الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

البارت الثاني من رواية لهذا اصبحت محققاً

 


روك :حدث الامر قبل عشرين سنة...
أمام مبنى المدرسة الابتدائية وقفتُ الوح بيدي لزملائي الجدد و اقول بابتسامة :اراكم غداً ...وداعاً .
بدأتُ بالمشي عائداً إلى منزلي و أنا أُدندن بعض الاناشيد و الالحان التي أُحبها و عقلي مليء بالأحاديث و القصص التي سأرويها لأمي و أبي ,اصبحتُ أمام بيتنا الكبير امسكت بمقبض الباب و فتحته وقلت بصوت مرح :لقد عُدت ...
دخلتُ المنزل ازلت حقيبتي من على كتفي ورميتها على الاريكة القريبة ,اتتني أمي وقالت :اهلاً بعودتك ,أخبرني كيف كان يومك الاول في المدرسة ؟
ابتسمت وقلت :لم أكن اتوقع أن المدرسة جميلة
اقتربت مني وعانقتني وقالت لي :ابني اللطيف و اخيراً اصبحت في الصف الاول ,سوف يُصبح ابني متفوقاً صحيح ؟
تركتني ولاعبت خصلات شعري فقلت لها :بالطبع –اظهرتُ وجهاَ حزيناً وقُلت :إلا أستحق أن تُعد لي أُمي اللطيفة الغداء الذي أحبه ؟
لم تفارق الابتسامة شفتاها حين قالت :بالطبع تستحق و لقد اعددته مسبقاً
اتسعت ابتسامتي وقلت :الكاري...؟ -اومأت برأسها لي ,فعانقتها وقلت لها :امي احبكِ كثيراً
اجابتني :و أنا أُحبك ايضا ,اذهب الى ابيك إنه بانتظارك
ابتسمت لها وقلت :حاضر – وبدأت بالسير إلى المكتب ,نعم فأبي دائماً هناك بدأت بالجري بخطواتي الصغيرة المتقاربة لكنها بدأت بالتباطئ ..دبّ الخوف في قلبي توقفت عن السير عندما سمعت صوت ابي الغاضب المرتفع من خارج مكتبه أذكر انه كان يقول (إفعل ما تشاء ,لا يهمني ,هه تنتقم !! افعل هذا إن استطعت ,سأخبر باقي الشركات بمخططك ,لستَ إلا سارقاً حقيراً ) بدأ صوت أبي بالانخفاض شيئاً  فشيئاً عُدت للمشي مُتجهاً إلى غرفة ابي فتحت الباب وقلت بصوت خائف مُتقطع :بـ..ابـ...ا !!
شاهدني و انا اطل عليه من شق الباب بخوف فأخذ نفساً عميقاً احسست بأنه يتألم لكنه ابتسم وفتح ذراعيه وقال :تعال الى هنا ابني العزيز
ذهبت اليه مسرعا وعانقته ودفنت رأسي في صدره وقلت له :لما انت غاضب ؟
مسح على رأسي وهو مازال يعانقني وقال :لا ,من قال ذلك ؟اخبرني الان كيف كانت المدرسة؟
ابتسمت وقلت :كانت جميلة جداً وممتعة
وقف وحملني وقال :الم يزعج احد؟
تنهدت وقلتُ له :لا تذكرني ,هناك فتاة تُزعجني كلما فتحت كتابي لأقرأ تأتي اليّ وتقرأ معي ولم تفهم ما كُتب وتجعلني اشرح لها ما كُتب
كتم أبي ضحكته وقال بهمس :إذاً هي مُزعجة مثل ماما ؟
ابتسمت بمكر وقلت :ماذا ستفعل ماما يا ترى عندما أخبرها؟
ابتسم ابي وقرص خدي بلطف وقال :ماكر ...إذا ماذا ستطلب هذه المرة ؟
ارتسمت الابتسامة على شفتي وقلت :نذهب إلى الحديقة المائية ونلعب هناك ثم نذهب إلى المكتبة
مشى ابي وهو مازال يحملني إلى الخارج وقال :حاضر حاضر .
قلت له :هل هذا وعد ؟
اجابني ابي و قال :نعم هذا وعد و الان هيا الان إلى غرفتك لتغير ملابسك وهناك مفاجأة ايضاً
دُهشت وقلت :ماذا تقصد !
غمز لي و قال :ستكتشف هذا قريباً –انزلني عند باب غرفتي وقال :لا تتأخر سيكون الغداء جاهزاً بعد قليل
اجبته قائلاً :حاضر
وذهب مرة اخرى و عندما فتحت الباب و دخلت الغرفة ,تفاجأت و تخالجت إلى قلبي مجموعة من الاحاسيس كنتُ فرحاّ ام متفاجئ ,لا تهم احساسي حقاً  فما كان مهماً هو ما كان ينتظرني في الغرفة كانت هناك خالتي قالت لي :اهلا بك عزيز روك
ركضت اليها وعانقتها بقوة وقلت لها :خالتي جين ,اشتقت لكِ متى عُدتِ من السفر؟
اجابتني :اليوم ,احضرت لك الكثير من الهدايا
نظرتُ اليها وفي عينّي سعادة كبيرة و قلت لها :شكراً لكِ
دخلت امي وقالت :عزيزتي جين ,انكِ تُكلفين على نفسك بإحضار الهدايا الدائمة لنا
ابتسمت خالتي وقالت لأُمي :اوه مارتينا انتِ أختي الوحيدة وهذا الماكر هو ابن اختي الوحيد  ,لا بأس ببعض الدلال له ولكِ ايضاَ
جلست امي بقربها وقالت :ومتى ستتوقفين عن السفر ؟إلا يُتعبك السفر ؟
ادرتُ رأسي لخالتي حينما اجابت أُمي :عزيزتي مارتينا أنا في الخمسين الان لم يبقى في عُمري بقدرِ ما ذهب لذا لا بأس –نظرت اليّ ثم قالت :لست عجوزاً جداً صحيح؟
املت برأسي على كتفي وقلت :اهمم قليلاً قليلاً فقط
اجابتني بعد ان ضحكت :اذاً ما رأيك ان تسافر مع العجوز قليلاُ قليلاُ في الاجازة القادمة ,لقد سمعتُ أن بعد اسبوعين من الان سيتم إغلاق المدرسة لمدة اسبوع من اجل الترميم لذا سيكون وقت مُناسب لسفرة جميلة
اجبتها بسرعة متسائلاً :حقاً؟
قالت ليّ :بالطبع لكن –نظرت إلى أُمي وقالت :إذا وافقت مارتينا و وافق مارتين بالطبع
اومأت أمي وقالت :بالنسبة لي بالطبع لن ارفض لكن يجب ان اخبر مارتين اولاً
ابتسمت وقلت :ماما ارجوكِ ,حاولي إقناع ابي اريد ان أُسافر مع خـ...
سكتّ ولم أكمل حينما دخل ابي و استند على باب الغرفة وقال :لا حاجة لذلك ,فبابا موافق
تحدثت مرة اخرى وقلت :إذاً حسم الامر سأذهب مع خالتي و اسافر
قال ابي بعد تنهد وقال :اتمنى ان تستفيد من هذه السفرة ولا تُصبح احمق مثل امك
اجابته امي وقالت :هاه ...ماذا تقول ايها الاحمق
في حين كُنت أنا اكتم ضحكتي ,قال أبي :كاد الغداء يحترق لو لم أُطفأ على الفرن ,اتمنى ان لا يكون روك قد ورث هذه الحماقة –ثم ضحك-
وقفت أمي و قالت وهي تخرج :سأضع الغداء الان وإن تأخرتم سوف تعاقبون
ضحكتُ بعدها ثم قلت :يجب عليّ ان اغير ملابسي لا أريد ان أُعاقب
بعد خمس دقائق اصبحنا جميعاً على طاولة الغداء ,وضعت امي صحن الكاري امامي مع ابتسامة لطيفة ,كان هناك الكثير من اصناف الطعام الممتدة حول الطاولة قال ابي حينها :منذ زمن لم نحظى بمائدة فاخرة كهذه
اجابته قائلة :كُل بهدوء
نظرت إلى ابي و حاولت جاهداً كتم ضحكتي لكنني لم استطع فانفلتت من فمي.
اجابته امي ساخره :حتى روك يُريد ان يراك مُنتصراً مره
تكلمت خالتي جين :يا الهي مارتينا –ضحكت-
تنهد أبي و وضع يده على رأسه :ماذا أتوقع من زوجة حمقاء ,لأنني اتكلم بجدية ,لما كُل هذه الاصناف ؟
اجبته قائلاً :بابا ,إن السبب واضح بل أقول سببان الاول دخولي للمدرسة و الثاني عودة خالتي –نظرت لأمي وقلت :صحيح ؟
قالت أمي :صحيح يبدو انك ورثت الذكاء مني
اظهر ابي ملامح مضحكة قليلاً ثم قال :اه انكِ ذكيه جداً لتدعي نار الفرن تشتعل و  لا يوجد عليها قدر او أي شيء عليها ,و ذكية ايضاّ حينما تبحثين عن هاتفك وهو بين يديك و ذكية لتضعي جهاز التحكم في الحمام و ذكية لتتركي القلم في المغسلة و ذكية لتبحثي عن اقراطكِ وهي على اذنك و...
قاطعته خالتي جين حين قالت :مارتين و مارتينا أيجب عليّ عقابكما ؟
امسكت المعلقة التي تحتوي على بعض من الكاري و ابتسمت بمكر ونظرت اليهما وقلت :ليعتذر كُل واحد منكم إلى الاخر قبل ان يأتيكم عقاب خالتي –و ادخلت المعلقة في فمي-
قال ابي و امي في نفس الوقت :طفل ماكر –ثم ضحكا-
ابتسمت وقلت :إذا يا بابا ستكون القرية المائية و المكتبة قبل ان اسافر
قالت امي مُتعجبة :ماذا تقصد ؟
شربت كأساً من الماء ثم قلت لها :إنه مقابل لشيء ما ,احفظه انا
قال ابي وهو يحاول ان يخفي ضحكته لكنه في الحقيقة لم يكن ماهراً في هذا الامر فقد كان هذا واضحاً :اعتقد انك ورثت هذه الصفة الشريرة من امك
ظهرت على وجهي ملامح الفهم فقلت :صحيح ..!؟ اذا يجب عليّ شكرها
جين :يا الهي هذا الامر لن ينتهي
نهضت من على الكرسي وشكرت امي على الطعام الذيذ وكُنت أنوي ان اذهب لغرفتي و ارى الهدايا التي جلبتها  ليّ خالتي من سفرها ,لكن توقفت في مكاني عندما رن جرس المنزل ...
نظرت أمي الى ساعتها وقالت :هوي مارتين على انت على موعدٍ مع احد ؟
اجابها ابي وهو ينفي برأسه ثم قال :لا
فقلتُ :حسناً سأفتح أنا بما انني انتهيت
كان المطبخ بعيد نسبياً من باب الخروج وبدأت بالمشي بهدوء تام حتى خرجت من باب المنزل الرئيسي و اصبحت في حديقة المنزل و بدأت بالجري توقفت للحظات امام الباب الخارجي للبيت لأتلقط أنفاسي ثم فتحت الباب فـفوجئت برجل بقامة طويلة و كان ملثما وقال بصوت شبه هادئ :أنت روك ابن مارتين لي ,صحيح؟
اومأت له برأسي ثم قلت له :هل تريد ملاقاة ابي أيها السيد؟
نفى برأسه و اخرج ظرفاً من جيبه وقال :خذ هذا الظرف إلى ابيك يا صغيري
اقترب مني و كان سيضع يده على رأسي لكنني منعته و امسكت بيده و ابعدتها وقلت له :لا تلمسني و لن اخذ الرسالة فقد حذرني ابي و امي من الغرباء ,إن كنت تريد ملاقاة ابي او تريد مني ايصال الرسالة ازل هذا اللثام عن وجهك وعرف بنفسك
اجابني وهو يعتدل في وقفته :انا العم اللطيف –مشى بضع خطوات للأمام و اصبح اقرب مني –و اكمل :قلت لك سلم له هذا المظروف
نفيت برأسي ومددت يدي أمام الباب محاولاً منعه من الدخول و قلت له :لن ندخل الغرباء –رفعت صوتي و قُلت :أبي ,أمي ,خالتي تعالوا بسرعة هنا شخـ...
لم أُكمل ما قلته فقد المتني يدي بسبب دفعه لي و بقوة على الباب وسقطت على الارض و رمى الرسالة داخل المنزل ولاذ بالفرار ,وضعت يدي اليسرى على ذراعي الايمن الذي آلمني بسبب ما فعله ذلك الملثم ...خرجت أمي و خالتي جين و ابي بسرعة لكن ماذا ...بعد أن نجح ذلك الملثم في الهرب
انتبه أبي للرسالة فأخذها من على الارض في حين اقتربت مني أمي و امسكت بذراعي و قالت وقد كان القلق واضح في صوتها :هل تأذيت عزيزي روك ؟ماذا حصل؟
اقتربت خالتي وقالت لي :هل تؤلمك ذراعك؟
استجمعتُ قواي ونهضت من على الارض وقلت لهما :قليلاً فقط .
رأيت أبي وقد وضع الرسالة في جيبه و قال ليّ :تعال إلى الداخل و اخبرني ماذا حصل .
دخلت الى الداخل وجلست على الاريكة و احضرت لي خالتي كأس ماء شربته ,فقالت لي أمي :اخبرنا ماذا حصل بالضبط.
قلت :عندما فتحت الباب وجدت رجل طويل ملثم فقال ليّ انت روك ابن مارتين لي صحيح ؟اومأت له و سألته إن كان يريد مقابلة بابا ,لكنه اخرج رسالة وطلب مني اعطائها لأبي لكنني رفضت وقلت له ان ابي و امي منعاني من محادثة الغرباء و اذا كان يريد مني ايصال الرسالة فليزل اللثام عن وجهه
قالت امي :وماذا حصل بعد ذلك
اكملتُ قائلاً :اقترب وحاول الدخول لكنني وقفت أمام الباب وحاولت منعه وبدأت أُنادي عليكم لكنه دفعني بقوة عن الباب ثم دخل عبر الحديقة إلى أن اصبح بمسافة قصيرة من الباب المؤدي إلى داخل المنزل فرمى الرسالة ولاذ بالفرار وكان سريعاً نعم كان سريعاً جداً .فمع دخوله الى الحديقة إلا انه استطاع الهرب قبل ان تصلوا .
حدثت خالتي أمي قائلة :من تعتقدينه؟
اجابتها أمي :لا أعرف ,لكن أين الرسالة؟
اجبتها و أنا أُشير إلى ابي الذي كان يمشي إلى مكتبه بهدوء :بابا أخذها.
نظرت خالتي إلى ابي لوهلة ثم قالت :هل تعتقدين أن مارتن يعلم شيئاً؟
تنهدت أمي و قالت :لا أعلم فهو لم يخبرني بأي شيء .
قُلت حينها :ماذا ستفعلون؟
ابتسمت خالتي لي وقالت :بابا و ماما سيعملان على حل الامر لا تقلق و الان اذهب و استحم ثم خذ قيلولة وعندما تستيقظ سوف أريك ماذا جلبت لك
لم اقتنع بما قالته خالتي لكن القلق و الاضطراب الذي كان على وجهه امي كان كفيل بأن يمنعني من طرح المزيد من الأسئلة فقلت :حاضر.
وما إن هممتُ للنهوض حتى اوقفتني أمي وقالت :روك لحظة –استدرتُ نحوها وقلت :ماذا هناك؟
اقتربت مني وقالت :كيف كان شكله؟
ضبطتُ جلستي وقلت لها :كما قلتُ سابقاً لم ارى وجهه لأنه كان ملثماً ,لكنه كان طويل القامة وذا صوتٍ هادئ –تذكرتُ شيئاً فقلت :صحيح لاحظت شيء يا أمي
ظهر على وجه امي الاهتمام بما سأقوله فقالت :أكمل...
اومأت لها وتحدثت و أنا احاول التذكر :كان ذا عينين سوداوين صغيرتين ,واعتقد انه يرتدي نظارات لكنه لم يكن يرتديها هذه المرة
دُهشت خالتي وقالت :كيف عرفت ذلك؟
اجبتها :لإنه حينما اراد ان يضع يده على رأسي اقترب مني اولاً ,لكنني بالطبع لم اجعله يلمسني لأنني ابعدت يده قبل أن يفعل هذا ,و اقترابه مني قبل أن يحاول وضع يده جعلني اشك في هذا
تنهدت خالتي وقالت :لما لا تكمل ؟ولكن قبل قليل بدوت متأكد و الان تقول اشك
ابتسمتُ وقلت لها :نعم في البداية شككت لكنه حينما اراد أن يرمي الرسالة داخل المنزل ,اقترب كثيراً من الباب ...لِما يا ترى ؟كان بإمكانه ان يرميها من بعيد وسوف تدخل عبر الباب وخاصة انكم كنتم تخرجون و من الاسلم له الفرار وايضاً عندما كان ينظر للباب أو ينظر إلى أي شيء كان يُصر عينيه في محاولة للرؤية و ايضاً اثر النظارة التي استطعت ان اراها على اعلى انفه فقط
قالت أمي :اه هكذا اذا ,انت مُحق يصر عينيه لكي يرى ,و ان يُصبح قريباً من الباب قبل ان يرمي الرسالـ -صمتت أمي ولم تُكمل ما قالته نظرت إليها وقلتُ :ماما...!
استدارت إلى الممر و بدأت تمشي عرفتُ بأنها ستذهب إلى أبي فقالت لي من بعيد :اذهب و استحم وخذ لك قيلولة ,سأعود لأرى أن كنت قد فعلت ما قلت لك او لا
نهضت وتبعت نهوضي بتنهيدة طويلة مع بعض التذمرات
على الاغلب لم يعجب هذا التصرف خالتي فقالت لي :مِما تتذمر
قلت لها :اريد ان اعرف من هذا الشخص
رمقتني بنظرة غريبة وقالت لي :بصفتك من؟
لم افهم ما تعنيه خلف تلك النظرة وهذا السؤال لكنني اجبتها :لأنني ابنهما
مازالت نظرتها على وجهها ثم قالت :أخبراك باسمه وماذا سيحصل بعد ذلك ؟ماذا ستفعل بعد أن تعرف اسمه
لم اعرف ماذا اقول هذه خالتي دائماً تنتصر عليّ وفي الحقيقة هي محقّة ,ماذا سأفعل بعد ان اعرف اسمه ؟الجواب لا شيء لازلتُ في السابعة من عمري ,هذا ما كُنت احدث ذاتي به لكنني قلت لخالتي بعد صمت :سأحفظه
ضحكت خالتي وقالت :ستحفظ اسمه !! ,لا تريد ان تظهر كالخاسر  -نهضت وقالت :هيا اذهب و استحم ,أما انا سأذهب لأفرغ حقيبة السفر
ابتسمت وقلت :حاضر ,فذهبت خالتي عبر الممر المؤدي لغرفتها و انا سرت في الممر الذي على اليمين متجهاً لغرفتي توقفت قليلاً وقلت في نفسي :لو استدرت يساراً فسوف يكون امامي مكتب أبي ,لا بأس بقليل من المعلومات .
وفعلاً استدرت يساراً لكنني قبل ان ادخل عبر الممر اطللت برأسي فرأيت باب المكتب مغلق فقلت في نفسي :ممتاز هكذا لن يروني –و ابتسمت ,فمشيت و اصبحت امام باب المكتب فوضعت اذني على الباب وبدأت استمع الى الحوار الذي دار بين أمي و أبي و كان الحوار...
ابي :هكذا ,اذا هذا ما قاله روك؟
امي :صحيح ,لما لا نخبر الشرطة؟
قال ابي بسخرية :ومن سيصدق طفل؟
اجابته امي بصوت غاضب :ألا تصدق روك؟
تنهد ابي وقال :حمقاء ,اعني اننا لم نرى المجرم وبالطبع أنا اصدق روك لكن هل الشرطة سوف تصدق طفل في السابعة من عمره؟
أمي :خذ لهم الرسالة كدليل على ما يقول ابني
اطلق ابي ضحكة سخريه و قال :هه مارتينا أي رسالة؟
تحدثت أمي بصوت متعجب :الرسالة التي احتوت على التهديد بالطبع !!الم تخبرني بالتهديد الذي جاء في الرسالة
اجابها ابي بصوتٍ ساخر :أي تهديد..؟
تنهدت أمي وقالت :مابك ...؟ تكلم بوضوح لا افهم شيء مما تقوله ,عندما دخلت شاهدت الرسالة والكلام الذي فيها ,هل فقدت ذاكرتك؟
اجابها ابي ونبرته لم تتغير :بل الورقة هي من فقدت الحبر
تنهدت أمي وقالت بصوت غاضب :مارتين !!! تكلم بوضوح لقد اصابني الجنون من كلامك
أخذ ابي نفساً عميقاً و قال :لقد كان هذا الهنري ذكياً ,فقد كتب الرسالة بحبر خاص ,من النوع الذي يبقى على الورق لمدة ربع ساعة فقط ثم يختفي
ابعدت اذني من الباب وبدأت اسير عائداً إلى غرفتي وسمعت كلمات متقطعة من صوت امي الغاضب ,وصلت إلى غرفتي استحممت وكلماتهم عالقة في ذهني.
استلقيت على الفراش لأخذ لي قيلولة كما طلبت مني أمي وفي ذهني عبارة واحدة "ليتني لم أفتح الباب".
فتحت عيني على صوت أُمي الذي تخلل إلى اذني وهي توقظني  بصوتها الحنون :روك...ابني اللطيف استيقظ الساعة الرابعة عصراُ ,هل تسمي هذه قيلولة
نهضت متكاسل وقلت :اسف ,لِما لم توقظينني قبلاً؟
ضحكت أمي ,فقلت :ما المضحك
ابتسمت أُمي وقالت :جربت هذا عدة مرات لكنك لم تستيقظ
قمت من على السرير وقلت :حقاّ...! لم اشعر على كل حال سأذهب و استذكر دروسي
ابتسمت أمي لي وقالت :ابذل جهدك و اذا لم تستطع فهم شيء تعال اليّ –وخرجت من الغرفة
فتحت حقيبتي و اخرجت كتب المدرسة و وضعتها على طاولتي وبدأت اذاكر
وعادت امي ومعها عصير ليمون بالنعناع فقالت :عصير طازج ,هل هناك شيء لا تستطيع فهمه؟
اخذت العصير وشكرتها وقلت لها :نعم هناك شيء لا استطيع فهمه
اقتربت مني وقالت :أين هو وفي أي مادة؟
تنهدت وقلت :ليس الامر في الدروس ,اخبريني هل اخطأت عندما فتحت أنا الباب؟
تعجبت أمي وقالت :ماذا تقصد؟
طأطأتُ رأسي وقلت بصوت حزين :لو كان من فتح الباب غيري –صمتُ لبرهة ثم أكملت :مثلاُ أبي على الاقل كان سيراه وقد يمسك به لكن من فتح الباب هو أنا ,لم استطع ايقافه 
تعجبتُ من امي حين قالت :يبدو انك احمق مثل ابيك
رفعت رأسي ونظرت اليها وقلت :ماذا تقصدين؟
ابتسمت لي كانت ابتسامتها جميلة جداً تنم على الرقة والطيبة :اسمعني جيداً ,انت لم تًخطأ ابداً لو كان من خرج هو بابا مثلاً كما قلت لأخبره هذا الغريب مباشرة بما يريد ثم لاذ بالفرار ,ولو كنت انا من خرج لكنت قد هزمت على يده ولو كانت اختي من خرج ربما قد يضربها عندما يحاول المرور لذا في كل الحالات انت لم تُخطأ ورسالته كانت ستصل الينا في جميع الاحوال.
اخذت نفساً عميقاً ثم قًلت لها :ماذا كتب في تلك الرسالة.
في البداية لاحظت ارتباك امي عندما سألتها وكأنني ورطتها بسؤالي ثم قالت :إنها مزحة من احد اصدقاء ابيك ...انت تعرف الرجال و مزاحهم الثقيل
ادرت رأسي للناحية الاخرى و أنا اقول بصوتٍ مُتضايق :أنا لستُ طفلاً
وضعت يدها على رأسي وقالت :صحيح ,لست طفلاً ولكن هذه امور لا تهمك ,ثم ماذا ألا تثق في والديك؟
استدرتُ نحوها وقلتُ :بالطبع اثق فيكم و لكنني في الحقيقة...-سكت ولم أكمل-
لكنها قالت مباشرة وكأنها فهمت ما كُنت اود قوله :قلق ،صحيح ؟ 
تنهدت وقلتُ بصوتٍ شبه مسموع :نعم 
قالت لي و ابتسامتها الجميلة لا تُفارق شفتيها :لا داعي للقلق انها مشاكل في شركةِ والدك فقط ،هذه الامور تحصل عادةً انهم اشخاص جبناء يريدون نهب الاموال فقط بأي طريقة حتى لو كانت دنيئة. لكننا سنمنعهم بالطبع . 
اجبتها متسائلاً :تعنين ان تنتقمون مما فعلوه بمنعهم ؟ 
نفت برأسها وقالت :ابني العزيز الانتقام شيء سيء جداً فالانتقام لا يختلف عن المرض بجسم انسان فإما ان يكون كالوباء ينتشر فيؤذي من حوله أو انه يهلك نفسه . 
قُلت لها :و الذي تفعلينه انتِ و بابا ؟ 
اجابتني على سؤالي قائلة :نحنُ ننشر العدل . 
ابتسمتُ حينها وقلت :فهمت ،اتمنى ان تستطيعوا منعهم مما يفعلون . 
ازالت يدها من على رأسي وقالت :جيد و الان اشرب عصيرك وما رأيك بالتنزه حينما تنتهي ؟ 
اتسعت ابتسامتي وقُلت :مع بابا وخالتي ؟ 
حينها دخل ابي وخلفه خالتي وقال :نعم. و ما رأيكم ان نتناول العشاء في الخارج ايضاً ؟ 
اجابتهُ أمي بسرعة وقالت :ممتاز ارتحت من طبخ طعام العشاء ،لأول مرة تقترح شيئاً جيداً 
قال ابي :اذاً هل اتراجع عن قراري . 
تنهدتُ وقلت :اكملا شجاركما في خارج غرفتي اريد ان ادرس لنخرج مبكراً للنزهة 
ضحكت خالتي وقالت :لقد رد عليكما روك هذه المرة 
قال ابي وهو يحاول كتم ضحكته :اذاً لا مكتبه و لا حديقة مائية . 
ضبطت جلستي على كرسي المكتبة وفتحت كتاباً وقلت :الوعد وعد ،اليس هذا ما علمتني اياه ؟  
وضع يده على رأسه وقال مع ابتسامة :بالطبع ،سيكون غداً يوماً جميلاً في المكتبة و الحديقة المائية . 
و انتهيتُ من دروسي وخرجنا في نزهة وتناولنا العشاء معاً كانت نزهةٌ جميلة استمتعت كثيراً برفقتهم ،ضحكاتهم ،مُزاحهم ،تأنيب خالتي جين لأمي و ابي و ليّ في بعض الاحيان كُلها كانت جميلة جداً . 
لكن النعاس غلبني و نُمت عندما كنا في طريق العودة للمنزل ،فلم انتبه إلا عندما انزلني ابي من بين يديه وهو يضعني على السرير و يضع فوقي الغطاء و أمي بفستانها الاحمر الجميل تضغط على زر التكييف لتشغيله و اطفأت الانوار فقُلت بعينين نصفا مفتوحتين و بصوتٍ ناعس :تصبحان على خير ماما و بابا احبكما 

اشرقت شمسُ يومٍ جديد وتسللت اشعتها عندما فتحت أمي ستائر الغرفة و بدأت في محاولات إيقاظي وهي تكرر الكلمات المُعتادة :روك ،انه الصباح ،استيقظ -يرتفع صوتها شيئاً فشيئاً :رووووووك 
فتحت عيني ببطء ،استيقظت انزلت قدماي بكسل من على السرير ثم قلت :صباح الخير 
ابتسمت لي وقالت :صباح الخير ،هيا استحم و استعد للذهاب للمدرسة ولا تتأخر سيكون طعام الإفطار جاهزاً بعد قليل . 
فعلتُ ما طلبته أُمي ونزلت الى الطابق السفلي رأيت خالتي تحضر المائدة فقلت لها :صباح الخير خالتي جين 
اجابتني بابتسامتها اللطيفه :صباح الخير -اقتربت مني و اعطتني علبة طعام وقالت :علبة طعام جميلة ولذيذة ان هذه العلبة من سفرتي لليابان 
كانت عُلبة جميلة على شكل كتاب فقلت :واااااو شكراً لكِ خالتي 
اتسعت ابتسامتها وقالت :سعيدة لأنها اعجبتك . 
في هذه الاثناء دخل أبي وقال :صباح النور جميعاً 
اجبناه جميعا بصوت واحد :صباح الخير 
وضعت امي إبريق الشاي على الطاولة وقالت :هيا اصبح الطعام جاهزاً 
اجتمعنا كُلنا وبدأنا بالأكل ،و بالطبع لم يكتمل يوم ابي و امي اذا لم يتشاجرا و تؤنبهما خالتي كان مشهدهما وهم يتشاجران مُضحك و لطيف في آن واحد لكن لخالتي رأي مختلف في هذا ظاهراً فقط لكنني واثق انها كانت تستمتع احياناً بشجارهما هذا ما أظنه . 
انتهيتُ من تناول الطعام نهضت من المائدة و كالعادة شكرتُ امي على الطعام و ذهبت لأغسل يدي ثم وضعت حقيبتي المدرسية على كتفي و هممت بالخروج لكن صوت امي استوقفني وهي تقول :هل تخرج من دون ان تعانق امك اللطيفة ؟ 
ابتسمت لها وعدت وعانقتها وطبعتُ قبلة على خدها وفعلت نفس الامر مع ابي و خالتي وقلت لهم :سيكون لدّي الكثير لأقوله عندما اعود و ايضاً يوم ممتع مع بابا 
ابتسم ابي وقال :بالطبع لقد وعدتك 
ذهبت إلى المدرسة وكان يوم ممتعاً تعرفت على صديق طيب اسمه (تُونِي) الذي كان يجلس بجانبي ،و اكثر شيء اعجبني فيه هو ابتسامته الدائمة مع ان والده توفى بسبب مرض في القلب عندما كان مولوداً لكن هذا لم يمنعه من ان يكون لطيفاً . 
انتهى اليوم الدراسي و ودعت صديقي و استعددت للخروج و العودة للمنزل لكن و امام باب المدرسة كانت خالتي تنتظرني بسيارتها تفاجأت في البداية فعادة خالتي لا تحب ان تقود السيارة ،لم اهتم لهذا الامر و دخلت السيارة وجلست في المقعد الخلفي وقلت بصوتٍ مرح :مرحباً خالتي 
حاولت تُصنع ابتسامة لكنها لم تنجح وقالت :اوه مرحباً عزيزي روك ،فكرتُ بأن اتي و اصطحبك بما انني شعرت بالملل في البيت لوحدي 
حدثتُ نفسي :هناك شيء ،لأول مرة خالتي تتكلم بهذه النبرة والصوت المرتبك كانت هناك اجابة واحدة في ذهني لهذه التساؤلات فقلتُ بصوتٍ متشكك :لطالما علمتني وحذرتني من الكذب صحيح ؟ 
لم اسمع بعد كلامي هذا سوى انها اخذت نفساً عميقاً جداً احسست انها حبست شيء معه ،عرفت حينها ان ما قلته صحيح لكنني فضلت الصمت و ادرت بوجهي نحو النافذة و بدأت اتأمل الطريق بصمت . 
رأيتُ تجمعاً على الطريق في هذه اللحظة زادت خالتي سرعة السيارة ،شعرت حقاً ان هناك شيء فأدرت رأسي وبدأت انظر من النافذة الخلفية امعنت النظر ،جحظت عيناي هل ما اراه صحيح !!! 
استدرت نحو خالتي وقلت وقد تجمعت دموعي في مقلتي :هذه السيارة ليست سيارة ابي صحيح!!! 
نظرتُ اليها اريدها ان تُجيبني لكن هذا لم يحدث قُلت لها ودموعي تنهمر بلا توقف على خدي وبصوتٍ مرتعش :اجيبني ...ليسا هُما ...صحيح !! 
توقفت السيارة عندما اشعلت اشارة المرور اللون الاحمر معلنةً امر الوقوف ،امسكتُ بيدي الصغيرتين ذراع خالتي وقُلت :ارجوكِ اجيبني 
سقطت دموع خالتي ،لم تستطع الاحتمال اكثر فقالت :ارجوك روك توقف لا استطيع الاحتمال اكثر -مسحت دموعها وقالت :إنهما في المشفى الان نحنُ ذاهبان الان اليهما 
عادت السيارة للمشي مع انبعاث اللون الاخضر من الاشارة وعدت للجلوس و دموعي لا تتوقف 
وصلنا للمشفى سألت خالتي عن أمي و أبي و قادتها احدى العاملات هناك لكنني صُدمت عندما رأيت الغرفة التي بها ابي و أمي كانت العناية المركزة لم انطق ببِست كلمة جلست على الكُرسي تمنيت انني في حلم حاولت تكذيب الامر بكل الطرق لكن الواقع صدمني فجأة ،أنظر الى الباب ولم أبعد عيناي عنه ،خرج الطبيب وكانت ملامح وجهه تدل على ما سيقول ذهبت خالتي له وقالت :ماذا جرى ؟ 
سمعتُ كلام الطبيب و ليتني لم أسمعه مازالت كلماته عالقة في اذني عندما قال :آسف ،لم نستطع انقاذهما حدث نزيف حاد -نظر اليّ لوهلة ثم اعاد بنظره الى خالتي و اكمل :سأرسل تقرير حالة الوفاة إلى مركز الشرطة . 
اسودت الدُنيا في عيني ،وبدأت احدث ذاتي :كيف ومتى و بهذه السرعة !! عانقتهم صباح اليوم ودعاني بابتسامة نعم كذب كذب -صرحت عما ما كان يجوب في نفسي وقلت بصوتٍ مرتفع :كذب كذب هذا كذب 
اسرعت اليّ خالتي وعانقتني وقالت :توقف ارجوك 
لم ابكي حينها ،لم اعرف لما ؟ربما لأنني لم اريد ان اصدق ما حدث وظللت اكذبه في عقلي بينما مازُلت بين ذراعي خالتي و انا اقول لها :كذب كذب كذب كذب كذب !!! ،سبع سنين لا تكفي للعيش معهما ،أبي لقد وعدتني ستأتي و تأخذني الى الحديقة و المكتبة ابي وعدني وهو لا يخلف وعده نعم أبي سيأتي و أمي تنتظر عودتي وعندما اعود للمنزل سأراها و اعانقها و اقول لها ما جرى معي 
لم يوقفني عن الكلام إلا صوت خالتي وهي تقول لي بصوتٍ مرتجف خالطته دموعها :ارجوك روك توقف -عانقتني بقوة اكبر و شعرت بدموعها تسقط على كتفي حينها ارخيت كتفي و اخذت نفساً عميقاً وقلت :اسف . 
تركتني ومسحت دموعها وقالت ليّ :هل انت بخير ؟ 
ما كدت افتح فمي لأجيبها حتى شهق هاتفها برنة فأخرجته وقالت :مرحباً ....حسناً ....سآتي فوراً 
ما ان ضغطت زر اغلاق المكالمة حتى تبعها صوتي وهو يطرح سؤلاً :من كان المتصل ؟ 
تنهدت وقالت :الشرطة يا بني روك 
سألتها :وهل اخبروكِ سبب وقوع الحادث ؟ 
صُدمت خالتي بسؤالي كانت ملامح الصدمة على وجهها لم تستطع اخفائها ظلت تنظر اليّ لمدة دقيقة ثم قالت ليّ :عزيزي روك هل انت بخير ؟ 
اخذت نفساً عميقاً وقلت في نفسي :كُن قوياً وبدأت اكررها للحظات ثم قلت بصوت مرتفع قليلاً :ارجوكِ اجيبيني 
تنهدت وقالت :عطل في المكابح 
اطلقت تنهيدة طويلة نزلت معها بعض الدموع لكنني سرعان ما قُمت بمسحها من على وجهي وقلتُ لخالتي :خالتي أبي و أمي لم يموتا بل قُتلا 
اجابتني خالتي بصوت متقطع :ماذا...تقول؟ 
لم استطع حبس دموعي اكثر من ذلك فقد ألمني جداً امر حبسها فقلت وعيني تُسقط الدموع :اليس هذا واضحاً ؟ذلك الغريب و رسالة التهديد و صوت بابا الغاضب عندما كان يُحدث احدهم بالأمس 
مسحت خالتي دموعي وقالت :اهدأ لم افهم كلمةً واحدةً منك 
حبست دموعي و بدأت اردد في نفسي :كن قوياً لا تبكي ,قلتُ لها :الن تذهبي إلى مركز الشرطة الان؟ 
اومأت ليّ برأسها فقلتُ لها :سأخبرك بما سمعته من بابـ  -صمت ولم أكمل و طأطأت رأسي
عانقتني بقوة وهمست ليّ :ماما و بابا قد يكونان رحلا عن ناظر عينيك لكنهما يعيشان هُنا -اشارت على قلبي و اكملت :و سيظلان عائشين فيه إلى الابد 
بادلتها العناق ،ضممتها بقوة و اخذتُ نفساً عميقاً و قلت :ستبقين بجانبي دائماً صحيح ؟و تصدقينني لن تتركيني خالتي الحبيبة ؟ 
مسحت على رأسي وقالت :بالطبع اعدك سأبقى بجانبك و اصدقك ولن اتركك و الان لنذهب و اخبرني بما سمعت . 
وقفت لكنني امسكتُ يدها ،انزلت رأسها للأسفل ونظرت اليّ وقالت :ما بك 
لم ارفع رأسي حينما قلت :ألا يمكنني ان اراهما ؟مرة اخيرةً 
اخذت نفساً عميقاً ثم قالت :لا اعتقد أنـ ...
قاطعتها قائلاً :ارجوكِ ،سأتحمل و افعل كل شيء تُريدينه لكن ارجوكِ اريد ان اراهما مرة اخيرةً 
حاولتْ منع دمعتها من ان تسقط وقالت :كما تُريد لكن قد ترى د...-صمتت-
اصررت وقلت :لا بأس سأدخل و اراهما 
ذهبت خالتي الى إحدى الممرضات لأخذ الاذن لرؤيتهما ظلت مدة لا تقل عن الخمس دقائق في محاولة اقناعها ،نعم اقناعها بأن ادخل انا واراهما 
استطعت الدخول ،دخلنا انا وخالتي الى المكان الذي قادتنا اياه الممرضة ،وخرجنا خلال دقيقتين ظللت صامتاً ولم اتحدث طوال تلك الفترة حتى ركبنا السيارة أخرجت خالتي علبتين من الماء اعطتني واحدة وقالت :اشرب و اخبرني بما تود قوله 
اخذت علبة الماء من يدها و شكرتها ،شربت بضع قطرات ثم بدأت الحديث قائلاً :بالأمس و عندما عُدت للمدرسة بعد ان تحدثت مع ماما ذهبت متجهاً الى ابي الذي كان وكما كُنت اتوقع في مكتبه لكن ما لم اكن اتوقعه هو صوت ابي الغاضب . 
اوقفت خالتي السيارة وقالت :يجب ان استمع جيداً لما تقوله ،عندما تنتهي من حديثك سنكمل السير . 
قُلت في نفسي براحة :من الجيد انها تصدقني -نظرت اليها و اكملت بصوتٍ مرتفع :لم اسمع ابي غاضب هكذا من قبل ،وقفت في الممر و سمعت صوته المرتفع يقول كلمات مثل (ان استطعت افعل هذا) و ايضا قال (لست الى سارقاً حقيراً ) -اغلقت عينياي و بدأت اخلخل اصابعي بين شعري محاولاً التذكر ثم قلت :صحيح وقال بابا ايضاً (تنتقم !! افعل ما تشاء !! لا يهمني) 
كانت خالتي تُصغي باهتمام ثم قالت :و ايضاً ألا تذكر ما قاله ؟ 
اجبتها :قال شيئاً لم افهمه شيء عن انه سيخبر الشركات و سرقه -نظرت الى عينيها وقلت :لم افهم هذا ،ثم سمعت صوت اغلاقه للخط تبعها كلمات ايضاً لم افهمها ،فتحت الباب و اطللت برأسي وقلت بابا ..! 
تنهدت خالتي وقالت :بالطبع غير مارتين الموضوع وملامح وجهه 
اومأت لها برأسي ثم اكملت :ثم اتى ذلك الغريب. و للأسف انا من فتح له الباب 
قالت خالتي جين :لما تأسف !؟
اجبتها بسخرية :لن تُصدق الشرطة طفل في السابعة من عمره 
تحدثت اليّ وقالت :سنأخذ الرسالة التي اعطاك اياها ذلك الغريب للشرطـة 
نظرتُ اليها بيأس والدمعة على طرف عيني لكنني اخذت نفساً عميقاً وقلتُ :بعد ان ذهبت ماما و بابا و اخبرتني ان اذهب للنوم و اتجهتي الى غرفتك ،نهضت و لكن فضولي قادني الى مكتب بابا . 
نظرت اليّ ثم قالت متسائلة :هل استرقت السمع . 
تحول صوتي الى غضب وقلتُ وكانت كلماتي متتابعة سريعة :لا يهم ،سميه ما تريدين لكنني عرفت ان ذلك الغريب يُدعى هنري و تلك الرسالة كُتبت بنوع خاص من الحبر الذي يختفي من الورق بعد مدة -سكتُ لبُرهةٍ و اكملت :هذا ما قاله بابا . 
شغلت خالتي السيارة وقالت بغضب :سنذهب إلى مركز الشرطة الان و نخبرهم ،فالبتأكيد ان ما قلته صحيح و الحادث مُدبر . 
تبادرت إلى عقلي اليائس عبارة أبي الذي قال لأمي (هل الشرطة سوف تصدق طفل في السابعة من عمره)؟ 
نزلنا إلى مركز الشرطة و أُخذنا الى غرفة صغيرة كئيبة دخل مفتش الشرطة وقال :انتِ السيدة جين وليم ؟ 
اومأت له خالتي -نظر اليّ و قال :ابن المتوفين روك لي ،صحيح ؟ 
كُنت قد خططت من قبل ان اترجل من السيارة انني سأكون قوياً و ارد على المفتش ،ولن ابكي رُبما إلى الان لم اتقبل ان يكون موت او بالأحرى و الاصح اغتيال ابي و امي حقيقة ،كُنت اظن ان أمي ستأتي اليّ مرة اخرى -نظرت إلى عيني المفتش و قلت :صحيح نسبياً 
نظر اليّ في اندهاش فأكملت :انا روك ابن المقتولين. -تألمت بشدة حين قُلت هذه الكلمة قُلتها بلساني و انكرتها بقلبي انكرتها بشدة لكن ...لا اعلم كيف اصف نفسي في ذلك الوقت . 
تحولت نظرة المفتش الى الشفقة و قال :اعلم ان الامر صعبٌ عليك لكن هذه حقيقة وهذا ما حدث ،الحادث كان نتيجة عطل في المكابح . 
قالت له خالتي :ربما يكون احدهم عبث في المكابح ،فمارتين لن يترك عطل كهذا!! 
نفى قائلاً :لم نجد اثار عبث في المكابح 
اجبته وقلت :ربما يكون بارعاً كفاية ليخدعكم و بالطبع الحادث ساعد في ازالة اي دليل يُشير اليه 
حدق بيّ و قال :انت تستهين بالشرطة يا فتى 
رمقته خالتي و قالت بصوت حاد :انه مُحق بما اننا نعلم اشياء لا تعلمونها انتم . 
ما زُلت انظر اليه بغضب و أقول في نفسي :مُفتش غبي . 
شعرتُ انه كرهني بسبب نظرتي له لكنني لم اعره بالاً او اهتماما ،ثم قال بدون مبالاة :ما الذي تعلمونه ؟ 
بدأت خالتي في رواية ما قُلته لها سابقاً لكنه وبين كل جملة تقولها ينظر اليّ بشك ثم يرِدّ بصره الى خالتي ثم قال بعد ان انتهت خالتي :هل هناك شاهد على كلام الطفل ؟اعني هل هناك رأى الغريب او سمع حوار السيد مارتين و السيدة مارتينا غيره ؟ 
اجابته خالتي :لا ،لكنه لا يكذب و انا متأكدة من كلامه ،لكننا خرجنا بعد ان هرب و كان روك مُلقى على الارض . 
اجابها ذلك المفتش وقال :انا المفتش بورو تيكل ،اعلم ما افعله جيداً . 
قالت خالتي :تأكد من سجل المكالمات في هاتفه . 
قال بورو :لم نجد الهاتف في السيارة . 
تحدثت خالتي وكانت تحاول ان تكبح غضبها :سُرق بالطبع فعندما خرج من المنزل كان يتحدث به و انا رأيته ولا تقل انني طفلة ولا تُصدق شهادتي ،وهذا يدل ان ذلك الشخص الغريب قد سرقه 
اجابها قائلاً :لقد ارسلت مجموعة من عناصر الشرطة قبلاً لكي يبحثوا عنه باستخدام برنامج التعقب ،ولقد وصلتني بعض المعلومات المتفرقة عنه -على كُل حال اعتقد انهم سيأتون ليّ بالمعلومات قريباً 
قالت له خالتي :اذاً تُصدقنا ؟ 
اجابها :سنرى هذا الامر بعد وصول المعلومات -نظر اليّ وقال بسخرية :هل تُريد شيئاً لتهدأ بهِ غضبك 
حدقت به خالتي وقالت :مفتشو هذه الايام ،يجب عليهم ألا يجعلوا شخصاً في العشرين من العمر يعمل مفتشاً -اكملت بصوتٍ غاضب :كيف تتعامل مع طفل صغير هذا التعامل السيئ 
في هذه الاثناء دخل شُرطي وقال :لقد وجدنا الهاتف مع رجل فقير قال انه وجد مرمي قريباً من القمامة التي لم تكن بعيدة جداً عن مكان وقوع الحادث ،فأخذه و لم يجد فيه ارقام او رسائل لذا انتهز الفرصة و أخذه و ادعى انه له . 
اومأ له المفتش وقال :فهمت ,أنصرف الان
قام الشرطي بأداء تحية الشرطة و انصرف ثم وجه ذلك المحقق الذي يُدعى بورو تيكل نظره إلى خالتي وقال :لا دليل على ما يقوله هذا الطفل ,و الهاتف ربما كان قد طار من النافذة وقت وقوع الحادث
ردت عليه خالتي وقالت :الم يقل لك أنه وجده فارغاً من الرسائل و المكالمات لا بد أن ذلك الغريب و الذي يُدعى هنري مما سمعه روك من مارتن قد مسح كل شيء.
قال لها :لا يمكننا أن نوجه له تهمه من دون دليل.
نهضت حينها من الكرسي الذي كُنت جالساً عليه وقلت :خالتي لنعد.
دُهشت وقالت :روك هذا قاتل ابيك و امك!!!
اجبتها :انا من سألقيهم خلف قضبان السجن و ايضا –نظرت الى المفتش :و ارميك معهم بتهمة التقصير في العمل.
قال بسخرية :تنتقم مني اذا
بادلته نفس النبرة قائلاً :ليس انتقاماً ,لكنك جعلت مجرمين يعيشون و يتنعمون بالحرية و إن بقيت في منصبك كثيراً لن تنعم البلاد بالسلام و تنتشر الجريمة
وقفت خالتي و تبعتني و فتحت الباب للخروج ولكن قبل ان اخرج استدرت له وقلت له :بورو تيكل ,لن انسى اسمك ابداً
وخرجت ولم انطق بكلمة ,حتى ركبنا السيارة قالت خالتي :عزيزي روك ,إن ما قلته كان رائعاً جداً.
اجبتها بصوت هادئ :مجموعة من الكلمات التي حفظتها من بعض الكتب التي قرأتها
اجتاح صوتها القلق وقالت :ابني روك أعلم ان الامر صعب عليك وعليّ ايضاً ,لكن هذا هو القدر .
اومأت برأسي ثم ادرته وقلتُ لها بصوت مخنوق :لنعد إلى المنزل.
عدت للمنزل امضيت اليوم كله في غرفتي ولم اضع أي شيء في معدتي مع كل محاولات خالتي لكنني لم اشرب إلا الماء ,في اليوم تالي في جنازة أبي و أمي كنتُ فقط اراقب الاشخاص بحثاّ عن ذلك الغريب ,وجدت مجموعة اشخاص يتهامسون وكان احدهم طويلاً ,يرتدي النظارات وذا عينين سوداوين صغيرتين ,أجتاح الامل قلبي مجدداً ذهبت إلى خالتي وقلتُ لها :وجدته نعم وجدته يا خالتي
لم تفهم خالتي ما قُلت فقالت :اهدأ عزيزي روك ,ما بك؟
اجبتها :الغريب ,أنظري –و اشرتُ بسبابتي إلى رجل يقف بعيداً –قالت لي :فهمت أنت متأكد ؟
اكدت ذلك بإيماءات من رأسي و قلت لها :سأذهب و اعرف اسمائهم
نظرت إلي لثواني وقالت :إذا كان ذلك يريحك فلا بأس –مسحت على رأسي وقالت :عزيزي روك ارجوك ارحني لا بأس بالبكاء.
اخذت نفساً عميقاً وقلتُ :سأذهب اليهم
اطلقت خالتي تنهيدة طويلة ,في حين أنا ذهبت وبدأت امشي مطأطأ رأسي ولا ارى امامي ,اصطدمت عمداً بالرجل المقصود رفعت رأسي وقلتُ :آسف سيد...
نظر ليّ وقال :لا بأس عزيزي روك ,اه أنا هنري كريتول
قلتُ له بصوت حزين :آسف مرة اخرى سيد كريتول ,و اعتذر لمقاطعة حديثكم ايها السيدان
نزلا وجلسا على الارض و اصبحها بمحاذاة طولي وقال أحدهما :نحن آسفون لما حصل لوالديك عزيزي روك ,نحن اصدقائه من شركات اخرى أنا أوليس وهذا –اشار إلى الاخر الذي جلس معه و اكمل :يورك ,ونحنُ الثلاثة إخوة
أومأت برأسي وقلت :شكراً لكم سيد هنري ,أوليس ,يورك كريتول ,واعتذر مرة اخرى
خرجت وعدتُ إلى غرفتي فتحت مذكرتي وكتبتُ فيها أربعة اسماء ...
 بورو تيكل
هنري كريتول
أوليس كريتول
يورك كريتول
و تركتها مفتوحة ,و اتجهت جالساً على سريري ,لم أشعر بنفسي إلا وجلست كُنت مستلقياً على السرير و الغطاء عليّ نهضتُ نظرتُ إلى الساعة فقلت بصوت شبه مسموع :الواحدة و النصف بعد مُنتصف الليل
اشعلت نور الغرفة لكي أستطيع أن ارى ,دُهشت عندما وجدت خالتي نائمة على ارض الغرفة لم يكن تحتها سوى غطاء واحد ,لم استطع منع دمعتي من ان تسقط تذكرتُ حنان أمي ولطفها فذهبت و اخذت غطاء سريري وضعته عليها واستلقيت بقربها كان وجهها ذابلاً من الواضح أنها بكت كثيراً ,مما جعلني اتساءل لِما لم أبكي أنا ؟-نظرت إلى الباب ,كنت انتظر عودتهما فعقلي وقلبي رفض وداعهما.
استيقظت على حركة خالتي ثم قالت :اسفه هل ايقظتك؟
نفيت برأسي قم قلتُ لها :إن النوم على الارض يسبب الالم.
ابتسمت وقالت :ولما نمت اذا على الارض؟
قلتُ بعد أن طأطأت رأسي :ذكرتني بأمي
حاولت تغيير الموضوع وقالت :ومتى ستعود للذهاب للمدرسة؟
اخذت نفساً عميقاً وقلتُ :لا نفس ليّ بالذهاب.
اجابتني خالتي وقالت :لا تعتقد انني سأدللك كثيراً ,لقد مر اسبوع ويجب ان تعود للدراسة قبل ان يؤثر الغياب على درجاتك !!!
تنهدت وقلت :لم يبقى سوى ثلاث ايام وتبدأ أجازة الاسبوعين لذا لا بأس.
اجابتني بصوت غاضب قليلاً :لا بأٍس بماذا ؟بالمزيد من الغياب !!!
قُلت لها :أشعر بالضيق اريد ان أكون وحدي
اطلقت تنهيدة وقالت بضيق حاولت كتمانه لكنها لم تنجح :كما تُريد –وقفت لتخرج من الغرفة عندما كادت ان تخرج من الباب امسكت بيدها و قُلت :آسف يا ماما
نزلت بسرعة وعانقتني بقوة و انهمرت دموعها وقالت :ارجوك ارحني يا روك لا أعلم كيف اتعامل معك ,ابكي لعل البكاء يريحك
اجبتها :لا أعلم لما لا استطيع
تركتني عندما رن الجرس وقالت :سأذهب و ارى من اتى
اومأت لها وخرجت وعُدت للسرير بدأت افكر مرة أخرى ,لِما لا أبكي و لا آكل بماذا أشعر بالضبط و افكار و المزيد منها تعصف ذهني.
فُتح الباب مرة اخرى توقعتُ انها خالتي كالعادة ولكن هذه المرة مختلفة فوجئت و قُلت :توني؟
ابتسم لي وقال :نعم توني –اقترب وجلس على السرير أمامي –وأكمل :من انت؟
نظرت اليه وقلت بلا مبالاة :انا روك بالطبع
-في هذه الاثناء قالت خالتي :سأذهب انا و والدة توني لنعد بعض الحلوى
اومأت لها وبعد اغلاق الباب أكمل توني :ابداً انت لست روك ,فروك كان ذا ابتسامة جميلة و نشيط دائماً
تنهدت و قلت له :لن تفهمني
قال لي :لقد اتيت الى منزلك عدة مرات في محاولات لملاقاتك ,لكن في كل مرة تعتذر خالتك وتقول بأنك لست مستعد لمقابلة احد و قد اخبرتنا بالقصة كاملة
اجبته :وإذاً؟
امسك بيدي وقال :انا افهمك
سألته ذلك السؤال الذي لم أجد له جواباً :اذا كُنت تفهمني اجبني اذا لما لا ابكي ؟لما لا أكل انا احب ابي و امي لكن ...لِما ...اشعر ان ...
احكم قبضته على يدي وقال :اهدأ ,انا أعرف لِما لا تبكي و لِما لا تأكل ,انت لا تبكي لأنك لا تصدق ان ابيك وامك رحلا –صمت لبرهة و اضاف :تنظر إلى الباب دائماً ؟عندما تنام و تستيقظ تكون على أمل من سيوقظك هي أمك ؟عندما يناديك احدهم تتخيل ان ابيك هو صاحب النداء؟
اومأت له برأسي عدة إيماءات فقال :لأنك لا تُصدق انها تُـو...لا بل قٌتلا كما انت مصر ,انك لم تتقبل بعد فكرة انك لم تراهما مجدداً عقلك يًصدق لهذا انت لا تأكل لكن قلبك يرفض بشدة لهذا انت لا تبكي
اخذت نفساً عميقاً وقلت :لِما انا بالذات تركوني و رحلوا؟ اجبني ارجوك توني
ابتسم لي وقال :لإنهم يحبونك
رددت عليه مسرعاً :يحبونني و يتركوني وحيداً؟
اجابني :نفس السؤال قتله لأمي ,سألتها لما أبي رحل ؟لما كل الاطفال يعيشون مع ابيهم و انا لا ؟لقد مللت من قول الاطفال ليّ ايها المسكين الذي بدون أب
 حينها قالت ليّ أُمي (لأنه يُحبنا) اجبتها (يحبنا و يتركنا؟) ابتسمت لي و اكملت حديثها (لأنه قال وان لقيت ذلك اليوم الذي يخرج فيه مارد ليسألني حاجتي
سأطلب ان لا أرى ذلك اليوم الذي أفقد فيه أعز الناس الى قلبي  ان كنت لن أرحل قبلهم فالرحيل معهم امنيتي الثالثة ) لذا اسمعني عزيزي روك -عانقني بقوة و أكمل :هما رحلا لأنهم لا يريدون ان يتألما بمرارة و الم رحيلك عنهم -صمت لٰبرهة و اكمل بصوت هادئ اراحاني :رحلا لأنهما يحبانك. 
بادلته العناق و بدأت ابكي بقوة و ما ان شعر بدموعي تنهمر على كتفيه طبطب على ظهري و قال :لا بأس بالبكاء ابكي حتى ترتاح. 
ظللت هكذا لدقائق لم احصيها قال لي بعدها وهو يمسح دموعي :يكفي عزيزي. ابتسم لقد اشتقت لابتسامتك الجميلة. 
حينها سمعت صوت خالتي التي قالت :و انا ايضاً اشتقت لروح روك القديمة. 
استدرت نحوها و قُلت :كيف استطيع ان امسك بالمجرمين و ازجهم في السجن ،لكن لا اريد ان اصبح مفتشاً او محققاً مع الشرطة؟
اجابتني بصوت يعتريه العجب :محققاً خاصاً -اقتربت مني وجلست على طرف السرير و اكملت :لِما هذا السؤال؟ 
اجبتها :سأزج بقاتلي ابي و أمي في السجن عندما اصبح محققاً؟ 
نظر اليّ توني و قال :تنتقم...! 
نفيت برأسي و قلت :لا -تبادرت الى ذهني عبارات امي ثم اكملت :انشر العدل. 
اقتربت والدة توني و اعطتنا الحلوى التي اعدتها مع خالتي و قالت :ستصبح محققاً اذا؟ 
اجبتها :نعم ،اسماء هؤلاء الاربعة ان لم يكونوا اكثر من اربعة لن انساهم ابداً 
ابتسمت خالتي جين وقالت :لقد قُمت بتحريات بسيطة حول الاسماء الاربعة التي وجدتها في مذكرتك. 
ابتسمت بسعادة وقٰلت :اذا حُسم الامر سأدرس التحقيق بجانب دراستي المدرسية. 
نظرت اليّ خالتي بجد وقالت بصوتٍ جامد :هل انت قادر فعلاً على هذا
بادلتها بنفس النظرة وقلت :نعم قادر
ابتسم ليّ توني وامسك بيدي وقال :سأصبح مساعد المحقق اذاً 
قالت لنا امه :ستدرسان بجد؟ 
تبادلنا النظرات ثم استدرنا اليها وقلنا بصوت واحد خاليٍ من الانكسار :بالطبع. 
قالت خالتي :بما انك اكدت ذلك فسنبدأ بالترحال و السفر في الاجازات لتدرسان هذا المجال على يد مدرسين ومعلمين خصوصين و ايضاً حتى في ايام الدوام و المدرسة سنخصص لكم ساعات للدراسة. 
استدارت اليها ام توني في دهشة وقالت :إنك تأخذين الامر على محمل الجد !!!
اجابتها خالتي :بالطبع فأنا لن اسامح قاتلي اختي و زوجها. 
قُلت لها :انا و توني جادّان في هذا الامر ،لذا ارجوكِ دعيه يسافر معنا و نتعلم ،سأهتم به و لا تقلقي لن نجعله يحتاج شيئا ارجوكِ 
نظرت اليّ للحظات بدت و كأنها تحاور نفسها ثم نفت برأسها وقالت :مستحيل 
تفاجأت ونظرت اليها وقد غلب على صوتي الحزن حينها :لُما لا؟ 
ابتسمت وقالت :لن ادعه يسافر لوحده هو يستمتع بالسفر وانا اجلس في المنزل وحيدة؟ -نظرت الى خالتي بتعبير مُضحك و اكملت :روك لا يريدني ،انه امر محزن. 
بدأت الوح بيدي وانفي برأسي :لالا ،لم اقصد  هذا البتة 
ضحك توني وقال :هوي لا تأخذ الامر على محمل الجِّد انها تمزح 
تنهدت ثم ابتسمت وعانقت توني وقلت له :شكراً لأنك صديـ...-صمت لبرهة و اكملت :لأنك اخي 
استدارت خالتي لام توني و ابتسمتا لبعضهما. 
ظل توني بجانبي طول اليوم و نسخت كُل الدروس التي فاتتني بأمر من خالتي و لم اواجه صعوبة في فهمها ،حتى انني افهمت توني بعض الفقرات التي لم يفهمها ،مما جعلني اتلقى مديحاً منه. 
تناولنا طعام العشاء معاً ثم ودعته. 
حوالي الساعة العاشرة مساءً كُنت اساعد خالتي في التنظيف فوجدت آلة التصوير في درج المطبخ الخاص بالملاعق و السكاكين ,اخرجتها و اطلقت ضحكة خفيفة وقلت في نفسي :في درج المطبخ يا أمي –عدت لخالتي و اعطيتها لها وقلت لها :خالتي
فهمت ما اريده وقالت :سأطبع لك الصور وعندما تعود من المدرسة ستراها جاهزة –اخذتها من يدي و قالت :أين وجدتها؟
اجبتها و انا احاول كتم ضحكتي :في درج الملاعق
ابتسمت وقالت :مارتينا لا تتغير ,والان الى الفراش
استدرت وقلت بملل :حاضر ...
 حل يومِ جديد لا شيء جدير بالذكر في المدرسة سوا اصابع الطلاب التي تتجه إلى وتقول (المسكين فقد امه و ابيه في حادث دفعة واحدة) ,(لقد حضر روك لي الذي مات والداه) لم اهتم بكل ما يقولونه ,توني كان دائماً بجانبي عُدت للمنزل ورميت الحقيبة وأنا اردد بقي يومان و ارتاح من المدرسة
اخذت خالتي الحقيبة و قالت :كم مرة قلت لك ضع اغراضك في محلها؟
اخذت حقيبتي منها وقلت :آسف
ابتسمت لي وقالت :لا بأس ايضاً بقي يومان على سفرنا
اجبتها متسائلاً :هل سنبدأ بهذه السرعة
اجابتني :كُل ثانية من عمرك تذهب لن تعود لذا فكر جيداً كيف تستغلها
ابتسمت وقلتُ :حسناً
عُدت لغرفتي و وضعت الحقيبة في مكانها ولكن كانت هناك مفاجأة ,شيء أدخل السرور على قلبي كان جدار غرفتي مليء بإطارات الصور التي تحتوي على صور أمي و ابي و انا بكل حالاتنا التي كانت مُرتبة بشكل جميل انيق ,عدت إلى خالتي بسرعة وعانقتها وشكرتها كثيرا ,كانت سعيدة بسعادتي ...مر اليومين الباقيين بهدوء دون حدوث أي شيء جديد وحان موعد سفرنا و بالطبع مع توني و امه
كانت الرحلة مُتعبة اكثر مما كانت ممتعة ,كنا تحت نظام تعليم خالتي الصارم درسنا بجد بالطبع لم تخلوا رحلتنا من الاشياء الجميلة لكن مع ذلك كنا انا و توني ندرس بجد لم يكن يفهم بسرعة لكنه ايضاَ كان ذكياً و لطيفاً وداعماً كبيراً ليّ
بعد اسبوعين شاقين و في اخر يوم كنا نتمتع بنزهة اخيرة قبل العودة للمنزل ,شعرت ان هناك احد يراقبنا فقلت :هل انا الوحيد اللذي أشعر بذلك؟
نفى الجميع و قال :لا لست الوحيد
ظللنا في المشي لمحاولة تظليله لكن لا فائدة ,حتى تقدم هو بنفسه اقترب مني وقال :روك لي صحيح؟
اومأت برأسي وقلت :وانت؟
اجابته خالتي :عفواً ايها السيد ماذا تريد؟
نزع الرجل قبعته التي كان يرتديها ,كان في مثل عمر ابي وقال :أنا جيرو جنجر 
قالت خالتي وكأنها تذكرت شيء :اه تذكرتك انت صديق مارتين المقرب
اومأ برأسه عدة ايماءات وقال :لا بد أنكِ اخت زوجته ,ارجوكِ دليني عليه ,هناك امرٌ يجب ان يعرفه ان مارتين و مارتينا في خطر
لم نستطع منع ملامح الاستغراب من أن تظهر فقال جيرو :ماذا ؟هل حصل لهما شيء؟
نفت خالتي برأسها وقالت :تفضل معنا إلى الفندق
استغربت حينها لِما كذبت خالتي !!لكنني لم اتكلم لأنني اعرف انها تفعل الصواب.
اومأ جيرو برأسه وقال :حسناً –لكن ملامح وجهه القلقة و وجهه الشاحب و ابتسامته الصفراء لم تتغير
عُدنا ادراجنا للفندق ما أن دخلنا الغرفة الخاصة بنا حتى سأل جيرو مباشرة :أين مارتين؟
اخذت خالتي نفساً عميقاً وقالت :فات الاوان عزيزي جيرو
ذهبت أم توني للمطبخ لتحضر بعض الماء ,فقال جيرو :ماذا تقصدين؟
تكلمتُ أنا حينها وقلت :منذ شهر تقريبا ,قُتلا في حادث سير مدبر
صُدم جيرو ظل صامتاً لمدة دقيقة أو أكثر فقط ,ثم قال :ماذا قُلت؟
اجابته خالتي بعد ان اعطته كأس الماء الذي احضرته ام توني قائلة :اهدأ ,و اخبرنا ماذا تعرف
قال جيرو بصوت مرتعش :مارتين ...و مارتينا !! ماذا حدث لهما؟
قُلت له :بابا و ماما قد ماتا في ذلك الحادث
تحدث حينها توني وقال :الست صديقه المقرب ؟كيف لم تعلم بما حدث لهما
-كانت كل احاديثنا بنبرة هادئه تحمل الحزن الذي لم ننجح في اخفائها و جيرو قد بدأ بالبكاء و النحيب وهو يردد :مارتين...كيف حدث ذلك ...انتم تكذبون صحيح ؟او انها احد دُعابات مارتينا !!
كانت خالتي تحاول ان تجعله يهدأ ,انسحبت بهدوء الي الغرفة التي أنام فيها مع توني ,نحيبه محاولة تكذيبه لما سمع كُلها أمور اعادت ذلك اليوم و تلك المشاهد البائسة ,بعد فترة دخل توني و اعطاني حلوى وقال بابتسامة لطيفة :خذ بعضاً من الحلوى فالحلويات تجلب السعادة.
اخذته منه وشكرته ثم عاد وهو يحمل كتابين اعطاني واحداً وقال :هيا ادرس
قلت له بملل :هذه ليست من عادتك فأنت دائماً ما تتكاسل و تتذمر
قال لي بثقة :هناك اخبار جديدة بعثت فيني بارقة أمل كبيرة ,و الامساك بهم في فترة اقصر مما كُنا قد وضعنا في مُخيلتنا
فتحت الكتاب وجلبت بعض الاوراق و الاقلام وقلت له :وهذه الاخبار هيّ؟
ابتلع قطعة الحلوى التي كانت في فمه وقال بحماس :بعد محاولات كثيرة من امي وخالتك جين لجعل صديق والدك يهدأ ,نجحتا وبدأ بالتكلم
بدأت اهتم بما سيقوله اخي توني كما اسميته فقلت له :أكمل
اكمل توني حينها :قال انه كان يحاول الاتصال بأبيك من قبل اسبوعين لكن لا مجيب ,اتصل بالشركة ,ايضاً لا مجيب
قُلت له :بالطبع فأبي كان قد ...-صمتُ لبرهة ثم قلت :و من بعد ذلك أمرت خالتي بإجازة لكل موظفين الشركة التي يملكها والدي لمدة شهر كامل
قال توني :فهمت ,ثم تكلم عن ذلك الرجل هنري وقال انه مُحتال وقد حاول سرقة ابيك كما سرق الشركات من قبل لكن ابيك و صديقه جيرو جنجر اكتشفاه و بدأ يخططان بأن يوقعا به و يأخذ عقابه في السجن بسبب ما يفعله من نصب و احتيال ,فبدأ كل منهما بالتمثيل بعدم معرفتهم لما يخطط .
كنت استمع اليه و اكتب ما يقول فقلت له :أكمل
كان سعيداً ,هذا ما احسست به رُبما لأننا تقدمنا خطوة في ما كنت سأفعله فقال :وبعد مدة من التظاهر بعدم المعرفة و المراقبة المستمرة و الدقيقة له استطاعا اخيراً إمساك الدليل الذي سيقوده الى السجن
قُلت له وبحماس شديد :وهذا الدليل هو؟
اكمل :تكلم عن مجموعة من الاوراق التي تثبت اختلاسه من الشركات الاخرى ومحاولة فاشلة في شركة والدك
قُلت له :لقد تبين كل شيء  الان ,بالطبع بعد ذلك واجهه ابي مع صديقه جيرو ذلك الهنري و كعادة السارقين سينكرون و يحاولون الدفاع عن نفسهم بغباء السرقة مجدداً
قال لي توني :صحيح يا أخي ,جرت محاولات كثيرة لسرقة الاوراق لكن كُلها باءت في الفشل ,بعدها سافر جيرو لمهمة ما في الشركة التي كان يديرها مع والدك وكان يحدث ابيك على الدوام و قال ان والدك قال له شيئاً
تنهدت وقلت له :أكمل لا تتوقف ارجوك
قال لي توني :قبل يومين من وفاة والديك اخبره ابيك انه ذاهب مع امك لتسليم تلك الاوراق للشرطة.
فهمت ما حدث وقلت :دُبر الحادث لسرقة الاوراق التي تُدينه ...
قطع حديثي دخول جيرو مع خالتي و ام توني ,اقترب مني جيرو و وضع يده على رأسي و قال :اضف إلى معلوماتك يا حضرة المحقق روك لي أن ذلك المفتش يكون ابن خال هنري و اخوانه الاثنين أوليس و يورك كريتول ,هؤلاء الثلاثة كانوا محتالين ماهرين ,و ارادوا ان يضمنوا من وقوع أي شيء سيء لهم وخاصة بعد اكتشاف ابيك لهم ,فعرضوا على ابن خالهم بأن يتستر عليهم و اخبروه انهم سيقومون بتدبير الحادث و يريدون ان يقنع الكل ان ما حدث ليس إلا عطل ...بمقابل الكثير من الاموال
اومأت برأسي وكتبت كل ما قاله ثم قلت له بنبرة متسائلة :هل تُصدقني ؟أم تتعاطف معي ؟و اعتقد ان خالتي اخبرتك بما اعلمه وسمعت و رأيت
ابتسم لي وقال :العم جيرو يثق في محقق المستقبل العظيم و مساعده توني ,و انا واثق انك ستجعلهم خلف قضبان السجن قريباً ,ابذل جهدك صحيح انك لا تزال في السابعة من العمر لكنك بالجد و العمل تستطيع فعلها
قُلت له :هل عشر سنين من الدراسية تكفي للقبض عليهم؟
ابتسم لي وقال :انها تكفي للقبض عليهم لكنها لا تكفي بان تكون ذلك المحقق العظيم فالعلم لا ينتهي بمجرد تحقيق هدف واحد ,العلم شيء يجب ان نطلبه في كل مراحل حياتنا ,عشر سنوات و ربما اقل و يكونون في السجن و بالطبع العم جيرو سيساعد المحقق روك ويده اليمنى توني في كُل ما يحتاجونه .
ابتسمت حينها وقلت :شكراً لك عمي جيرو
في الحقيقة كنت اتوقع انه سيتجاهل رغبتي في انني انا من سيزجهم في السجن ,و انه سيضع محامي او محقق للإمساك بهنري و الباقي في اقرب وقت ,لا اعلم كيف وثق بيّ لكن ما اعلمه هو ان لخالتي يد في هذا الموضوع لكنني سعدت فعلاً بهذا الامر فظهور العم جيرو اعطاني بارقة امل كبيرة جداً في انني سأنجح بالامساك بهم ...
قررنا أن نبقى يومين اخرين بالطبع يعني التغيب عن المدرسة بعد هذه الاجازة التي حصلنا عليها بسبب الترميمات وهذا ما اغضب خالتي لكننا كنا مُضطرين لذلك ,لأن العم جيرو سيأتي معنا ومعه بعض الاثباتات البسيطة التي قد تساعدنا في المستقبل ,لكن بالطبع لن تجعل خالتي هذين اليومين يضيعان بدون دراسة فزادت عدد ساعات الدراسة وخاصة انها قالت انها ستبقى هنا و انا وتوني يجب علينا العودة مع ام توني و انا واخي لم نوافق على هذا بكل حال فاستحققنا عقاب في نظرها
بعد هذين اليومين كنا ننتظر في محطة القطارات إعلان قدوم قطارنا للعودة للمنزل ...
قال عمي جيرو :اعتذر لأنني اخرتكم عن العودة للمنزل
اجابته خالتي :لا بأس لكن لا تكرر هذا الامر مجدداً
ضحكت انا وقلت :خالتي انتِ لا تتغيرين
غير توني صوته وبدأ يُقلد خالتي :روك !! توني !! تأكلان الحلوى طول اليوم و تثرثران و عندما يأتي موعد الغداء تقولان نحن لا نشعر بالجوع وعندما يحين موعد الدراسة تقولون نحن تعبنا ونريد النوم ستعاقبان لا حلوى لمدة اسبوع و سيدرس كل واحد منكم فر غرفة لوحده
حاولتُ كتم ضحكتي في البداية لكنني لم استطع فضحكت يبقوة و تبعها ضحك الجميع حتى خالتي لم تستطع كتم ضحكتها فقرصت خده بلطف و قالت :لست سيئاً في التقليد. 
وصل القطار و جلسنا على مقاعدنا كنت انا بجانب توني و امامي خالتي و بجانبها العم جيرو و امامها ام توني التي ارادت كُرسيين لتنام براحة كما قالت ،فتحت كتاباً لأتسلى به ريثما نصل و نفس الامر فعله توني بعد محاولات مني ،وماهي الا خمس دقائق حتى سقط الكتاب من يده على الارض نظرت اليه فوجدته قد قط في النوم اخذت الكتاب من على الارض و وضعته في حقيبة الظهر الخاصة به و طلبت من احد العاملات غطاءً و وضعته عليه ،انهيت قراءة الصفحات الأخيرة من الكتاب و بدأت اراقب خالتي كانت تنظر اليّ بين فترة و اخرى شعرت انها تُريد مني ان انام كانت تنظر الى العم جيرو بتردد ،فقلت في نفسي :اذا كان الامر كذلك فلا بأس بالنوم من الخارج فقط  -فاغلقت عيني بهدوء و اسقطت الكتاب الذي انتهيت من قراءته على الارض لكي تنتبه خالتي -اقل من دقيقة وشعرت بالغطاء يوضع عليّ -بدأت استمع الى ما يُقال من دون ان افتح عيني فسمعت الحوار الذي دار بينهما. 
خالتي بصوتٍ قلق :جيرو...
جيرو :ناديتني ؟ 
خالتي جين :هل تعتقد ان هنري سيتوقف عند هذا الحد؟ 
جيرو :لا اعتقد لكن لِما تبدين قلقة؟ 
جين بعد ان صمتت لفترة :لدي احساس سيء للغاية. 
تحول صوت العم جيرو للقلق وقال :هل تعتقدين ان هناك شيء سيحصل؟ 
اجابته خالتي :انه مجرد احساس فقط 
قال لها جيرو :منذ صداقتي بمارتين و معرفتي بكِ لم يُخطئ إحساسك 
سمعت تنهيدة خالتي الطويلة ثم قالت بصوتٍ يغلب عليه الحزن :لا اعرف ماذا سيحصل لروك اذا حدث امرٌ اخر سيء ،انا قلقة عليه في البداية لم اعرف كيف اتعامل معه كان لا يبكي ولا يأكل لو لم يظهر توني لم اعرف ماذا افعل 
قال لها جيرو :لا تقلقي خالتي جين روك قوي و هو الان مُصر ان يُصبح محقق بالإضافة انه يتمتع بالذكاء و النباهة حتى لو حدث اي شيء ثقي انه سوف يصبر . 
سمعت صوت ام توني وهي تقول :سنكون كُلنا بجانبه لا تقلقي يا صديقتي . 
ابتسمتُ حينها شعرت بسعادة غامرة قُلت في نفسي براحة و بطريقة طفولية :ترن ترن ...!! دقت ساعة التفاؤل ،لن اجعل اليأس يدل طريقي منذ هذه الساعة ،احبكم جميعاْ -شعرت بدفء في جسدي وراحة كبيرة وهذه المرة نمت حقاً... و أنا واثق و متأكد و وضعت قناعة في داخلي و قطعت وعداً على نفسي "لن أيأس ابداً و سوف اصبر دائماً"
جلست من النوم انا و توني على صوت امه وهي توقظنا وتقول لنا بصوتٍ لطيف :توني ...روك استيقظا ،لقد شارفنا على الوصول
استيقظنا انا و توني رتبنا انفسنا و جمعنا مخلفاتنا ،وما هي إلا دقائق حتى نزلنا من القطار...
جيرو :سآتي معكم خالتي جين سأبحث عن ورقة في مكتب مارتين اذا ليس لديكِ مانع 
اجابته خالتي :بالطبع تفضل 
في حين ذهب توني مع والداته في سيارة اجرة لمنزلهم اتتنا سيارة العم جيرو الخاصة به 
وصلنا إلى منزلنا ولكن ...كانت تقف سيارة اخرى قال عمي جيرو قبل ان ننزل من السيارة :هنري هنا
قالت خالتي بصوت قلق :إذاً مصيبة في الطريق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق