنا اثر الاطلاق و .. – صمت –
ادوارد وهو يهز ريتشارد : تحدث , هل اصابه مكروه .
ادار ريتشارد وجهه للجهة الاخرى ليمنع عينيه من ملاقاة عين ادوارد حين قال : و بعد مترين تقريباً من مكانكما هناك بقعة كبيرة من الدماء .. لكن لا وجود للجثة فقط دماء كثيرة و تتبعنا الخط .. خط من الدماء الطويل لكن فجأة انقطع فجأة
امسك ادوارد برأس ريتشارد و اداره نحوه وقال : الم تجدوه ؟
ريتشارد : لا .
قال ادوارد : هل...
اكمل عنه ريتشارد : بحثنا في كُل المستشفيات .. القريبة و البعيدة و الصغيرة و الكبيرة لكن .. لا أثر
ادوارد : و هل بحثت في ... في ذلك المكان الذي كُنا فيه ؟
ريتشارد : بحثت فيه كُله لا يوجد له اثر و لم نجد سِوى المجرمين و المنحطين و عديمي الاخلاق .. بحثنا عنه في جميع البيوت حتى المهجورة منها لكن .. لا أحد
تجمعت دموع ادوارد في مقلتيه وقال : ابداً ؟
لم يجب ريتشارد لم يعلم ماذا يقول له .. فأي شخص لن يبقى حياً بعد فقده لكمية هائلة من الدم كالتي وجدناها و لا بعد اختراق جسده مجموعة من الرصاص
ادوارد : اجبني ريتشارد ارجوك – لم يمنع دموعه من النزول علة وجنتيه –
ريتشارد : لا أعلم ادوارد لا أعلم , قال من كان بالمنزل المجاور لهم انهم سمعوا صوت تبادل اطلاق الرصاص – اكمل لذاته : و ايضاً شاهدوه و هوا يُصاب ولم يفعلوا شيئاً
بدأ ادوارد يتحدث بأوهام يقنع بها نفساً و كان حديثه عشوائياً  : قد يكون عاد إلى منزله .. الم تجدوا منزله ؟ قال ان هنا منطقته هذا ما قاله لي .. لا بد انه قد عاد الى منزله أنا – مسح ريتشارد دموع ادوارد و قال : اوي .. صديقي ما بك لم ارك ضعيفاً إلى هذا الحد .. ثم ثم – اكمل بجدية : يجب عليك مواجهة الواقع ادوارد – نفى برأسه و أكمل بحزن : لا أحد سيعيش بعدما فقد هذه الكمية الكبيرة من الدماء و الرصاصات اخترقت جسده و لم يذهب للمشفى .
تكلم ادوارد بهستيريه : سيتصل سترى سيتعود تلك الأصفار للظهور مجدداً سيـ - صفعه ريتشارد على وجهه و قال : اهدأ ! ادوارد
دفن ادوارد وجهه بين يديه و سمع ريتشارد تمتمته : كله بسبيي .. انا من المفترض أن يحمي الناس لا الناس يحمونني .. لقد لقد ... ذلك الكابوس و قوله انه يشعر بما اشعر فهل كان يشعر انه سيمـ - لم يستطع قول تلك الكلمة فقد آلمه بشدة مجرد نطق نصفها
طلب ريتشارد الطبيب و اعطى ادوارد مُهدئاً و نام بعدها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 كان ملماً ساقيه و رأسه مدفوناً بينهما و يده قد احاطتهما ..
اقترب منه ريتشارد وجلس على السرير بالقرب من ادوارد و قال له : إلى متى ادوارد ؟ لا تأكل و لا تشرب إلا عندما اصر و اصر و اصر ؟ هذه حالتك أكثر من اسبوعين .. و لم تحضر إلى عملك منذ تلك الحادثة .. لما لا تجيب
ادوارد و ما زال على حاله : حتى يتصل .
ريتشارد : ستموت من الجوع و العطش و حبس نفسك في شقتك افهم ادوارد لقد مات ..
ادوارد : نعم .. مات .. بسببي
رفع ريتشارد رأس ادوارد وقال : ارفع رأسك و حدثني
كان وجه ادوارد منتفخاً وعينيه شديدة الحُمرة
اكمل ريتشارد : اسبوعين و ها نحن دخلنا اليوم الرابع من الاسبوع الثالث و انت لا تزال على حالك .. متى ستعود ؟ كرسيك ينتظرك .
ادوارد : لن أعود .. و الان اتركني سأنام
نهض ريتشارد وقال متضايقاً : احمق غبي ادوارد .. من رحل لن يعود و الماضي لن يعود و لوم نفسك ليس فيه فائدة لك و هروبك من الواقع لن يفيدك في شيء يجب عليك ان تعود .. ادوارد الغبي .. انت في الخامسة و الثلاثين من العمر ! لست طفلاً
قطع عليه ادوارد : الذي لم يقم بواجبه ولم يحمي الناس بل ..
ريتشارد : ستبقى غبياً إلى الابد – سار و خرج من الشقة غاضباً –
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح اليوم التالي كان ريتشارد على مكتبه و يؤدي عمله ..
فتح الباب و قفز من مكانه فرحاً عندما رأى ادوارد وقال : صديقي , لقد عدت .
قال ادوارد بصوته المبحوح : لأنني قدمت استقالتي ..
جفل ريتشارد كان يتوقع أي شيء إلا ان يفعل ادوارد هذا
في حين تخطاه ادوارد و بدأ يجمع ادواته من مكتبه .
ريتشارد : اوي ادوارد .. كفاك غباءً و جبناً و كفاك هروباً من الواقع .. ستهلك نفسك ...
حمل ادوارد الصندوق الكرتوني الذي جمع فيه ادواته على عجل و قال : إلى اللقاء ريتشارد .. ام أقول حضرة المفتش – خرج من المكتب –
في حين جلس ريتشارد لم يعرف ماذا يفعل أو ماذا يقول ..
بعد انتهاء وقت العمل قاد ريتشارد سيارته إلى شقة ادوارد
قام بالضغط على الجرس لا مُجيب اصابه الحزن على حالة صديقه
انتظر عدة دقائق قبل ان يفتح له ادوارد الباب فقال : هل كنت نائم ؟
ادوارد ببرود : لا .
اغلق ريتشارد الباب خلفه ثم قال : ماذا تنوي ان تفعل ؟
ادوارد : انتظر الموت
ريتشارد : اششش ... لا تقل هذه الكلمة ادوارد .. انا احبك صديقي لا تؤلمني اكثر لم اعد احتمل – سقطت دموعه .. بألم –
ادوارد : لا تستحق صديقاً مثلي .. تستحق شخصاً افضل من شخصٍ يتسبب في موت الاخرين
ريتشارد : افهم افهم ! ارجوك انه القضاء و القدر .
ادوارد : كنت سبباً في موت No. Zero .. الاسبوع الثالث و لا أثر له في أي مكان
ريتشارد : هل كنت تبحث عنه ؟
اومأ ادوارد بالايجاب
ريتشارد مُعاتباً : ادوراد ! لقد اخبرتك اننا بحثنا
ادوارد : اعلم .. حسناً لا تهتم
جلس ريتشارد على الاريكة و قال : سأتناول طعام الغداء معك .
ادوارد : كما تشاء
تردد ريتشارد لكنه قال اخيراً : لما لا تأحذ اجازة عوضاً عن ..
قال ادوارد باصرار : قدمت استقالتي و انتهى الأمر .
ريتشارد : اذن , ماذا ستفعل ببقية حياتك ؟
ادوارد : لايهم
ريتشارد : غبائك ! ادوارد ارجوك عُد ذلك الصديق الذي يتذمر و يشتكي و يمرح متى ؟
ادوارد : لن يعود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" ها نحن نكمل الشهر منذ وقوع الحادثة و انت لا تزال على حالك .. انظر لنفسك جسدك اصبح ضعيفاً و عينيك حمراء و ضعف نظرك ايضاً "
هذا ما قاله ريتشارد لادواد ...
نظر ادوارد إلى ساعته و قال : حان وقت عملك .
ريتشارد : سأذهب و عندما أعود سأضع حداً لحماقتك .
تابعت عيني ادوارد ريتشارد وهو يخرج فقال لذاته : احبك ريتشارد ..
-         و انا ايضاً احبك ادوارد , لكن عندما تعود لذاتك القديمة ..
ادوارد : ها أنا اتخيل من جديد .. يوم آخر و سأصاب الجنون ..
-         هذه المرة ليست خيالات ! هذه المرة اختلفت عن سابقيها
استدار ادوارد ليقطع الشك باليقين و مثل كُل مرة كان الهاتف مُطفئاً ...
 شهق هاتفه برنة صغيرة تعلن عن وصول رسالة له .. كما اعتاد كل صباح انها من ريتشارد .. فتحها و ارتدى ملابسه على مضض ليقابل ريتشارد رُغم عدم رقبته بذلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 استقل ريتشارد سيارته و قال لذاته : اتمنى ألا أكون قد تأخرت عليه
كان ادوارد يقف أمام باب العمارة و ركب السيارة ثم قال متذمراً : مزعج ألم اقل لك انني لا اريد الخروج
-         لكنني اريد منك فعل ذلك ..
صمت ريتشارد و ادوارد , ادارا رأسهما للخلف فكانت المُفاجأة ..
قفز ادوارد للخلف وقال بلهفة : ماذا ...
ريتشارد : جهاز حاسوب ! و .. صوته
قال ادوارد راجياً و الدموع تنهمر من عينيه : هل هو انت !
جاءه الصوت من خلال الحاسب : نعم انا No. Zero لكن من انت ؟
ادوارد : انا ادوارد .. ادوارد كارمايكل هل نسيتني !
No. Zero : افضل ان انساك على ان اراك بهذه الحالة المثيرة للشفقة .
ريتشارد : كيف !! هل انت على قيد الحياة فعلاً !
No. Zero : كيف ؟ ليس من اختصاصك و اين كنت طوال شهر ايضاً ليس من اختصاصكما ولا تحشرا انفسيكما فيما لا يعنيكما .
ادوارد براحة : هو بخير .. انا لا احلم مثل كُل مرة صحيح ؟
قرص ادوارد وجنتيه بلطف وقال : لا – ابتسم و قال : حمد لله على سلامتك No. Zero  لكن من انت !
No. Zero : ما بال صديقك الاحمق هكذا !
ريتشارد : انت السبب
No. Zero ببرود : كُنت اعلم بكل شيء لكن ماذا عسايّ ان افعل ؟ لا شيء – غير مجرى الحديث و قال : ادوارد .. عندما تعود الى ذاتك القديمة ستجدني حينهما و امامك اسبوع فقط لتستعيد عافيتك أو انني سأسمح لهم بفعل بيّ ما يرودون – انطفأت الشاشة –
ادوارد : ماذا يقصد ؟
ريتشارد : لا اعلم .. لا بد ان الكثير قد حدث .
ادوارد : المهم – مسح دموعه و قال : هو بخير ..
قاطعه ريتشارد : مُخطأ , بل هناك حلقة ناقصة سنعلم ماهيّ عندما تصبح بخير ..
ادوارد : ساعوض كل شيء ..
بعد مرور أسبوع يحمل القلق و الكثير من الاسئلة كان ادوارد و ريتشارد ينتظران رنين الهاتف ..
ادوارد : هو بخير صحيح ريتشارد ؟
ريتشارد : سألت هذا السؤال خمس مئة مرة – تنهد و قال : وما ادراني انا !
سُمعت اصوات النغمات فأجاب ادوارد من فوره عندما رأى تلك الاصفار ألا متناهية ..
اجابه No. Zero : احسنت عملاً ادوارد , لقد عدت لسابق عهدك.
ريتشارد : هل انت بخير ؟
No. Zero : لم و لن اصبح غير ذلك .
ادوارد : لم افهم
ريتشارد بملل : غبي , يعني انه بخير – نظر إلى ساعته وقال : سأذهب إلى عملي
No. Zero : جريمة اختطاف غبية بانتظارك لن تحتاج إلى مساعدة – اكمل مع ابتسامة : حضرة المفتش
ريتشارد : ليتني أعلم من انت – اخذ نفساً عميقاً و سار مبتعداً حتى خرج من الشقة –
ادوارد : قلت في ذلك اليوم انها منطقتك لكنك كُنت ...
قاطعه No. Zero : لا أكذب كُنت و ما زلت هناك لكنك مهما حاولت و حاولت لن تجدني – اكمل ببطء : ابداً .. لذا لا تحاول بلا فائدة ايها .. العاطل
ادوارد : هل تسخر
No. Zero بجديه : بل اقول الحقيقة , قلت لك ذلك اليوم لا تذهب اليهما لكنك غبـ - صمت و اعدل عن رأيه قائلاً : بل رجلٌ نبيل أحمق .
ادوارد : قام ريتشارد بالقبض على جميع المجرمين و الفارين هناك .
No. Zero : اعلم .. و الان وداعاً لا حاجة لك بيّ فانت اتسقلت عن عملك و انا لا احب ان اضيع وقتي بالثرثرة التي بلا معنى و ابقى عاجزاً و ستشحذ الاموال من الناس يوماً الم تجد لك عملاً اخر .. لكن لا تعتقد انك ستجدني بأي عمل ..
ادوارد باصرار : و ما هو العمل الذي ستكون فيه معي ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 ريتشارد : ياه جميلة – قرأ اللوحة و قائلاً : وكالة ادوارد كار مايكل للتحريات بمساعدة No. Zero .
ادوارد : هكذا لن ابقى عاطلاً عن العمل
ريتشارد : المفتش السابق يصبح محققاً خاصاً .. لكنك في الموقع الخاطئ
ادوارد : لما ؟
ريتشارد : لأنك غبي بالطبع .
ظهر صوت No. Zero فجأة قائلاً : لذا انا مع هذا الغبي دائماً


 النهاية




رواية الرقم المجهول بقلمي : حوراء العريفي  

هناك 3 تعليقات:

  1. 👏👏👏👏👏👏
    ابدعتي ابدعتي عزيزتيي😍
    الروايه رااااائعهه❤️❤️

    ردحذف
  2. السلام عليكم حوراء ،، أنا لقبي فاصلة ،، وأكتب روايات على مدونتي في بلوغر الرابط :http://c-o-m-m-a22.blogspot.com

    أتمنى تشرفيني بقراءتها ،، وإن شاء الله رح أبدا أقرا رواياتك من اليوم ♥

    ردحذف