الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

البارت الأول من رواية لهذا اصبحت محققاً

 



من منزل يتكون من طابقين خرج روك يرتدي قميصاً اصفر فوقه معطف اسود وبنطال اسود و ماتيلدا بفستانها الاخضر الجميل المزين بالسلاسل الفضية وكان التعب و الارهاق بادياً على وجهما ...و بدأ يسيران إتجاه السيارة التي ستقلهما إلى المنزل وهما يتحدثان...
ماتيلدا :أريد أن انام و اخيراً انتهينا منها
(ماتيلدا ماربل زوجة روك لي اشتهرت خلال فترة قصيرة , بيضاء البشرة متوسطة الطول ذات جسد ممشوق و قوامِ جميلة ,ينسدل من رأسها شعرٌ طويل  بني مموج ذا ملمسٍ ناعم ...عيون عسليه واسعة في الخامسة و العشرين من عمرها- طولها 170..تُجيد الكارتيه و فائزة بالمركز الثاني على مستوى البلاد.)
تحدث روك بعد تنهيدة :ثلاثة ايام بنوم متقطع.
ماتيلدا :و من قال لك ألا تنام؟
اجابها روك بسخرية :وكأنكِ استطعتي انتِ ان تنامي
-"روك لي " محقق معروف في بلاده بذكائه الحاد وسرعة بديهته و قدرته العجيبة على ربط الأمور بعضها ببعض , كان فارع الطول (طوله 170 ) ابيض البشرة ازرق العينين ذا شعر بني داكن كان جميل الشكل و المظهر ,في السابعة و العشرين من عمره  وكان يجيد التنكر فحتى أصدقاءه المقربين ينظرون إليه ثلاث مرات ليتأكدوا انه روك , كان يتيم توفي والِداه في حادث سيارة عندما كان في السابعة من عمره وربته اخت امه ,خالته العجوز "جين وليم"-
ظهرت على وجه ماتيلدا علامات التقزز وقالت :كيف استطيع النوم في منزل كهذا ؟تملئه الحيايا و الحيوانات المقززة مع قضية اختطاف صعبة ؟-تنهدت و اضافت :على كل حال انا نمت ساعات اكثر منك.
ابتسم روك وقال :لا بأس فغداً ينتهي عقابنا –صمت للحظات وغير صوته إلى هادئ و أظهر تعبيراً بريئاً :ماتيلدا ...
نظرت ماتيلدا إليه وقالت بنبرة متسائلة :ماذا؟
اكمل روك بنفس النبرة :ستعدين الكاري للغداء صحيح؟
ضحكت ماتيلدا وقالت :إذا كُنت تُريد ذلك فسأعده لك ,و سأتصل بجوليم لأجلك ليخبرني بالطريقة التي اعد بها الكاري ذلك اليوم
ابتسم روك وقال بسعادة :ماتيلدا الطيبة احبك
ضحكت ماتيلدا وقالت :لمصلحتك فقط.
ركِبا السيارة و قال روك :من الجيد انه صاحب القضية عرض ايصالنا
تنهدت ماتيلدا وقالت :لا أعلم لما تملك سيارة اذاً
روك :ليس الامر هكذا و لكن هل اقود و انا في هذه الحالة ؟من شدة تعبي قد آخذ لي غفوة و انا أقود ,إنه من الخطر أن اقود في هذه الحالة
ماتيلدا :حتى و ان كان الامر كذلك أن لا تقودها ,دائماً تفضل ان يوصلك أحد
روك :ربما لا أحب القيادة كثيراً
ماتيلدا :انني أفكر في أخذ السيارة ليّ
روك :إذا كنتِ تريدين سيارة يمكنني أن اشتري لكِ
ماتيلدا :حقاً؟
اومأ روك وقال :لما لم تقولي من قبل انكِ تريدين ؟إذاً متى تريدين الذهاب؟
ماتيلدا :بعد شهر ستنزل إلى الاسواق سيارة جديدة
روك :كما تريدين ,اخبريني فقط في الوقت الذي تريدين فيه شراء السيارة و اشتريها لكِ و ايضاً إذا اردتِ شراء أي شيء قولي فقط و سأحضره لكِ
ابتسمت ماتيلدا وقالت :شكراً لك عزيزي روك
ابتسم روك وقال :لم افعل شيء يستحق الشكر ايتها الطفلة ماتيلدا
واخرج روك هاتفه وبدأ يعبث بهاتفه كان الهدوء سيد الموقف وما هي إلا دقيقتين حتى مال رأس ماتيلدا على كتف روك ,نظر روك اليها وقال بصوت شبه مسموع :تنام بسرعة وفي أي مكان –تنهد وقال مع ابتسامة صغيرة :نوماً هنيئاً عزيزتي ماتيلدا ,هناك مفاجئة جميلة في الطريق
تحدث السائق بصوتٍ هادئ وقال :عفواً سيد ليّ
اجابه روك :ماذا هناك؟
تحدث السائق بصوت يعتريه القلق :عندي مشكلة أريد مساعدتك فيها.
روك :لِما لا تأتي إلى مكتبي في الغد ,ففي الحقيقة أنا مُرهق قليلاً و لا أعتقد انني سأفيدك في هذه الحالة
اجابه السائق بأدب :اعلم ان قضية سيدي الذي اعمل عنده كانت معقدة ولكن المشكلة التي اواجهها ليست صعبة كثيراً ,أو عليك على الاقل
قال روك في نفسه :ماذا أفعل ؟ثم اكمل وهو يحاور السائق :ما هي مشكلتك؟
ابتسم السائق بسعادة وقال :ِشكراً سيد ليَ
ابتسم روك وقال :لا شكرا على واجب أخبرني الان ما مشكلتك؟
تنهد السائق وقال :أنا ابحث عن أبي –صمت لُبرهة و أكمل :هو يرسل لي الرسائل و يخبرني انه بخير لكنني أريد أن اراه و يقول لي دائماً أو بالاصح يكتب لي في ختام كُل رسالة :أنتظر زيارتك و عنواني موجود بين السطور
ابتسم روك وتحدث بصوته الواثق :إذاً يُريدك أن تكتشف عنوانه و المكان الذي يسكنه من خلال العبارات التي يكتبها في رسائله ,إنها كالشفرة إذاً
اومأ السائق وقال :تماماً ,حاولت كثيراً ان استخرج مكانه لكنني افشل في كل مرة –نظر من خلال مرآة السيارة الامامية لروك و أكمل :و في اخر رسالة قال ليّ :إن لم تزرني غداً فلن تراني بعدها أبداً
اجابه الاخر :و أين تلك الرسائل؟
توقفت السيارة بأمر من اشارة المرور الحمراء حينها قال السائق :في المنزل لدّي هل نذهب الآن رجاءً
قال روك :لا بأس لا اعتقد ان الامر سيأخذ وقتاً طويلاً ولكن هل منزلك بعيد ؟-صمت لبرهة و أكمل :اذا كان بيتك بعيداً فأفضل أن يكون الامر غداً لأنني لست بصحة جيدة.
نفى السائق قائلاً :لا ,دقيقتان و نكون هناك
اومأ روك له وعاد للعبث في هاتفه وعاد جو الهدوء مجدداً لا تسمع سِوى نغمات ازرار هاتف روك ,ثم قال لذاته :لا أعتقد ان ايقاظها أمر ضروري ,سأنزل معه في المنزل و اساعده ونعود لن استغرق وقتاً طويلاً.
كان السائق يمشي بهدوء و كان الصمت هو الغالب حتى تزامن توقف السيارة مع تحدث السائق وهو يقول :وصلنا سيدي.
اومأ له روك وقال له :اترك السيارة تعمل فسوف انزل بدون ماتيلدا لن اوقظها.
السائق :كما تُريد ,لكنني افضل ان اغلقها من الخارج خوفاً من الصوص و ساترك النافذة نصف مفتوحة ليدخل لها بعض الهواء
روك :لا بأس بهذا
ترجل السائق من السيارة و بقي ينتظر خروج روك منها حتى نصف دقيقة تقريباً ,نزل روك و قال :عذراً على التأخير كُنت ارسل رسالة لصديق...
تحدث السائق بنبرته المهذبة وقال :من هنا سيد لي.
كان يسكن في شقة صغير في عمارة لا تزيد عدد شققها عن خمسة شقق
-         أُدخل روك في شقة صغيرة ,باب الشقة محصور في زاوية صغيرة وبعده ممر صغير يدخلك إلى غرفة المعيشة كان الاثاث متلاصق و كئيب في آن واحد...
دخلا و أجلس روك على كرسي وقال له :هل تُريد شرب شيء سيدي؟
نفى روك وقال :لا ,ارجوك بسرعة لا أريد أن نتأخر .- نظر له روك وقال:ما اسمك؟
ابتسم السائق وفتح الدرج و اخرج ظرفاً و اعطاه لروك وقال :ستعرف من خلال الرسالة
نظر روك له في شك وفتح الرسالة ,دُهش عندما فتح الرسالة ولكنه سرعان ما غير ملامحه وقال ببرود :انت ابن هذا...-لم يكمل و اضاف بعد برهة :لا أريد ان الوث لساني بذكر اسمه حتى
ظهر الوجه الاخر للسائق وقال بصوت غاضب :ايها الحقير ,نعم انا ابنه سيمون
ابتسم روك وقال بسخرية :لِما انت غاضب –نظر لأظافره وقال :اه علمت سبب غضبك –وقف و اكمل :لأنك ابن هذا الحقير بالطبع ستكون غاضب فمن يريد ان يصبح ابناً لهذا الشخص ,إذاً ماذا تريد مني ان أفعل به.
ارتفع صوت سيمون الغاضب وقال وهو يُخرج سكيناً :دع هدوئك ينفعك عندما تكون بقبرك
حدث روك ذاته :ماتيلدا شكراً لكِ ,تدريباتي معكِ افادتني.
ادخل يده في جيبه وقال بنبرته السابقة :استطيع تفادي هذه بسهولة–اكمل بنبرة ساخرة :أيها الغاضب
تطاير الشر و الغضب من عيني سيمون و اقترب من روك وهو يلوح بالسكينة بغضب ,وكان روك يتفادى ضربات السكينة لكنه شعر بأن طاقته بدأت في النفاذ فأنهى الامر و امسك بذراع سيمون ولواها و اخذ السكين منه وغرسها في الطاولة الخشبية وقال :ظننت انك...
قاطعه سيمون وهو يبتسم بخبث ويبتعد عن روك وقال :هل تعتقد أنني بحثت عنك طوال تلك السنين عبثاً...! وعندما تُصبح روحك قريبة مني اتركك تذهب هكذا ؟-اخرج جهازاً من جيبه و اكمل مع ابتسامة شريرة :ضغطة زرٍ واحدة و أُفجر السيارة التي تنام فيها تلك السيدة بأمان
صُدم روك وقال :مـاتيـ...لدا !!!
سيمون :أخرج هاتفك وضعه جانباً و أي حركة غريبة ستتمزق زوجتك إلى أشلاء
اخرج روك هاتفه و وضعه امام الطاولة وقال :حقير مثل ابيك تماماً ,ما دخل ماتيلدا هاه !!! ايها السافل
اكمل سيمون بصوته الخبيث :لا تقلق يمكن لروحها النجاة مقابل روحك
اجابه روك بسرعة :موافق ,لكن كيف اتأكد انها ستنجو أو حتى أن القنابل موجودة فعلاً
سيمون :توقعت مثل هذا السؤال ,انظر من خلال النافذة لقد وضعت قنبلة صغيرة جداً في الاطار ,لذا سأفجره ولن يحدث لها شيء فقط سيُفرغ الإيطار من الهواء
روك :هل هذه القنبلة مُتصلة بباقي القنابل؟
سيمون :قلت لك لا تقلق لن يحدث شيء فقط سيُفرغ ايطار السيارة بهدوء حتى دون ان يشعر احد
اخذ روك نفساً عميقاً ثم قال :حسناً اذا سأتأكد
سارا بإتجاه النافذة التي يستطيعون منها رؤية السيارة فضغط سيمون على احد الازرار التي معه فبدأ الهواء بالخروج من الايطار
حينها قال سيمون :هل تأكدت من وجود القنابل؟
روك :لكنني لم اتأكد من ان ماتيلدا ستبقى بخير حتى بعد ان تقتلني
اخرج سيمون مسدساً من الدرج و اوصله عن طريق سلك بجهاز القنابل الذي معه وقال :مع كل طلقة من هذا المسدس يبطل عمل قنبلة واحدة.
ابتسم روك وحدث نفسه :مسدس من نوع Makarova pm يتسع مخزنه لسبع رصاصات ,مسدس شخصي ليس سريع الاطلاق إذاً يمكنني أن اتفاداها –بدأ ينظر في الغرفة و اكمل :المكان صغير جداً ,الباب مُقفل و هو من النوع الحديث لا أستطيع فتحه بالطريقة التقليدية بالإضافة أن طاقتي بدأت بالنفاذ أي يوم سيء هذا.
نظر له سيمون وقال :ماذا ؟هل تتراجع عن قراراك الان ؟لِما انت صامت.
اجابه روك :نعم اتراجع ,فلِما أقدم روحي لك و بإمكاني ان انقذ ماتيلدا و انجو أنا
نظر له سيمون بشك وقال :وهذا يعني؟
حدثه روك :لن اجعل ماتيلدا تحزن على فراقي ,لذا سأنقذ حياتها و لن اجعلك تقتلني –اكمل في سريرة نفسه :اتمنى فعل هذا حقاً
قال له سيمون بسخرية :وكيف هذا؟
ضبط روك وقفته وقال :لأنك قدمت ليّ الحل على طبق من ذهب
بدأ سيمون يلوح بالمسدس وتحدث بوتيرة غاضبة :كلام المحققين السخيف الذي بلا معنى
نظر له روك ببرود وقال :عفواً سيد غاضب لِما لا تطلق فقد مللت الانتظار
كز سيمون على اسنانه غضباً وقال :حقير ,لن تستطيع الهرب
كان روك يراقب المسدس و يحادث نفسه :بيني وبينه مسافة قصيرة على هذا المعدل امامي اربع ثواني من ضغطه للزناد
و بدأ سيمون يضغط على الزناد بجنون ويلحق بروك الذي يحاول تفادي طلقات الرصاصات ويحسب في نفسه :واحدة ,اثنتان –ابتسم و اكمل :الطلقة السادسة..بقيت واحد...-تحسس بيديه ما خلفه و ادار رأسه و قال بصوت شبه مسموع :حُصرت
اتسعت ابتسامة سيمون التي امتزجت بصوته الغاضب وقال :لقد ,اخترتُ مكاناً صغيراً لكي لا تستطيع الهرب انت الان في زاوية قريبة من الباب و وددت لو يسمعك احدهم لكن هذا مستحيل فالمسدس مزود بكاتم للصوت و...
قاطعه روك وقال :لن اطلب النجدة ,صحيح انني حُصرت ولا يفصلني عن الباب إلا بضع سنتيمترات لكنني لست سافلاً مثلك لكي اضع حياة شخص بريء يريد ان يُنقذني فيموت هو
وضع سيمون المسدس على كتفه وقال بصوت ساخر :إذاً ستموت لتعيش تلك الفتاة ,فكما ترى لا مفر من الموت هنا ,إما ان تذهب انت وتموت هيّ , أو تموت هيّ و تحيا انت
ابتسم روك وقال بصوته الخالي من الانكسار و الذي يعلوه الثقة :روحي رخيصة في سبيل من أحب ,حتى انها لا تساوي تراب اقدامهم لن اتوانى عن دفع روحي لأحمي من أصبح جزأ من حياتي ,ماتيلدا وغيرها ممن ترخص الروح لأجلهم
-ضعفت طاقة روك اكثر ,و اصبح يتنفس بصعوبة-
زاد كلام روك الحقد و الغضب فأمسك المسدس بيديه وقال :لتذهب إلى الجحيم.
ابتسم روك وحدث نفسه :آسف ماتيلدا لكنني اريدك ان تبقي...
تزامن وقت ضغط الزناد بصوت وقوع شيء سبب ضجة كبيرة و انهمرت الدماء...
ليست دمائي –هذا ما اسره في نفسه - ,جحظت عيناه وقف و امسك بيدها وقال بصوت متقطع متفاجئ :ماتيلدا !!!
-كانت ماتيلدا قد كسرت الباب وجعلت طلقة المسدس الاخيرة تُصيبها بوقوفها أمام روك –
لم تستدر ماتيلدا لروك الذي كان خلفها ,لكن روك ادارها وقال بصوت مرتعش :هوي ماذا فعلتِ ؟الدماء إنك تنزفين لنذهب إلى المشفى بسرعة
اخذت ماتيلدا نفساً عميقاً وقالت :أحمق ,غبي الم تقل انك لم تجعلني اتألم لفراقك لذا لن اجعلك تفعل هذا
في حين نظر إليها سيمون بحقد وقال :كيف هربتِ من السيارة ,حقيرة لقد هدمتِ كل ما بنيته لقتله في ثواني
التقطت ماتيلدا انفاسها وقالت لروك :اترك يدي ودعني اتصرف معه
اجابها روك بصوت غاضب :لست احمقاً أو مجنوناً لكي افعل هذا ,هجومك عليه سيزيد من نزف الدماء ارجوكِ ماتيلدا دعينا نذهب الان حينها نستطيع انقاذك
-كانت دماء ماتيلدا لا تتوقف عن النزيف ,فقد جاءتها رصاصة سيمون قريبة من معدتها –
نظر سيمون وقال بصوت ساخر :اوه دمائك تنزف ألا تتألمين
وضعت ماتيلدا يدها على مكان الرصاصة وتجمعت الدماء في راحة يدها ثم نظرت اليه وقالت :ابداً ,لا أتألم –نظرت إلى روك وقالت له :ارجوك اترك يدي الاخرى لن اجعل حقيراً مثل هذا يهرب و يعود ليحاول قتلك مرةَ اخرى
بدأ روك بسحب ماتيلدا وقال وقد تجمعت دموعه في مقلتيه :قلت لكِ لنذهب – و اكمل في نفسه :هذا السيمون ألا يكفيه ما فعله ابيه بي!!
حدثت ماتيلدا ذاتها :روك تعب جداً لن يستطيع انهاء امره ,و انا على وشك السقوط ,رفعت صوتها وقالت :روك اترك يدي لن أُضيع وقتي وطاقتي الباقية في الثرثرة
شدد روك قبضته ونبرته حين قال :انني اعني ما اقول ارجوكِ دعينا ننقلكِ للمـ
قاطعته ماتيلدا وهي تقول بصوت شبه مسموع :آسفه روك –لكمت روك على معدته وقالت :ستمنعك من الحركة دقيقتان فقط حينها اكون قد انتهيت منه و ربما انا ايضاً –
ترك روك يد ماتيلدا مُرغباً بصعوبة واضعاً يده على معدته وقال بصوت مُتقطع مُتعب :عـ...و..د...ي
قال سيمون ساخراً :اوه لقد سقط ارضاً هل هو متعب بشدة؟
رمقته ماتيلدا بعيون مخيفة وقالت :حقير ,سأجعلك خلف قضبان السجن وتكسوك الجبيرة في كل مكان من جسدك
و اقتربت منه أخذت منه المسدس وبدأت تضربه بقوة ,بكل ما بقي لها من طاقة
وكان روك يحاول ان يستجمع طاقته من بعد لكمة ماتيلدا وقف مع سقوط سيمون ارضاً الذي كان يتألم من ضربات ماتيلدا ,ابتسمت ماتيلدا بنصر ثم نظرت لروك بابتسامة لطيفة ولم تتحمل تعبها اكثر ,فسقطت ...ركض روك إليها ورفعها وقال بدموعه :هوي ,لِما ,لما فعلتِ هذا سأتصل بالإسعاف –بدأ يبحث بعينيه ويقول :أين اختفى ذلك الهاتف اللعين الان –تذكر انه وضعه على الطاولة فأخذه و اتصل بالإسعاف – بعد ان اغلق سمع صوت ماتيلدا تقول :روك...عزيزي لن اعد الكاري لك بالغد آسفه
خلع روك سترته السوداء التي كان يرتديها فوق قميصه الاصفر وقال :لا تتكلمي اصمتي ارجوكِ سأقوم بعمل اسعافات اولية ارجوكِ اصمدي
امسكت ماتيلدا بيده وقالت :احبك للأبد روك –اغلقت عينيها بهدوء-
لم تتوقف دموع روك بل زادت بالانهمار وهو يحدث نفسه ويقوم بعمل اسعافاته الاولية في محاولة لإنقاذها :بسببي ,كل هذا بسببي لم انجح في حمايتك عزيزتي ,ان تفشل في حماية من تُحب امرُ مؤلماً حقاً ...ارجوكِ اصمدي ,لما هل سافقد شيء احبه للمرة الخامسة.
رفع صوته ونظر إلى سيمون وقال :أيها الحقير ألا يكفي ما فعله ابيك بيّ ,إن حدث شيء لها لن اسامحك ابداً ,ابداً
وصلت سيارات الاسعاف و الشرطة ,ودخلت الشقة من الباب المكسور كما وصف لهم روك بإختصار.
استدار لهم روك وقال بصوت مخنوق :ارجوكم بسرعة ,إنها في خطر محدق بسرعة ارجوكم
كان روك في حالة اضطراب و ارهاق شديدين ,يلوم نفسه ويفكر ماذا سيحل بها وماذا سيحصل له ,فشل في حمايتها بل إنها من حمته
____________________

فتحت ماتيلدا عينيها –كُل شيء ابيض هل انا في العالم الاخر ؟-ماتيلدا ...هوي ماتيلدا...-اسمع صوت ابني ريو اللطيف و اخي لينس –بالطبع لا بد انني رحلت عزيزي روك –هوي لِما لا تُجيبين-
فتحت ماتيلدا عينيها وبدأت تجول بنظراتها وتقول :ريو ,لينس ,خالتي جين ؟هل انتم تزرونني في العالم الاخر أم انا على قيد الحياة
تنهدت جين وقالت :انتِ على قيد الحياة و بالكاد ايضاَ
ريو :اردنا مفاجأتك لكن نحن من تفاجئنا ,حمد لله على سلامتك
ريوزاكي اكسلانس ذا شعرٍ ابيض طويل إلى كتفيه ,عينين زرقاوان كبيرتان حادتان ,طويل قليلاً ,نحيل القوام كان يتميز بالاناقة و الذكاء وحبه الشديد للقراءة وان يشرب القهوة ويتناول الحلويات عندما يقرأ ,يحب الحدائق و المشي وحده ,يكره السفر والاجتماعات ...في يوم عاصف تعرض والداه لحادث سير توفي والده مباشرة بعد الحادث بينما لفظت والدته اخر انفاسها بعد ولادته ...في المرحلة الثانوية في الثامنة عشر من عمره – التقى هو ولينس بماتيلدا و روك في مطعمِ في اوساكا و اصبحت ماتيلدا تحمل لقب "الأم الحنون" لريو , و روك "اخي الكبير " و جين "جدتي العزيزة"
لينس :اختي الكبيرة لقد كُنت قلقاً جداً ,حمد لله على السلامة
لينس جيكاس يتميز بشعر اسود قصير ، عينين خضراوان ، اطول من ريو بقليل ، لم يكن نحيفاً او سمينا بل كان ممشوق القوام ، ابيض البشرة ، مرح الوجهه مُبتسم  ,في الثامنة عشر من عمره ,يدرس الثانوية ,اصبحت ماتيلدا كالأخت الكبيرة له...و روك بمثابة اخيه الكبير و جين في مقام الجدة
بدأت ماتيلدا تنظر من حولها وكانت تحاول فهم الامر وقالت :لهذا كان المكان ابيض ,انا في المشفى الان لكن خالتي أين رو...
 لم تكمل ما قالته فروك ضمها بين ذراعيه بقوة وقال بصوتِ مرتاح :اخيراً فتحتي عينيك
ابتسمت ماتيلدا وقالت :أنا بخير
تركها روك بسرعة ونهض و سار بإتجاه باب الخروج من الغرفة وقال بصوت مرتفع غاضب لم يخلوا من القلق :حمقاء غبية متسرعة متهورة ماذا فعلتِ اكرهك –خرج من الغرفة-
نظرت إلى جين وقالت :ماذا يقول ,يكرهني !؟!
تنهدت جين وقالت :لا تلوميه كُنت في غيبوبة لمدة ثلاث ايام وكانت نسبة عيشك ضئيلة جداً ,كدنا نخسرك بسبب تهورك ,لو كنتِ قد استمتعي لكلامه منذ البداية لكان الخطر أشد
ريو :اصبحت الان ستة ايام لم يذق فيها طعم النوم
لينس :فهمت الان كلام روك حين قال انكِ متهورة ايضاً ,اصبحت أؤيده في عدم اخبارك أي شيء
جين :هو لم يخبرها بشيء ,لم اعلم بعد كيف هربتِ من السيارة و اكتشفتِ مكان الغرفة و عدة امور اخرى
تنهدت ماتيلدا و طأطأت رأسها وقالت :آسفه
ابتسمت جين وقالت وهي تمسح على رأسها :على كل حال هو لم يقصد ما قاله وخاصة كلمته الاخيرة.
اجابتها ماتيلدا بصوتٍ حزين :كُنت استمع إلى ما يقوله قبل أن ادخل ,لقد استرخص روحه لأجلي ولأجل حمايتي ,وبعد أن دخلت ورأيت ذلك الحقير و الحقد و الشر عرفت حينها انه قد يعود ويحاول اغتيال روك مجدداً
ريوزاكي :و جعلتي الرصاصة تصيبك ولم تكتفي بهذا بل انكِ بدأت بلكمه و ضربه حتى سقط ارضاً مما سبب نزيف اكثر
اومأت ماتيلدا ثم قالت :لقد قال قبل ان أدخل (روحي رخيصة في سبيل من أحب ,حتى انها لا تساوي تراب اقدامهم لن اتوانى عن دفع روحي لأحمي من أصبح جزأ من حياتي ,ماتيلدا وغيرها ممن ترخص الروح لأجلهم)
لينس :ذلك العجوز –تنهد –و الان أين ذهب
جين : الحقيقة أمر واحداً فقط –تنهدت و اكملت :يحاول ان يُريح نفسه بطريقته الخاصة ,روك الطفل لن يتغير فسيمون اعاد له ذكريات اليمه
حدثت ماتيلدا نفسه :لقد جعلته حزينا ,اسفه عزيزي لكن هذا ما يجب ان يحدث –استدارت لريو وقالت له :ريو...
استدار لها ريو وقال بابتسامة :ماذا.
تحدثت ماتيلدا بصوت يغلب عليه الرجاء :امممم احضر لي كوباً من الماء رجاءً
اطلق ريو ضحكة خفيفه ثم قال :اعتمدي عليّ في ذلك
لينس :وهل إحضار كوب من الماء يحتاج الاعتماد ,احمق.
اجابه ريو بسخرية :غبي مثلك لن يفهم –نهض و استدار لماتيلدا و اشار لها اشارات ذات معنى (ثقي بي)
ابتسمت ماتيلدا و أومأت برأسها
خرج ريو من الغرفة وبدأ يمشي و يتجول بين الممرات ,لِمح روك جالساً على أحد الكراسي كان مطأطأ رأسه و الارهاق هو صفة جسده من بعيد اقترب وجلس بالقرب منه و قال :اهلاً أخي الكبير –اكمل في نفسه :انا سيء في المواساة في العادة لكن اتمنى ان انجح هذه المرة
اخذ روك نفساً عميقاً ولم يغير جلسته أو يرفع رأسه :اهلاً اخي ريو
ريو :مابك؟
نفى روك برأسه و قال :لا شيء
ابتسم ريو و قال :تكذب ,أرفع رأسك وحدثني
اخذ روك نفساً عميقاً وقال :اتركني وحدي
ريو :لا أستطيع –رفع رأس روك و قال له :حدثني انا افهمك تكلم لا تكتم بداخلك
روك :الامر مؤلم وحسب
ريو :لإن...-نظر إلى روك وكأنه يريد ان يُكمل روك ما بدأه هو-
روك :لأنني فشلت
ريو :كُلنا نفشل ولكن يجب ان لا نكرر فشلنا
روك بصوته المخنوق :ليس فشلاً عادياً –نظر إلى عيني ريو وقال :لقد فشلت في حماية من أحب.
عانقه ريو بقوة و قال :تكلم أنا اسمعك
اخذ روك نفساً عميقا وبدأ يتكلم بسرعة ويُخرج كل ما في داخله :كانت نائمة ,نزلت مع ذلك الحقير عندما طلب مني المساعدة لم ارد ان اوقظها لإنها كانت تعبة ولم تنم جيداً ,لم اعلم انني وضعتها في سيارة مليئة بالقنابل ,لا اعلم حتى كيف علمت بالامر و اتت الى حيث ما كُنت أنا و جعلت الرصاصة تُصيبها تلك الحمقاء اردت أن احميها لأنني حينما أُقتل أنا بالرصاص الخارج من المسدس سيُبطل مفعول القنابل ,كله بسببي أنا السبب أنا من وضع حياتها في خطر بسبب سيمون وعلاقتي بأبيه
ريو :اسمعني أخي الكبير سأقول لك شيء ما فعلته أمي ماتيلدا ليس بسببك بل لإجلك ,لإنها تُحبك لم ترد ان تتذوق الم فراقك هل تفهمني ,الست انت من تقول دائماً إنه ليس بسببك بل إنه لأجلك
تركه ريو ومسح دموعه التي كادت ان تسقط وقال مُمازحا :في السابعة و العشرين وتبكي ؟ماذا تركت للأطفال
عانق روك ريو بقوة وقال :إنه تراب دخل عيني فقط –صمت للحظة فأكمل :شكرا لك أخي
ابتسم ريو وقال :حسناً ,يجب أن اعود ويجب عليك ان تجد تعويضاً لكمة "أكرهكِ"
ابتسم روك وقال :حسناً
مشى ريو بضع خطوات ثم استدار وقال :صحيح أخي اكثر من تناول السمك و العنب و الذرة
تنهد روك ثم قال :إذاً اكتشفت الامر
ريو :حسناً لقد فقدت ماتيلدا كمية كبيرة من الدماء ,احتاجت متبرع بالدم و بالطبع انت هو ,لذا يجب عليك تعويض الدم الذي فقدته
روك :من الجيد ان فصيلة دمي O استطعت حينها اعطائها بعضاً من دمي –اخذ نفساً عميقاً و اكمل :ريو لا تخبر احداً وخاصة ماتيلدا لا أريدها ان تعلم
ريو مُندهش :لا تخبر أحداً...! –صمت لبرهة و اضاف :لا تقل لي انك لم تخبر جدتي؟
نفى روك برأسه وقال :لا
ريو :كيف لم تعلم؟
روك :فعلت الامر بطريقتي الخاصة
تنهد ريو وقال :كما تُريد
عاد ريو للغرفة وبيده كأس ماء وقال مبُتسماً لماتيلدا :كأس ماء بارد
فهمت ماتيلدا وقالت :لن انسى لك هذا المعروف
لينس :كُل هذا التأخير لكأس ماء
جلس ريو وقال بهدوء :أنه ليس ماءً عادياً أنه ماء حملته يد المحقق العظيم ريوزاكي اكسلانس
تنهدت جين وقالت :يا الهي بدئا من جديد
بعد نصف ساعة كان ريو و لينس و ماتيلدا وجين يتحدثون ,دخل روك وبيده باقة من الورود الحمراء الجميلة و اعطاها لماتيلدا وقال :اتمنى لكِ الشفاء العاجل
اخذتها وقالت :ِشكراً لك
ابتسمت جين وقالت :انظري خلفكِ
ادارت ماتيلدا رأسها وكانت هناك الكثير من الورود و الازهار بجميع الالوان و الشكولاته السويسريه و غيرها من اشكال الحلوى الذيذة فقالت عينها :وااااو من أين كًل هذا
ابتسم ريو وهو يأخذ احد الورود ذات اللون الابيض و اعطاها اياها وقال :هذه مني
اخذتها ماتيلدا وقالت :ِشكراً لك –اخذت البطاقة التي عليها و بدأت بقراءتها بصمت –كُتب فيها (اتمنى لكِ الشفاء العاجل أمي الحنون) –ابتسمت ماتيلدا لريو برقة وقد فهم ما كانت تعني
في حين اعطاها لينس علبة شكولاته من النوع الراقي وكان يبدو غالياً ايضاً وقال :وهذه مني إلى اختي الكبيرة
اخذتها ماتيلدا و اتسعت ابتسامتها وقالت :شكراً لكما ,احبكما كثيراً –ثم وجهت نظرها إلى كميات الورود و الشوكلاته الكثيرة الباقية و قالت :و الباقي ؟
روك بلا مبالاة :من المعجبات
ابتسمت جين وقالت :و المعجبين
ردد روك كلامها بلا مبالاة :معجبين
ابتسم ريو ثم قال :ماذا هل يشعر اخي الكبير بالغيرة؟
اكمل لينس بسخرية :حتى العجائز يملكون هذا الشعور ,العجوز يغار
نظر اليها روك و تظاهر بالغرور :هاه!! أغار مِمَن ؟-اقترب من ماتيلدا و اشار على قلبها وقال :هنا روك فقط  فلما اغار و ايضاً قد تكون هناك زاوية صغيرة جداً لريو و لينس وخالتي جين و جوليم
نظرت له ماتيلدا وقالت :هوي انت لما تُقسم قلبي كما تُريد
اجابها روك بصوت واثق :لأنني املكه
قاطع حديثهم رجل يدفع عربة طعام قد وُضع عليها صحن من الحساء و طعام اخر مُفيد لتقوية الجسد وقال :حتى هنا تتشاجران ,لقد استيقظتِ للتو يجب ان ترتاحي ...
اتسعت ابتسامة ماتيلدا وقالت :جوليم انت هنا .
جوليم ,متوسط الطول ,شعره بُني ,حادّ العينين ,ذا وجهه مبتسم,يمتلك بشرة سمراء قليلاً ,ذو جسدٍ متوسط يميل للسمنة يبدو في العقد الرابع من عمره , اعتنى بريو منذ أن كان صغيراً ...
ابتسم جوليم وقال :حمد لله على سلامتك ,لقد استغللت شهرتكم جميعاً للدخول إلى مطبخ المشفى و اعددت لكِ طعاماً لذيذاً سيعيد لكِ نشاطك
اتسعت ابتسامة ماتيلدا وقالت :أنا محظوظة جداً
في حين اقرب جوليم عربة الطعام من ماتيلدا قال روك بنبرة جادة :كيف علمتِ بكل ما حدث؟
امسكت ماتيلدا بالملعقة وقالت :لن اخبرك شيء حتى تنام
نظر روك اليهم وقال :من اخبرها؟
رفع الجميع كتفه بعدم معرفة وقالو بصوت واحد :من يعلم
نظر روك اليهم ثم نظر اليها وقال :لعلمك ايضاً هم لم يناموا طول تلك الثلاثة أيام
تنهدت ماتيلدا وقالت :اذهبوا للنوم جميعكم
لم يجيبها أحد ,وضعت المعلقة وقالت :إذا لن أكل ولن اعمل بنصائح الطبيب وعندما تزيد حالتي سوءاً ستكونون انتم السبب –كتفت يديها واغلقت عينيها وقالت :سوف ابدأ العد للعشرة وعندما أفتح عيني اريد كل واحد في سرير في هذه الغرفة الكبيرة و تذكروا إن لم تفعلوا ما امرتكم به فأنتم السبب فيما سيحصل ليّ لاحقاً –صمتت و اضافت وهي لا تزال على حالتها ,شددت في نطقها وقالت :انتم السبب
بدأت بالعد :واحد ,اثنان ,ثلاثة ,اربعة ,خمسة ...حتى وصلت للتسعة فتحت نصف عين وقالت :تسع ونصف –فتحت عينيها وقالت :عشرة
ابتسمت وقالت في ذاتها :هذا افضل شيء فيهم يكرهون ان يكونوا سبباً في إيذاء احد يالهم من لطفاء احبهم كثيراً ,لقد وجدت نقطة أخرى لصالحي – استلقت على السرير وبدأت تُحدث نفسها وتتذكر :ماذا كان يقصد ذلك السيمون؟ ولماذا كان يُريد قتل روك ؟و ايضاً اعتقد ان روك له علاقة به ...ربما غير مباشرة لكن لما يحقد عليه كُل هذا الحقد ؟
اعتدلت مرة اخرى و تناولت الطعام...
بعد ساعتين استيقظت ماتيلدا وقالت :كيف انام و اصحو من دون ان اشعر؟ -نظرت حولها فوجدت الكل على سريره –ابتسمت وقالت :من الجيد ان المشفى اعطتني هذه الغرفة الكبيرة و الخدمات الممتازة بالإضافة وضعت اسرة لهم يجب عليّ شكرهم
ضحكت حينما سمعت اصوات ريو ولينس و روك الذين كانوا يتكلمون وهم نائمون.
بينما كانت توزع نظرها بين ارجاء الغرفة وقعت عينيها على الباقة التي اعطاها اياها روك كانت على طاولة بعيدة قليلاً عن سريرها ,ابتسمت نهضت بصعوبة وهي تضع يدها على مكان جرها مشت بخطوات بطيئة هادئة اخذت الباقة وعادت إلى سريرها الابيض جلست وبدأت تتأمل الورد لمدة حتى لمع شيء من وسطها امعنت النظر وقالت بصوت شبه مسموع :ماهذا ؟-ادخلت يدها بين الورود الحمراء و اخرجت علبة صغيرة تُزينها بعض الكريستالات البراقة –قالت بصوتها الهادئ :روك ,ذلك الاحمق –فتحت العلبة ورأت بداخلها خاتم من الالماس على شكل اسمها باللغة الانجليزية Matilda ابتسمت وقالت :جمييييييييييييييييل –اخرجته من العلبة و ادخلته في اصبعها ظلت تتأمل فيه لمدة من الزمن وقالت في نفسها مع ابتسامة لطيفه :شكراً لك عزيزي روك –امسكت بالبطاقة التي في داخل العلبة وبدأت تقرأها في ذاتها : (اتمنى أن ينال اعجابكِ ,ولم اقصد ان اقول تلك الكلمة كُنت غاضباً ومتوتراً اسف و...احبكِ)
ابتسمت ماتيلدا بلطف وقالت بصوت شبه مسموع وهي تضع العلبة جانباً :انا ايضاً... –و غطت في نومٍ عميق-
اعلنت الشمس حضور يوم جديد حينما ارسلت خيوطها الذهبية لتداعب اجفان ماتيلدا التي استيقظت وقالت بملل :متى سأخرج
"بعد اسبوع" هذا ما قاله ريو وهو يسحب كرسياً ويجلس بالقرب من سرير ماتيلدا ثم قال :صباح الخير أُمي الحنون
ابتسمت ماتيلدا وقالت :صباح الخير ابني اللطيف
ريو :كيف تشعرين الان؟
ماتيلدا :انا بخير ,لكن لما بعد اسبوع
ريو :روك من طلب ذلك من المفترض ان تخرجي بعد ثلاثة أيام لكنه كان يريد ان تتلقي العناية الطبية حتى تتعافي تماماً و على كل حال هو لا يريدك ان تُصابي بالاذى مجدداً
تنهدت ماتيلدا وقالت :لست بحاجة إلى ذلك
اكتفى ريو ب ابتسامة في حين دخل جوليم و جين من الباب يدفعان عربة الطعام و يتبادلان الحديث
ابتسم ريو وقال :صباح الخير جدتي العزيز ,صباح الخير جوليم
ماتيلدا :صباح الخير خالتي ,صباح الخير جوليم
ابتسم جين و جوليم وقالا :صباح الخير
ادارت جين رأسها و تنهدت و وضعت يدها عليه وقالت :ألا يستيقظان وحدهما؟
ماتيلدا :لا أمل في ذلك
اقتربت جين و وقفت بين سرير روك و لينس وقالت :روك ,لينس استيقظا –رفعت صوتها :قلت استيقظا ....-بدأت تهزهما بقوة وقالت بصوت اعلى :حان وقت النهوض ..!!!
سقط لينس و روك من على السرير الصغير وقالا :مؤلم..!!!
تنهدت جين وقالت :يا الهي
ابتسم روك وقال :لقد اعتدت على الامر –نهض وقال :صباح الخير خالتي –استدار للينس ومد يده وقال :صباح الخير ايها الطفل
ابتسم لينس وامسك بيد روك و وقف وقال :صباح الخير ايها العجوز –استدار لجين :صباح الخير جدتي العزيزة
ابتسمت جين لهما وقالت :صباح الخير
ثم سارا إلى حيث ريو و ماتيلدا و جوليم وقال لينس بعد ان اقترب من ماتيلدا :كيف حال اختي الكبيرة اليوم؟
ابتسمت ماتيلدا :بخير
روك :صباح الخير ايتها الحمقاء ,صباح الخير اخي الصغير ,صباح الخير جوليم
قال الثلاثة :صباح الخير
ثم استدارت ماتيلدا لروك وقالت :لِما يجب عليّ البقاء اسبوع في المشفى؟
تنهد روك وكالعادة هو يخفي حقيقة انه قلق فقال :ليرتاح البيت من ازعاجك
ريو :لا تتشاجرا الان و اخبرينا ماتيلدا ,كيف علمتي بالامر
روك :لحظة ,لا استطيع التحدث او الفهم وانا جائع –نظر لعربة الطعام وقال :لما فقد ماتيلدا من تنال العناية ,لِما لم تحضروا لنا طعام الافطار ايضاً
تنهدت جين وقالت :اذهب و اشتر لنا انت
روك :هاه !! لما أنا
جين :اذهب بدون نقاش
تنهد روك وقال :حاضر –امسك بيدي لينس و ريو وقالو :تعالوا معي لن اذهب وحيداً سأشعر بالملل حينها
ريو :افضل ان اكمل قراءة كتابي على هذا المشوار الذي بدون فائدة
لينس :لما تُجبرني على الخروج ايها العجوز؟
روك :يجب ان تطيعوا اخاكم الاكبر
ذهبا مُرغمين و لم يخلوا خروجهم من الضحكات و الشجار و عادوا مرة اخرى.
وضعوا أكياس الطعام على الطاولة وقال روك :الان ابدئي سأكل و استمع
-         امسك بعصير ليمون فسحبه منه ريو وهو يعطيه علبة عصير اخرى : اشتريتُ لك عصير عنب
تنهد روك و قال وهو يأخذ عصير العنب : حاضر
حدثت ماتيلدا نفسها :كان من المفترض ان اُعد الكاري الان لا بل قبل ثلاثة ايام –تنهدت وبدأت بشرح ما حدث قائلة :بعد ان ركبنا السيارة ,اصابني النعاس و اردت ان انام ,لم أجد وسادة و قلت في نفسي لو وضعت رأسي على زجاج النافذة سيصطدم رأسي بها و اتألم من الطرق المتعرجة ,لذا لم اجد غير –كتمت ضحكتها :كتف روك
انفجر لينس و ريو ضاحكين وقالا :روك الوسادة
ادار روك رأسه وقال :سخيفان
اكملت ماتيلدا :حينها قال بصوت شبه مسموع بعد ان ظن انني نائمة كلمة "مفاجأة "هنا انا لم استطع النوم ,فاحترت هل افتح عيني و احاول معرفة ما يخفي ؟ثم قلت بالطبع لن يخبرني سأظل هكذا ربما اعلم بشيء عن الامر ,بقيت عيني مغلقتين و لم اسمع سوى صوت نغمات ازار الهاتف فعرفت حينها انه يحدث ريو بتكرار نغمات بعض الحروف عرفت انه يكرر كلمة "اخي ريو"
نظر روك اليها وقال :حقا انتِ صاحبة الذاكرة الفولاذية ,حتى هذا تحفظينه
ماتيلدا :لا تحسدني
ريو :على كل حال المفاجأة كانت امر قدومنا اردنا ان نقضي عندكم العطلة
روك :نعم فلقد اشتاقوا لنا
لينس :مخطأ العجوز من اشتاق
جين :اصمتا ودعوها تكمل
ماتيلدا :سمعت ذلك السيمون ومشكلته و بعد ان وصلت للمكان ,ابقيتني في السيارة بما انك كُنت تظن انني نائمة ,لكن قبل ان تنزل سمعت صوت انغام الازرار مجدداً فحرصت هذه المرة على معرفة فحوى تلك الرسالة والتي كانت (سأنزل الان ,تبدو عمارة صغيرة ,خمس شقق او حتى أقل سأحدثك لاحقا )
جوليم مُندهش :كما هو متوقع منكِ ماتيلدا
ابتسمت ماتيلدا وقالت :ِشكراً لإطرائك
روك :وأيضاً ؟كيف استطعتي الخروج من السيارة التي كانت مليئة بالقنابل؟
ماتيلدا :بعد ان نزلت انت ,بعد مدة شعرت بالملل فأخرجت حقيبتي لأقرأ كتاباً ريثما تعود وعندما كُنت اخرج الكتاب تدحرج احمر الشفاه الخاص بيّ تحت الكرسي فنزلت في محاولة لإستعادته وهناك وجدت القنابل
ريو :وعلمتِ حينها ان روك ايضاً في خطر
اومأت ماتيلدا وقالت :بدأت افكك القنابل بسكين وجدته في دُرج السيارة ,لم اكن معتادة على الامر ,وكنت خائفة من ان افشل لكنني في النهاية نجحت وخرجت من السيارة
لا تعبير على وجوه الجميع سوى التي تدل على الاصغاء
اكملت ماتيلدا :تذكرت رسالة روك وليس صعب اكتشاف الشقة الخاصة بسيمون و كسرت الباب و الباقي تعرفونه
تنهد روك وقال :حتى و ان كُنتِ ستبقين في المشفى اسبوع اعتقد انكِ تحتاجين عقاب –استدار لجين وقال :ام فقط أنا الوحيد من اُعاقب ؟
جين :بالطبع ستعاقب
روك : بالإضافة الى تلك اللكمة .
اجابت ماتيلدا بحزن : اسفه , كانت هـ - تنهدت و قالت : اسفه
وضع روك يده على رأسها ثم قال : قبلت اعتذار الطفلة الثرثارة
اخذت ماتيلدا نفساً عميقاً ثم قالت :هوي روك ,ما علاقتك بسيمون
نظرت جين لروك بحزن
في حين قال روك :قصة طويلة
ماتيلدا :لِما لا تحكيها؟
اضاف ريو :إن كان الامر لا يضايقك بالطبع
روك :بما انني اتذكر كُل شيء و ما حدث بالتفصيل وكأنه الأمس فلا بأس بسرد حكاية تذهب عنا الملل
لينس :هل سيمون على معرفة بكِ منذ زمن؟
ماتيلدا :لقد ظل يكرر أبي و والدي
روك :لنقل ان ابيه هو الذي سبب ليّ كل الالام في الماذي
جين :روك!!!
ريو :أخي ان كان الامر يُضايقك او يجعلك تحزن فلا داعي بالحديث عنه
روك :ليس بصلة مُباشرة ,ثم انتم لِما مستعجلون ..عندما أبدأ في سرد الحكاية مُفصلة لا أريد مقاطعات ,فبعد ان انتهي قولوا ما تريدون
جين بصوت قلق :هل انت مُتأكد؟
قال ريو :اخي أن كان الامر يُضايقك فلا تخبرنا
روك :انكم فردُ من العائلة –نظر إلى ريو ,لينس ,جوليم ,ماتيلدا و قال :ماذا هل تريدون معرفة علاقتي بسيمون أم لا ؟
اومأ الجميع وقالوا :نُريد
روك :حدث الامر قبل عشرين سنة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق