الأربعاء، 7 يونيو 2017

مسرحية " الدمية غريميك " الجزء الثاني و الأخير.



 الدمية غريميك



مجلجلًا حتى خفوت الضوء تدريجيًا و توقف حين أنير المسرح كاملًا معيدًا المشهد للورد الظلام و غريمه و السيد فارو الذي يقلب عينيه بينهما بلا فهم. 
يتحدث دريك شارحًا :" بشكل أكثر تبسيط ، أنه لن يقتلك لكن سيضعفك لأن حبك لأبنتك عائق له .. فهمت ؟".
تدخل لورد الظلام :" إذن لم يُصمم للقتل كشخص أعرفه لكن هذا يعني أنه قادر على التخلص منا و من غيرنا ".
نفى دريك :" لا , يستطيع التحكم فقط بنا في المنزل لذا أغلق أي طريق يمكننا من الخروج من هنا ".
استفسر السيد فارو :" لم ؟".
أجابه صانع الدمية :" لأن النظام لم يكتمل بعد ".
أسند اللورد يده و سأل بملل :" كم من طريقة هروب تملك هنا ؟".
لحقه السيد فارو مباشرة بالحديث :" يجب أن تجيب ".
تنهد السيد دريك و أجاب مستسلمًا :" عشرون ".
نهض فارو بتسرع :" يجب أن نجرب و نبحث فيها كلها ".
-" أخبرتك أنها مُغلقة كف عن العبث و كن عاقلًا " قال السيد دريك بطريقة تفتقر الأدب .
أسند لورد الظلام رأسه فوق يديه المعقودتين معًا :" آوه , حقيقة الشخص تتجلى سريعًا فالإنسان يتعب حينما يُكثر الأقنعة على وجهه ".
نظر له دريك بطرف عينه ثم حدث السيد فارو الذي لا يزال واقفًا :" يا سيد فارو ابنتك بخير صدقني , ما دمت لم تتدخل فيما لا يعنيك من أمور غريميك فلن تلقى مالا يرضيك "
وضع لورد الظلام كفه المغطاة بقفازٍ لا تُظهر إلا أصابعه النحيفة على فمه حيث اصطنع التثاؤب ثم قال :" يبدو أن الحقد سيقتل السلام ".
صرخ بهما السيد فارو :" أنتما الاثنان , جدا حلًا و فكرا ... أنا أريد ابنتي و مغادرة هذا المكان ".
ارتفع حاجب السيد دريك متسائلًا :" و ما يمنعك أن تفكر أنت ؟".
أحمر وجه السيد فارو غضبًا و استدار فأوقفه دريك :" أي مكان تذهب إليه سيكون خطرًا أبقى معنا غير هذا لا أضمن سلامتك .. نجوت مرتين لكن يقولون الثالثة ثابتة دومًا ".
ترك لورد الظلام الكرسي و خطى نحو السيد فارو , انتصب أمامه ثم قال :" أعتذر لك عن وقاحة أخي لكن ذهابك خطر عليك .. حافظ على نفسك لأجل ابنتك ".
دوى صوتٌ قوي ساخر :" يال الحنية " كان صوت غريميك لكن لم يظهر على خشبة المسرح.
تحدث السيد دريك بملل :" ألم تمل من هذه الدراما ؟".
-" لم تمنحني صفة الملل ".
-" سأتذكر أن ابرمجك عليها بعد أن أمل مما يحصل و أضع حدًا حقيقيًا لهذه المهزلة ".
تدخل الأب موجهًا حديثه للسيد دريك بتسرع :" إذن أنت تستطيع وضع حد الآن لكن يجب علينا أن ننتظر حضرتك حتى تشعر بالملل ".
أشاح السيد دريك بنظره عن فارو قائلًا بنبرة جادة :" أخبرتك لا استطيع فعل أي شيء _ صدقت أم لا فلا أهتم ".
تدخل لورد الظلام الذي كان يقف أمام فارو :" أيمكنك الجلوس رجاءً ؟".
كانت إجابة السيد فارو غير متوقعة حيث دفع بصاحب الجسد الضئيل حتى طرف المسرح.
لم ينظر السيد فارو خلفه و للورد الظلام الذي كتم انزعاجه بل سار نحو السيد دريك و أحاط بيديه رقبته .
لم يحرك الأخير ساكنًا بل كان يبتسم في وجه مهاجمه الذي يصيح به :" سأقتلك .. سأقتلك ".
بذات الأثناء استدار لورد الظلام و تنهد باستياء صائحًا :" بحق الجحيم ما دوري أنا هنا ؟" ثم أمسك بكتف فارو محدثًا إياه :" كف كف كف !".
لم يبعد السيد فارو عيناه عن السيد دريك بل رفع قدمه قليلًا و مررها تحت لورد الظلام فأسقطها.
-" آه " صاح لورد الظلام , ألتفت على الأرض يمينًا و شمالًا حينما سقط على خشبة المسرح بتورط .
ثم قال للسيد دريك :" أيها الأحمق أفعل شيئًا ".
ما فعل قول لورد الظلام إلا أن زاد ابتسامة دريك و تحديقه في وجه فارو الذي يحيط رقبته خانقًا إياه.
انتصب واقفًا مجددًا و لمّا هم بإيقاف فارو وجده قد ترك دريك و ارتمى على الخشبة ضاحكًا بمرارة واضعًا يديه على رأسه :" تبًا لك ".
تنفس دريك الصعداء و قال ريثما يجمع أنفاسه لأخيه المزمع :" هل ظننت حقًا أنه سيقتلني ؟".
لم ينتظر رد لورد الظلام بل ترك الأريكة قائلًا :" أعلم كم تحب ابنتك لكن أفعالك هذه تؤذيك و نؤذيها دون طائل .. لا تكن متسرعًا فهي بخير حتى الآن ".
مجددًا يضحك فارو ضحكته المريرة مكررًا كلمتيّ دريك :" حتى الآن ".
وضع الآخر يديه في جيبه مخبرًا :" أنت من سيقتلها إن لم تتعقل ".
بتر لورد الظلام حديثهما بقوله مشيرًا لأقصى يمين المسرح :" كفاكما و انظرا إلى تلك الغرفة !".

*يُسدل الستار *


الفصل الثاني – المشهد الأول

يكشف رفع الستار عن مسرح مُنار بأضواء صفراء برتقالية و جدرانٌ بألوان متعددة كلها صارخة.
ولج الثلاثة من يسار المسرح يتقدمهم دريك و خلفه الاثنين متجانبين .
استدار لهم دريك :" لا أدري كيف عُميّ قلبي و عقلي حينما وافقت عنادكم بأن نأتي إلى هنا و أصبحتُ أحمقًا لوهلة و أسأت لسنيّ حياتي الامعة بفعلي هذا ".
ضعفت وتيرة فارو و نظر ليديه بخمول :" ما الذي يحدث ؟".
أجابه دريك بفظاظة :" أخبرتكم أننا لا يجب أن نغادر غرفة المعيشة فبقية المنزل مليء بالأفخاخ و هذه الغرفة تضعف طاقة الشخص و ألوانها الصارخة تسهم بهذا بشكل مضاعف ".
-" حتى أنت ؟".
-" نعم ، لأن الأفخاخ تحتاج لمن يقوم بتشغيلها و هذا ما فعله غريميك لكن لا أتأثر بقدركم ".
صحح له لورد الظلام :" بقدرك فقط ، فأنا أيضًا لم اتأثر ".
سأله فارو :" لم ؟ لأنك أخيه ؟".
ابتسم لورد الظلام متحدثًا بغموض :" شيء كهذا ".
تقدم الجميع وسط المسرح حيثُ كان هناك صندوق كبير مغلق بقفل ذا رقم سري التف حوله الثلاثة.
سأل الاثنان السيد دريك :" ما هذا ؟".
أجابهم :" صندوق خردوات " ثم أكمل بسرعة للأثنين :" أنتما الاثنان لا تكونا أحمقان كالعادة و تصدقان أن الصوت الذي ستسمعونه صوت تروزا فعلًا ".
همس فارو للورد الظلام :" أخاك وقح ".
ضحك اللورد :" أعلم ".
أتى صوت غريميك :" ثلاث دقائق , أو سيكون الجزاء وخيمًا ".
-" ماذا تُريد ؟" قال فارو
فآتى صوت ابنته تروزا :" أبي أدركني ".
لم يجب الأب فقال دريك :" يا عاشق الدراما , ستنتهي الثلاث دقائق و أنت لا تفعل شيء سوى زيادة نسبة الدراما لديك ".
تجاهل غريميك قول صانعه حيثُ قال :" أربعة خانهم واحد فمات اثنان ".
رفع السيد فارو رأسه بعد صمت عدة ثوان ثم قال باستغراب :" فقط هذا ؟".
-" هل تسمع المزيد ؟" قال دريك.
-" لا " أجاب فارو
-" اذن نعم هذا فقط ".
-" هاه ؟ فقط هذا و ماذا نستفيد من هذه الترهات ؟".
-" أعمل عقلك ".
-" أريد ابنتي لا أن أعمل عقلي ".
تنهد لورد الظلام و صرخ بصوته الصغير :" كفى شجار كفى ! فكرا بقيت دقيقتان و ثلاثون ثانية ".
عقد السيد فارو يديه فوق صدره قائلًا :" لن أجيب عليه , لأجل ابنتي فقط ".
شكره لورد الظلام ثم زفر بيأس و قال :" أربعة , إنه يُمثل عددنا و  إن كان هناك خائن فسيكون د_ أعني أخي و الاثنان الميتان إما أنا و السيد فارو أو أنا و الآنسة فارو ".
سأل السيد فارو و هو يقترب من الصندوق :" لم أنت بكل الأحوال ؟".
سبق دريك لورد الظلام في الرد قائلًا :" لا وقت للفلسفة " و أكمل رغم ملاحظته تحديق السيد فارو بضيق نحوه :" عرفت الجواب قله دون ثرثرة فلا وقت لها ".
ردّ اللورد بنبرة آمرة أخيه :" أدخل الرقم , ثلاثة , واحد , صفر و صفر " ابتسم ببراءة مردفًا :" أسرع أخي ".
امتعض وجه السيد دريك لكنه أدخل الأرقام متذمرًا بحديثٍ غير مفهوم.
ما أن سُمع صوت فتح القفل حتى دفع السيد فارو دريك عن الصندوق قائلًا :" أنت لم ترد الانضمام إلينا لذا أنا أولى برؤية ما فيه أولًا ".
تمالك السيد دريك نفسه عن السقوط قائلًا :" من أخبرك أن هذا كنز سنباد !".
قبل أن يرفع السيد فارو الغطاء عاد صوت الدمية يصدح في كل ركن من أركان المسرح .
-" لا تفتحه .. و لا تنزله ".
ثم صرخ السيد فارو حيثُ خرجت يدان من الصندوق مليئة بالتجاعيد قبضت على يداه بقوة.

الفصل الثاني – المشهد الثاني

يكشف الدمية غريميك عن نفسه حيثُ يخرج من أسفل وسط المسرح محيطًا نفسه بغطاءٍ أخضر ثم تركه ينسل بطريقة درامية قائلًا :" لن تتركك اليد فكف عن الصراخ أيها العجوز ".
علّق لورد الظلام :" إنه وقح مثلك دريك ".
حاول السيد فارو ألا ينظر لليدين التي تكبله و قال :" ماذا تريد الآن ".
أجابه غريميك :" أولًا شرحٌ لحل اللغز ".
تقدم اللورد خطوتان مُجيبًا :" نحن أربعة , خاننا واحد فاصبحنا ثلاثة و الخائن لوحده أي واحد و اثنان يموتان أي صفر صفر _ حتى طفل الابتدائية قادرٌ على حلها ".
فارو :" ثانيًا ؟".
كان الجواب ضحكة مُجلجلة من غريميك الذي دثر نفسه بعباءته و اختفى !
-         ينزل من ذات المكان الذي ظهر منه لكن العباءة تخفي الفتحة –
تحدث السيد فارو بصوتٍ ضعيف :" ساعداني ".
وجه دريك حديثه للورد الظلام اثناء سيره لـفارو :" الغرفة بدأت تستنزف طاقته ، يجب أخراجه ".
صرّخ السيد فارو :" عظامي ستتحطم من هذه القبضة القوية ".
حث السيد دريك خطاه و ما أن همّ باغلاق الصندوق على اليد حتى رُفع من تلقاء نفسه و خرج منه دخان كثيف منعه من رؤية محتوى الصندوق
بذات الوقت جر لورد الظلام السيد فارو و بصعوبة تخلص من قبضة اليد التي تبدو كيد عجوز. 
أدخل السيد دريك يده في الصندوق الذي لا زال يخرج الدخان الكثيف. 
حذره السيد فارو بصوته الضعيف :" احذر ".
-" لاشيء في الصندوق ".
سأل لورد الظلام بذكاء :" و أسفله ؟".
أجاب الآخر على مضض :" ممر لغرفة سرية " استدار نحوهما مبدلًا نبرته :" لن نذهب هناك ، هذا العجوز لا يقوى على التحمل ".
-" الا تستطيع إبطال مفعول عمل هذه الغرفة ؟".
-" ليس و أنتما هنا يا عزيزي ، كما أنه حتى الخارج أصبح خطرًا ".
-" لم ؟".
-" اجهزة الليزر ستعمل على جعل عقلك الذكي هذا يضطرب ثم تصاب بالجنون !".
-" لابد أن أحدها أثر عليك حتى جعلت كل هذه الاشياء المجنونة في منزلك ".
تجاهل دريك حديثه و أشار للشرفة :" اخرجا ، و اغلقا بابها خلفكما " أكمل بنبرةٍ جادة تحذيرية :" دقيقة واحد فقط ثم تعودان ، جزء من الثانية يزيد أو ينقص سنكون كلنا في خطر " رفع يده مانعًا كلاهما حيث اوشكا على الحديث :" لن أجيب على أي سؤال ، بسرعة !".
سار فارو بمعاونة لورد الظلام إلى الشرفة و دريك خلفها بعدما تأكد من اغلاق النافذة بشكل جيد أسدل الستارة فاصبحا لا يرون شيئًا. 
جلس السيد دريك في منتصف المسرح تمامًا ثم صاح :" بأسم سيدك أناديك ، لتتجمع كل الطاقة هنا " ثم أشار على جسده. 
هبت رياح قوية حركت الستارة وعدة اشياء أخرى إلا أن السيد دريك ظلّ صامدًا كجبل لا تهزه ريح و لا يرعبه برق
هدأ كل شيء بانقضاء الدقيقة و عودة الاثنين للمسرح مجددًا. 
قال السيد فارو براحة :" هذا مريح للغاية ، لم أعد اشعر بذاك الخدر الذي اصاب كل اعضاء جسدي ".
لورد الظلام :" يجب أن ترتاح " قال ذلك ثم اردف  :" ارني يدك من فضلك ".
مد السيد فارو يده فعلق اللورد :" هذه قبضة ليد صناعية ، إحدى حيل غريميك ".
-" ما به أخاك ؟" تساءل السيد فارو مديرًا رأسه لدريك الذي مازال جالسًا وسط المسرح .
استشرف عاتقيه دلالة عدم الفهم ثم نادى بصوتٍ عال :" هييي ، دوردري ".
أدار رأسه لثانيتين محدقًا بغضب للورد الظلام فقال السيد دريك :" ماذا فعلت لتغضبه هكذا ؟".
ابتسم الآخر بمكر :" إنه لا يحب هذا الاسم ".
نهض دريك و تعبٌ يطفوا على محياه. 
استدار لهما مبعدًا بعض البخار الذي مازال يخرج من الصندوق و حينما مرّ عليه اغلقه قائلًا :" هو يريدنا أن نذهب للأسفل لكن ها أنا أقول لن أذهب و لا حتى على جثتي ".
السيد فارو :" و السبب ؟".
-" لأني أريد الحياة ".
-" و ابنتي ؟".
-" بخير ".
-" و ما أدراك ؟".
-" لا يمكن زحزحة الصندوق لكن يمكن كسره ، سنرى الغرفة من الأسفل و سترى ابنتك لكن في صندوق زجاجي عازل _ و يجب علينا العمل بشكل جيد حتى نستعيدها ".
-" أنا مستعد لأن أزهق روحي إن تطلب الامر " قال الوالد بأسى. 
-" غريميك لا يريد أرواحًا ، إنه يريد أن يبرز نفسه كإنسان لا كدمية ".
قطع هذا الحديث لورد الظلام و هو يشير إلى الصندوق :" إنه يُفتح ".
و تبدأ الانوار بالاضطراب من جديد و يُسمع صوت اغلاق الباب و فتحه 
و تكشف الانوار التي تمور عن غريميك و معه شخصٌ آخر و جيشٌ خلفهما. 
صاح الشخص الغير معروف :" يجب أن يُمنح سيدي الحرية ".
تحدث السيد فارو بفزع :" إنه صوت ابنتي ".
قال دريك :" ربما اخرجها من الصندوق العازل لكن لا يمكنه غسل دماغها بهذه السرعة ".
-" اذن ؟"،
-" تأثير مؤقت ، أحذر _ أين ذلك الصغير ؟".
-" لست أدري ".
-" تبًا " قال دريك بغضب ثم أعتدل و قال :" مللت من كل هذا الغباء ". 
صاح غريميك :" أرني ما لديك ، سأتحرر من سيطرتك و سأحكم العالم وحدي دونك _ لستُ مجرد دمية .. أنا انسان ".
ضحك الآخر ساخرًا :" يبدو أني برمجتك على أن تحلم في لحظات اطفائك دون علمي !".
-" أنا نسخة منك ".
-" لم تكن النسخة يومًا كالأصلي " و مد يده جانبًا فأمسك يد الشخص الآخر التي كانت تحمل سكينًا. 
جره إلى وسط المسرح و قال :" أنت مطرود أيها الحارس " فتح الصندوق و رمى الحارس كما أطلق عليه و أمسك السكينة بيده و بدأ يلعب بها و يقلبها في يده :" إذن غريميك ، دعني أنهي حياتك ".
وقف السيد فارو جانب دريك و قال :" ابنتي أولًا ".
تعالت ضحكات غريميك :" سأعيد إليك ابنتك شريطة أن تقتل من جانبك غير هذا ستموت ابنتك ". 
رفع غريميك أصبعين قائلًا :" أمامك دقيقتان منذ الآن " فرقع أصبعيه فأنارت جميع الأضواء فظهر لورد الظلام مُقيدًا تروزا و ابتسامة ماكرة ترتسم على محياه. 
أمره غريميك :" السلاح ".
فأخرج من سترته مسدسًا صاح دريك فور رؤيته :" صدقني سأجعلك تندم غريميك على جعله يمس مسدسي ".
سأل السيد فارو بحيرة :" ماذا يحدث ؟".
-" تحكم به ، لديه قدرة على العبث بعقول الاشخاص عن طريق الكهرباء ". 
-" هاه ؟".
تنهد دريك :" لا وقت ، ستقتلني أم ماذا ؟" ثم وضع السكين في يد فارو. 
كانت تروزا تنظر لما يحدث دون تعبير يظهر على محياها. 
تحدث غريميك :" هيّا ، أمامك ثلاثون ثانية ".
ثم أظهر صوتًا آليًا يعد تنازليًا الوقت المتبقي. 
لم يحاول دريك خلالها فعل شيء بل كان جامدًا. 
-" صفر " قال غريميك فوضع لورد الظلام المسدس  على جبين الآنسة فارو. 
تنفس السيد فارو بعمق فقال له دريك :" انهي الامر ، لست شخصًا تندم على قتله ".
أرجع السيد فارو يده للخلف و قدمها سريعًا متجهة إلى قلب دريك. 
لكنه توقف عندما دوت صرخة هزت أركان المسرح ثم قول تروزا بنبرة حادة :" إلى متى سأتحمل هذه المهزلة ؟". 
و بحركة قوية من يدها مزقت الحبال التي أحاطت يدها ثم سحبت المسدس و رمته لدريك و أطاحت بلورد الظلام أرضًا. 
التمعت عينا غريميك الزجاجيتان و صاح :" رائع ".
لم يتحرك لورد الظلام حيث ما زال تحت تأثير غريميك. 
حرر السيد فارو السكينة من يده و سار معانقًا ابنته. 
-" بابا " قالت تروزا وهي تضم أباها بقوة ثم قالت :" آسفة ، كنت قد اخفيت مهارات الكارتية التي امتلكها عنك لكن اتى هذا اليوم و انكشفت ". 
سار غريميك و خلال لحظة رفع دريك مسدسه و ابتسامة شر ترتسم على محياه. 
و هبط السيد فارو أرضًا و تفجرت الدماء ، أما تروزا فكانت بلا تعابير. 
تحدث دريك ممتدحًا :" أحسنت غريميك , خذها الآن قبل أن تنتهي المدة التي حددناها فنحن بحاجة لها _ لورد الظلام سيفيق بعد بضع الوقت تبًا له جعلني أقتل بنفسي هذه المرة ".
تساءل غريميك :" ألن تقتله ؟". 
ضحك دريك :" لا ، لن يكون من الممتع أن تعيش دون مخاطر " ثم أردف :" صغير أحمق , من اللحظة الأولى علمت أن هذه الفتاة تمتلك شيئًا لا تمتلكه غيرها أي فتاة و لما أراد أن يورطني قلبت الأمر عليه ".
و انسحب الثلاثة خارج المسرح فنهض لورد الظلام ضاحكًا بصوتٍ فاق حجمه :" و انتهت الجولة الأولى ".
نهض السيد فارو متحدثًا بحزن :" اتمنى ألا تطول الفترة الثانية _ ابنتي ".
ابتسم الآخر :" لا تبتأس , بل لا تمثل أنك مبتأس لأنها ليست ابنتك على كل .. أنا و دوردري نعرف هذا من الأفضل أن تنساك حتى لا تعرف أنك مجرد سارق أطفال تربي الفتيات ثم ترميهم لمن يريهم الجحيم _ آسف لكن حديث الحب يحمي كان مجرد سخرية ".
 حاول فارو تبديل الموضوع قائلًا :" سترة حماية الرصاص تسبب الحكة ".
ضحك لورد الظلام مجددًا :" سأسلمك للعدالة إلا في حالة تعاونك معي ".
بعثر فارو شعره و بانت ملامح جادة مختلفة قائلًا بنبرة مهنية :" لنبدأ الجولة الثانية _أعلم أنها ستكون طويلة لكن لا مفر ".

النهاية.