الجمعة، 23 يناير 2015

البارت الخامس من رواية الرقم المجهول






قضيةٌ بدون بلاغ

رفع ادوارد قدميه على الطاولة وقال : اخيراً يا ريتشارد يوم عمل هادئ و ليس لدّي اوراق لأنهيها . 
كان ريتشارد يتصفح الجريدة فقال وهو يقلب احدى صفحاتها : لأن الرئيس الزمك بأن تبقى لتنهيها - فتح درجه و اخرج علكة - 
ادوارد : ليس بالضرورة تذكيري بهذا ، المهم انني مُرتاح . 
لم يبقى ادوارد مُرتاحاً كما ظن فبعد عشر دقائق فقط قد رن هاتفه حاملاً الرقم الذي يجعله يغضب فقز من كُرسيه وتحدث : لقد اتصل . 
ريتشارد : مبارك - فرق علكته - 
تجاهل ادوارد سخرية زميله و قام بتوصيل هاتفه الى جهاز تتبع ثم أجاب على الهاتف ولم يسمح له صاحب الاصفار بالحديث بسبب ضحكة عالية صدرت منه . 
ادوارد : ما المضحك ؟ 
No. Zero : جهازك السخيف ، لا تعتقد انك ستستطيع الوصول اليّ بهذه الاجهزة ذات المستوى المتدني - ضحك ساخراً - 
ادوارد بنفاد صبر : ماذا تُريد ! - حينها لاحظ انطفاء جهاز التتبع بشكلٍ كامل فقام بإزالة المُوصل بغضب . 
قال No. Zero مُجيباً : لدّي مهمة لكم أيتها الشرطة نائمة. 
قال ادوارد : ان كُنت تلـ..
قاطعه No. Zero : انا جادّ ، هناك طفلةٌ مُخطوفة و الخاطف قد هدد اهلها إن علمتم بالأمر فسيقتلها . 
ادوارد بجدية : انت لا تكذب صحيح ؟ 
No. Zero : سأرسل اليك عنوان المنزل و ستذهب اليه بصفتك امم أي شيء .. عندما تطرق الجرس تصرف ، فقد كُنت ممثلاً جيداً أيام الثانوية و الجامعة . 
اومأ ادوارد : صحيح - استدرك و تحول صوته إلى الدهشة : كـ.. يف علمت ؟ 
No. Zero : لا شيء يخفى عليّ - اغلق الخط - 
رمى ريتشارد علكته بعد ان فرقعه للمرة الاخيرة و قال : ما الأمر ؟
حملت يد ادوارد قبعته و اطراف اصابع يده الاخرى تنفض بعض ذرات الغبار وهو يحادث زميله : قضية اختطاف ، اتمنى ان يكونّ كاذب - وضع قبعته على رأسه فاردف : سأخبرك بالتفاصيل لاحقاً - أعلن هاتفه وصول رسالة - 
ريتشارد : سأجهز دوريات الشرطة . 
رفع ادوارد كفه وقال : لا ، سنذهب بسيارتنا العادية و زي الشرطة استبدله بزي عادي . 
ترك ريتشارد اسئلته إلى حين وقتها فهو يدرك اهمية استغلال الوقت وخاصة في مِثل هذه الاوقات . 
قاما بتغيير ملابس العمل إلى ملابس عادية . 
تولى ادوارد قيادة السيارة وهو يشرح لريتشارد : تم اختطاف طفلة وهدد المختطف الأسرة بأنه سيقتل ابنتهم ان اخبروا الشرطة - اعطى هاتفه لريتشارد و اضاف : هنا عنوان اهل الفتاة . 
اخذ ريتشارد الهاتف تمعن في الرسالة و اخرج هاتفه و قال باندهاش : اخترق هاتفي و ارسل اليك ! 
ادوارد بسخرية : رُبما يستعرض مهاراته . 
ريتشارد بتمعن : منزل السيد كوبا . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اغلقNo. Zero احد الاجهزة التي كانت على يساره استند على كُرسيه وحدث ذاته : احسنت عملاً ادوارد ، مع انك غبي إلا أن لديك اخلاقٌ نبيلة وحسٌ كبير بالإنسانية .. لهذا أنا اساعدك . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخذ ادوارد نفساً عميقاً وقد فكر ملياً ماذا سيفعل ، و قام برن الجرس.
انتظر وهو ريتشارد دقيقتان قبل ان يُفتح الباب . 
بقيّ السيد كوبا واقفاً بتعجب فلأول مرة يرى هذين الشخصين . 
ابتسم ادوارد وتصرف وكأنه صديق و اخ حميم و عانق السيد كوبا وقال : مضى زمنٌ طويل لم اراك فيه اخي . 
ريتشارد : كيف لا تسأل عن اخوتك هاه ! 
كوبا : لكنـ - قطع عليه همس ادوارد في اذنه الذي قال :اششش نحنُ الشرطة اكمل التمثيل رجاءً . 
جفل السيد كوبا و لم يعرف كيف يتصرف . 
في حين تقدم ادوارد للمنزل وهو يكمل دوره : أين ابنة أخي الجميلة . 
تبعه السيد كوبا بصمت حتى اغلق ريتشارد باب المنزل خلفه . 
ادوارد : اعتذر على الطريقة التي تطفلتُ بها عليك سيد كوبا - اخرج بطاقة من جيب معطفه وقال وهو يفتحها : انا المفتش ادوارد كارمايكل - اشار و اكمل : زميلي ريتشارد بيري - ادخل بطاقته - 
اكمل ريتشارد ما بدأه زميله : علمنا ان ابنتك مختطفة و الخاطف هددك بقتلها ان قدمت بلاغاً للشرطة صحيح ؟ 
اومأ كوبا عدة بشكلٍ متتالي ثم قال متوسلاً : ارجوكم اعيدوا ليّ ابنتي انه يطلب المُستحيل انـ...
ادوارد : اهدأ ، اهدأ و اخبرنا كُل شيء مُنذ البداية . 
اشار كوبا بيديه ثم اضاف : تفضلا . 
في غرفة معيشة مُزدحمة بالأثاث جلس الشرطيان و السيد كوبا و انضمت اليهما السيدة كوبا وهي تحمل كوبين من العصير . 
ادوارد : اخبرنا بالتفصيل رجاءً - اكمل بذاته : No. Zero  مُحق تماماً ! 
اخذ كوبا نفساً عميقاً و بدأ الحديث : خرجت كالعادة و مثل كُل يوم لتشتري البوضة من الدُكان القريب من المنزل لكنها تأخرت كثيراً فذهبنا و سئلنا عنها صاحب الدُكان فقال " كانت تلعبُ لعبة الاختباء على ما اعتقد ، لأنها طلبت مني ان اسمح لها بالخروج من الباب الخلفي " بقينا نبحثُ و نبحث عنها طوال الصباح . 
سكت فأكملت زوجته : قررنا بعدها العودة للمنزل لعلها عادت لكنّ ما ان دخلنا للمنزل حتى .. استقبلنا رنين الهاتف فأجاب زوجي - مسحت بعض الدموع - 
اخذ الاخر نفساً عميقاً قبل ان يستطرد قائلاً : اجبت ، فتحدث الخاطف .. لم يكن صوته لأنه و كما يبدو انه معدل بجهاز تغيير الأصوات . 
ادوارد : ماذا قال ؟
السيد كوبا : إن كُنت تُريد ابنتك على قيد الحياة ضع حقيبة سوداء بها مليون دولار ثم سأعيد ابنتك اليك ، و ان اخبرت الشرطة فستصعد روحها للسماء نعم نعم سأقتلها - اطرق رأسه - 
اومأ ادوارد برأسه ثم قال : فهمت . 
قالت السيدة كوبا بخوف : لكن كيف علمتم ! ان علموا ان الشرطة هنا سيقتل ابنتي ! 
اجابها ريتشارد : لدينا طُرقنا الخاصة و ابصم لكِ أن المُختطف لا يعلم بأن الشرطة هنا - امسك بهاتف المنزل ورفعها ثم قال : إنه مُراقب و موصول بجهاز تنصت . 
تبادلا الزوجان النظرات بتعجب ، لم ينطقا بأي شيء لم يعلما ماذا يقولان . 
شق السكون صوت ادوارد : هل أمنتْ المبلغ المطلوب؟
السيد كوبا : النِصف فقط حتى و ان كُنت اغنى من يُسكن هذا الحي من اين استطيع الحصول على مليون دولار في يومٍ واحد ، كُل ما املك نصف مليون و الكُل يحسدني عليها و يظنون انني امتلك المزيد و المزيد - وضع يديه على رأسه و اردف : لا أعلم ماذا افعل سأدفع حياتي في سبيل انقاذ ابنتي . 
بدأ ريتشارد في تهدئة السيد كوب حينها استدار الحوار الى الزوجة . 
ادوارد : هل هناك صورٌ للطفلة المفقودة ؟
نهضت المرأة و قال : سأحضرها حالاً حضرة المفتش - ذهبت إلى رفٍ غريب حملت من ايطار للصور و اعطته لادوارد.
اخذه ادوارد : شُكراً لكِ - تمعن بالصورة و بدأ مُحادثة ذاته : تبدو في الخامسة مِن عُمرها .. ياه طفلةٌ شقراء جميلة - اعاد الصورة وهو يبتسم : لا تقلقي ، اعدك بأنني سأعيد ابنتك ولو على حساب حياتي . 
بثت كلمات ادوارد الراحة في نفس الام القلقة ، تأملت صورة ابنتها و قالت كأنها تمدها بالأمل : لا تقلقي ابنتي سننقذكِ - نظرت لادوارد وقالت ممتنة : شُكراً لك حضرة المفتش . 
ادوارد : لا أحد يُشكر على واجبه . 
رن هاتف المنزل فقال ريتشارد : رُبما هو يخبرك عن موعد تسليم النقود .. قل له ان المبلغ جاهز و تظاهر بالاستسلام له ، حسناً ؟ 
اشارة فهم صدرت من كوبا ثم اتبعها بصوتٍ مؤكد : فهمت - رفع الهاتف : مرحباً ... نعم إن المبلغ جاهز... هل انا مجنون ! اخبر الشرطة ثم افقد ابنتي ؟ ... قلتها مُسبقاً لم و لن أتصل بهم ... حسناً الخامسة ؟ .. حـ - صمت ووضع السماعة و اكمل بغضب : يال وقاحته اغلق الخط في وجهي ! 
ادوارد : اذن الخامسة هو الموعد صحيح ؟ 
اومأ كوبا و قال : الخامسة و اضع النقود على الكُرسي الذي يحمل رقم سبعة بالحديقة و الآن ما العمل ؟ لم اجمع كُل المبلغ و ابنتي ماذا سيحصل لها . 
ريتشارد : لا تقلق ، قد يكون الخاطف أحد سُكان هذا الحي . 
السيدة كوبا : مُستحيل ! 
ريتشارد : الم تقل يا سيد كوبا انك اغنى من في الحي ؟ و انهم يحسدونك ؟ 
كوبا : لكنهم لا يؤذون احداً ، مُستحيل . 
ريتشارد : الأموال تُضعف النفوس . 
ادوارد : اذن ؟ 
ريتشارد : سننشر خبر ان لصاً هرب وقد دخل هذا الحي و أنّ هناك احتمال انه اختبأ في أحد المنازل . 
ادوارد : نفذ اذن . 
لم يقوم ريتشارد بتضييع الوقت ففوراً اتصل و اعطى الأوامر وما هي إلا خمسُ دقائق و انتشرت سيارات الشرطة في الحي و تُصدر من سماعات تكبير الصوت : جيرا اخرج من مخبأك نعلمُ انك مختبئ في أحد المنازل . 
و بدأت الشرطة بتفتيش منازل الحي كُلها لكن بدون نتيجة . 
صاح احد افراد الشُرطة : هُناك انه اللص . 
اجتمع افراد الشُرطة عليه و كبلوه ثم قال بهمس : لم اجد احداً يهرب من المنزل . 
الشرطي الاخر : و لم نجد اثناء تفتيش المنازل الطفلة التي ارسلوا لنا صورة لها . 
اومأ الشرطي الذي تظاهر انه لص : سأرسل هذهِ المعلومات إلى السيد بيري - رفع هاتفه و قال بأدب : معك جيرا سيد بيري . 
ريتشارد : النتائج ؟
الشرطي جيرا : لا شيء سيدي لا وجود للطفلة في المنازل او حتى في الشارع . 
ريتشارد : حسناً فهمت ، و انت تظاهر بالهرب مُجدداً الى حيّ اخر و لتنسحب سيارات الشُرطة . 
جيرا : حاضر سيدي . 
اغلق ريتشارد الهاتف وقال لادوارد : لا وجود لها في المنازل . 
ادوارد : فهمت - اعاد قراءة الرسالة التي وصلته من No. Zero ثم اغلقها بغضب . 
اجهشت السيدة كوبا بالبكاء خوفاً على ابنتها   
السيد كوبا : و الان حضرة المفتش ماذا سنفعل ؟ 
ادوارد : اعد حقيبة سوداء و املئها بأوراق الجرائد و سنقوم بقصها و كأنها اوراق نقود . 
كوبا بقلق : و اذا فتحها و رأى انها جرائد فقط ؟ 
ادوارد : لن يتسنى له الوقتُ لذلك ، ثق بنا . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الحديقة كانت الشّمس تستعدّ لتأوي إلى مرقدها، كانت تقاوم الرّغبة في البقاء، فأضفت على الكون هالة من السّحر، ونثرت على الطّبيعة غبار التّبر فتلألأ في كلّ مكان . 
السيد كوبا : هل اذهب حـضر..
قطع عليه ادوارد مُحذراً : انا اخيك . 
فهم كوبا و قال : هل اذهب الان اخي ؟   
ادوارد : هيا انها الخامسة . 
اخذ كوبا نفساً عميقاً و تقدم إلى الكُرسي السابع وضع الحقيبة السوداء عليه و تركها خلفه و اختبئ خلف الاشجار هو و ادوارد و ريتشارد . 
ظهر رجلٌ طويل القامة يرتدي السواد و يغطي وجهه - ابتسم ادوارد - 
سُمعت وناناتُ الشرطة و سمع النداءُ مُجدداً : جيرا ، ايها اللص انه هناك . 
اخذ الرجل الحقيبة وجرى مُسرعاً تعثر لكنه وقف مُسرعاً و هرب . 
كوبا وهو يُشير : لقد هرب ! 
سار ادوارد و قال : أعلم ، و انا اريده ان يهرب . 
لحق به الاثنان و قال السيد كوبا راجياً : ابنتي حضرة المفتش ان ابنتي في خطر . 
انخفض ادوارد على الارض و قال : لا تقلق . 
اخرج عدسة مُكبرة و بدأ بتفحص الارض . 
كوبا : انت لا تفهم ابنتي ! سيقتلها . 
ريتشارد : تعاملنا كثيراً في مثل هذه القضايا صدقني سيتصل بك و يعطيك فرصة اخيرة . 
قال السيد كوبا برجاء : حقاً؟
ريتشارد : حقاً ، لا تقلق - أشار على مجموعةٍ من الاطفال و قال : اظن انهم من كانت تلعب معهم ابنتك اذهب و أسأل . 
أتجه السيد كوبا الى الاطفال و قال لهم : هل رأيتم كوكورو ؟ 
قال احد الاطفال : لم نرها مُنذ كنا سنلعب لعبة الاختباء .. الم تأخذها انت ياعم و تمنعها من اللعب ؟
السيد كوبا : آه نعم كان يجب ان تنهي بعض دروسها لا تقلق يا بني. 
اجاب الطفل : لا نستمتع إلا عندما تلعب معنا لكنها اليوم ..
السيد كوبا : اسف ، سأجعلها تلعب معكم قريباً - استدار وعاد ادراجه حيث ريتشارد و ادوارد . 
ادوارد : هل توقفت الاشارة عن التحرك ؟
ريتشارد : نعم . 
استدار ادوارد و قال لكوبا : هيا سنستعيد ابنتك . 
توسعت عينا كوبا دهشةً و قال : هل عرفت مكانها ؟
مسح ادوارد مادة بُنية عن اصابعه و قال : اعرفه ، لكنني لستُ من عرفته . 
ريتشارد في ذاته : ذلك No. Zero مُدهش بحق . 
ركبوا السيارة و أوقف ادوارد السيارة و نزل ريتشارد التقط الحقيبة السوداء و قال : هذا يؤكد كُل شيء سيدي . 
اطفأ ادوارد السيارة و قال : سنكمل سيراً فلسنا بعيدين , فكل ما وجدناه ادلة ظرفية يجب ان نعتمد في قدرتنا .. للاسف لا دليل قوي لدينا .
ترجل الثلاثة من السيارة و تقدمهم ادوارد دفع باباً زُجاجياً و قال ادوارد : سلمنا كوكورو ، و حالاً . 
استدار الرجل ورفع نظارته بسبابته و قال عاقداً حاجبيه : عفواً ! 
ادوارد : عندما وضع السيد كوبا الحقيبة على الكُرسي بدأت ونانات الشرطة تعلوا في المكان و خفت ان يكون السيد كوبا قد بلغ عن اختطاف طفلته لذا اسرعت في امساكِ الحقيبة من دون ان تنظر ما بداخلها و جعلنا الشُرطة تمتد الى نطاق واسع و عندما اقتربت من مقرك هُنا فتحت الحقيبة و تفاجأت برزمة الجرائد و رميتها على الارض - اخرج قطعة صغيرة من جيبه و اردف : قمنا بوضح جهاز تتبع على الحقيبة و كانت قريبة من هنا . 
اكمل ريتشارد : اتت الطفلة الى هنا و لم تخرج مُجدداً - اكمل بسخرية : ام لديك اعتراض يا بائع المثلجات . 
اجاب البائع : سيدي , هل يمكنني خدمتك في شيء؟  
ادوارد : اتت الطفلة الى هُنا كالمعتاد و اعطيتها بوضة الشوكلاته و لم تخرج كما ادعيت . 
ريتشارد : فالأطفال قالوا " لم نرها مُنذ كنا سنلعب لعبة الاختباء " و ايضاً " لا نستمتع إلا عندما تلعب معنا لكنها اليوم .. " اي انها عندما اتت الى الى هنا لم تكن تلعب قالوا " سنلعب " و " لا نستمتع إلا عندما تلعب " اي انها لم تكن تلعب بعد. 
ادوارد : فتشنا المنازل لكننا لم نفتش الدكاكين و المحلات ، و ايضاً - اقترب منه ورفع بنطاله الطويل فظهر جرح على ركبته فأضاف ادوارد : عندما سقطت يا عزيزي - اخرج منديله و قال : اترى هذا الشيء البني ؟ لابد انك تعرفه جيداً . 
ريتشارد : انها بوضة بالشوكلاته لابد ان الفتاة قاومتك عندما كُنت تختطفها و لطخت ملابسك ببوضتها و عندما تعثرت انتقل بعضٌ مِنها الى العشب ، عند تحليل بعضاً من هذه المادة و بوضة الشوكلاته التي لديك في مختبرات الشرطة سيتأكد الامر 
فرقع ادوارد اصبعيه و قال : صحيح ! عندما خرج الوالدان للبحث عن ابنتهما استقللت فرصة خلو المنزل و دخلت ووضعت جهاز التنصت , و استخدمت جهاز تغيير الاصوات لأنهم يعرفون صوتك .. اضف اننا اكتشفنا أن حالتك المادة في خطر .
السيد كوبا : مالا تعلمه يا عزيزي أن زوجتي كانت في المنزل وشاهدتك
البائع : لكنني رأيتـ .. - صمت - 
ابتسم ادوارد : اكمل ! رأيتها تخرج معك ، اليس هذا ما كُنت تود قوله ؟ 
لم يجد البائع مهرب تراجع خطوتين للخلف و فتح باباً كان خلفه و اغلقه فأصبح حاجزاً عن رؤيته . 
صرخ ادوارد : المحل مُحاصر بالشرطة لا مفر لك . 
اتى صوتٌ من الخارج : سيدي المفتش انه في الخارج . 
خرج الثلاثة من المحل و كان البائع يحمل الطفلة كوكورو و بيده سكينة و قال مُهدداً : إن اقتربتم سـ... سأقتلها - اشار بالسكينة على عنق الفتاة التي تصرخ طالبةً النجدة و قال : اخفضوا مسدساتكم .  
ادوارد : اخفضوها ! سلامة الرهينة اولاً . 
انزل الشُرطة مسدساتهم ، فبدأ هو بالتراجع للخلف ليهرب . 
ادوارد في ذاته : لن اسمح له !
كانت اعين البائع تتجه بين افراد الشرطة في هذه الاثناء قفز ادوارد على البائع لينقذ كوكورو. 
ريتشارد : احذر ادوارد ! 
استطاع ادوارد تحرير كوكورو من قبضة يدِ البائع مُقابل جرح عميق في ذراعه . 
وضع ادوارد يده اليُمنى على جرح يده اليسرى . 
عانق السيد كوبا ابنته بشوق و الدموع تنهمر من عينيه . 
اجتمع افراد الشُرطة ليمسكوا به . 
قال البائع في ذاته : فكر ! فكر يا قيني - نظر لادوارد ثم قفز عليه و قال : ابتعدوا تراجعوا - رفع السكينة و قال : لا زالت لدّي . 
ريتشارد بخوف و انفعال : تراجعوا الى الخلف حمقى لما لم تنقضوا عليه منذ البداية ! اغبياء . 
تراجع افراد الشرطة الى الخلف . 
تحدث ادوارد بصعوبة : ابتعد عني . 
قيني : سأقتلك لقد ضاع مني مليون دو - لم يكمل وسقط ارضاً ! 
ريتشارد بغضب : من الذي اطلق ! 
علا صوتٌ فجأة بالمكان كُله قائلاً : لا تقلق ، لن يموت انه يتألم من قدمه فقط . 
ريتشارد بتلعثم : هذا الصوت انه .. No. Zero  
القى افراد الشرطة القبض على البائع و ساعد الاخر ادوارد على النهوض . 
عاتبه ريتشارد : ما الذي فعلته ايها المتهور ! 
فتح ادوارد باب السيارة و قال : سنذهب الى - توقف عن الحديث امسك بورقة كانت موضوعة على كرسي السيارة خُط فيها "جيد جيد , لقد نفذت كلامي و طبقت الخطة حرفاً حرفاً , كان استنتاجي عبقري كالعادة و تمثيلك جيد و لا بأس به اديت عملاً جيداً باستثناء انك  كُنت ستفقد حياتك ، غبائك المعهود سببٌ في اصابتك .. لو انني لم اطلق لكنت في عِداد الموتى .. صحيح , لا تبحث عني فلن تجدني هنا ابداً.
No. Zero المرسل : 
ضحك ادوارد و دس الورقة في جيبه وهو يقول : خطه سيء 
ريتشارد : اركب الى السيارة سنذهب الى المشفى . 
السيد كوبا : لحظة - استدار له الاثنان فأكمل : لا أعلم كيف علمتما لكنني سعيدٌ جداً .. شُكراً لكما و اسف لما اصاب ذراعك حضرة المفتش . 
ادوارد : انها اصابة عادية ، هيا اذهب فأمها تنتظرها على أحر من الجمر . 
ودعهما ادوارد و ذهب الى المشفى . 
ريتشارد : غبي . 
اخرج ادوارد علكة و اعطاها لريتشارد قائلاً احتفظ بكمية منها في سيارتي دائماً لأجلك . 
اخذها ريتشارد : شُكراً - بدأ بالمضغ بعادته المُقززة . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق