الجمعة، 31 أكتوبر 2014

البارت الثالث من رواية لهذا اصبحتُ محققاً ...









وصلنا إلى منزلنا ولكن ...كانت تقف سيارة اخرى قال عمي جيرو قبل ان ننزل من السيارة :هنري هنا
قالت خالتي بصوت قلق :إذاً مصيبة في الطريق
فتحت باب السيارة وقلت و انا انزل منها :لا بأس يجب ان نتحمل كل شيء لأجل تحقيق ما نريد لا حقاً –تنهدت و اكملت :ما بكما لا تنزلان؟
نزلنا من السيارة و قررنا تجاهله و المُضي للدخول لمنزلنا بدون اعطائه اي اهتمام لكنه استوقفنا وهو يقول :عفواً أيتها الخالة 
نظرت اليه خالتي بنظرة غاضبة وقالت بصوتٍ جامد :انا السيدة ويلم أيها الرجل . 
اكمل العم جيرو بسخرية :كالعادة هنري لا يعرف الذوقيات وفن التعامل فماذا نتوقع من صاحب شركة النصب و الاحتيال . 
قال هنري بصوته البغيض :قُل ما تريد -اقترب من جيرو و اكمل بسخرية :اسف لما حصل لصديق عمرك مارتين و زوجته مارتينا . 
اختل توازني و ازدادت نسبة غضبي فقلت :لا تنطق باسم أمي و ابي على لسانك القذر 
اجابني و الحقد لم تُغادر ملامح وجهه :نعم انا قذر ماذا في ذلك ؟و سيصبح هذا البيت قذراً من بعد ان اطردكم منه و ابدأ بالاختيال بين زواياه وربما اجعله مركزاً لأقذر معاملاتي 
لم ننطق بكلمة ...وقفنا في محلنا بدون حراك !!! ماذا يقول !! هذا ما كان يجول في خاطرنا جميعاً. 
حتى قال جيرو بتردد :ماذا...تعني...!!
اخرج ورقة و اعطاها لجيرو وقال بسخريه :تراكمت على ظهر صديقك الكثير من الديون للشركة التي املكها -رمى الورقة على جيرو و اكمل :لذا دفع هذا البيت قيمة لديونه. 
صُدمت ،وكأنما نزلت عليّ الصاعقة من هول ما سمعت فلم اعد قادراً على الحراك ،بدأت اردد في نفسي :ها أنا اخسر من جديد ...هذا كذب ،كذب كذب كذب!!!!!
قالت خالتي حينها :مُستحيل ،انت لست إلا كاذباً فمارتين لم يبع هذا البيت لو اضطر للعمل طوال اليوم. 
قال العم جيرو بعد ان نظر للورقة لفترة :احتيال كالعادة و اوراق غير قانونية
اجابه هنري :و البصمة في نهاية الورقة ؟انها لصديقك وليست لغيره. 
ابتسم عمي جيرو و قال :سنستعيد هذا المنزل في المستقبل لن تُطيل البقاء حراً ،تأكد بضع سنوات و تكون خلف القضبان 
قال بسخريه :حسناً حتى تأتي تلك السنوات سوف استمتع بالحريه. 
قبض جيرو على الورقة و قال مع ابتسامة نصر :انصحك بذلك -نظر اليه لفترة ثم اكمل :اه صحيح هناك ورقة كانت لدّي عندما دبرت الحادث لمارتين و مارتينا اي انك لم تستطع سرقتها. 
قال هنري بصوت شبه مسموع :هل من الممكن انها تلك الورقة التي لم استطع ايجادها!؟ -رفع صوته و قال :و أين هيّ؟ 
اجابه العم جيرو وهو يشير الى السيارة :هناك ،هل تُريد رؤيتها؟ 
تحدث اخيه يورك الذي كان في السيارة و قال :نعم احضرها بسرعة 
مشى العم جيرو بهدوء نحو السيارة و بدا انه يبحث عن شيء ما ،فجأة ادار مفتاح السيارة و حركها بسرعة عالية ،عبر الحي في ثواني و شهق هاتف خالتي برنة خفيفة ،رأيتها تفتحه ثم ابتسمت 
كُنت اراقب فقط ،لم اكن قادراً على الحديث شيء ما في داخلي يؤلمني...
انطلق صوت هنري الذي قال بغضب :لقد هرب ومعه تلك الورقة!!!! 
قال له اخيه ببرود :سنستعيدها منه ولو كان هذا بالقوة الامر ليس صعباً 
اجابته خالتي قائلة :لا تقلق سيعود بعد قليل و مع تلك الورقة لن يتأخر. 
ثم نزلت اليّ وجلست على قدميها وضعت يدها على رأسي وقالت :ابني روك اسمعني 
نظرتُ اليها فاكملت خالتي : قد نخسر بيتنا لعدة سنوات لكن عندما تُصبح ذلك المحقق العظيم ستستعيده بالتأكيد لدينا الدليل و الطريقة التي اخذ بها مجموعة الحثالة بصمة ابيك لكن الان و بسبب ذلك المفتش ونقص الادلة لن نستطيع فعل شيء حالياً ولو استعجلنا سيذهب كُل ما مانفعله سدى ،لذا اصبر فسوف يأتي ذلك اليوم الذي يُصبح فيه هؤلاء خلف قضبان السجن و انت من سيفعل هذا نحن نعلق عليك امالاً كبيرة و كُلنا بجانبك 
قُلت حينها وقد تجمعت دموعي في مقلتي و بصوت مُتقطع :لكن...لكن هذا المنزل هو كُل ما بقيّ ليّ من رائحة ...ماما و بـ.ا.با ...عندما أكون في و سطه اشعر انهما معي احاديثهم -مسحت دموعي التي سقطت مني رُغماً عني و اكملت :شجاراتهم ،كـ.كـ...يف و لِما اخسر اشياءً جميلة احبها 
عانقتني بقوة و قالت :اسفه روك ،كما قُلت سابقاً لا يجب ان نتسرع حتى لا نفقد اي شيء مما نملك من ادلة استطيع قول شيء واحد لك سأكون دائماً بجانبك ولن ادعك تحزن ابني روك. 
اخذت نفساً عميقاً جداً شعرت بألم يعتصر قلبي ,خبأت وجهي في صدر خالتي وقلت لها :سأبذل جهدي ولن اخذلكم 
بعد عدة دقائق عاد العم جيرو و رمى الورقة في وجه هنري وقال له :شكراً على اعارتي هذه الورقة. 
امسكها هنري وقال بغضب :امامكم اسبوع واحد فقط لتخلو البيت و في مثل هذا اليوم من الاسبوع القادم سآتي مع الشرطة لتسلم بيتي 
وركب سيارته و ابتعد ...
قالت حينها خالتي :لندخل ليس من العدل وقوفنا في الشارع كُل هذا الوقت...
لكنني استدرت نحو جيرو وقلت له :عمي جيرو ،ماذا فعلت بالورقة؟ 
ابتسم لي وقال :في الداخل عزيزي روك
دخلنا الى بيتنا وجلستا في غرفة المعيشة فبدأ الحديث قائلاً :بعد ان اخبرتموني ان مارتين ومارتينا قُتلا وباقي التفاصيل اجريت تحرياتٍ بسيطة فسمعت بعض الاقاويل عن مُمرضة كانت قد التقت برجل غريب اعطاها الكثير من الاموال في موعد دخول مارتين و مارتينا للمشفى...
قُلت له :وماذا عن الورقة التي اخذتها و اعدتها له؟ 
اخرج ورقة من جيبه وقال وهو يضعها على الطاولة امامنا :لقد قُمت بتحليل البصمة تحليلاً دقيقاً في مختبر ابني و النتائج تُشير ان هناك اثر دماء صغيرة على الطرف العلوي من البصمة 
نظرت اليه خالتي لثواني ثم قالت :اذاً اعطاها النقود بمقابل تبصيمه على الورقة وهو في هذه الحالة؟ 
قلت حينها :هذا يُفسر وجود الدم ،ربما كانت مُستعجلة وقلقة من ان يراها احد لذلك لم تمسح الاصبع جيداً قبل ان تجعله يبصم -صمت و تبادرت الى ذهني صورة ابي و امي التي رأيتها ذلك اليوم و طأطأت رأسي وقلت :لقد ظننت ان اللون الازرق على ابهام ابي بسبب الحادث. 
ابتسم لي وقال :وهذا مُخالف للقانون اي انها نُقطة في صالحنا نستطيع استرجاع البيت من خلالها لكن ...-صمت ولم يكمل 
تنهدت حينها وقلت :اذا فعلنا ذلك الان فلن نستطيع القبض عليهم بالتهمة التي نريدها ونقصدها -ابتسمت و قُلت له :لا تقلق عمي جيرو سأصبر -تذكرت كلامي في القطار و الوعد الذي قطعته على نفسي وجميع الاشخاص من حولي الذين يعتمدون عليّ ،فأكملت :الاستعجال لن يأتي بنتيجة دعه يتمتع بضع سنين ريثما انتهي و أحصل على كُل المعلومات التي ستجعل هؤلاء الاربعة في السجن لا يهمني ان استغرق الامر سنين او قرون ما يهمني هو ان استطيع فعله حقاً 
ابتسم حينها وقال لي :ابني روك سوف اساعدك بكل ما استطيع –نهض وقال :هل يمكنني الذهاب إلى مكتب مارتين؟
قالت له خالتي :بالطبع ,و ايضاً انت تعرف طريقه لا داعي ان آتي معك ,سوف اتصل بأم توني و اخبرها بما حصل
قُلت حينها :واذاً ؟أين سنسكن حالياً
اجابتني خالتي جين :حالياً سأتصل بأم اخيك و اخبرها بما حصل و سنبقى عندهم فترة من الزمن ريثما نجد مكاناً يناسبنا للسكن فيه
اومأت وقلت :حسناً
حينها امسك عمي جيرو بيدي وقال :دعنا نجمع الحقائق ونرتبها ,بقيت ورقة لم اجدها حتى ان ابيك لم يخبر احد عن مكانها ولم يأخذها معه في وقت وقوع الحادث ربما نجدها
اومأت له وذهبنا إلى مكتبي ابي كانت اغلب الملفات في المكتبة قال العم جيرو عنها انها تخص الميزانيات و اشياء اخرى لم افهمها لكن الشيء الذي فهمته اننا لم نجد ما يتعلق بهنري سوى بعض الاشياء البسيطة التي لا تُعد دليلاُ قوياً ,بعد ساعة ونصف من البحث المتواصل لتلك الورقة ,جلسنا على الاريكة مُنهكين قال عمي جيرو :أين تلك الورقة ؟-استدار اليّ وقال :إلا تعلم أين يضع والدك اشياءه المهمة ؟
رفعت كتفي في عدم معرفة وقُلت :لا
-نظر إلى ساعته وقال ليّ :تأخرت يجب عليّ العودة للمنزل اذا احتجت أي شيء لا تتردد في طلبه من العم جيرو
ابتسمت وقلت له :شكراً لك عمي اللطيف
-بعد مرور أربعة أيام انتهينا اخيراً من نقل اغراضنا وحاجيات منزلنا التي نحتاجها و تُعد ضرورية إلى شقتنا الجديدة في عمارة السيد جيمس بلاك ,كانت اياماً مُتعبة ,قضينا الوقت من المنزل الى الشقة و من الشقة الى المنزل بالإضافة إلى المدرسة و واجباتها اليوم الخامس اشترينا حقيبتين كبيرتين وضعتُ فيهما اغراض أبي و أمي ,كان هذا طلبي اشعر بالراحة عندما أكون بين اغراضهم وبالطبع هذا شيء لم ترفضه خالتي وخاصة في تلك الفترة التي كُنت احتاج فيها للراحة فعلاً ...,تركنا المنزل نهائياً في اليوم السادس لم نرد ان نرى وجه ذلك الهنري ,انتهينا من نقل الاغراض فقط و الان نحتاج الى اكثر من اسبوعين لترتيب الشقة و تأثيثها لذا سكنا لمدة اسبوعين في بيت توني استمتعت كثيراً بالعيش معه و اشتقت كثيراً لغرفتي ومنزلنا لكنني كُنت اصبر لأن امال الجميع كان تتعلق عليّ انا و توني ,بعد انتهاء الاسبوعين انتقلت للسكن في الشقة ,في البداية كان الامر صعباً ومملاً لكنني اعتدت على الامر ...
بدأ العم جيرو بالعمل في الشركة مرة اخرى محاولاً تعويض الخسائر التي حصلت خلال الشهر الماضي ,بينما انا و توني استمررنا في الدراسة في مجال التحقيق وعلوم النفس طوال سبع سنوات ,كانت امه تعاملني مثله فعندما تشتري له لعبة تشتري لي انا ايضاً و أي شيء تشتريه لي نصيب منه و مثل الشيء بالنسبة لخالتي عندما تشتري لي أي شيء نشتري لأخي توني ايضاً
كُنا طوال تلك السنين نراقب هنري و باقي اخوته وذلك المفتش و نجمع الادلة ,احياناً كان توني لا يستطيع الذهاب معي في السفر و خاصة التي تتطلب اشهراً كثيرة كان يُقيم شهرين ثم يعود إلى المنزل لأنه كان يتوجب عليه زيارة اهل امه و ابيه الذين يسكنون في الريف او انهم من يأتون اليه كما يقول ليّ...
عندما أصبحت في الرابعة عشر من عمري كُنت قد سافرت مع خالتي و توني لم يستطع السفر معي هذه المرة كُنت في قرية نيون التي تبعد عن جنيف حوالي ستة وعشرون كيلومتر ...
جين :سيبدأ درسك قريباً روك
قُلت لها :اه تعنين الدروس التي تختص بمسرح الجريمة؟
اومأت لي وقالت :اه مع المعلم الخصوصي يوسكي
تنهدت ورميت بجسدي على السرير وتأملت سقف الكوخ وقلت :اشتقت لأخي توني
قالت خالتي :بدون كسل هيا ,لست طفلاً لأرغمك على الذهاب  
نهضت وقُلت :حاضر ,سأغير ملابسي و أذهب –مشيت بضع خطوات ثم استدرت  وقلت لها بصوت بريء و وجه حزين :أمي العزيزة ارجوكِ جهزي لي حقيبتي.
نظرت إلى و ملامحها لم تتغير وقالت :هذا الوجه كان يفيد معي قبل ست سنوات ليس الان ,روك الطفل الكسول لا يتغير
ابتسمت وقلت :كما توقعت
كان الشتاء آن ذاك ,ارتديتُ كنزةً صوفية تُغطي الرقبة بياض اللون تُزينها بعض الزخارف باللون الاسود على جانبيها و بنطال ذا قُماش متين ابيض ,ارتديتُ قبعة بيضاء مُرغماً بسبب خالتي التي تقول ان الجو البارد ويسبب لي الصداع ان لم ارتديها .
خرجت من المنزل ,كانت الثلوج تُغطي كل شيء وكان الوصف المناسب لتلك القرية هو البياض و فقط ,كنت استمتع عندما تغوص قدماي في الثلج العميق و بالكاد اخرجها لكنني كُنت مستمتع بالجو البارد و البياض الذي يُحيط بك من كل مكان...
اخيراً اصبحت امام منزل مدرسي يوسكي طرقت الباب طرقتين متتاليتين و تنحيت لأصبح على جانب الباب ،حينها خرجت لي زوجته وقالت :اهلاً بك عزيزي روك. 
ابتسمتُ وقلت :اهلاً بكِ آنستي ،أين الاستاذ؟ 
تنحت عن أمام الباب وقالت :تفضل سأعطيك شيء ساخناً لتشربه الجو بارد وسوف اخبرك بما حصل. 
اومأت له و ازلت الثلج المُتراكم على حذائي و بعض الاجزاء من ملابسي ،وماهي الا دقائق حتى عادت من جديد وفي يدها كوب اعطتني اياه وقالت :صنعت لك الحليب بالشوكلاته الساخنه. 
شكرتها و اخذته ولكن الحقيقة قُلت في نفسي :حليب بالشوكلاته ،هل انا طفل هنا -
قالت لي :العفو 
حدثتها متسائلاً :ماذا حدث لمعلمي؟ 
تنهدت وقالت :سقط من أعلى الدرج و كُسرت ساقه وهو الان في مستشفى القرية. 
نهضت وقلت :سأذهب اليه. 
حاولت منعي وقالت :لا فالمشفى بعيدٌ نسبياً عن هنا ،و الجو قارس البرودة ستصاب بالزكام. 
ابتسمت وقلتُ لها :لا بأس اريد ان اطمأن عليه وايضاً ليس بعيداً كثيراً ،هل تُريدين مني ايصال شيء له؟ 
تنهدت ثم ابتسمت وقالت :عنيد كما قال لي زوجي تماماً ،اه سأعطيك الحلوى التي يُحبها 
ذهبت وعادت وهي تعطيني الحلوى و اعطتني معطف وقالت لي :ارتديه ،الجو باردٌ جداً 
نفيت برأسي وقلت :لا احتاجه. 
اصرت عليّ وقالت :خُذه ،قد يكون كبيراً قليلاً لكنه سيدفأك ارجوك روك 
اخذته من يدها ولبسته وقلتُ مع تعبير مضحك :هل هذا يُرضيكِ؟ 
ابتسمت وقالت :نعم و الان عزيزي روك كُن حذراً 
اخذت علبة الحلوى التي يُحبها الاستاذ و خرجت من المنزل ضممت جسدي وقلت :ما أجمل الجو القارس البرودة ،ادخلت يدي في جيبي و بدأت افكر في نفسي وانا اسير :سبع سنين من السفر و الدراسة و الادلة التي جمعتها للإطاحة بهنري و اخوانه وذلك المفتش لايزال في منصبه -ظهرت على وجهي ملامح الحزن رُغماً عني و اكملت بعد تنهيدة :و بيتنا الذي تحول من بيت لطيف يعمه السرور و السعادة إلى مقر لأحقر معاملات النصب و الاحتيال ،حتى انني اصبحت اكره بيتنا مع ذلك هذا لن يردعني من استعادته نعم سوف استعيده. 
بعد عشر دقائق من المشي وصلت الى مشفى القرية كان من طابق واحد و المُمرضة كانت تجلس دائماً بجانب الباب قُلت لها :مرحباً ،في اي غرفة أجد الاستاذ يوسكي؟ 
قالت لي وهي تُشير الى غرفة في اخر الممر :هناك ايها الصبي. 
ازلتُ القبعة من على رأسي وقلت لها :شكراً لكِ. 
طرقت باب الغرفة التي بها الاستاذ يوسكي و قلت :استاذي ،انا روك اتيت لزيارتك. 
سمعت صوته وقال :ادخل روك 
دخلت و خلعت المعطف و اعطيته علبة الحلوى و قُلت له :اتمنى لك الشفاء العاجل ،وهذه الحلوى من الانسة. 
اخذها من يدي وقال :شكراً لك ،لكن لما اتعبت نفسك بالمجيء في هذا البرد القارس. 
ابتسمت وقلت :احب هذا الجو. 
قال ليّ :اذاً هل تُريد درساً ،فأنا توقعتُ مجيئك عندما تعلم بالامر لهذا طلبت من زوجتي احضار الكُتب و الادوات التي اعلمك بها. 
اجبته :بالطبع لا بأس ببعض الدروس فساقك المكسورة لا تؤثر على تدريسي ...اممم اظن ذلك. 
اومأ ليّ و قال :احضر الاشياء من الخزانه التي بجانب الباب 
اومأت له وقلت :حاضر. 
نهضت لإحضار الادوات وقفت امام الخزانه التي بجانب الباب اثار انتباهي وجه الممرضة الشاحب و الطبيب الذي يبدو انه وصل للتو وهما يجريان للغرفة المقابلة لنا...-استدرت لأستاذي و قلت له :اشعر ان هناك شيء قد حدث سأستطلع الامر و اعود اليك 
خرجت من الغرفة و بدأت اراقب الطبيب وعرفت حينها من الممرضة الاخرى ان مريضاً قد مات . 
عدت الى الاستاذ يوسكي وقلت له بصوت قلق :ايها الاستاذ اعتقد ان هناك جريمة قتل. 
ابتسم ليّ وقال :قُم بكشف غموضها ،لتكن القضية الاولى التي يحلها محقق المستقبل العظيم روك 
اشرت لنفسي بسبابتي وقلت :أنــ...ا ؟ 
اجابني :نعم -فتح علبة الحلوى وقال وهو يأخذ احداها :اعتمد عليك في الامساك بالمجرم. 
رأيت الثقة في عينيه وقلت :نعم اعتمد عليّ. 
خرجت من الغرفة ودخلت للغرفة التي لازال الطبيب فيها كانت كانت الغرفة بلا نافذة ، ولكن هناك نافذة تواجه الباب من الخارج ، وقلت :عفواً ايها الطبيب ماسبب الوفاة؟ 
استدار اليّ وقال :كيف تسمحون للصبيان بالدخول الى هنا ،اخرج حالاً لن اعطي معلومات لفتى في الرابع عشر او الخامس عشر من عمره. 
لم اعره اهتماماً بل سرت حتى وقفت و شاهدت الشخص المتوفى وقلت :تم تسميمه بإبرة تحوي سيانيد المغانسيوم في الذراع ، من الجرح استطيع القول بأن هذا حدث في الساعة 9:00   
دُهش وقال :كـ..يف عرفت؟ 
قلت له مع ابتسامة  نصر : من تفحص الجثة نعرف ،انه كان على السرير و وجهه أزرق ومنتفخ ، ولا توجد آثار لأي شجار هذا يدل انه قد مات بسبب سم السيانيد 
قال لي :من انت؟
حدثته ولم ازل عيني من على الجثة :روك لي محقق مبتدأ -استدرت للمرضة وقلت لها :اريد معلومات عن الضحية و من قام بزيارته اليوم. 
تدخل الطبيب وقال :عفواً يا سيد ليّ لكننا ابلغنا الشرطة وقالت انها ستأتي 
قُلت له بسخريه :الشرطة..؟ الا ترى تراكم الثلوج بالخارج ؟سيتأخرون لمدة لا تقل عن ساعة. 
اجابني :لا بأس في التأخير ولا داعي للعجلة 
اجبته بصوت خالي من الانكسار :الادلة كالفاكهة تماماً ان لم تتناولها بسرعة تعطب مع مرور الوقت. 
تنهد وقال :حسناً ايتها الممرضة اعطيه ما يريد فعلى ما يبدو انه ذكي وقد يساعدنا. 
قلت بعد ان تمعنت في علبة السيانيد : 
- انها كبيرة ، على العموم ايها الطبيب ، متى هي آخر مرة رأيته على قيد الحياة ؟ 
اجابني :قبل ان اخرج من هنا ، واذهب للبيت مباشرة.
و بدأت حينها بطرح الاسئلة على الممرضة...
-هل جاء أحد لرؤية الضحية اليوم ؟
-نعم ، جاء ثلاثة أشخاص ، لكن السيد هارد اعني الضحية قال انه لا يريد اي زيارات مع انه ينام متأخرًا.
-حسنا ، من هم الثلاثة ؟
-السيد رونالد جاء بعد ان غادر الطبيب الساعة 8:45 ، وعندما اخبرته بأن السيد هارد لا يريد زيارات قال بأنه 
يريد الذهاب للحمام ، والحمام يقع بجوار غرفة الضحية.
بعدما غادر جاءت السيدة جولي ، الساعة 8:50 ، قالت انها تريد ان تلقي نظرة عليه ، فسمحت لها ، ثم تحدثنا انا وهي بعض الوقت ثم غادرت.
بعدها جاء السيد مايكل هارد الساعة 9:00 ، وكان غاضبا عندما منعته من الدخول وظل يحاول لمدة ثم فذهب ، لكنه عاد بعدها بخمس دقائق ، واندفع لغرفة الضحية ليجده ميتًا.
-حسنا ايتها الممرضة ، انتِ لا تستطيعين رؤية غرفة الضحية و النافذة و الحمام من مكانك صحيح ؟
-نعم ، فانا اجلس على مكتبي عند المدخل.
قال الطبيب مضيفًا:
-السيد رونالد محامي السيد هارد ، والسيدة جولي سكرتيرته وكان يعاملها بقسوة ، اما عن مايكل فهو ابنه وتوجد الكثير من المشاكل بينهما 
فقد حرمه ابوه من المال عليك ان تعلم ايها المحقق ان السيد هارد هو اغنى من في القرية ، ولا أخفيك انه مكروه جدا ،
فقد أغرق الكثير في الديون و استولى على ممتلكاتهم.
اومأت له و قلت :شكرا على المعلومات المهمة ايها الطبيب.
عندما اكلمتُ التحقيق وجدت العديد من النقاط:
-السيدة جولي كانت تحمل حقيبة كبيرة معها ، أي بإمكانها وضع السم فيها. 
-السيد رونالد تأخر نصف ساعة عن العودة للمنزل وقال انه كان يتمشى ، ولم يكن يرتدي معطفا.
-السيد مايكل كان يرتدي معطفًا كبيرا ، أي بإمكانه وضع العلبة فيه.
-السيدة جولي دخلت على الضحية ولكنه قالت بأنه طردها ، و لم تتأخر بالعودة لمنزلها .
-كان السيد هارد قد قطع عن مايكل المصروف ولم يعطه اي شيء منذ فترة.
-قال شاهد كان يجلس في الطريق الوحيد المؤدي للمستشفى انه لم يشاهد شخصًا غريبًا آخر.
-السيانيد الذي في العلبة ليس هو نفسه المستخدم في الجريمة.

وضعت يداي في جيوب بنطالي و بدأت افكر بعمق ،خرجت لمدة عشر دقائق و عدت و جلست اراجع ما فكرت به بعد خمس دقائق قُلت وجدتها... 
ذهبت مُسرعاً الى مكان الطبيب و الممرضة وقلت :لنضع القاتل في غرفة حتى يأتي رجال الشرطة...
دُهشا مما أقول فقالا :فسر ما تقول...
ابتسمت وقلت واضعاً يدي اليسرى في جيبي و اليمنى احركها مع ما اقول :في البداية هناك احتمالين لما حصل
الأول ان القاتل دخل من النافذة ، والثاني ان القاتل دخل من الباب
في الحالة الثانية يحتاج لشيء يضع فيه العلبة الموجودة
اما في الحالة الأولى امممم لننظر إلى المتهمين الثلاثة الرئيسين 
السيد رونالد أولا وجاء الساعة 8:45 و الجريمة وقعت الساعة 9:00 ، أي لا يمكن أن يكون دخل من الباب ونفذ الجريمة ، إذا كان هو المجرم فالطريقة الوحيدة هي الدخول من النافذة ، لكننا لا نملك دليلا على انه فعل هذا.
السيدة جولي جاءت الساعة 8:50 ، أي ايضا اذا كانت المجرمة فهي ستدخل من النافذة لإن الجريمة نُفذت في
الساعة التاسعة ، وفي الحقيقة هي لم تتأخر في العودة لمنزلها وهذا دليل براءة كافي لها.
مايكل جاء الساعة التاسعة ، وقت ارتكاب الجريمة تقريبا لكنه لم يدخل على والده ، وهذا يعني انه لديه فرصة كبيرة عندما خرج ان يدخل الى النافذة خصوصا انه كان غاضبا ، ولكن لا نملك اي دليل على انه فعل هذا.
الممرضة :إذن من فعلها ؟
اكملتُ حينها :لو لاحظنا ان المريض مصاب بآلام في المعدة ، أي انه يستطيع الحركة ، ومع ذلك لا توجد آثار للعراك
ولم تحصل ضجة ، وأيضا بشهادة الممرضة و السيدة جولي انه كان مستيقظا
كل هذا يدل على انه اخذ الإبرة بدون إكراه ، ثم هل من المتوقع ان يأخذ شخص ابرة من محاميه أو سكرتيرته
او ابنه ؟ بالتأكيد لا 
الاثنان اللذان يستطيعان تنفيذ هذه الجريمة هما الطبيب و الممرضة 
الممرضة لم يكن لديها الوقت ، فهي كانت وقت الجريمة عند الباب مع مايكل ، وعندما عاد وجدها
لم يبقى الا الطبيب على حسب شهادة الشاهد انه لم يرى شخصا غريبا آخر ، الطبيب يستطيع حقن السيد بكل هدوء ، وايضا قال بنفسه انه رجع الى البيت مباشرة عندما خرج من المستشفى الساعة 8:45
مع انه وصل الساعة 9:15 الى البيت حسب قول احد الشهود و عندما رأيته وهو يجري في الممر عرفت انه للتو رجع للمستشفى 
الطريق الى بيتك لم يأخذ منك الا 10 دقائق ، أي انك تأخرت نصف ساعة
إذن الطريقة + الوقت ، تثبت انه لا يمكن لأحد ان ينفذ هذه الجريمة الا انت ايها الطبيب 
قال لي الطبيب حينها :لِما اقتله ،ثم ماذا عن علبة السيانيد...
قاطعته قائلاً :انت قلت بنفسك انه مكروه وقد اغرق الكثير من الديون و استولى على ممتلكاتهم فليس مُستبعداً ان تكون انت احد هؤلاء الغارقين في الديون و ايضاً علبة السيانيد و ضِعت للتمويه فقط ..! 
وقفت الممرضة التي كانت تجلس وقالت :و تُسمي نفسك طبيباً...؟ 
تنهدت حينها و استدرت للخروج حينما سمعت صوت سيارات الشرطة التي تأخرت كالعادة ،لكن الطبيب اوقفني وقال :روك لي ،ستصبح محققا عظيماً اهنأك... 
استدرت له وقلت :و انت كُنت طبيباً عظيماً قبل ان تلوث يديك بقتل هذا الشخص ،اتمنى ان تعيد  حساباتك وان تفكر في فعلتك . 
خرجت من الغرفة و تبعتني الممرضة لاستقبال الشرطة ،في حين ذهبت لأستاذي مرة اخرى دخلت فرحاً جداً وقلت بسعادة :لقد فعلتها نعم فعلتها انها اول قضية احلها استاذ يوسكي انا سعيد . 
ابتسم ليّ وقال :كما هو متوقع من تلميذي احسنت روك ,انت عبقري
بدأت بحك خُصلات شعري وقلت بخجل :اه ,شكراً لك
ضحك وقال :هيا اذهب
نظرت اليه وقلت بدهشة :إلى أين؟
اجابني :اعلم انك تود العودة لتخبر خالتك السيدة ويلم بما فعلته صحيح ؟و ايضاً تخبر اخيك توني الذي حدثتني عنه كثيراً.
ابتسمت وعانقته وقلت :احبك استاذي اللطيف
ضحك وقال :انا ايضاَ تلميذي روك ,هيا اذهب يحق لك الفخر بما فعلته .
ودعته وتركت المعطف في المشفى لديه وعدت راكضاً إلى الكوخ الذي نسكن فيه حالياً ,دخلت و قد تهلّل قلبي سرورا وبدأت انادي :خالتي ...خالتي جين تعالي بسرعة ...خالتي أين انتِ ...جين ...خـ...
لم أكمل فقد ظهرت خالتي جين وقالت :لست صماء لما هذا الصراخ؟
اقتربت منها و امسكت بيديها وقلت بحماس :لقد فعلتها –اتسعت ابتسامتي و اكملت :فعلتها ,فعلتها ,فعلتها
ابتسمت وقالت :ماذا فعلت ؟لا افهم شيئاً...!
عانقتها وقلت :لقد حللت جريمة قتل يا أمي الغالية ,انها اول جريمة تصادفني و قد قمت بحلها انني سعيد للغاية
افترت على شفتيها ابتسامة رقة وطيبة و قالت :تستحق مكافأة ...هيا اخبرني بكل شيء كيف فعلتها ؟و أين ؟هيا هيا اخبرني.
تركتها وقلت :سأحكي لكي كل شيء اجلسي ,اجلسي
جلست خالتي وبدأت احكي لها كُل شيء و بالتفصيل المُمِل , وقالت بعد ان انتهيت من سرد :ماذا تريد مكافأة ؟أنك تستحقها حقاً هيا تدلل وقل ما تريد ابني روك العبقري
قُلت لها :أي شيء؟
اجابتني :نعم ,أي شيء
اجبتها :أريد ان اتعلم الرمي بالرصاص ,لطالما رفضتي هذه الفكرة لكن ارجوكِ اريد ان اتعلم اطلاق الرصاص و انواع المسدسات ,هذه هي المكافأة الوحيدة التي أريدها.
تنهدت ولم تنطق خالتي جين بشيء ...
فقلت لها :ارجوكِ وافقي
اخذت نفساً عميقاُ ثم قالت :حسناً موافقة
اتسعت ابتسامتي وقلت لها :احبكِ كثيراً ,ِشكراً لكِ –نهضت وقلت :سأكتب لأخي توني ما حدث معي اليوم بالطبع سيكون سعيد ,ليته كان معي
ابتسمت وقالت :لا تتأخر سيكون طعام الغداء جاهزاً بعد قليل
اخرجت ورقة وقلم و كتبت...
(إلى أخي توني...
في الرابعة عشر من عمري حللت أول قضية صادفتني ,اشتقت اليك اخي توني كُنت اتمنى انك بجانبي في هذه السفرة و حللت القضية معي ,لكن عدني أنك ستحل قضية معي ذات يوم ,سأحكي كل شيء لك بالتفصيل عندما نعود بعد اسبوعين و ايضاً حصلت على مكافأة من خالتي و توقع ما هي ؟اخيراً وافقت ان اتعلم على إطلاق الرصاص و انواع المسدسات لقد سمعت ان هناك نادي للرماية في المدينة التي سأذهب اليها و بالطبع سأخبر خالتي بأن تضع لي مدرباً ,اخبرني كيف احوالك ؟و كيف هي صحتك ؟اتمنى ان تكون بخير لدّي الكثير لأخبرك به عندما تعود و ايضاً لم انسى ان اشتري لك تذكارات وهدايا من سفرتنا الطويلة هذه ...
إلى اللقاء :أخيك روك )

فتحت ظرفاً اخر و كتبت ...
(إلى :العم جيرو ...
أهلاً بك عمي جيرو ,لقد حللت قضيتي الاولى هنا في قرية نيون سأخبرك بالتفاصيل عندما اعود ,أخبرني عن احوالك ؟هل الشركة تتعبك ؟أنا آسف لأنك تضع كل هذا على كتفك منذ سبع سنين و انت تعمل في الشركة ...لما لا تأخذ لك اجازة للراحة ؟إلى هاواي مثلاً ؟لقد اخبرتني خالتي ان احوال الشركة جيدة جداً لذا لا بأس بعطلة تريح فيها نفسك وتتخلص من همومك...
من :روك لي )
فتحت ورقة وقلت :سأعمل بنصيحتك أخي توني
كان توني قد اخبرني مرة انه يخبر ابيه الراحل او امه مالا يستطيع قوله لهما عن طريق الكتابة ,كان يخبر ابيه بما يفعله مع انه لم يراه سوى في الصور إلا انه يقول :الامر يشعر بالراحة
بدأت اكتب ...
(إلى امي و ابي
اشتقت لكما كثيراً ,لا تقلقان عليّ انا سعيد جداً مع خالتي و اخي ,و اليوم حللت جريمة القتل الاولى في حياتي سأستمر في مشواري حتى احقق حلمي ...احبكما كثيراً )
شعرت بالراحة فعلاً وقررت ان افعل مثل هذه الاشياء بين الحين والاخر
عدت وتناولت الغداء ومضى اليوم بين الدراسة و الراحة ايضاً ...بعد يومين ارسل ليّ توني رسالة كتب فيها بخط مرتعش كتب فيها (إلى :أخي روك...
احسنت عملاً ,سأكون بانتظار عودتك ,ليتني استطيع ان اكون معك في سفرك الطويل و اعتقد أنني سأسافر معك في المرة القادمة في السفرات القصيرة فقط ,ايضاَ سأذهب لقضاء العطلة مع اهل أمي على شاطئ البحر و اعتقد اننا سنبقى هناك من اسبوعين أو ثلاثة اسابيع ولن استطيع مراسلتك و ايضاً سأخرج الان لذا كتبت هذه الرسالة على عجل لا تهتم بخطي ...اشتقت لك اخي روك) وفي نفس اليوم  سافرنا إلى كندا  وهناك وضعت ليّ خالتي مدرب خاص للرماية و درست كل شيء عن المسدسات اضطررنا ان نمدد اسبوعاً اخر هناك ,أي أننا استقررنا في كندا ثلاث شهور ...أخيراً عدنا للمنزل وصلنا إلى شقتنا في منتصف الليل ومنذُ الصباح الباكر في اليوم التالي انطلقت إلى منزل أخي توني...
ضغطت على جرس المنزل فخرجت لي أمه وقالت بصوت مرتبك :أهلاً بابني روك
احسست بإحساس سيء فقلت :أين اخي؟
اجابتني :تـ...وني؟
اومأت لها وقلت :بالطبع ومن غيره؟
صمتت لفترة ,لم اتكلم ..كانت تبدو وكأنها تحاور نفسها ثم فجأة عانقتني وقالت :ابني روك اخيك –شعرت بدموعها تسقط على كتفي وقالت :تركنا ولحق بوالديك
ابعدتها و وضعت يدي على كتفيها وبدأت اهزها بقوة :ماذا تقولين ..!! هوي خالتي هل تعرفين حقاً ماذا تقولين؟
طأطأت رأسها وقالت وهي تمسح دموعها :اعلم انه ما كان يجب عليّ اخبارك الامر بهذه الطريقة لكنني لا أعرف كيف اقول لك فكرت في الكلمات طوال الثلاثة الاسابيع الماضية لكنني لم...
قاطعتها و انا اهزها بقوة اكبر :أين اخي ..!! أين توني ..!!
مازالت مطأطئتاً رأسها وقالت :اعتلال مرض القلب الاسفنجي ,هو الذي اخذ ابني بعيداً – ومسحت دموعها-
ازلت يدي من على كتفها ,ارتخى بدني ,شعرت بالدنيا تتصبغ بالسواد من حولي و ضعت يدي على رأسي و قلت :اخي توني كان يقول انه سيكون بجانبي دائماً ,كاذبة انتِ كاذبة
امسكت بيدي و قالت :أهدأ ,روك ...هوي روك ما بك...تماسك ..رو...
كانت هذه الكلمات المتقطعة اخر ما سمعته منها قبل ان يُغشى عليّ
انتبهت بعدها عندما تناثرت قطرات الماء على وجهي ,فتحت عيني بصعوبة رأيت خالتي جين وهي ممسكة بكأس ماء و بجانبها أم توني و وجدت نفسي على سرير توني امسكت بطرف الغطاء بيدي و تجمعت الدموع حول عيني حاولت حبسها لكنها انطلقت رغماً عني بعد حديث خالتي جين عندما قالت :اعلم انه امرٍ صعب عليك تصديقه لكن هذه هيّ الحقيقة ,فراقه صعبَ علينا جميعاً لكن هذا هو القدر...
مسحت دموعي بسرعة ونهضت وقاطعت ما كانت تقوله خالتي جين و قلت لها :هذا الكلام الذي بلا معنى لن يعيد توني –اخذت نفساً عميقاً جداً و اكملت :أريد زيارة قبره حالاً
تحدثت أم توني وقالت :روك ,هدأ من روعك
استدرت اليها وقلت :آسف لما قلته لكِ قبل قليل لك...
قاطعتني وقالت بابتسامة صفراء :لا تعتذر انا من اخطأت في عدم اخباركم الامر منذ البداية –صمتت للحظات ثم اكملت :قلت انك تريد زيارة قبره صحيح؟
-         ذهبت إلى قبره وضعت عليه الازهار البيضاء ,استدرت لخالتي جين و أم توني وقلت :اتركوني لوحدي
حدثتني حينها خالتي بصوت قلق ,بنفس النبرة السابقة عندما فقدت أبي و أمي :هل انت بخير؟
اومأت لها وقلت :بخير
عرفت انها كنت أكذب فكيف سأكون بخير و قد فقدت شيء غالياً عندي للمرة الرابعة لكنها تنهدت و قالت :كما تُريد سننتظرك في السيارة
ذهبتا و ركبتا السيارة بينما بقيت جالساً على قبره بدأت اتحدث و دموعي بدأت بالانهمار بشدة :لِما تركتني ...الم تقل انك ستصبح مساعد المحقق ؟...لِما لم تصبح كذلك ...هل كل سبع سنوات يحصل شيء سيء ليّ ؟لِماذا...! لما أنا إلا يكفي رحيل ابي و امي و منزلنا ؟ترحل انت ايضاً ...ألا تعرف ان هذا كثير عليّ ؟ألا تشعر انه مؤلمَ جداً ...نعم مؤلم ,يؤلم كثيراً الن اراك مجدداً ؟الن اتشاجر معك مجدداً ..! هل يجب على روك لي أن يبقى وحيداً  دائماً ؟
ظللت اتحدث لوقت اطول ثم توقفت لكن دموعي لم تتوقف لم اتزحزح من على قبره لم أشعر بالشمس التي كانت تغرب و نسيت خالتي جين وأم توني التين كانتا في السيارة ,ولم اتحرك إلا عندما اقتربت مني خالتي جين و قالت :هيا الشمس ستغيب انت منذ الصباح هنا لم تأكل ولم تشرب ...ارجوك انت تجعلني اتألم اكثر بتصرفك هذا
نهضت من دون أن انطق بكلمة ادخلت يديّ في جيبي وكنت انوي العودة للسيارة ,لكن لحظة تذكرت شيئاً كان قد ابتعد عن ذاكرتي ,حينها تذكرت الرسالة التي اعطتني اياها أم توني قبل ان اخرج من البيت و قالت لي انها من توني ,اخذتها من دون وعي و ادخلتها في جيبي ربما لهذا السبب لم اتذكرها إلا الان ,أخرجتها وبدأت أقرأ ما كُتب فيها...
(إلى اخي روك...
عندما تعود من السفر على الاغلب لن تجدني استقبلك هذه المرة كالعادة ,لكن يجب ان تعرف الحقيقة ,عندما كنت انت تسافر انا لم أكن اذهب للقاء اهل أمي كما اقول دائماً لكن الحقيقة و الواقع هو انني كنت اذهب للعلاج فانا مُصاب بمرض اعتلال القلب الاسفنجي و في هذا المرض لا تنمو جدران البطين الايسر بالشكل المناسب منذ ولادة الطفل  مما يجعلها تبدو اسفنجية الشكل عند تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية ,و ولادتي كانت متعسرة ,لما اقول هذا الكلام الان ...لم اخبرك لأنني اعرف انك لو علمت لم تسافر و ستبقى بجانبي طوال فترة علاجي انا لا استطيع السفر لأنني اتعب من السفر الطويل و الترحال المتواصل بين المدن لذا كنت اتحجج و لا اذهب معك في السفرات الطويلة , و عندما تكون بجانبي دائماً لن يكون لك وقتُ للدراسة لم تكن لتسافر منذ الاصل انا لا أريد منك تضيع وقتٍ بلا معنى ,لأن القدر مكتوب كُنت بجانبي ام لم تكن بجانبي سأموت في الرابعة عشر من عمري ,و ايضاً احياناً كنت اذهب لأهل امي و ابي حقاً لم اكن اكذب دائماً ,كتبت هذا الكلام لأنني اشعر انني لن استطيع الصمود اكثر من ذلك و اريد ان اقول لك شيء اخير "لا تحزن ارجوك و حقق حلمك وحلمي معاً فلتصبح ذلك المحقق العظيم ,كن سعيداً وقوياً دائماً و ابتسم في وجه اكبر المعضلات و الاحزان ...و تذكر سأتركك لأنني احبك ...)
اغلقتها و ادخلتها في جيبي مجدداً اختلطت بسمتي بدموعي وقلت في نفسي :أعدك بذلك اخي توني
عندما عُدت للمنزل دخلت غرفتي مباشرة رأيت الدب البني و اختالت بين ثنايا ذاكرتي ذلك اليوم عندما كنت في الثامنة من عمري...
يدخل توني الغرفة ويقول :اخي روك
تنهدت وقلت :كم مرة يجب عليّ ان أٌقول لك اطرق الباب قبل ان تدخل؟
مشى وقال :لا تهتم –اخرج كيساً من خلف ظهره وقال :احضرت لك شيئاً جميلاً
قلت له :ماذا؟
اخرج دبين متشابهين من الكيس وقال :اشتريت ليّ ولك هذا الدب اللطيف
اخذته وقلت له :شكراُ لك اخي توني
قال لي :العفو
سألته :هل اسميته؟
قال ليّ :لم اجد اسماً له
قلت له :ما رأيك لدّي فكرة عن اسمهما
سألني :و ما هي؟
قلت له :انا أسمي دبي توني و انت تسمي دبك بروك ,وعندما ننام سنجعلهم دائماً بجانبنا حتى نتذكر بعضنا دائماً
قطعت هذه الذكرة ...
عانقت الدب بقوة و نمت بعمق...
ومنذ هذه السنة بالتحديد منذ جريمة القتل الاولى التي حللتها بدأ حظ النحس معي ,موت اخي توني ...اه صحيح ايضاً غادرت امه و غادرت الى الريف عائدة إلى اهلها لأنه لا فائدة من العيش وحيدة في هذا المنزل الكبير كما قالت ... بدأت اصادف في الشهر جريمة قتلٍ على الاقل ...ومع مرور السنين عندما اصبحت في السابعة عشر من عمري كبرت ,وكبر حظ النحس معي فا اصبحت اصادف جرائم قتل اكثر ...و ايضاً كنت قد درست خلال تلك السنوات بعض الامراض و علم الطب بشكل مبسط جداً كالأمراض و غيرها ولكن ما لم يكن في الحسبان ...
في أحد الايام كُنت عائداً من المدرسة وكنت انتظر خالتي حتى تأتيني بسيارتها كالمعتاد ...لكنها تأخرت هذه المرة
جلست انتظرها على المقعد ,انتظرت نصف ساعة تقريباً كنت اتصل بها لا ترد دب القلق في قلبي وقررت ان اذهب للبيت ماشياً مع ان المسافة كانت طويلة ,هممت ان ابدأ بالسير حتى لمحت وهيّ تشير إليّ من داخل سيارة اجرة .
ركبت السيارة وقلت :اهلاً بكِ خالتي ما الذي حدث؟
تنهدت خالتي وقالت :لا شيء
اصررت وقلت :انتِ تكذبين ,ستنقلين ليّ هذه العادة السيئة
اخذت نفساً عميقاً وقالت :أنا لا أكذب
اجبتها بسرعة :انتِ الان كذبتي للمرة الثانية –استدرت إليها وقلت :تكلمي وقولي الحقيقة ..هل حصل معكِ شيء ؟
تنهدت و قالت :سأخبرك كل شيء عندما نعود للمنزل
لم اجيب بل ادرت وجهي وبدأت انظر من خلال النافذة إلى الطرق ...
وصلنا المنزل ,ما لبثت أن تجلس حتى بدأت بطرح سؤالي عليها :ما الذي حصل معكِ؟
تنهدت وقالت :خرجت كالعادة من المنزل لأتي لأخذك من المدرسة لكنني تفاجأت بإطارات السيارة وقد فُرغت من الهواء ,مرت بجانبي سيارة أجرة لم اتردد في اوقفها لأنها كانت الحل الاسرع أمامي ,ركبت خلف مقعد السائق وبدأ بالسير...
اظهرت اهتماماً وقلت :بعد هذا ؟
اكملت خالتي :لاحظت انه ابتعد عن المسار الصحيح ,شككت في الامر لكنني تأكدت انه ينوي شراً حينما رأيت شيئاً يلمع تحت مقعده عندما اطللت برأسي.
قُلت حينها :كانت سكين.!!!
اكملت خالتي بعد صمت :نعم ,و ابتعد اكثر كان الطريق الذي يمشي فيه شبه مهجور ...قلقت وخفت لم يكن امامي سوى حل واحد ,اخذت سير الحقيبة التي احملها و وضعتها على عنقه من خلفه ,اوقف السيارة وقال :سيدتي.!!
اجبته بصوتٍ جامد :من ارسلك لقتلي ؟ - وما ازال واضعة السير على رقبته
خاف في البداية ولم يجب وضعت السير على رقبته وشددتها قليلاً حتى يتكلم
قال حينها بصوت متقطع :سأتكلم ,ابعدت السير عن حلقه قليلاً ثم قال بعد ان تنفس :هنري كريتول ,ثم قال بعد ان دمعت عيناه :لقد اجبرت لقد هددني ان لم انفذ طلبه سيطردني من البيت الذي اعيش فيه انا و ابنائي و زوجتي ليس لنا مكان آخر ارجوكِ لا تخبري الشرطة و اعدكِ لن افعل هذه الافعال الشنيعة مجدداً
ازلت السير من على رقبته و اخذت حقيبتي وقلت :لم اخبرها –نزلت من السيارة وركبت سيارة اجرة اخرى و اتيت اليك
غضبت كثيراً وقلت :ذلك الحقير ,إلا يكفيه ما فعله بأبي و أمي ؟ يريد ان يقتلكِ ايضاً لن اسمح له ,ابداً و لن تنتهي هذه السنة إلى وهو خلف القضبان
قالت خالتي :اهدأ روك..!! تبدو مخيفاً عندما تغضب
نهضت من على الكرسي وقلت :سأنام لا أريد غداءً ,ولا تحاولي التفكير في محاولة اقناعي فلا فائدة
تنهدت وقالت :حسناً كما تُريد
ذهبت إلى غرفتي اخرجت ذلك الملف الذي جمعت به كل الادلة طوال العشر سنين الماضية من  عمر السبع سنين إلى السابعة عشر وبدأت اجمع الاشياء المهمة التي استطيع بها ادخاله السجن بهدوء ,لن اجعله يؤذي شخصاً احبه مرة اخرى ابداً ,ثم ماذا في السابعة فقدت أمي و أبي و بعد سبع سنين فقدت أخي توني و الان وأنا في سن السابعة عشر كدت أفقد خالتي ,ما قصتي مع الرقم سبعة!!
بعد ساعة من الترتيب و الكتابة ,شعرت بالضيق اتجهت نحو المكان الذي اضع فيه اغراض ابي و أمي كنت اجد الراحة بين اغراضهم اخذت مفكرة أبي المصنوعة من الجلد لأقرأها فتحتها تمعنت اسمه "مارتين لي" الذي زين الغلاف الجلدي من الداخل ظللت اتأمل فيه مدة ثم تحولت هذه النظرات إلى دهشة وقلت :خيوط بنفس لون الجلد !! هذه خياطة فاشلة !! لا بد ان ابي من اخاطها -قطعت الخيوط ,سقطت القطعة الجلدية و هناك كانت المفاجأة ...
كان هناك شريط ازلته فرأيت خلفه ورقة فتحتها و بدأت اقرأ ما خطته يدا أبي بدهشة ,كتب فيها
(هنري ,أوليس ,يورك ...اخوة من عائلة كريتول ..مجموعة حقيرة تسعى إلى النصب و الاحتيال ..لكن ليس لمدة طويلة ليس و انا أمتلك هذا الدليل الذي سيرمي بهم جميعاً خلف القضبان ,وضعت شريط في صباح يوم الاحد و عندما ذهبت يوم الاثنين اخرجته وشغلته امامهم جميعاً لكن ليس كله  إلى المنتصف فقط و ارتعدوا من الخوف لكنني شعرت انهم يخططون لأمر ما ولأنني املك اوراقاً اخرى تُدينهم خبأت هذا الشريط هنا  من بعد ما خرجت من المكتب مباشرة حتى انني لم اعد سماعه منذ ان سمعته إلى المنتصف معهم فمن يجده فقد وجد السبيل الى الخلاص من مجموعة حقيرة سافلة)
امسكت الشريط و السعادة تملئني و قد غمرت قلبي و قلت :اخيراً لن انتظر أكثر من هذا –احضرت المسجل و وضعت الشريط فيه وبدأت اترقب بقلق تكاد تسمع نبضات قلبي وهي تخفق بشدة ,اهي سعادة ؟ام خوف شعوري تلك اللحظة لم اعرف ما هو حقاَ
بدأ الشريط ...وكان الحوار ...
-نعم انا هو هنري ...اخي يورك هنا ؟و أوليس ايضاَ ؟اه صحيح اليوم هو الاحد هو موعد تجمعنا ...فهمت اسمح لهم بالدخول.
صوت خطوات اقدام ,قال احدهم :ماذا يا أخي هل يجب ان نستأذن عندما نُريد ان نراك ؟
هنري :اوه انها احتياطات امنية فقط يا يورك
يورك :إنها مبالغ فيها يا هنري ام ماذا تقول يا أوليس ؟
أوليس ببرود :لا يهمني ,المهم ما هي آخر الاحداث؟
هنري :كعادتك يا أوليس ,عن أي اخبار تريد ان تعرف؟
أوليس :جودي؟
هنري :فارقت الحياة قبل قليل
يورك :المنزل ؟
هنري :جعلنا صاحبه يوقع انه باعنا اياه تحت تهديد السلاح
أوليس :جيبا؟
هنري :شركته اصبحت ضمن سلسلة شركاتنا
يورك :آنسة صوفيا ؟
هنري :تم الاختلاس من شركتها مبلغ يقارب الخمس ملايين دولار
أوليس :وتلك المغرورة لارا؟
هنري :اوه مجوهراتها كلها ستصل كهدية منا إلى زوجاتنا
يورك :أخيراً وليس اخراً مارتين و مارتينا و جيرو ؟
هنري وقد بدا عليه الغضب :تلك الاوراق التي معه ربما ستجعلنا خلف القضبان –تنهد و أكمل سرعة بديهته و الامساك بنا قبل ان نسرق حتى قرشاً واحداً منه يجعل منه امراً خطراً
أوليس ببرود :تطلب منه احضار الاوراق و ستفعل ما يريد منك ,ثم وفي الطريق يموت في حادث سير بسبب عطلِ في المكابح ,تعلمون ما أقصد...
يورك و هنري بصوتٍ واحد :اعتبر الموضوع قد انتهى..
أوليس :يبدو ان....
-         انتهى الشريط ,أبي أمي لو انكما سمعتما هذا الشريط إلى النهاية ربما لم يحدث ما حدث –هذا ما كُنت اردد في نفسي ثم اخرجت الشريط من المسجل اخذت كُل الاوراق المهمة و وضعتهم في حقيبة و ارتديت ملابس الخروج و خرجت من الغرفة صادفت خالتي جالسة في غرفة المعيشة قلت لها :سأخرج

قالت :إلى أين؟
بالطبع لست مجنوناً لأخبرها إلى اين سأذهب ,قلت لها :هناك ادوات احتاج شرائها من المكتبة
اجابتني خالتي :هل تريد مني ايصالك بالسيارة ؟
نفيت برأسي و قلت :لا أفضل المشي –فتحت الباب لأخرج لكن صوتها اوقفني حين قالت :اشتر لك شيء لتأكله لما انك لم تتناول طعام الغداء
ابتسمت وقلت :حاضر يا أمي و ايضاً لا تفتحي الباب لأي أحد...
اومأت وقالت :حسناً
خرجت من الشقة وبدأت امشي في الشارع واضعاً يدي في جيبي و احدث نفسي :أمي ...خالتي ؟تخرج هذه الكلمات لوحدها احياناً اقول أمي و احياناً اقول خالتي –ضحكت بخفة و اكملت :الامر مُضحك –تغيرت ملامح وجهي وقلت :ماذا كان سيحصل لو تمكن مـ... لالالالالا اطرد هذه الافكار يا روك نعم أطردها بعيداً و لن اسمح له بفعل المزيد ,حسم الامر إلى العم جيرو –اوقفت سيارة اجرة و قلت له :إلى شركة "لوقوديزاين "للتصميم و الجرافيت بسرعة .
اومأ ليّ وقال :حاضر
أوصلني الى الشركة اعطيته اجرته ,دخلت إلى الشركة و استقبلني الجميع بابتسامة لطيفة :اهلاً روك ...كيف حالك؟
كُنت معروفاً هناك فالعم جيرو كان مصراً على تثبيت معلومة أنني مالك لهذه الشركة في عقل جميع الموظفين ,صحيح انني ورثت نصف ابي من الشركة لكنني إلى الان أرفض ان أكون كذلك لأن من له الحق في هذه الشركة هو العم جيرو هو من يتعب عليها ويديرها كُلها حاولت كثيراً معه بأن اكتب له النصف الاخر باسمه لأنني في نظري لا استحق الاموال التي تأتي اليّ و انا لا اتعب فيها لكن العم جيرو يبقى العم جيرو
دخلت عليه مكتبه وقلت له :مرحباً عمي جيرو
اجابني بابتسامة لطيفة :أهلاً بابني روك ما هذه الزيارة المفاجئة الجميلة .
ابتسمت بنصر وقلت له :مفاجئة حقاً
لم يفهم وقال :ماذا تقول؟
قلت له و انا اجلس على الكرسي :لا تدخل احداً علينا امرَ خاص و شيء خطير حدث لخالتي و انا سأبدأ التحرك
قال لي وهو يشير :لحظة لحظة ,لم أفهم شيئاً
قلت له بصوت جاد :أعطي امراً بعدم مقاطعتنا مهما كان الامر مهماً
اومأ ليّ وضغط على زر الهاتف وقال :لا أريد ان يدخل عليّ احد اياً كان الامر
قلت بضيق :كادت خالتي أن تموت اليوم
دُهش وقال :مـ...اذا تقول..!
حكيت له الامر و ما حدث لخالتي بالتفصيل قال بعدها بضيق :ذلك الهنري بدأ يتمادى ...ربما لأنك و بعد ان اشتهرت شهرة لا بأس بها خلال تلك السنوات اصبحت تشكل خطراً عليهم و ما فعله كان تهديداً لك.
قلت بصوت واثق :لذا سأمنعه ,حان الوقت المناسب
قال :هل ستواجههم؟
قلت حينها :لا ,فمجموعة الادلة التي لدّي لا تُطيح بذلك المفتش أريد ان اجعلهم و ارميهم خلف القضبان بمذلة سأريهم كم هو مؤلم عندما يثق بك شخص ثم يخونك ,سأجعلهم يندمون على ما فعلوه بأبي و أمي و خالتي جين و منزلنا ايضاً
اجابني عمي جيرو :هل لديك كل الدلائل ؟
ابتسمت بثقة وقلت :لدّي دليل واحد اقوى من كُل شيء جمعناه لكن ايضاً لن انسى ما جمعناه
قوس حاجبيه وقال :لم افهم
فتحت الحقيبة وبدأت اخرج ورقة ورقة و أقول محتواها :اوراق محاولات اختلاس شركتم التي باءت بالفشل ,الورقة التي تؤكد ان المنزل هو منزلنا ,ورقة اعتراف الممرضة التي اعترفت بأنها ارتشت من هنري و اخوه يورك مُقابل جعل بصمة أبي الذي أُدخل للمشفى و الدماء تنزف منه على الورقة ,اوراق فشل ذلك المحقق الغبي في بعض قضاياه ,صور لأوليس في بعض مسارح جرائم القتل التي كانوا سبباً فيها –نظرت اليه وقلت :و اخيراً الدليل الاقوى –اخرجت آخر محتويات الحقيبة ...
قال بدهشة :شريط..!!!
قلت له مع ابتسامة نصر :شريط سجله أبي –اخرجت الورقة التي كانت مع الشريط وقلت له :أقرأها
اخذها من يدي و ظهرت نظرة الاندهاش التي رُسمت على وجهي من قبل عندما رأيت الشريط  و الرسالة للمرة الاولى
بدأ يقرأها بينه وبين نفسه ثم قال بصوتٍ متحمس :ستفعلها يا روك عما قريب ,لكن اين وجدته؟
روك :كنت قد فتحت مُذكرة أبي الجلدية لأقرأ قليلاً مما كتبه ,تمعنت في اسمه المنقوش في الجهة الداخلية للغلاف لكنني انتبهت للخيوط ,كان وكأن الجلد قد اُزيل و خُيط من جديد بخياطة رديئة تأكدت حينها أنها خياطة ابي قطعت الخيوط و سقطت القطعة الجلدية وظهر مخبأ داخلها هذا الشريط مع هذه الرسالة –تنهدت وقلت :لكن ليته قد استمع للشريط كاملاً قبل ان يخبأه لقد استعجل جداً في هذه الخطوة
جيرو :كان خائفاً من أن يُسرق
اجبته :لكن من حياته وحياة أمي هي من سرقت لا حقاً –تنهدت وقلت و انا اعطيه الشريط :عندما تسمع ستفهم الامر
اخذ الشريط وبدأ يستمع اليه وكانت عينيه تتسعان دهشة مع كل كلمة يقولنها  حتى وصلوا إلى أسم أمي و أبي و اسمه ,يبدو انه تفهم ما كنت اعنيه ,انتهى الشريط و أخذ نفساً عميقاً جداً وقال :انت مُحق يا روك –تنهد و أكمل :و الان هل نذهب بهذا الشريط ومع مجموعة الادلة إلى الشرطة؟
نفيت برأسي وقلت :لا ,مع ان هذا الدليل قوي يسقط الثلاثة معاً لكنه لا يسقط ذلك المفتش الغبي بورو تيكل ,ثم انني اريد ان القنهم درساً جيداً
قال :وهذا يعني؟
اجبته بسرعة :مُخاطرة ,خطة واحدة لا غير و سيقع الواحد تلو الاخر.
قال :موافق ,لكن ...
قلت له وقد ارتدى صوتي الغضب :ماذا ..!! كُل هذه السنين وانا انتظر و ادرس و اتعب و اجتهد و اصبحت محققاً وما زلت اريد ان اصبح ذلك المحقق روك لي الذي يتكلم عنه و يعرفه الجميع ,لن تمنعني اذا رفضت ان تتعاون معي في خطتي سأفعل الامر وحدي و انا قادرً على هذا ...
ابتسم و ضغط على زر الهاتف وقال :عصير ليمون بالنعناع من فضلك ,اغلقه ونظر اليّ وقال :اهدأ ...أنا معك عزيزي روك و سأكون دائماً بجانبك
ابتسمت رغماً عني وقلت :اه حسناً ,لكن لا أريد من خالتي جين أن تعرف
قال :اعلم ,لإنها ستمنعك من أي مخاطرة تقوم بها ,أنا معها في ذلك لكنني سأقبل بكل شيء تقوله لكي اكون معك و اضمن حينها حمايتك
قلت له بسخرية :أوه انت ستذهب ضحية هذه اللعبة عزيزي جيرو
نظر اليّ بدهشة لم يستطع منها من تُرسم على وجهه وقال :وهذا يعني ...؟
روك :سأخبرك بكل شيء الان
-اخبرته بالخطة كاملة –
عُدت للمنزل و السعادة تملأ قلبي فتحت الباب وقلت :لقد عدت يا أمي
-ضحكت مجدداً وقلت في نفسي :لما لا استطيع التحكم بلساني حينما انادي خالتي –
قالت :اهلاً ,ماذا اشتريت من المكتبة ؟
قلت في نفسي :المكتبة.!! يا الهي نسيت انني اطلقت كذبة قبل ان اخرج –تنهدت وقلت :الحقيقة و ببساطة كذبت عليكِ
تنهدت خالتي وقالت :أعلم ولهذا لم أطبخ لك الكاري للعشاء
نظرت اليها و قلت :لِما...!!! إلا الكاري سأفعل أي شيء لكـ...
قاطعتني بصوتها الجامد :قلت لا يعني لا
تنهدت وقالت :حاضر سأذهب لأغير ملابسي
عدت وتناولت طعام العشاء ,ذهبت إلى المطبخ و اعددت كوب شاي بالنعناع لنفسي بما انني كذبت ,على كل حال ذهبت إليها وقلت :لا تأتي لتأخذيني من المدرسة غداً
حدثتني بنبرة متسائلة :لِما؟
اجبتها :العم جيرو دعاني لتناول الغداء معه.
ابتسمت خالتي وقالت :هذا ممتاز فغداً انا ايضاً مدعوة لتناول الغداء مع إحدى صديقاتي
ابتسمت وقلت :جيدَ إذاً

في اليوم التالي وبعد المدرسة كان العم جيرو في انتظاري وقلت له بعد ان ركبت السيارة وحييته :هل كُل شيء جاهز؟