قضيةٌ بدون بلاغ
رفع ادوارد قدميه على
الطاولة وقال : اخيراً يا ريتشارد يوم عمل هادئ و ليس لدّي اوراق لأنهيها .
كان ريتشارد يتصفح
الجريدة فقال وهو يقلب احدى صفحاتها : لأن الرئيس الزمك بأن تبقى لتنهيها - فتح
درجه و اخرج علكة -
ادوارد : ليس
بالضرورة تذكيري بهذا ، المهم انني مُرتاح .
لم يبقى ادوارد
مُرتاحاً كما ظن فبعد عشر دقائق فقط قد رن هاتفه حاملاً الرقم الذي يجعله يغضب فقز
من كُرسيه وتحدث : لقد اتصل .
ريتشارد : مبارك -
فرق علكته -
تجاهل ادوارد سخرية
زميله و قام بتوصيل هاتفه الى جهاز تتبع ثم أجاب على الهاتف ولم يسمح له صاحب
الاصفار بالحديث بسبب ضحكة عالية صدرت منه .
ادوارد : ما المضحك
؟
No. Zero : جهازك السخيف ، لا تعتقد انك ستستطيع الوصول
اليّ بهذه الاجهزة ذات المستوى المتدني - ضحك ساخراً -
ادوارد بنفاد صبر :
ماذا تُريد ! - حينها لاحظ انطفاء جهاز التتبع بشكلٍ كامل فقام بإزالة المُوصل
بغضب .
قال No. Zero مُجيباً : لدّي مهمة لكم أيتها الشرطة
نائمة.
قال ادوارد : ان كُنت
تلـ..
قاطعه No. Zero : انا جادّ ، هناك طفلةٌ مُخطوفة و الخاطف قد
هدد اهلها إن علمتم بالأمر فسيقتلها .
ادوارد بجدية : انت
لا تكذب صحيح ؟
No. Zero : سأرسل اليك عنوان المنزل و ستذهب اليه بصفتك امم
أي شيء .. عندما تطرق الجرس تصرف ، فقد كُنت ممثلاً جيداً أيام الثانوية و الجامعة
.
اومأ ادوارد : صحيح -
استدرك و تحول صوته إلى الدهشة : كـ.. يف علمت ؟
No. Zero : لا شيء يخفى عليّ - اغلق الخط -
رمى ريتشارد علكته
بعد ان فرقعه للمرة الاخيرة و قال : ما الأمر ؟
حملت يد ادوارد قبعته
و اطراف اصابع يده الاخرى تنفض بعض ذرات الغبار وهو يحادث زميله : قضية اختطاف ،
اتمنى ان يكونّ كاذب - وضع قبعته على رأسه فاردف : سأخبرك بالتفاصيل لاحقاً - أعلن
هاتفه وصول رسالة -
ريتشارد : سأجهز
دوريات الشرطة .
رفع ادوارد كفه وقال
: لا ، سنذهب بسيارتنا العادية و زي الشرطة استبدله بزي عادي .
ترك ريتشارد اسئلته
إلى حين وقتها فهو يدرك اهمية استغلال الوقت وخاصة في مِثل هذه الاوقات .
قاما بتغيير ملابس
العمل إلى ملابس عادية .
تولى ادوارد قيادة
السيارة وهو يشرح لريتشارد : تم اختطاف طفلة وهدد المختطف الأسرة بأنه سيقتل
ابنتهم ان اخبروا الشرطة - اعطى هاتفه لريتشارد و اضاف : هنا عنوان اهل الفتاة .
اخذ ريتشارد الهاتف
تمعن في الرسالة و اخرج هاتفه و قال باندهاش : اخترق هاتفي و ارسل اليك !
ادوارد بسخرية :
رُبما يستعرض مهاراته .
ريتشارد بتمعن : منزل
السيد كوبا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اغلقNo. Zero احد الاجهزة التي كانت على يساره استند على
كُرسيه وحدث ذاته : احسنت عملاً ادوارد ، مع انك غبي إلا أن لديك اخلاقٌ نبيلة
وحسٌ كبير بالإنسانية .. لهذا أنا اساعدك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخذ ادوارد نفساً عميقاً وقد فكر ملياً ماذا
سيفعل ، و قام برن الجرس.
انتظر وهو ريتشارد
دقيقتان قبل ان يُفتح الباب .
بقيّ السيد كوبا
واقفاً بتعجب فلأول مرة يرى هذين الشخصين .
ابتسم ادوارد وتصرف
وكأنه صديق و اخ حميم و عانق السيد كوبا وقال : مضى زمنٌ طويل لم اراك فيه اخي .
ريتشارد : كيف لا
تسأل عن اخوتك هاه !
كوبا : لكنـ - قطع
عليه همس ادوارد في اذنه الذي قال :اششش نحنُ الشرطة اكمل التمثيل رجاءً .
جفل السيد كوبا و لم
يعرف كيف يتصرف .
في حين تقدم ادوارد
للمنزل وهو يكمل دوره : أين ابنة أخي الجميلة .
تبعه السيد كوبا بصمت
حتى اغلق ريتشارد باب المنزل خلفه .
ادوارد : اعتذر على
الطريقة التي تطفلتُ بها عليك سيد كوبا - اخرج بطاقة من جيب معطفه وقال وهو يفتحها
: انا المفتش ادوارد كارمايكل - اشار و اكمل : زميلي ريتشارد بيري - ادخل بطاقته
-
اكمل ريتشارد ما بدأه
زميله : علمنا ان ابنتك مختطفة و الخاطف هددك بقتلها ان قدمت بلاغاً للشرطة صحيح ؟
اومأ كوبا عدة بشكلٍ
متتالي ثم قال متوسلاً : ارجوكم اعيدوا ليّ ابنتي انه يطلب المُستحيل انـ...
ادوارد : اهدأ ، اهدأ
و اخبرنا كُل شيء مُنذ البداية .
اشار كوبا بيديه ثم
اضاف : تفضلا .
في غرفة معيشة
مُزدحمة بالأثاث جلس الشرطيان و السيد كوبا و انضمت اليهما السيدة كوبا وهي تحمل
كوبين من العصير .
ادوارد : اخبرنا
بالتفصيل رجاءً - اكمل بذاته : No. Zero
مُحق تماماً !
اخذ كوبا نفساً
عميقاً و بدأ الحديث : خرجت كالعادة و مثل كُل يوم لتشتري البوضة من الدُكان
القريب من المنزل لكنها تأخرت كثيراً فذهبنا و سئلنا عنها صاحب الدُكان فقال
" كانت تلعبُ لعبة الاختباء على ما اعتقد ، لأنها طلبت مني ان اسمح لها
بالخروج من الباب الخلفي " بقينا نبحثُ و نبحث عنها طوال الصباح .
سكت فأكملت زوجته :
قررنا بعدها العودة للمنزل لعلها عادت لكنّ ما ان دخلنا للمنزل حتى .. استقبلنا
رنين الهاتف فأجاب زوجي - مسحت بعض الدموع -
اخذ الاخر نفساً
عميقاً قبل ان يستطرد قائلاً : اجبت ، فتحدث الخاطف .. لم يكن صوته لأنه و كما
يبدو انه معدل بجهاز تغيير الأصوات .
ادوارد : ماذا قال ؟
السيد كوبا : إن كُنت
تُريد ابنتك على قيد الحياة ضع حقيبة سوداء بها مليون دولار ثم سأعيد ابنتك اليك ،
و ان اخبرت الشرطة فستصعد روحها للسماء نعم نعم سأقتلها - اطرق رأسه -
اومأ ادوارد برأسه ثم
قال : فهمت .
قالت السيدة كوبا
بخوف : لكن كيف علمتم ! ان علموا ان الشرطة هنا سيقتل ابنتي !
اجابها ريتشارد :
لدينا طُرقنا الخاصة و ابصم لكِ أن المُختطف لا يعلم بأن الشرطة هنا - امسك بهاتف
المنزل ورفعها ثم قال : إنه مُراقب و موصول بجهاز تنصت .
تبادلا الزوجان
النظرات بتعجب ، لم ينطقا بأي شيء لم يعلما ماذا يقولان .
شق السكون صوت ادوارد
: هل أمنتْ المبلغ المطلوب؟
السيد كوبا : النِصف
فقط حتى و ان كُنت اغنى من يُسكن هذا الحي من اين استطيع الحصول على مليون دولار
في يومٍ واحد ، كُل ما املك نصف مليون و الكُل يحسدني عليها و يظنون انني امتلك
المزيد و المزيد - وضع يديه على رأسه و اردف : لا أعلم ماذا افعل سأدفع حياتي في
سبيل انقاذ ابنتي .
بدأ ريتشارد في تهدئة
السيد كوب حينها استدار الحوار الى الزوجة .
ادوارد : هل هناك
صورٌ للطفلة المفقودة ؟
نهضت المرأة و قال :
سأحضرها حالاً حضرة المفتش - ذهبت إلى رفٍ غريب حملت من ايطار للصور و اعطته
لادوارد.
اخذه ادوارد : شُكراً
لكِ - تمعن بالصورة و بدأ مُحادثة ذاته : تبدو في الخامسة مِن عُمرها .. ياه طفلةٌ
شقراء جميلة - اعاد الصورة وهو يبتسم : لا تقلقي ، اعدك بأنني سأعيد ابنتك ولو على
حساب حياتي .
بثت كلمات ادوارد
الراحة في نفس الام القلقة ، تأملت صورة ابنتها و قالت كأنها تمدها بالأمل : لا
تقلقي ابنتي سننقذكِ - نظرت لادوارد وقالت ممتنة : شُكراً لك حضرة المفتش .
ادوارد : لا أحد
يُشكر على واجبه .
رن هاتف المنزل فقال
ريتشارد : رُبما هو يخبرك عن موعد تسليم النقود .. قل له ان المبلغ جاهز و تظاهر
بالاستسلام له ، حسناً ؟
اشارة فهم صدرت من
كوبا ثم اتبعها بصوتٍ مؤكد : فهمت - رفع الهاتف : مرحباً ... نعم إن المبلغ
جاهز... هل انا مجنون ! اخبر الشرطة ثم افقد ابنتي ؟ ... قلتها مُسبقاً لم و لن
أتصل بهم ... حسناً الخامسة ؟ .. حـ - صمت ووضع السماعة و اكمل بغضب : يال وقاحته
اغلق الخط في وجهي !
ادوارد : اذن الخامسة
هو الموعد صحيح ؟
اومأ كوبا و قال :
الخامسة و اضع النقود على الكُرسي الذي يحمل رقم سبعة بالحديقة و الآن ما العمل ؟
لم اجمع كُل المبلغ و ابنتي ماذا سيحصل لها .
ريتشارد : لا تقلق ،
قد يكون الخاطف أحد سُكان هذا الحي .
السيدة كوبا :
مُستحيل !
ريتشارد : الم تقل يا
سيد كوبا انك اغنى من في الحي ؟ و انهم يحسدونك ؟
كوبا : لكنهم لا
يؤذون احداً ، مُستحيل .
ريتشارد : الأموال
تُضعف النفوس .
ادوارد : اذن ؟
ريتشارد : سننشر خبر
ان لصاً هرب وقد دخل هذا الحي و أنّ هناك احتمال انه اختبأ في أحد المنازل .
ادوارد : نفذ اذن .
لم يقوم ريتشارد
بتضييع الوقت ففوراً اتصل و اعطى الأوامر وما هي إلا خمسُ دقائق و انتشرت سيارات
الشرطة في الحي و تُصدر من سماعات تكبير الصوت : جيرا اخرج من مخبأك نعلمُ انك مختبئ
في أحد المنازل .
و بدأت الشرطة بتفتيش
منازل الحي كُلها لكن بدون نتيجة .
صاح احد افراد
الشُرطة : هُناك انه اللص .
اجتمع افراد الشُرطة
عليه و كبلوه ثم قال بهمس : لم اجد احداً يهرب من المنزل .
الشرطي الاخر : و لم
نجد اثناء تفتيش المنازل الطفلة التي ارسلوا لنا صورة لها .
اومأ الشرطي الذي
تظاهر انه لص : سأرسل هذهِ المعلومات إلى السيد بيري - رفع هاتفه و قال بأدب : معك
جيرا سيد بيري .
ريتشارد : النتائج ؟
الشرطي جيرا : لا شيء
سيدي لا وجود للطفلة في المنازل او حتى في الشارع .
ريتشارد : حسناً فهمت
، و انت تظاهر بالهرب مُجدداً الى حيّ اخر و لتنسحب سيارات الشُرطة .
جيرا : حاضر سيدي .
اغلق ريتشارد الهاتف
وقال لادوارد : لا وجود لها في المنازل .
ادوارد : فهمت - اعاد
قراءة الرسالة التي وصلته من No. Zero
ثم اغلقها بغضب .
اجهشت السيدة كوبا بالبكاء
خوفاً على ابنتها
السيد كوبا : و الان
حضرة المفتش ماذا سنفعل ؟
ادوارد : اعد حقيبة
سوداء و املئها بأوراق الجرائد و سنقوم بقصها و كأنها اوراق نقود .
كوبا بقلق : و اذا
فتحها و رأى انها جرائد فقط ؟
ادوارد : لن يتسنى له
الوقتُ لذلك ، ثق بنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الحديقة كانت
الشّمس تستعدّ لتأوي إلى مرقدها، كانت تقاوم الرّغبة في البقاء، فأضفت على الكون
هالة من السّحر، ونثرت على الطّبيعة غبار التّبر فتلألأ في كلّ مكان .
السيد كوبا : هل اذهب
حـضر..
قطع عليه ادوارد
مُحذراً : انا اخيك .
فهم كوبا و قال : هل
اذهب الان اخي ؟
ادوارد : هيا انها
الخامسة .
اخذ كوبا نفساً
عميقاً و تقدم إلى الكُرسي السابع وضع الحقيبة السوداء عليه و تركها خلفه و اختبئ
خلف الاشجار هو و ادوارد و ريتشارد .
ظهر رجلٌ طويل القامة
يرتدي السواد و يغطي وجهه - ابتسم ادوارد -
سُمعت وناناتُ الشرطة
و سمع النداءُ مُجدداً : جيرا ، ايها اللص انه هناك .
اخذ الرجل الحقيبة
وجرى مُسرعاً تعثر لكنه وقف مُسرعاً و هرب .
كوبا وهو يُشير : لقد
هرب !
سار ادوارد و قال :
أعلم ، و انا اريده ان يهرب .
لحق به الاثنان و قال
السيد كوبا راجياً : ابنتي حضرة المفتش ان ابنتي في خطر .
انخفض ادوارد على
الارض و قال : لا تقلق .
اخرج عدسة مُكبرة و
بدأ بتفحص الارض .
كوبا : انت لا تفهم
ابنتي ! سيقتلها .
ريتشارد : تعاملنا
كثيراً في مثل هذه القضايا صدقني سيتصل بك و يعطيك فرصة اخيرة .
قال السيد كوبا برجاء
: حقاً؟
ريتشارد : حقاً ، لا
تقلق - أشار على مجموعةٍ من الاطفال و قال : اظن انهم من كانت تلعب معهم ابنتك
اذهب و أسأل .
أتجه السيد كوبا الى
الاطفال و قال لهم : هل رأيتم كوكورو ؟
قال احد الاطفال : لم
نرها مُنذ كنا سنلعب لعبة الاختباء .. الم تأخذها انت ياعم و تمنعها من اللعب ؟
السيد كوبا : آه نعم
كان يجب ان تنهي بعض دروسها لا تقلق يا بني.
اجاب الطفل : لا
نستمتع إلا عندما تلعب معنا لكنها اليوم ..
السيد كوبا : اسف ، سأجعلها
تلعب معكم قريباً - استدار وعاد ادراجه حيث ريتشارد و ادوارد .
ادوارد : هل توقفت
الاشارة عن التحرك ؟
ريتشارد : نعم .
استدار ادوارد و قال
لكوبا : هيا سنستعيد ابنتك .
توسعت عينا كوبا
دهشةً و قال : هل عرفت مكانها ؟
مسح ادوارد مادة
بُنية عن اصابعه و قال : اعرفه ، لكنني لستُ من عرفته .
ريتشارد في ذاته :
ذلك No. Zero
مُدهش بحق .
ركبوا السيارة و أوقف
ادوارد السيارة و نزل ريتشارد التقط الحقيبة السوداء و قال : هذا يؤكد كُل شيء
سيدي .
اطفأ ادوارد السيارة
و قال : سنكمل سيراً فلسنا بعيدين , فكل ما وجدناه ادلة ظرفية يجب ان نعتمد في
قدرتنا .. للاسف لا دليل قوي لدينا .
ترجل الثلاثة من السيارة
و تقدمهم ادوارد دفع باباً زُجاجياً و قال ادوارد : سلمنا كوكورو ، و حالاً .
استدار الرجل ورفع
نظارته بسبابته و قال عاقداً حاجبيه : عفواً !
ادوارد : عندما وضع
السيد كوبا الحقيبة على الكُرسي بدأت ونانات الشرطة تعلوا في المكان و خفت ان يكون
السيد كوبا قد بلغ عن اختطاف طفلته لذا اسرعت في امساكِ الحقيبة من دون ان تنظر ما
بداخلها و جعلنا الشُرطة تمتد الى نطاق واسع و عندما اقتربت من مقرك هُنا فتحت
الحقيبة و تفاجأت برزمة الجرائد و رميتها على الارض - اخرج قطعة صغيرة من جيبه و
اردف : قمنا بوضح جهاز تتبع على الحقيبة و كانت قريبة من هنا .
اكمل ريتشارد : اتت
الطفلة الى هنا و لم تخرج مُجدداً - اكمل بسخرية : ام لديك اعتراض يا بائع
المثلجات .
اجاب البائع : سيدي ,
هل يمكنني خدمتك في شيء؟
ادوارد : اتت الطفلة
الى هُنا كالمعتاد و اعطيتها بوضة الشوكلاته و لم تخرج كما ادعيت .
ريتشارد : فالأطفال
قالوا " لم نرها مُنذ كنا سنلعب لعبة الاختباء " و ايضاً " لا
نستمتع إلا عندما تلعب معنا لكنها اليوم .. " اي انها عندما اتت الى الى هنا
لم تكن تلعب قالوا " سنلعب " و " لا نستمتع إلا عندما تلعب "
اي انها لم تكن تلعب بعد.
ادوارد : فتشنا
المنازل لكننا لم نفتش الدكاكين و المحلات ، و ايضاً - اقترب منه ورفع بنطاله
الطويل فظهر جرح على ركبته فأضاف ادوارد : عندما سقطت يا عزيزي - اخرج منديله و
قال : اترى هذا الشيء البني ؟ لابد انك تعرفه جيداً .
ريتشارد : انها بوضة
بالشوكلاته لابد ان الفتاة قاومتك عندما كُنت تختطفها و لطخت ملابسك ببوضتها و
عندما تعثرت انتقل بعضٌ مِنها الى العشب ، عند تحليل بعضاً من هذه المادة و بوضة
الشوكلاته التي لديك في مختبرات الشرطة سيتأكد الامر
فرقع ادوارد اصبعيه و
قال : صحيح ! عندما خرج الوالدان للبحث عن ابنتهما استقللت فرصة خلو المنزل و دخلت
ووضعت جهاز التنصت , و استخدمت جهاز تغيير الاصوات لأنهم يعرفون صوتك .. اضف اننا
اكتشفنا أن حالتك المادة في خطر .
السيد كوبا : مالا
تعلمه يا عزيزي أن زوجتي كانت في المنزل وشاهدتك
البائع : لكنني رأيتـ
.. - صمت -
ابتسم ادوارد : اكمل
! رأيتها تخرج معك ، اليس هذا ما كُنت تود قوله ؟
لم يجد البائع مهرب
تراجع خطوتين للخلف و فتح باباً كان خلفه و اغلقه فأصبح حاجزاً عن رؤيته .
صرخ ادوارد : المحل
مُحاصر بالشرطة لا مفر لك .
اتى صوتٌ من الخارج :
سيدي المفتش انه في الخارج .
خرج الثلاثة من المحل
و كان البائع يحمل الطفلة كوكورو و بيده سكينة و قال مُهدداً : إن اقتربتم سـ...
سأقتلها - اشار بالسكينة على عنق الفتاة التي تصرخ طالبةً النجدة و قال : اخفضوا
مسدساتكم .
ادوارد : اخفضوها !
سلامة الرهينة اولاً .
انزل الشُرطة
مسدساتهم ، فبدأ هو بالتراجع للخلف ليهرب .
ادوارد في ذاته : لن
اسمح له !
كانت اعين البائع
تتجه بين افراد الشرطة في هذه الاثناء قفز ادوارد على البائع لينقذ كوكورو.
ريتشارد : احذر
ادوارد !
استطاع ادوارد تحرير
كوكورو من قبضة يدِ البائع مُقابل جرح عميق في ذراعه .
وضع ادوارد يده
اليُمنى على جرح يده اليسرى .
عانق السيد كوبا ابنته
بشوق و الدموع تنهمر من عينيه .
اجتمع افراد الشُرطة ليمسكوا
به .
قال البائع في ذاته :
فكر ! فكر يا قيني - نظر لادوارد ثم قفز عليه و قال : ابتعدوا تراجعوا - رفع
السكينة و قال : لا زالت لدّي .
ريتشارد بخوف و
انفعال : تراجعوا الى الخلف حمقى لما لم تنقضوا عليه منذ البداية ! اغبياء .
تراجع افراد الشرطة
الى الخلف .
تحدث ادوارد بصعوبة :
ابتعد عني .
قيني : سأقتلك لقد
ضاع مني مليون دو - لم يكمل وسقط ارضاً !
ريتشارد بغضب : من
الذي اطلق !
علا صوتٌ فجأة
بالمكان كُله قائلاً : لا تقلق ، لن يموت انه يتألم من قدمه فقط .
ريتشارد بتلعثم : هذا
الصوت انه .. No. Zero
القى افراد الشرطة
القبض على البائع و ساعد الاخر ادوارد على النهوض .
عاتبه ريتشارد : ما
الذي فعلته ايها المتهور !
فتح ادوارد باب
السيارة و قال : سنذهب الى - توقف عن الحديث امسك بورقة كانت موضوعة على كرسي
السيارة خُط فيها "جيد جيد , لقد نفذت كلامي و طبقت الخطة حرفاً حرفاً , كان
استنتاجي عبقري كالعادة و تمثيلك جيد و لا بأس به اديت عملاً جيداً باستثناء انك كُنت ستفقد حياتك ، غبائك المعهود سببٌ في
اصابتك .. لو انني لم اطلق لكنت في عِداد الموتى .. صحيح , لا تبحث عني فلن تجدني
هنا ابداً.
No. Zero المرسل :
ضحك ادوارد و دس
الورقة في جيبه وهو يقول : خطه سيء
ريتشارد : اركب الى
السيارة سنذهب الى المشفى .
السيد كوبا : لحظة -
استدار له الاثنان فأكمل : لا أعلم كيف علمتما لكنني سعيدٌ جداً .. شُكراً لكما و
اسف لما اصاب ذراعك حضرة المفتش .
ادوارد : انها اصابة
عادية ، هيا اذهب فأمها تنتظرها على أحر من الجمر .
ودعهما ادوارد و ذهب
الى المشفى .
ريتشارد : غبي .
اخرج ادوارد علكة و
اعطاها لريتشارد قائلاً احتفظ بكمية منها في سيارتي دائماً لأجلك .
اخذها ريتشارد :
شُكراً - بدأ بالمضغ بعادته المُقززة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق