اصبحوا جميعا على طاولة العشاء ...
بدأت جيسيكا الحوار بنبرة مهذبة :اعتذر من الجميع عما قلته سابقا ...و بالاخص لكِ يا جوليا أنا اعتذر حقا
ابتسمت ماتيلدا ابتسامة نصر...
جوليا :لم يحدث أي شيء يا جيسيكا لا بأس ,ثم استدارت حول روك و قالت :ما الذي حدث في غيابي؟
روك :كنا جالسين و البعض يثرثر على رأسي ,لكن فجأة , و بحركة مفاجأة تدحرجت كرة إلى وسط الغرفة و بدأت تخرج غاز ...يبدوا انه الغاز المخدر او البعض يطلق عليه المنوم ,ويبدوا أن المجرم أخذ البعض و حبسهم في الغرفة لكي نتأخر عليكِ و عندما نعثر عليكِ من المفترض ان تكوني ميتة
جوليا :نعم صحيح منذ أن دخلت الغرفة عرفت الرائحة فتظاهرت بأنني سقطت نائمة و حبست انفاسي ,لكنني لم استطع ان استمر طويلا ,على كل حال اظن انني استنشقت كمية بسيطة فقط ,لذا استيقظت في الغرفة و سمعت صوت يتحدث و يقول "جوليا تموت في الكهف المظلم ,و كريستوف يموت و يتعفن في غرفته " لذا ظننت انه يتحدث عن خطته فرأيت ورقة و قلم على الارض و تركت الارقام وكنت واثقة بأنك ستستطيع حلها
روك :هكذا إذا ,لكن كيف علمتي بأنه غاز منوم ؟
جوليا :لقد سافرت بلدان كثيرة وجربت انواع الغازات ’غاز الضحك و غاز النوم و غيرها ...لكن الشيء الوحيد الذي لم اتوقعه هو انتِ – و اشارت إلى ماتيلدا – لم اتوقع بأن تكوني بهذه القوة ,كيف فعلتها
ابتسمت شانون وقالت بفخر :إن ماتيلدا حاصلة على الحزام الاسود في رياضة الكاراتيه و فازت بالمركز الثاني على مستوى البلاد
تحدث جيمس وفي حديثه قليل من الغضب :شانون !! لا تقولي اسم السيدة ماتيلدا هكذا ,كم مرة عليّ اخبارك ؟
شانون :اوووه جيمس ...إن ماتيلدا مثل اختي الصغرى و قد عشت معها سنيناً عديدة ,إني احبها كثيرا ,ثم طبطبت على ظهر ماتيلدا التي كانت تجلس بجانبها دائماً
قالت ماتيلدا بطبيعتها المرحة :إنها محقة ,اه صحيح كُدت انسى يا شانون
شانون :ماذا ؟
ماتيلدا :كم عدد نسخ المفاتيح للقصر ؟
شانون :هناك مفتاح اصلي و نسخة واحدة فقط لكل مفتاح غرفة
روك :و أين تضعونه في العادة ؟
شانون :في صندوق في المطبخ ,لكن منذ ظهور المسمى بالشيطان الاحمر و قبل ان تُنفذ الجرائم اعطيتها لأحد زملائي في العمل هنا و عندما تطلبونها يخرجها لكم
ماتيلدا :هل تعرض للخطف من قبل المجرم قبل قليل ؟
شانون :لا ,إنه هناك ذلك الشخص الذي يثرثر..,واشارت على شخص نحيف يجلس عند زاوية الطاولة
روك :هكذا إذا
لوكاس :وهل عرفتما كيف قُتل جدي ؟
اوليفيا :كيف يكون القاتل منا إذا قتل قبل ربع ساعة فقط من اكتشافنا للجثة ؟
روك :لم اكتشف الخدعة كلياً لكن تنقصني بعض الدلائل لهذا لن افصح بأي شيء
لوكاس :أعطنا الدلائل و الاشياء التي شاهدتها حول الجثة
روك :حسنا ... جثته مطعونة بأربع سكاكين من أعلى الصدر حتى أسفل المعدة ,مقابضها مبللة بالماء البارد ,على و حول الجثة ماء بارد ايضا
صوفي :و من هو الوريث ؟أين هي الوصية
جيمس :احرقها القاتل
كانت نبرة صوفي هادئة وتحمل فضول الاطفال ممن في عمرها :وكيف عرفت ؟
جيمس :قبل أن نخرج وجدت ورقاً محترقا في المدفأة و اذا اردتم يمكنكم الذهب و تفحص الأمر بأنفسكم
روك :سنفعل هذا بعد تناولنا العشاء
عند الساعة الحادية عشر انتهوا من تناول طعام العشاء فذهبوا إلى غرفة الجد مرة أخرى ...
اقترب لوكاس من المدفأة و نظر فيها و قال :فعلاً ,كلام جيمس صحيح فهنا رماد للورقة و ايضا هناك جزء لم يحترق
اقترب منه روك و أخذ ملقط الفحم الصغير و قال :حسنا سأحاول التقاطها ,ادخل الملقط في المدفأة و امسك الورقة الصغيرة التي لم تحترق بعد
اقتربت اوليفيا و نظرت إلى الورقة التي اخرجها روك و قالت :إنه رمز العائلة
توماس :إذا فعلاً الوصية قد احترقت ,إن ابي لا يضع هذا الرمز إلا للأمور المهمة
ماتيلدا :و أين الختم الان ؟
جيمس :في العادة يكون محفوظاً في صندوق صغير في مكان لا يعرفه أحد و توجد نسخة وحيده من المفتاح ولا تكون إلا مع سيدي و لكن بعد أن كتب الوصية حطم الختم مباشرة و جعله فتاتاً ...
روك :حسنا إذا تأكدنا أن الوصية احترقت سنعود للغرفة مجداً و يستطيع كل شخص العودة إلى غرفته بعد شروق الشمس لكي نطمأن و خاصة أن الضحية الثانية لم تمت بعد لذا بعد الشروق سنكون بأمان ,وسنجتمع غدا في الساعة الرابعة عصراً
و عادوا إلى غرفة المعيشة ...لم يستطع روك و ماتيلدا مناقشة امور القضية براحة فقرروا أن يتناقشوا عندما يعودوا إلى غرفتهما ...مضى الوقت ببطء دون حدوث شيء جديد كان الوضع هادئ جداً
____________________
طلع الصّبح وتبدّد الحلم ،وكانت المشكلة لا تزال شغله الشّاغل ،ولا يعرف كيف يحلّها
ايقظ روك ماتيلدا النائمة على الاريكة :هيا ,لنذهب إلى غرفنا الان
و ذهب الكل إلى غرفته ...
عندما دخلت ماتيلدا إلى غرفتها ,زال عنها الشعور بالنعاس و فتحت الشرفة و خرجت إلى الخارج تستنشق بعض الهواء النقي ...
روك :اريد أن انام اغلقي النافذة و ادخلي هيا
رفعت ماتيلدا صوتها لكي يسمعها من الخارج :أنا اعلم انك لن تنام الان ,ولن تنام حتى تحل الالغاز و الجرائم التي حدثت .
قال روك بهدوء وهو يرمي بجسده المنهك على السرير :من المفترض أن تأتي القوة المعززة في هذا الوقت
بعد لحظات ثم قالت ماتيلدا :روك تعال ,هناك شيء غريب
قال روك بتملل وعينيه مغمضتين:ماذا ؟
ماتيلدا :ايها الكسول تعال بسرعة قبل ان تطير
وقف روك و اتجه إلى شرفه وهو يقول متعجبا :تطير !
اشارت له ماتيلدا على أحد اغصان الاشجار و قالت :هناك
نظر روك عن كثب ثم قال بعجل :لما لم تقولي هذا قبلاً ايتها الحمقاء ,ثم خرج مسرعا متجهاً إلى الباب
لحقت به ماتيلدا وهي تقول :انت الاحمق ايها الكسول ,فلحقت به حتى اصبحوا في الخارج على شاطئ بحر الجزيرة , ضفافه فضية بلون الفجر ورماله ذهبية بلون الشمس ومياهه زرقاء بلون السّماء وقفوا أمام شجرة و قال روك لماتيلدا :إنه طائر الحمام الزاجل ,ايتها الحمقاء
ماتيلدا :ولهذا أنا ناديتك ,لم اعلم بأن الحمام الزاجل يعيش على هذه الجزيرة
وضع يده على رأسه وتنهد ثم قال :انا اريد أن اعلم كيف اصبحتِ محققة ! يا خرقاء انه من المستحيل ان نجد حماماً زاجلاً هنا ,لذا فهي اتيه من مكان أخر و قد تحمل رسالة ,أقترب روك من الشجرة ببطء و امسك بالحمامة بلطف ,ثم وجه نظره إلى ماتيلدا و قال :ارأيتِ هناك رسالة مربوطة في قدمها
ثم جلسا على رمال الشاطئ الذهبية ,و قطعا الخيط بحذر و فتح روك الرسالة فوجد أن ما كُتب فيها
السلام عليكم سيد روك.. سعيدة لقراءتك لروايتي.. بالرغم من ضغوط الحياة والعمل الا انني اشكرك على توفير الوقت لقراءتها..
.
لقد ارسلت رسالة بريد الى مكتبك الا انني لم اتلقى الرد.. عموما اتمنى بأن حمامتي اللطيفة قد وصلت اليك..
.
كنت اريد اخبارك بأن الحيايا لربما تختبئ خلف القش.. وأن الطيور احيانا تطير من رعب أحست به..
.
الحقيقة تنشق من حقيقة اخرى واعلم بأن الحقيقة واحدة فلا تضيعها بتهم كثيرة ..
.
كن كالطائر المحلق يرى من بعيد فريسته وانقض عليه كأسد جائع لا يرحم.. فالحيوانات اللطيفة لا تعيش ابدا
ابتسم روك وقال :لقد اتى معزز القوة في وقته إنها رسالة من الكاتبة وجدان
ماتيلدا :من اين حصلت على الحمام الزاجل !! إنه نادر هذه الايام
روك :إنها كما يُقال "شخصية خاصة"
ابتسمت ماتيلدا لثواني ثم قالت :ماذا يعني بأن الحيايا تختبئ خلف الغش ؟
روك :أنا لم انم مثلكِ وقد استوعبت الامر إلا يمكنكِ ان تجعلي عقلك يعمل قليلا ,إن الحيايا هي الثعابين و المقصود هو المجرم بينما القش المكان الذي يختبأ به
ماتيلدا :لكن ماذا عن الحقيقة تنشق من حقيقة اخرى
روك :ماتيلدا مابكِ ,هذا ليس من عادتك –تنهد :حسنا أحياناً ما نراه ليس هو الحقيقة ,ولكن من هذه الحقيقة نستنتج حقيقة أخرى و هذه الحقيقة تكون منشقة من الحقيقة الوهمية ...هل فهمتِ ؟
ماتيلدا :إذا هذه الحقيقة التي نراها هي القش ,و الحقيقة التي تنشق منها الحيايا المختبئة خلفها صحيح ؟
روك :صحيح ,وهذا ...-صمت فجأة –ثم أكمل :الشخص الكاذب هو الشيطان الاحمر
ضربت ماتيلدا على الرمل بقوة و قالت :هل عرفته ؟
ابتسم روك :لا أعلم بعد إن كان هو أو لا ,حسنا دعينا نجد حلاً للقضية الاولى فالجو منعش جداً هنا
أومأت ماتيلدا و التقطت عوداً خشبيا من على الارض و قالت :دعنا نحاول ان نرسم الجريمة فهذا يساعدنا
روك :حسنا ,ثلاث جثث كل جثة في غرفتها ,وبجانب كل جثة مفتاح للغرفة التي توجد فيها الجثة
كان روك يتكلم بينما ماتيلدا ترسم على الرمال,فرسمت ثلاث ابواب و بجانب كل باب مفتاح يؤدي للغرفة الاخرى
ماتيلدا :إذا ,إن سرقة المفاتيح سهله وليس كما قالوا فالمجرم يستطيع أن يدخل إلى الجزيرة من دون ان يشعر به احد من المكان الذي اكتشفناه
روك :نعم ,فهذه سهله نسخ المفاتيح ,ولكن شخص واحد يستطيع أن يفعل هكذا بالجثث
فرقعت ماتيلدا اصابعها ثم قالت :قد يكونان شركاء
نفى روك قائلا :مستحيل ,إن حل كل الالغاز في القضية الاولى
قالت ماتيلدا غاضبة :إذا فعلاً قد عرفت من هو القاتل...
ضحك روك برقة ثم اكمل:لكن ينقصني الدليل ,لذا لا تحاولي لن اخبركِ مهما حدث و الان دعينا ننتقل لقضية مقتل السيد كريستوف
ماتيلدا :حسنا ,بدأت ترسم وهي تتكلم :حسنا ,هنا السيد كريستوف نائم على السرير بفعل المخدر وهنا السكاكين الاربعة –ثم احضرت قطرات ماء من الشاطئ في راحة يدها ثم بدأت تقطرها من فوق حتى تسقط على كريستوف النائم في رسمها :و الماء البارد حول و فوق ا..ل..ج ,صمت الاثنان ثم قالا بصوت واحد :هكذا إذا –فرقعا اصابعهما ثم اكملا :الثلج
ثم مدد روك جسمه و قال :هوي ماتيلدا ,إذا كانت الكاتبة وجدان قد ارسلت الرسالة إلى المكتب أي انه قبل يومين ,فالمسافة من الجزيرة إلى مكانها هو يومين ,سنعيد ارسال هذه الحمامه لها و نكتب لها ورقة بإن ترسل لخالتي رسالة بأن تأتي الينا في اقرب وقت و ايضا بما ان جو اليوم ليس عاصف فسوف تصل بسرعة أكبر
ماتيلدا :لما لا ترسل الحمام الزاجل مباشرة إلى خالتي جين ؟
روك :إن المنطقة الريفية بعيداً جداً و بإستخدام الحمام الزاجل قد تحتاج خمسة ايام وهذا كثير جدا ,لكن بالبريد السريع من الكاتبة وجدان إلى خالتي فإنها خالتي ستأتي لتنقذنا
ماتيلدا :حسنا ,سأذهب لإحضار و رقة و قلم
روك :لكن حذاري من ان تخبري احدا
ماتيلدا :أعرف ,لأن إذا علم المجرم ستزداد نسبة الخطر
ذهبت ماتيلدا و عادت في دقائق و قالت وهي تعطي الورقة الصغيرة و القلم لروك :تفضل
اخذ روك منها القلم و الورقة وقال :شكرا لكِ ...لنرى إذاً ماذا سأكتب
إلى :الكاتبة وجدان
شكراً لكِ فلقد وصل معزز القوة في وقته تماماً .
إذا بقيت هنا أكثر سيكون الموت مصيري لذا ارجوكِ بأن ترسلي رسالة إلى خالتي بأن تأتي الينا إنها الان في قرية شيريا الريفية ,وشكراً لكِ مجدداً
المرسل :الاسد الجائع الذي لا يرحم ^_*
قالت ماتيلدا بسخرية بعد أن اغلق روك الورقة الصغيرة :لما هذا الوجه السخيف و ايضاً الكلمات الاخيرة سخيفة ايضا ؟
روك :لا بأس بإظهار السخافة احياناً ,ثم لا دخل لكِ ايتها الحمقاء ,فأمسك الحمامة بيدين حنونتين ثم قال :حسنا إذا لنربط الرسالة هنا و هيا الان طيري
ظل كل من ماتيلدا و روك يراقبانها حتى اختفت عن انظارهما
تحدث روك بصوت يدل على الراحة :هناك حقيقة واحدة ,واحدة فقط ستظهر قريبا
قالت ماتيلدا وهي ترسم بأصبعها دوائر على الرمل :أنت قلت انه لا بأس بالسخافة احياناً صحيح ؟
تعجب روك مما قالت فقال بنبرة متشككة :ماذا ستطلبين ان نفعل هذه المره ؟
لمعت عيانا ماتيلدا برجاء ثم قالت بصوت بريء :لنلعب بالرمال
وضع روك يده على رأسه و قال :رمال !!
اكملت ماتيلدا بنفس النبرة :نعم ,نشكل كرات من الرمل و كل يرمي على الاخر ....فالرمال تخرج الطاقة السلبية ,وتعطي الحيوية و النشاط ,هيا إذا تحركت ستتنشط الدورة الدموية و ينشط عقلك من جديد ...
ضحك روك و قال :حسنا القليل فقط ,ثم سنستحم ونخلد للنوم ,فعندما نجتمع سيحدث شيء شبه خطير
وكاد الوقت ينقضي ،وهما في لعب و مرح ،وأحاديث حلوة شائقة ،فنبّهى روك ماتيلدا إلى أن تستعدّ للرّجوع ،فاستعدا متراخين كأنّهما استيقظا من حلم جميل
____________________
الساعة الثالثة عصرا ...في غرفة المعيشة
كان الكل مجتمعين على الطاولة يتناولون الكعك و البعض يشرب القهوة و الاخر يشرب الشاي ...
قال توماس بضيق :إننا لا نعلم عدد ضحايا اليوم لكننا نعلم طريقة القتل
لوكاس ببرود وبلا مبالاة :يُطعن الرأس
صمت الجميع ,ففتحت ماتيلدا حقيبتها لتخرج المنديل فتعجبت مما وجدت ...فأخرجت ظرفاً وقالت :روك أنظر ماذا وجدت في حقيبتي
لوكاس :إنه من نفس النوع الذي استلمناه من قبل
استدار روك إلى صوفي و قال :متى قمتي بوضعه في حقيبتها ؟
تعجب الكل من تصرف روك و سؤاله المباشر لصوفي فقالت جوليا :وهل تتهمها ؟
روك :أنا لا اتهمها أنا واثق من ان من وضع الرسالة لزوجتي هو الشيطان او شريكه
لوكاس :إذا تريد أن تقول أن صوفي هي الشريكة
أومأ روك برأسه ,فقالت اوليفيا :لكنها صغيرة ولا تفهم شيئاً
روك :ولهذا هي الشريكة في الحقيقة كان فيها شيء غريب يثير الاهتمام لأول وهلة … شيء راح يستأثر باهتمامي شيئا فشيئا ,حتى أني نسيت كل شيء ماعدا النظر إليه والتحديق فيه … فقد أحببت أن أكتشف هذا السر ,وقد اكتشفته لأنها صغيرة وطفلة هي لا تعرف ماذا تفعل ربما قد قال لها شيء حول كنز أو أن تكون اميرة او الاشياء التي يحبها الاطفال في عمرها و اصبحت هي حلقة الوصل
قالت ماتيلدا وهي تهمس لروك :إذا هل هذه الخطوة الثانية
ابتسم روك و قال وهو يهمس لها :لم تنتهي بعد اصبري قليلاً
اظهرت صوفي وجهها المخيف و قالت وهي تنظر إلى روك :وماذا في هذا !!
همس روك إلى ماتيلدا :انتبهي سأستخرج منها معلومة مهمة ...ثم رفع صوته وهو ينظر لصوفي و يقول بسخرية :من علمك صنع هذا الوجه القبيح
توسعت عينا صوفي اكثر و اصبحت اكثر خبثاً :هل تريد أن اخبره ان يعملك كيف تصنعه
تصنع روك ضحكة قوية وقال :لا أحتاج أن اتعلم صنع مثل هذا الوجه القبيح بالإضافة إلا انه قد ذهب بعيـــــــــــــــــدا
غضبت صوفي و رمت الشوكة التي كانت بيدها نحو روك ,لكنه امسك الشوكه و لم تتغير نبرة صوته الساخرة وهو يحرك اصبعه السبابة يمين و يسارا :لا يجب على الاطفال اللعب بالأدوات الحادة
حاولت صوفي أن لا تبكي و تبقى قويه و قالت بصوتها الخبيث :انه هنا ولن يذهب إلى أي مكان بعيد كما تقول ايها....
قاطعتها وليفيا وهي تصرخ عليها :صوفي ...لا تكملي كيف تتجرئين و ترفعين صوتك على من هم أكبر منكِ
وذهبت جوليا إلى صوفي وهي تحاول ان تهدئها بينما قال لوكاس بعينين باردتين و نبرة خاليه من أي مشاعر :هل عرفت ما كنت تريد معرفته؟
ابتسم روك وقال :انت أذكى مما تبدو عليه
افترت على شفتي لوكاس ابتسامة يغلب عليها الحماس :قيل ان البعض لا يبدوا على حقيقته دائما
روك :نعم فالحقيقة تنشق من حقيقة أخرى
لوكاس :في أحد الكُتب التي تتكلم عن الذكاء "الحقيقة تماماً كالنص المشفر ,عليك أن تعيد ترتيبه لكي تحصل على النص الاصلي "
بينما بدأت اوليفيا تنظر الى لوكاس وهو يتحدث مع روك
روك :يبدوا أنك تمتلك ذاكرة حفظ قوية كما قيل عنك ,صمت لثواني ثم اكمل :ما رأيك ان نلعب لعبة بعد قليل وهذه اللعبة ستحدد إن كنت صديق أم شيطان
لوكاس :نعم امتلك ذاكرة قوية جداً ,و أنا مستعد للعب فلقد بدأت اشعر بالملل حقا
روك :حسنا إذا ,لنذهب
جيسيكا :لحظة من فضلك سيد روك
روك :ماذا ؟
جيسيكا :هل نسيت امر الرسالة؟
ماتيلدا :حسناً إذا سأفتحها و كانت الكلمات مقصوصة من الجرائد و الصحف ,و بدأت تقرأ ما كتب فيها
إلى المحققان ...
فلتخبراه عندما تغيب الشمس 1-
إنه إذا اختفت الغيوم 2-
يكون مجال رفض الغنيمة 3-
فبعد غروب الشمس اخذ الغنيمة يأتي اولاً 4-
الغنيمة ثقيلة و نفيسة جدا مثل حياة قديمة 5-
قديمة جدا تستحق العناء فإنها امرأته و سرية ايضا 6-
و بكشف السر للجميع ستكثر الغنائم , ليرسل بالمرسال 7-
لذا لا تجعل الغنائم تكثر وتنمو و لتأتي بأمان معها 8-
المرسل :الشيطان الاحمر
ثم صمتت للحظات ... وقالت :هذا فقط
اوليفيا :إنه كلام مبعثر ولا معنى له
روك :إنها رسالة مشفرة
توماس :وهل علمت ماذا تعني ؟
ابتسم روك وقال بثقة :ليس بعد ولكننا ايضا لسنا مجبرين على اخبارك بما ان الرسالة لنا أنا و ماتيلدا فقط
ثم وقف من الكرسي و اشار إلى ماتيلدا بأن تلحقه
جلسوا على الاريكة و وضعوا الرسالة على الطاولة و قال :حسنا إذا دعينا نفكر قليلا ً...
ماتيلدا :حذف كلمات أم احرف ,اسطر ام جملة
روك :لما الارقام في كل سطر ؟
ماتيلدا :قد تكون عدد الكلمات المطلوبة من السطر ؟
ابتسم روك و قال :ليست العدد بل الترتيب
ماتيلدا :صحيح ,إذاً لنأخذ الكلمة الاولى من السطر الاول و الكلمة الثانية من السطر الثاني ,اممم ...نعم صحيح حسنا لنكمل هكذا
روك :إذا سنحصل على "فلتخبره إذا رفض أخذ حياة امرأته ليرسل بأمان" !!
ماتيلدا :يبدوا أنها كتبها بسرعة و لم يفكر جيدا ,لإن مع ذلك الكلمات غير متناسقة ,والذي يثبت ما أقول أن الكلمات ليست بخط اليد او حتى الالة الكاتبة بل إنها قصاصات من الجرائد و المجلات وبما ان الرسائل التي كانت من قبل مختلفة ...
روك :وأيضا هناك شيء اخر فيها
ماتيلدا :نعم ,إن المقصود هنا هو توماس و زوجته و ايضا ان لا نكشف السر يجب ان نخبر توماس وحده ,لكن ماذا سيحدث أن ارسل رسالة بالرفض ؟
روك :سيقتله بدلاً منها
ماتيلدا :على كل حال يجب أن نخبره وهو بيده القرار مع انها لا تستحق إلا انني أعتقد انه سيموت بدلاً منها
روك :لما انتِ متأكدة؟
ماتيلدا :إنه يعشقها ,حسنا دعني اقول لك بإختصار انها الامور التي لا يفهمها الرجال ,لن تفهم قصدي حتى ترى ما سيقوله عندما نخبره
قال روك متشككا :حسنا إذا لنناديه
ذهبت ماتيلدا إلى توماس الذي كان جالساً بجانب زوجته فقالت لهما :عذراً على ازعاجكما لكن سيد توماس هناك موضوع خاص يجب أن نخبرك به
توماس :ما الامر ؟
ماتيلدا :حسنا أنا و زوجي لدينا موضوع يجب ان تحدث فيه معك على إنفراد
جيسيكا :أنا زوجته و يجب عليّ ان اعلم و اتي معه ايضا
ماتيلدا :أعتذر منكِ ولكن لفترة قصيرة ثم إذا اراد بإمكانه أن يخبركِ
جيسيكا :إذاً لما لا اعرف منذ البداية
ماتيلدا :اعتذر منكِ حقاً لكن الموضوع حساس جداً اعتذر منكِ مجدداً
توماس :حسناً ,ثم استدار على جيسيكا و قال :لاتقلقي سأخبركِ فيما بعد
ابتسمت جيسيكا :حسنا ,سأكون في انتظارك
ذهب توماس مع ماتيلدا إلى روك وجلسا على الاريكة فقال توماس :حسنا ما الامر المهم؟
روك :إنه متعلق برسالة المسمى الشيطان الاحمر
توماس :ماذا بشأنها؟
أخذ روك نفسا عميقا ثم قال :حسنا بإختصار لقد عرفنا معناها
توماس :وماذا فيها؟
ماتيلدا :هل تريد التفاصيل أم الامر المباشر؟
توماس :الامر مباشر
روك :حسنا لقد قال انك إذا لا تريده أن يأخذ حياة امرأتك ,وإذا لم ترد أن يحدث هذا ارسل له رسالة
احس توماس بالدم يتدفق في عروقه ساخناً و قال مصدوماً :ماذا قلت !
روك :ماسمعته سابقاً
قال توماس بنبرة تحاول تكذيب ما سمعته اذنه :لكن ...انت قلت ان الرسالة لك انت و زوجتك
روك :لقد كتبه لتخبروه ,حسنا إذا وكتب قبل المغيب يجب ان تسلمه الرسالة عند غروب الشمس .
توماس :ماذا سيحدث إذا ارسلت الموافقة؟
روك :سيقتلك بدلاً منها
صمت توماس لعدة دقائق يفكر وينظر إلى اصابع يده ثم قال بصوت جامد :موافق سأرسل له الموافقة
روك :هل انت متأكد ستموت انت بدلاً منها
ابتسم توماس و قال :اليست هذه نصيحة زوجتك لا زالت كلمتها تتردد في إذني عندما قالت " يجب عليك أن تحمي من تحب ولو كلف ذلك حياتك"
ماتيلدا :قلت لك ان تنسى هذه النصيحة
توماس :لا ,لا استطيع ان انساها حسنا على كل حال لا بأس ان اموت من اجل زوجتي و لأجل من أحب
ابتسمت ماتيلدا و قالت :ليت كل الرجال مثلك
قرصها روك في قدمها ,بينما هي تحاول ان تكتم ضحكتها
بينما أكمل توماس :حسنا إذا كيف ارسلها بأمان ؟
ماتيلدا :مع صوفي بالطبع
توماس :اليس هذا خطراً؟
روك :ابداً هي الوحيدة التي ستكون بأمان دائم
نظر توماس إلى ساعته و قال :يجب أن ارسلها الان
روك :حسنا إذا سنقول لهم انك ترسل رداً فقط و لن نخبرهم بما سيحدث
توماس :لما؟
روك :لإنه كتب إذا تم افشاء السر ستكثر الغنائم أي المقصود هنا الجثث
توماس :اممم..حسنا إذا
روك :لا تقلق أنا سأحميك ,بما انني عرفت الضحية سأحاول إلا تموت لأن الحقيقة ستظهر قريبا
توماس :شكرا لك...
روك :هل لديك واقية للرأس؟ أو أي شيء يمكنك حماية رأسك به
توماس :وحتى لو ارتديت لا نعلم متى سيقوم بعمله و قد يخلعها رغماً عني
روك :لا ,فلن نخرج من هذه الغرفة ابداً ومهما حصل و في كل الحالات سيرتكب جريمته هنا و في هذه الغرفة
توماس :تبدو واثقا
روك :نعم ,واثق جداً ,ثم و قف و قال بصوت عالي لكي يسمعه الجميع :اسمعوني رجاءً ...يجب أن ارسل رداً على رسالة الذي يسمي نفسه الشيطان الاحمر و الذي يجب ان يوصلها هي ...
قاطعته صوفي وهي تقول بصوتها الشرير و نظارتها المخيفة :أنا
جوليا :لكن هذا خطر عليها
صوفي :لا خطر عليّ ,سأذهب و اعود في عشر دقائق أو اقل ...حسنا إذا اين هي الرسالة ...
لوكاس :لن تدعها تذهب و حدها صحيح !
ماتيلدا :حسنا إذا يمكنها ان تقول الجواب هنا و هو سيعرف
جيسيكا :صوفي اخبرينا من هو الشيطان الاحمر ؟
صوفي :ليس هنا ...قلت لكم انه دائماً احمر
اوليفيا :إذا لم تريه ابداً بغير اللون الاحمر ؟
تحولت نظرات صوفي إلى البراءة وقالت بصوت حزين :ابداً ...و انا اتوق إلى رؤيته على كل حال استطيع ان اخبره ما اريد من خلال الاشارات ,فقد اخبرني انه يفهمني بمجرد الاشارات في أي مكان و أي زمان
ثم ابتسمت ببراءة :عندما أُشير له سيفهمني حقاً ولست بحاجة للذهاب إلى حيث قال
قالت ماتيلدا في نفسها "يالها من مسكينة قد تم خداعها بالكامل"
اوليفيا :هل هو بيننا الان ؟
صوفي :هل ترين شخصاً بلون احمر هنا !
تحدث روك بصوت مرتفع :حسناً إذا قولي له اننا موافقون ,ثم عاد وجلس على كرسيه وذهب توماس مرة اخرى إلى زوجته
صوفي :حسنا سأخبره
قالت ماتيلدا بصوت خافت :انني حزينة بشأن صوفي حقا ,لا أعلم كيف تم خداعها بهذه الطريقة
روك :لأنها طفلة ,على كل حال قد وصلت اليه رسالتنا
ماتيلدا :هيا اخبرني أي واحد هو المجرم ؟
روك :مستحيل لا تحاولي
مازالت ماتيلدا ...تعيد على روك نفس الطلب وهو يكرر لها نفس الجواب بينما عادت اوليفيا وجلست على الطاولة فلاحظت ورقة على الطاولة فقالت :رسالة
انتبه روك وذهب اليها و ذهبت معه ماتيلدا و اصبح الجميع حول اوليفيا فقالو لها اقرئيها ,ففتحت اوليفيا الظرف و بدأت تقرأ :
أيها المحققان استعدا للعنة ...
ماتيلدا :يبدو انه يخطط لعمل شيء اخر
روك :على كل حال يجب أن نحذر
لوكاس :متى وضعها؟
روك :اعتقد انه وضعها على حين غفلة منا عندما كنا نتجادل حول إيصال الرسالة
اقتربت شانون من ماتيلدا و هي تقول بصوت محذر و خائف :حبيبتي ماتيلدا ,ارجوكِ احذري
ماتيلدا :لا تقلقِ إن اقترب مني سألقنه درساً قاسياً
شانون :حتى في الظلام !! ,في الحقيقة لم يجب عليكِ ان تخبري احداً بنقطة ضعفكِ
اصبح صوت ماتيلدا حزيناً و قالت :حسنا... انتِ الوحيدة التي تعلمين السبب ,وحتى هو لم اخبره بالسبب
شانون :حسناً ...لا تقلقي فأنا ايضا سأحميكِ
ماتيلدا :إذا هل لدّي حارسان شخصيان ؟
شانون :اعتقد انه سيفعل المستحيل ,ثم قالت بصوت مرح و تداعب ماتيلدا لتخفف عنها حزنها :لا أعلم كيف اختار و أحب زوجته حمقاء مثلك
ضحكت ماتيلدا بقوة و قالت :شكراً لكِ شانون انني احبكِ كثيرا
اظهرت صوفي وجهها المخيف و قالت :الم أقل لكما ان اللعنة ستحل عليكما
استدار روك وهو يعود إلى مكانه و يقول بلا مبالاة :لا يهمني ,هوي ماتيلدا تعاليّ هناك شيء اود قوله لكِ
لوحت ماتيلدا لشانون بيدها و لحقت بروك و جلست وهي تقول ما الامر؟
روك :اسمعيني جيداً من الآن و صاعداً ,ستبقين بجانبي ولا تتحركي و ان حدث أي شيء تمسكي فيني فلا نعلم أي من الحيل سيستخدم و حتى في الظلام حاولي ان تكوني شجاعة و لا تبتعدي عني ....لا أعلم لما تخافين من الظلام كل هذا الخوف لكن يجب ان تتغلبي على هذا الخوف فإن المجرم يستغل هذه النقطة ارجوكِ ماتيلدا لا تتحركي ...
ماتيلدا :حسناً ...أما بالنسبة لخوفي من الظلام حسناً امر قديم لا تهتم له ,حاولت ماتيلدا تغيير الموضوع فقالت :ماذا ستفعل بشأن حماية السيد توماس؟
روك :حسناً ...لقد سألت الخدم إن كان لديهم خوذة فتسلل أحد الخدم للخارج من دون ان ينبته أحد و احضر خوذة و اعطيتها للسيد توماس سراً وقلت له ان يضعها بسرعة إن حدث أي شيء
قالت ماتيلدا متعجبة :متى فعلت كل هذا؟
ابتسم روك و قال :ومن تظنيني؟
بدأت ماتيلدا تغني و تقول :زوجي المحقق الذكي ...يكتشف الغامض و المثير .... يسعى دائماً ....
و ضع روك يديه على اذنيه و قال وهو يضحك :اصمتي فصوتك فضيع
تعالت ضحكات ماتيلدا و قالت :ارأيت انني مصدر سعادتك لقد جعلتك تضحك
قال روك متظاهراً بغرور :أنا ايضا مصدر سعادتك
فجأة انطفأت الانوار و انتشر الظلام في الغرفة و تعالت الاصوات المرتعبة ,وضع توماس الخوذة على رأسه و ابتعد عن زوجته لكي لا يعرضها للخطر بينما جوليا و اوليفا و لوسي و لوكاس و صوفي اقتربوا من بعضهم و امسك روك بيد ماتيلدا بقوة وهو يحاول ان يهدئها... كانت مرتعبة كثيرا و عادت إلى ذاكرتها ذلك اليوم عندما كانت فتاة في عمر السابعة في غرفة خشبية مظلمة كئيبة ...تجلس في زاوية الخوف تنظر بخوف فيدخل من الباب شخص كوجه شيطان مخيف ترتعد اكثر و تلتصق بالزاوية ويقترب منها وبيدها سوط و يضربها وهي تصرخ وتترجاه بإن يتوقف لكنه لا زال يضربها بقوة ولا يخرج إلى عندما تسقط على الارض من الضرب ...اصبحت تكرهه و تكره مشيته و شكله وكل حركاته كانت تقوم بألم شديد و تبكي...قطع هذه الذكريات روك وهو يسحبها إلى الخلف
و يقول لها :ماتيلدا ...اجيبي عليّ
لكنها لا تجيب فقط تنظر بخوف ...أحس روك بإقتراب احدهم منهما فوقف في مكانه وهو يترقب قدومه فوضع يده على جبين ماتيلدا و ابتعد إلى الخلف قليلاً
كان يريد أن يضربه لكنه لم يستطع فيد على جبين ماتيلدا و يد اخرى ممسك بها ماتيلدا الذي كان يحاول أن يجعلها تتكلم ,لكن ماتيلدا مازالت محبوسة في خوف الماضي
ارتفعت سكينة...و حاول كتم المه و صوته المتألم ولم يصدر أي صوت
و بعد دقائق من الصمت في الظلام الكل كان لا يعلم ما حدث وما حصل فجأة...
اشتعلت الانوار مرة أخرى و ازال روك يده المطعونة بالسكين التي لا تزال على يده من على جبين ماتيلدا و قال لها :حمقاء انظري ماذا فعلتي بيدي
ظلت ماتيلدا صامتة وتنظر إلى يد روك و ملأت الدموع اجفانها و تقول بخوف :أنا... اسفه
وجلست على الارض و بدأت تقول وتكرر و هي تبكي بحرقة :اسفه ...اسفه
بينما ذهبت م شانون لتحضر صندوق الإسعافات الاولية جلس روك على الارض و يقول :إنه جرح صغير ...ليس عميقا ...سنعالجه بالإسعافات الاولية
ما كادت تفتح فمها حتى اومأ لها بيده أن تسكت واضعاً سبابته على فمه ثم قال :كنت اعرف أنه يريد قتلك بطعنكِ في رأسك مستغلاً نقطة ضعفك وظن انه طعن رأسك لأنني لم اصدر أي صوت .. لكن لا بأس الان انتِ بخير الان ...الم يحن الوقت الان لتتخصلي من الماضي الذي يخيفك
اتت شانون بالإسعافات الاولية و قالت :ارجوك يا سيد روك تحمل الالم ,ثم ازالت السكينة من يده وقالت :لا بأس قليل من الام فقط ,فعقمت الجرح و ضمدته
مازالت ماتيلدا تبكي و تلوم نفسها تنهد روك و قال :انا بخير فلماذا تبكين هيا لما تبكين كثيرا منذ اتينا إلى هنا ... لا بأس لا شيء حصل ,انتِ فعلاً تبدين قبيحة و انتِ تبكين هكذا هيا اين ماتيلدا المرحة؟ ,واخرج منديلاً و اعطاها بيده المضمدة :هيا ... امسحي دموعكِ
اخذت ماتيلدا المنديل و ابتسمت فقال لها :اليست جميلة ؟تلك الابتسامة التي تشق طريقها وسط الدموع
قالت ماتيلدا وهي تمسح دموعها :نعم
بينما تعالت صرخة جيسيكا و تبعها صوت يقول :توماااااااااااااااااااااااااااااااس
ارتعبت جوليا وقالت :اخي ...وذهبت إلى جيسيكا
لحقهما الجميع و قال روك :ماذا حصل !!
اقترب روك و قال :لقد قُتل ...لإنه عرف القاتل بالطبع
لوسي :لما انت متأكد
روك :إن الخوذة كانت على رأسه لكنني اعتقد ان زوجته هي من ازالتها من على رأسه و لإنه لم يُطعن في رأسه ,اعني اذا اراد ان يقتله بما جاء في الرسالة فسيطعنه في جبينه و يموت و من المفترض ان في هذه الحاله ان القاتل ليس مجبراً على قتله و يضعف قوته و يخلف ما جاء في الرسالة إلا إذا عرفه توماس و الطعنة على الرئة و تبدو عشوائية وهذا يثبت ما أقول
كانت جيسيكا تبكي وتقول :لما تركتني وحيدة !!
اقتربت جوليا من جيسيكا وتقول لها :اهدئي ,ما رأيك ان نغطي جثته الان ؟
قالت جيسيكا و هي تقف لكن دموعها مازالت منهمرة :حسناً
رفع الخدم جثة توماس و وضعوه على الاريكة و غطوا جثته فأنتبه روك و قال :هناك ارقام تحت جثته
ماتيلدا :إنها بالدم
فذهب روك إلى جثته بسرعة و بدأ ينظر إلى اصابع يده و قال :هو من كتبها من دمه بإصبعه السبابة ,قلت لكم انه عرف القاتل
اخرجت ماتيلدا ورقة وقلما وبدأت تكتب الارقام التي كتبت بدم توماس ...
01001010 -01100001 -01110000-01100001-01101110
قال روك وهو يحاول التذكر :لقد رأيتها من قبل لكن اين ,ثم استدار إلى ماتيلدا وقال :يا صاحبة الذاكرة الفولاذية الم تري هذه الارقام من قبل؟
ماتيلدا :سأخبرك إذا اعطيتني تلميح
تنهد روك و قال :موافق
ماتيلدا :إن الشرح سيطول لذا سأقول بإختصار إنها الارقام في لغة الحاسب وتسمى الآسكي كود للحروف
لوكاس :إن عمي يعمل في شركة للحواسيب لذا اعتقد انه كتب هذه الارقام
ماتيلدا :لكنني لا اتذكر الحروف جيدا وما يقبلها من الآسكي كود لأن عددها اربعة وخمسون
لوكاس :أنا اظن انني احفظها لقد قرأت عنها مرة واحدة فقط قراءة سريعة لو قرأتها مرة اخرى او بتركيز لكنت عن حفظتها عن ظهر قلب حسنا ... قد اساعدكِ في تذكرها
روك :حسنا إذا لكن سنلعب اللعبة التي قلت لك عنها من قبل لكي نتأكد إن كنت العدو أم الشيطان
لوكاس :موافق
جوليا :نحن ايضا نريد أن نعلم ما معناها
ماتيلدا :سنرى إن كنا نستطيع إخباركم لا حقا
روك :حسنا إذا هيا
ذهب كل من روك و ماتيلدا و لوكاس إلى مكان بعيد عن البقية
روك :هل تعلم ما سوف اريك اياه عملته فقط اليوم حوالي الساعة الثانية و الربع للتسلية فقط ولم اعلم انني سأستخدمه على كل حال ,بضع دقائق لكي اكتب ما اريدك ان تراه
Miss Quinn ,18.46\20.198.73\12.26.77.49.13.26.19\62.82\
28.17.82.72\18.13.19.82.26.277.13\
كتب روك هذا في الورقة و اعطاها للوكاس و قال له :هيا أبدأ
لوكاس :لما لم تسألني مباشرة ؟
روك :اريد ان اختبر ايضا ذاكرتك أن كانت قادرة على مساعدتنا في الاسكي كود
اخذ لوكاس الورقة ثم قال :لقد عرفت اسم الكتاب انه السيد كوين الغامض للكاتبة اجاثا كريستي لقد قرأته بالامس
روك :صحيح
بدأ لوكاس ينظر إلى الورقة ويكتب في ورقة الاخرى وبعد اربعة دقائق اعطى لوكاس لروك الورقة وكتب فيها
من وضع الرسالة في حقيبة ماتيلدا
13.26.18.13.19.26
روك :إذا اجبت بنفس طريقة السؤال
لوكاس :نعم إنها سهله الحرف الاول من الصفحة التي اعطيتني ارقامها
روك :إذا جوابك هو "القاتل"
لوكاس :نعم
روك :حسنا إذا اثبت الان انك بريء
ماتيلدا :كيف!
روك :لأن الحقيقة ليست صوفي من وضعت الرسالة في حقيبتك إنما هو المجرم بنفسه ,ولو كان المجرم لقال صوفي لكي يبعد الشبه عن المجرم لكنني قلت من قبل ان صوفي هي من وضعتها لأتأكد إن كانت شريكة و أتأكد من صفة القاتل
ماتيلدا :هكذا إذا ,حسناً إذاً لنحلل ما تركه لنا السيد توماس
روك :حسنا إذا فكرا وتذكرا جيدا و أنا سأحلل بعض الامور
ماتيلدا :لحظة
روك :ماذا؟
ماتيلدا :التلميح
ضحك روك وقال وهو يرفع يده اليمنى المضمدة و يشير بسبابة يده اليسرى إلى يده :سأعتبر ما تفعلينه رد معروف على ما فعلته من اجلك
اجابته ماتيلدا :حتى لو لم يحدث هذا لكنت تحججت بحجة أخرى على كل حال سوف اعرفه من دون ان احتاج لمساعدتك
نظر روك اليها بتحدي ثم اخرج ورقة وقلم وكان يكتب بعض الاشياء
بينما ماتيلدا و لوكاس يحاولان و كانت تصدر بعض الاصوات مثل :نعم ...لالالا ... ان هذا الحرف في العادة يكون الصفر ...لا الحرف الذي تقصدينه يكون الرقم واحد هو الثاني ....
بينما روك كان يقول في نفسه وهو يرسم بعض الخطوط ويكتب بعض الكلمات في الدفتر "الجريمة الاولى عرفت متى قام بها و كيف ومن هو و قتل جوليا و السيد كريستوف ايضا عرفت الخدعة و اليوم ...اولاً اتى اليّ و اراد قتل ماتيلدا لكنه لم يفلح" ,ثم نظر إلى يده وتأملها قليلا صمت اكمل في نفسه "ثم ذهب وقتل توماس الذي اكتشف هويته ...لدي دليل في القتل الاولى و الثانية بسبب كذبته و الرسالة لا بد انه وضعها منذ الامس "
بعد خمسة وعشرون دقيقة ...
قالت ماتيلدا بصوت عالي :انتهينا
استدار روك نحوهما وقال :حقا !! ,ثم ذهب اليهما وقال :اروني
ادار لوكاس الدفتر لروك و قال له انظر
01001010=j
01100001=a
01110000=p
01100001=a
01101110=n
روك :
ماتيلدا :نعم اليابان
لوكاس :لقد سمعت انه كان من فترة في اليابان يجري احد المناقصات مع احد العملاء هناك
ماتيلدا :وااااااو إن هذا مدهش ان تكون له معاملات في دول اخرى
ابتسم روك و قال :لقد امسكت نصف الدليل ,شكرا لك سيد لوكاس لقد ساعدتنا بالفعل
لوكاس : العفو ...لكن هل ليّ بسؤال؟
سحب روك الكرسي و جلس وقال :بالطبع تفضل اسأل
لوكاس :هل اوليفيا ...أمممم ...لها طرف في الجريمة او شيء من هذا القبيل
روك :سيكشف كل شيء عما غريب...ايضا لم اعلم بأنك تهتم بها
احمرت و جنتي لوكاس وقال :حسناً...لقد اصبحت لطيفة عن اخر مرة رأيتها فيها
ابتسمت ماتيلدا وقالت :إذا ..يجب عليك ان تثق فيمن تحبه و اثبت انت دليل براءتها
لوكاس :حسنا ...إذن عن اذنكم سأذهب إلى امي
ذهل لوكاس بينما بدأت ماتيلدا الحديث مع روك قائلة بصوت قلق :روك
روك :ماذا؟
ماتيلدا :كيف اتخلص مما انا فيه ؟
روك :ماذا تعنين ؟
تنهدت ماتيلدا و قالت بضيق :حول خوفي من الظلام
و وجهت نظرها إلى يد روك بحزن ...
روك :إلا يجب ان اعرف السبب لكي أعطيكِ الحل ؟
تنهدت وقالت بحزن مكتوم و بصوت متكسر :في الماضي عندما كُنت صغيرة جداً ... بعد وفاة ابي تزوجت أمي رجلاً اخر وكان شرساً جداً معي ,كان يحبسني في غرفة خشبية بالية مخيفة في الظلام الدامس ويضربني بالسوط ويعذبني حتى اسقط مغشياً عليّ من شدة التعب و الالم ... ويجعلني طول اليوم هناك بلا طعام و إذا تكرم احظر لي طعام من فضلته هو و امي و يكون قد مضى منذ ان صنعته امي ثلاثة ايام ...و ملابس ممزقة بالية لا اصدقاء و لا أحد لدّي
تغيرت نبرة روك غلى نبرة هادئة وقال بإهتمام :و امك ماذا كانت تفعل ؟
ماتيلدا :لا شيء ,لأنها هي الاخرى تكرهني وتكره ابي و تعتبرني خطأ حياتها لذا كانت تسمح لزوجها بأن يفعل كل هذا بيّ بل انها احيانا تشجعه ,ثم تنهدت و اكملت : بعد خمسة سنوات هربت من المنزل اصبحت اخاف الظلام كرهت عيشتي وكرهت امي و تبنتني امرأة عجوز من عائلة ماربل و بناء عليها تغير اسم عائلتي وكان كل ابناءها لطفاء معي و كأنني اختهم حقا عشت عندهم اغلب حياتي وهي كانت كأمي الحقيقة فدرست في مجال التحقيق وتعلمت فنون الدفاع على النفس لكي لا يستطيع احد أن يضربني مثل زوج امي و عندما انتهيت من دراستي في مجال القضايا و التحقيق توفيت من ربتني و ابنائها اخذوا كل إرثها بينما أنا لم اقبل بأن اشاركهم في الإرث و قلت لهم ان السنوات التي عشتها معهم كافية و لا اريد اي شيء اكثر من ذلك و لهذا فتحت مكتب التحقيق لأرتزق منه و اعيش و شعرت انني وحيدة رغم انني على تواصل معهم لكنني قررت بعدها فجعلت شانون تأتي لمنزلي وتعيش معي كعاملة لكنها اصبحت كأختي الكبرى ..وهذا فقط ,ثم اخذت نفساً عميقا و قالت وهي تحاول ان تحبس دموعها و قالت مرة اخرى :فقط
اقترب روك منها وعانقها وهمس في اذنها قائلاً :لا بأس يا حبيبتي ,انتِ انسانة قوية رغم ما حدث معكِ إلا انكِ مرحة دائماً ...لكن لما لم تخبرني من قبل ,حسناً لا يهم الان على كل حال اسمعيني جيدا ...الشيء الذي لا تستطيع الذهاب اليه سيأتي لك يوماً
وطبطب على رأسها ثم اكمل :صدقيني ستتخلصين من خوفك ...انتِ ماتيلدا القوية
ثم مسحت دموعها وقالت :حسنا ...سأتخلص منه
فابتسم و طبطب على ظهرها وقال :فتاة جيدة
____________________
الساعة الحادية عشر و النصف في القرية الريفية شيريا
طُرق الباب ...
استيقظت جين و فتحت الباب و وجدت ساعي البريد وقالت :ماذا هناك ؟
الساعي :لدينا رسالة لكِ سيدة جين
جين متعجبة :لكن خدمات البريد لا تعمل في هذا الوقت
الساعي :إن المرسل شخص خاص لذا اوصلنا الرسالة مباشرة منذ وصولها
جين :حسناً إذا شكرا لك
اغلقت جين الباب وبدأت تغلب في الظرف و فتحته و تحجرت عيناها دهشة و قالت :الكاتبة وجدان !! ...ما الذي تقوله
ثم ذهبت و ايقظت صديقتها و قالت بخوف :كيتي ...كيتي استيقظي ارجوكِ
فتحت كيتي عيناها المليئة بالنعاس :ماذا هناك ...
فتحت جين خزانة الملابس و قالت بخوف :يجب ان اذهب إلى جزيرة كريستوف أنهم في خطر يجب ان اذهب
كيتي :انتظري سوف اذهب معك ...لكن لا توجد قوارب او سفن في هذا الوقت المتأخر
جين :سأبلغ الشرطة وهم سيوفرون لنا السفينة
كيتي :كم تبعد عنا ؟
جين :اعتقد عشرون ساعة
كيتي :إنها بعيدة جدا عن القرية
قالت جين بقلق :لهذا اقول لكِ لنذهب الان
قالت كيتي مرتبكة :حسنا ...سأغير ملابسي الان
____________________
وضع روك الغطاء على ماتيلدا النائمة وبدأ ينظر الى وجهها الحزين ويقول في نفسه "لقد نامت مباشرة بعد ان تحدثت اليّ كادت دموعي ستسقط مع دموعها لكن من الجيد انها لم تنزل او لضعفت اكثر ...لما لم تقل لي من قبل ...لقد رأيت حزناً كبيرا في عينها لم اعلم بأنها عاشت حياة صعبة ...لا بد انها كانت تبكي كلما تتذكر ما حدث لها ...لكنني واثق انها ستتخلص منه ,نعم هذا صحيح ماتيلدا قوية "و ابتسم وبعد عدة دقائق بدأ يقول في نفسه وقد تحولت ملامحه للجدية "كن كالطائر المحلق يرى من بعيد فريسته و انقض عليه كأسد جائع لا يرحم فالحيوانات اللطيفة لا تعيش ابداً ,لقد اكتشفت الحيايا المختبئة خلف القش و استخرجت الحقيقة التي تنشق من حقيقة أخرى و أنا اراقب الفريسة بقي فقط هجمة الاسد ...فقط ! "
كانت بقية افراد العائلة مجتمعة يحاولون تخفيف الام بعضهم
بينما شانون تراقب ماتيلدا من بعيد وتتذكر الايام التي عاشتها معها وقالت في نفسها "يبدو انها اخبرته اخيرا ...حبيبتي ماتيلدا كل مرة تتذكر هذا الامر تشعر بحزن كبير"
مضى الوقت حتى اشرقت شمس الصباح وذهب الكل في غرفته يرتاح و اتفقوا على نفس الموعد
ذهب روك و ماتيلدا متعبين إلى جناحهم ...و استلقوا على السرير فقالت ماتيلدا بصوت متعب :هل تعتقد أن الرسالة قد وصلت ؟
قال روك :نعم لأن الجو صافي وليس عاصفاً و اعتقد أن خالتي في الطريق لا تقلقي
ماتيلدا :حسنا نوماً هنيئا
عند الساعة الرابعة عصراً ...اصبح الكل في الغرفة ماعدا ...
ماتيلدا :أين السيدة جيسيكا ؟
لوسي :لا اعرف لم تأتي بعد ,ربما تتأخر قليلاً
بعد مرور سبع دقائق ...
روك :لنذهب إلى غرفتها
اصبح الجميع امام الغرفة يطرقون الباب لكن لا أحد يجيب ارتعب الكل فازدادت قوة الضرب كان الكل واضعاً يده على قلبه ...هل فعلها ؟
فتح الباب و خرجت جيسيكا و تقول بصوت نعس :ماذا ألا تجعلون الشخص يرتاح في نومه
شانون :نحن اسفون لإزعاجك سيدتي لكنك تأخرتِ وقلقنا عليكِ
قالت جيسيكا متعجبة :كم الساعة الان ؟
ماتيلدا :الساعة الرابعة و عشر دقائق
قالت جيسيكا محرجة :اسفه ...لقد غلب عليّ النعاس سأغير ملابسي و اعود معكم
بعد عدة دقائق خرجت جيسيكا و اعتذرت مرة اخرى و ذهبوا إلى الغرفة
و مثل اليوم السابق كانوا جالسين حول الطاولة و يأكلون الكعك و يشربون الشاي
لكن المختلف هذه المرة ان روك بدأ الحديث قائلاً للجميع :حسناً إذا هو اليوم الرابع و الاخير الذي من المفترض ان يُقتل الجميع فيه لكن هذا لن يحدث فسوف اقبض على القاتل قبل أن يتمكن من قتل أي شخص اخر
جيسيكا :هل عرفته ؟
روك :نعم ومنذ زمن
اوليفيا :من هو ؟
ماتيلدا :في الوقت المناسب ستعلمون من هو أم اقول في غسق هذه الليلة
ابتسم لوكاس و قال :يبدو أن الامر ممتع
اوليفيا :اول مرة اراك فيها مبتسم ومستمتع لشيء ما
لوكاس :حسنا لقد تغيرت بعض الاشياء
قالت لوسي مداعبة :لو اعلم انك ستصبح نشطاً ,لكنت قد اتيت إلى هنا منذ زمن
قالت جوليا وهي تضرب لوكاس الذي كان جالسا بجانبها بلطف :لابد أن هناك سبب صحيح
قال لوكاس خجلاً :توقفوا عن مضايقتي
و تعالت الضحكات على الطاولة
اظهرت صوفي وجهها المخيف و قالت :فلتضحكوا فاليوم سيموت الجميع
قال روك بثقة :وهل سنستمع لكلام طفلة مخدوعة !
لم ترد صوفي وعليه بل ادارت وجهها عنه
مرت الساعات حتى غابت الشمس عند الساعة السادسة ...
نظر روك إلى ساعته و ابتسم وتذكر عندما اعطته ماتيلدا هذه الساعة ثم وقف وتحولت ملامحه إلى الجدية و قال بصوت واثق خالي من التوتر او الانكسار :لقد حان الوقت
لوسي :هل ستكشف عن القاتل
ماتيلدا :نعم
جوليا :لكن اليس هذا سيجعل القاتل يسرع في تنفيذ ما قاله؟
ماتيلدا :لا ,فالسفينة اتيه في الطريق
قالت اوليفيا مندهشة :كيف !
اجابها روك :لنقل أنها القوة المعززة الطائرة ,ليس الوقت المناسب لشرح هذا الامر المهم هو ان النجدة في الطريق
لوكاس :حسناً تفضل سيد روك اكمل
بدأ الثنائي بالانطلاق في الحديث الثاني يكمل مابدأه الاول وهو يفسر ماقيل على لسان الثاني ...
روك :اولاً و ابتداءً من قضية قتل خالتكم لورا
ماتيلدا :الشيطان الاحمر هو نفسه الذي ارسل النقود لقتل خالتكم
روك :لذا يبدوا انه غني
ماتيلدا :وهاذ يخرج البعض من الشبهه و بعد ذلك ..
روك :اولاً قام بقطع و سائل الاتصال و قطع خطوط الهاتف
ماتيلدا :وهذا حدث قبل ان نصل إلى الجزيرة
روك :في الغسق الاول قد قُتل ثلاث اشخاص اولاً رأينا جثة دافيد وكان وجهه مشوهاً جدا وكان بجانب جثته ظرفا فيه مفتاح لغرفة سيبستيان و رسالة كُتب فيها جثة سيبستيان
وعندما ذهبنا إلى جثة سيبستيان كان وجه مشوه اكثر من وجه ابيه ثم وجدنا ايضا ظرف فيه مفتاح لجثة اوليفر و ذهبنا اليه و وجدنا جثته ايضا مشوه لكنها اقل تشويها من دافيد وابنه ,و من هنا تبدأ القصة
جيسيكا :ماذا تعني؟
ماتيلدا :لقد كانت الجثث مشوه جداً و نسبة ان تكون مزيفة هي اكثر من خمسين بالمائة
اوليفيا :كيف ؟
روك :يضع بديلاً له يلبسه نفس الملابس و نحن لم نكد نعرفها لولا الملابس ,انتم لم تتصوروا شكل وجوههم ,صمت للحظات ثم قال :لدرجة ان البعض عيونهم ليست في محلها
تخيلت اوليفيا شكل جثة اخيها و انهمرت في البكاء بينما لوكاس يحاول أن يهدئها
و اكملت ماتيلدا :لذا الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يفعل هذا هو شخص واحد
____________________
أما عند جين وصديقتها كيتي كانتا في سفينة الشرطة وهي تسأل المحقق وتقول له :ارجوك اسرع ... كم الوقت المتبقي للوصول ؟
محقق الشرطة :ساعة تقريباً اطمأني ارجوكِ
جين :أنا خائفة ان يكونوا مصابين
المحقق :لا تخافي لقد احضرنا فريق اطباء متكامل
كانت كيتي تحاول ان تضبط اعصابها و اعصاب جين وهي تقول لها :اهدئي ارجوكِ خذي شهيقا عميقا ثم زفير ...لا بأس سيكونون بخير
جين :لكن...
قاطعتها كيتي :من دون لكن ...انه روك كما قلتِ لي عنه لن يحدث له شيء اهدئي
تنهدت ثم قالت :حسنا ...سأحاول ضبط اعصابي
____________________
بدأ استعراض التحقيق مع المحققين روك و ماتيلدا
لوسي :انت تمزح صحيح !! كيف يمكنه ان يفعلها
ماتيلدا :ليس هناك مجال للمزاح هنا
روك : نعم خلف كل هذه المشاكل هو سيبستيان نعم فالطبيب هو وحده الذي يستطيع
تشريح الجثث و ان يعمل بها ما عمل دون خوف و بدون رحمة
ماتيلدا :بعد أن قتل ابيه و اوليفر قتل الخادم و البسه ملابسه و تظاهر بإنه هو الخادم المسكين المخطوف وكما ترون فأن اشكال اجسامهم متقاربة وبما انهم متقاربين في العمر ايضا ,لكنه كان في غرفة المعيشة و غير انوار الغرفة إلى نوع مطور أكثر ليستطيع التحكم بها عن بعد
توجهت انظار الجميع إلى اكوما الخادم الذي تظاهر انه مخطوف و حطم الجرة
متعمداً لكي نأتي ونصدق قصة انه مخطوف و ابتعد الذين كانوا واقفين بجانبه
,لكن قالت إحدى الخادمات :كيف...تقول ذلك هو من تطوع للذهاب لهم
روك :انتم قلتم ليّ انه اتى من عشرة أيام لذا فالاحتمال الاكبر أنه سيبستيان نفسه ...و بالنسبة للضحية التي حلت مكان سيبستيان هو الخادم الذي يأتي و يقضي الوقت بدلاً منه
شانون :لكن يا سيد روك إن كان يأتي و يذهب لا بد أن نرى أي سفينة او قارب ترسوا على ميناء الجزيرة
ماتيلدا :انتِ مخطأة ...فلقد اكتشفنا ميناء بعيد في طرف الجزيرة و يحتوي على قارب محطم
روك :حسنا ...و انتم تقولون انه كان يظهر فجأة و يختفي فجأة و الذي يساعدكم بالطبع ليس سيبستيان بل إنه الخادم الذي يأتي بدلاً منه ...لأن سيبستيان من النوع لنقل انه نرجسي لذا لن يخدم جده الذي يكرهه كثيراً أو ينزل نفسه لهذا المستوى و اعتقد ان هذه وجهة نظره ...اليس هذا صحيح يا اكوما ام اقول سيبستيان
اكوما :اكمل السخافات التي بدأتها ثم سأريك ...تتهم خادم مثلي بكل هذه الجرائم
روك :و ضعت خصلات الشعر متعمداً لكي نصدق ما قالته صوفي
ماتيلدا :حسنا في اليوم التالي و عندما اطفأت الانوار و رميت الكرة التي تحتوي على الغاز المخدر في كل الغرفة و التي اعددتها من قبل
روك :وبعد أن حملت البعض إلى غرفة اخرى لتأخر اكتشافنا للسيدة جوليا و السيد كريستوف ...بينما نقلت السيدة جوليا الى الكهف و نفذت خطتك
اكوما :انت قلت ان الضحية كريستوف مضى عليها ربع ساعة عندما اكتشفناه وهو مقتول و في الربع ساعة بل اكثر كنت معكم فكيف قتلته؟
ماتيلدا :لن تحتاج ان تكون هناك لقتله
قالت اوليفيا :ماذا تعنين؟
روك :بعد أن ذهب و وضع السيدة جوليا في الحوض ,ذهبت إلى المطبخ و اخذت الثلج الذي جهزته من قبل
جيسيكا متعجبة :ثلج !!
ماتيلدا :اولاً ملئ قدراً بالماء و وضع فيه السكاكين الاربع على شكل خط و وضعه في المجمد فأصبحت المقابض في الماء بينما نصل السكين خارج الماء
روك :و عندما اصبح جامداً ازاله من القدر فأصبحت مقابض السكين لا تتحرك بل ثابتة في وسط الثلج
لوكاس :إذاً اصبحت المقابض مثبتة في الثلج بينما نصلها خارج الثلج ...صمت للحظات ثم اردف :لقد فهمت ولهذا كان حول و على جثة جدي ثلج
ماتيلدا :صحيح ...دخل غرفة السيد كريستوف و خدره و كانت كمية المخدر كبيرة جداً بحيث ان السيد كريستوف لن يستيقظ ...
روك :ثم وضعه على السرير و علق الثلج في الثرية و بهذا و بدرجة الحرارة وكمية المخدر سيذوب الثلج...
لوكاس :وعندما يذوب الثلج ستسقط السكاكين على جدي بدون الحاجة ان يكون هناك احد
ماتيلدا :بالضبط ...لكن قبل ان يخرج و يذوب الثلج بحث عن الوصية لكنه صدم مما كتب فيها و رماها في المدفأة
روك :طبعاً طلبت من جيمس ان يبقي المدفأة مشتعلة طول الوقت لإن القاتل عندما يرى ما كُتب في الوصية سيشعر بالغضب و بالطبع سيفكر بالحل الذي امامه وهو حرقها
جيسيكا :لكننا لم نعرف ماذا كُتب في الوصية
روك :قبل ان اعود اليكم وعندما كانت ماتيلدا رهينة للجد اتفقت انا وجيمس و الجد على التالي
ان يحرق ورقة و يضعها في المدفأة لكن طلبت منه إلا يحرق مكان الختم لكي تتأكدون انتم و القاتل سيبستيان ان الوصية احترقت لكن الوصية التي رماها سيبستيان
قاطعته جوليا وهي تخمن :مزيفة؟
روك :لا إنها الاصلية لكنها لا تحترق
لوسي :كيف لورق إلا يحترق
لوكاس :لقد قرأت في احد كتب الكيمياء ,دعوني اقول لكم ما ذكر في الكتاب بالضبط
كلنا يعرف أن الورقة مصنوعة من الورق ، وأن الورق يحترق إذا أضرمت النار فيه ، ولكن طريقتنا الكيميائية هذه تجعل الورقة لا تحترق ! إننا نحتاج فقط لمحلول الشبة للقيام بهذه التجربة المسلية ، في البداية قم بإحضار محلول الشبة المشبع ، ثم اغمس الورقة في هذا المحلول عدة مرات ، ثم قم بتجفيفها وتنشيفها إلى أن تعود إلى حالتها العادية ، الآن حصلنا على ورقتنا العجيبة ، إذا كنت تشك في مفعول هذه التجربة فعليك بتجربتها والتأكد من النتيجة!
والمحاليل و الشب من معلوماتي هو ملح من محلولين الي هما كبريتات البوتاسيوم وكبريتات الألومنيوم ,,,
وصيغته الكيميائيه k2so4.Al2So4.24H2o
روك :بالضبط هذا ما فعلناه ,ثم نظر إلى جيمس و قال له :هل احضرت الوصية؟
جيمس :نعم ...لكن افضل قراءتها بعد ان تنتهي من شرحك
ماتيلدا :حسناً إذا ..وبعد ان خرجت عدت ولكن في لحظة عودتك
روك :أنا استيقظت ,وتظاهرت بأنك كنت مخدراً لكنك كذبت ,فلم تكن اثار النوم بداية على وجهك بالإضافة لم يصبك الصداع أو الالم نتيجة استنشاق المخدر و هذا يعني انك لم تكن معنا في الغرفة
ماتيلدا :واستمررت في تمثيلك دور البريء لكن و عندما اقتربت مني أنا و زوجي لكي تقول انا ان العشاء جاهز وضعت الرسالة في حقيبتي على غفلة مني لكنك وقعت في فخ نصبه لك زوجي
قال اكوما متشككاً :ماذا تقصدين؟
روك :عندما سألتك عن مكان السيدة جوليا لقد حددت موقعك وموقعها بسهولة و لكنك قلت سابقا انك كنت في مكان مظلم جداً و ترى من بعيد ضوء خافت لذا اخبرني كيف استطعت ان تحدد المكان بدقة؟
لم يجيب عليه اكوما بل بدأ ينظر فيه بغضب وحقد
فأكملت ماتيلدا :و انقضى اليوم حتى صباح اليوم التالي و عندما اكتشفت الرسالة و اخبرناك بموافقتنا و ضعت رسالة اللعنة السخيفة على الطاولة حين غفلة من الجميع و ثم اطفأت الانوار و اقتربت مني لتريد قتلي لكن ...,صمتت قليلاً وقالت بحزن :طعنت يد روك بدلاً من رأسي
روك :بعد ان ظننت أن ماتيلدا ماتت بطعنة في رأسها ذهبت إلى السيد توماس ,و اردت أن تطعنه في رأسه لكنك تفاجأت انه يرتدي شيء صلباً وبسبب الظلام لم تستطع التعرف على هذا الشيء او حتى نزعه و اعتقد أنك اصدرت صوت مثل "ماذا هذا "أو شيء من هذا القبيل وتعرف عليك و قال "اكوما" و ارتبكت و قتلته بحركة لا ارادية منك ,وهربت منه
اكوما :ماذا !!
ماتيلدا :لكنه لم يمت مباشرة بل وكتب بدمه الرسالة التي تقودنا اليك ,هل تعرف معنى الارقام !!
اكوما :و لما اهتم بأرقام لا تعني لي شيء
لوكاس :لأنك احمق يا سيبستيان معنى هذه الارقام "اليابان"
اكوما :أأنتم حمقى !! سيبستيان مات أنا اكوما و ما علاقة اليابان بي
ماتيلدا :توماس كان في اليابان قبل فترة لأجل امر ما لشركته ولا بد انه تعلم بعض الكلمات و من هذه الكلمات اسمك
تحجرت عينا اكوما دهشة لكنه لم يتكلم ..
فأكمل روك :هل تعلم ما معنى اسمك في اللغة اليابانية ؟إنه يعني الشيطان
عادت إلى ذاكرة جوليا شيء و قالت :لهذا قالت صوفي ان اخيها لم يمت ...اي حقير انت تجعل فتاة في عمر السابعة تتورط في اعمال شيطانية حقيرة ,لابد انك انت من علمها على كل شيء
روك :نعم فبعد أن يموت الكل ستكون الثروة كلها لصوفي لأن سيبستيان قُتل وسيعود اخيها ليعيش معها و يأخذ الاموال و يعيش معها و سيخرج من التهمه لإنه ميت و من المستحيل لطفلة ان تفعل كل هذا لذا ستبقى القضية لمجهول
بينما اقتربت صوفي من اكوما و قالت بصوت خائف :أخي
اكوما وهو يضع يده على رأس صوفي:يا عين اخيك ..لا تخافي
جيسيكا :إذا انت من قتلت زوجي ..قتلت عمك كيف تجرأت نفسك
ابعد كوما صوفي بلطف و قال لها :حبيبة اخيك ..اذهبي و اجلسي هناك
و ابتعدت صوفي عنه ,بينما تحولت نظرات سيبستيان و ازال القناع و قال ببرود :هذا صحيح وماذا في ذلك
لوكاس :أيها الحقير و تقولها برود
اخرج سيبستيان سكينة من ملابسه و قال :حسناً حان وقت اختتام حفلة الجثث
روك :وهل تعتقد أنك ستنجح ...
اصبحت جيسيكا بالقرب من جوليا بينما لوكاس و امه و اوليفيا تجمعوا في مكان بعيد و اختبأ كل شخص في مكان و انطفأت الانوار و اصبح المكان مظلماً فقط ضوء القمر الخافت المنعكس على نصل السكين و عاد خوف ماتيلدا و تراجعت إلى الخلف
و قال سيبستيان :حسناً يا حضرة المحقق روك لتكن الاول
فقال وهو يلاحق روك :نعم لقد قتلت الخادم و ابي الجبان ,وذلك الحقير كريستوف كتب كل الاموال للفقراء و جوليا
قال روك وهو يهرب :وهل تعتقد أنك تستحق كل هذه الثروة
سيبستيان :نعم استحقها ...
وضع روك قدمه في طريق اكوما فسقط , اقترب روك بهدوء وبجسد متراخي ليأخذ السكينة لكن فاجأه تدخل صوفي التي اقتربت بوجه غاضب و دفعت روك وقالت وهي ابتعد عن اخي
بينما استغل سيبستيان الفرصة و اخذ السكينة و نهض بسرعة و اقترب من روك الذي وقع على الارض ...حاملاً السكين و قال له قد حانت نهايتك ...بينما روك وقف وحاول الرجوع للخلف قال في نفسه "ماذا خلفي جدار !! "وبدأ ينظر حوله لكن الظلام حالك
وضع الكل قلوبهم على ايديهم لا يستطيعون الرؤية لكنهم يسمعون
خوف ...ترقب ...بينما ماتيلدا تنظر فقط لا تتكلم ...تريد الوقوف ...تريد التكلم ..لكن هناك قوة كبيرة تمنعها قوة من الحراك و التكلم
لكن ...طعنةَ في المعدة ...قطرات دماء تتساقط على الارض
____________________
كانت جين خائفة ..وهي تقول للمحقق :كم بقي
قال المحقق :اتفهم خوفكِ ..انظري اصبحنا قريبين ثلاث دقائق او اقل و نحن هناك
جين :حقاً؟
المحقق :نعم حقاً
كيتي :اهدئي لقد ازعجتي المحقق
جين :اكاد اموت من القلق و تطلبين مني الهدوء
المحقق :لا ,هي لم تزعجني ابداً أنا اعرف سبب قلقها لذا لا بأس و اطمئني يا سيدة جين سيكون كل شيء بخير
كانت كيتي جالسة بجانب جين و طبطبت على ظهرها :سيكون كل شيء بخير ...نعم كل شيء بخير
نظرت جين الى المفتش وفي عينيها طلب فعرف المفتش و قال :ماذا تريدين سيدة جين قولي ..ارى طلب في عينيك
جين :طلب اخير ارجوك اجعل الفريق الطبي جاهز ارجوك
ابتسم المحقق و قال :حسنا
وذهب للفريق الطبي و قال لهم :استعدوا سننزل الان ستنزلون قبلنا جميعا و بسرعة قصوى
____________________
تعالت الصرخات و كثرت التساؤلات ..هل قُتل ؟ هل مات؟
بينما انطلقت صرخة تقول :شانووووووووووووون
روك :هوي شانون اصمدي
سيبستيان :يالها من حقيرة ,وبدأ يبحث عن سكين اخرى
...بينما حملها و وضعها على كنب قريب من جيسيكا و قال لها :لا تنزعي السكين ابداً فهذا سيسبب تدفق الدماء بشكل اكبر
جيسيكا :إذا هل ...؟
روك بحزن و الم:نعم لقد اتت مباشرة و وقفت في وجهه سيبستيان الذي كان سيطعنني
شعر روك :بورقة قد دخلت جيبه وبدأ يقرأها وظهر الكتابة فقال في نفسه "إنها بذلك القلم"بينما اقترب سيبستيان مرة اخرى يريد قتل روك مرة اخرى فأعطى الورقة لجيسيكا و قال بسرعة :اصفعي ماتيلدا على وجهها ثم ضعي الورقة في وجهها و إذا شعرت أنها انتهت من القراءة اصفعيها مرة اخرى
قالت جيسيكا مرتبكة :لكن...
قال روك وهو يبتعد :بدون لكن و اذهبي بسرعة
كانت ماتيلدا تراقب وتسمع تريد النهوض لكن ...لا تستطيع اقتربت منها جيسيكا و صفعتها على وجهها و وضعت الورقة فيه وجهه ,وضعت ماتيلدا يدها على خدها وبدأت تقول في نفسها "إنه خط شانون لقد كتبتها بذلك القلم " و اكملت القراءة في نفسها ما كُتب في الورقة "سيد روك لم ارى ماتيلدا سعيدة بهذا الشكل من قبل وهي تتحدث عنك لذا لا يجب أن تموت انت لأنك سعادتها ولا اريد لماتيلدا ان تحزن مجددا لا اريدها ان تخسر سعادتها ...احمها للأبد "
ثم نظرت إلى جيسيكا التي كانت تحمل الورقة ,فعرفت جيسيكا انها انتهت فصفعتها مرة اخرى ..و تبع الصفعة صوت روك وهو بقول بصوت عالي :انهضي ايتها الجبانة
بدأت ماتيلدا تفكر في نفسها و تقول "فعلاً...لما أنا اخاف الان ...ضحت شانون بحياتها من اجلي بينما انا..."
بينما اقترب سيبستيان بالسكين من روك وقال :ستحين نهايتك الان
ابتسم روك و قال :انت مخطأ انت من ستحين نهايتك
لم يفهم سيبستيان كلام روك وقال وهو يقرب السكينة منه ..ستم...
لم يكمل ما قاله فقدم ماتيلدا شطرت نصل السكين نصفين تقول بصوت عالي و غاضب :سأريك أنا لن اخاف من أي شيء بعد الان وبدأت تلكمه و تفرغ كل غضبها وهي تضربه في معدته ورأسه وتقول بغضب :هذه من اجل يد روك ...وهذه من اجل شانون ...وهذه لأجل الكل و خذ هذه و هذه ,وبدأت تكلمه و تضربه بقوة حتى سقط على الارض من التعب و لكمات ماتيلدا القوية و ذهبت إلى شانون و سمعوا صوت رسوا السفينة فقال روك :لقد وصلت خالتي
حملت ماتيلدا شانون بين يديها و خرجت بها وهي تركض للخارج و اصبحت امام السفينة...
نزلوا الاطباء بسرعة من السفينة و باقي فريق الشرطة دخلوا للقبض على سيبستيان
ركبت ماتيلدا السفينة مع الفريق الطبي يعالجون شانون
بينما جين نزلت من السفينة وهي تركض لروك و عندما رأته احتضنته وقالت له :ابني ..هل انت بخير
ثم رأت يده ومسكتها بيديها الحنونتين التي تملؤها التجاعيد وقالت له :ماذا حدث لها
روك :ليس شيء سيئاً ..انه امر بسيط ..بل امر جميل...
قاطعته وهي تسحبه :ليس شيء بسيط هيا إلى الطبيب وليس الوقت لترينا مواهبك الشعرية ماذا قال ..قال لي شيء جميل هيا
تنهد روك و قال بابتسامة :خالتي ...
قبل أن يخرج من الغرفة قال روك :لحظة ...جيمس اقرأ الوصية الان
قال جيمس :حاضر سيدي ,فاخرج ورقة من جيب سترته و قال وهو يقرأ
إلى احفادي و ابنائي ...هذه الجزيرة تذهب إلى اوليفيا و اوليفر و نصف ثروتي إلى ابنتي جوليا و الربع إلى لوكاس و الباقي للفقراء و المشردين
ثم اغلق الورقة و قال :فقط
لم تبدي جيسيكا أي انفعال فقالت لها جوليا :سأعطيك نصف حقي
ابتسمت جيسيكا و قالت :لا...لا اريد فأنا سوف استمر فيما كان يفعله زوجي ...ولم اعد اهتم حقا بمسألة الارث,ثم رفعت رأسها ثم اكملت : بفضلها لقد تعلمت الدرس حقا
ابتسمت جوليا و قالت لها :تعنين ماتيلدا صحيح ؟
اومأت جيسيكا برأسها و قالت :نعم
لوسي :اوليفيا ستعيشين معنا بداً من اليوم ,ستعودين لمنزلك تأخذين ما تحتاجينه و نعود سوية
اوليفيا :لكنني سأكمل المشروع الذي بدأته مع اخي
ابتسم لوكاس و قال :سنكمله سوية
توردت وجنتي اوليفيا و قالت :حسنا
و اقتربت جوليا من صوفي و قالت :حبيبتي صوفي اخيك سيسافر مدة من الزمن لذا ستعيشين معي
ابتسمت صوفي و قالت :حسنا
بينما اراد روك الخروج هو وجين استوقفه صوت أحد الخدم قائلاً :معذرة سيد روك لكن هل يمكننا أن نأتي معك لنطمأن على شانون
روك :بالطبع أنا ايضاّ ذاهب
و اكمل في نفسه وهو يخرج "لقد حققت الوعد يا سيد كريستوف"
سمع الجميع الحوار فخرجوا جميعا إلى السفينة و جلسوا بجانب ماتيلدا القلقة و التي تبكي خوفاً على شانون...
جلس روك بجانب ماتيلدا و قال :إذا... ألم اقل لكِ سيأتي هو اليكِ
ماتيلدا وهي تبكي :لكن بسببي و بسبب خوفي طُعنت يدك و شانون في حالة خطرة
مسح روك دموعها وقال وهو يبتسم :لما تبكين كثيراً مؤخراً لم اعرف ماتيلدا بهذا الحزن من قبل لو اعلم انكِ ستبكين كثيرا في هذه الرحلة لما قبلت هذه القضية و ايضا ألا يعني هذا انكِ محظوظة ,لديكِ صديقة مستعدة للموت لأجلك
ماتيلدا :لكن كل شيء حصل بسبيي
قال لها روك :بل إنه لأجلك ..وبما انك محققة فمن المفترض ان تعلمي
إذا طُعن الشخص في معدته وتم إسعافه بسرعة فهناك احتمالية كبيرة للنجاة
وقفت جين امام ماتيلدا و قالت وهي تضع يدها على رأس ماتيلدا :لا تقلقي يا ابنتي ستكون بخير
رفعت ماتيلدا رأسها لجين و قالت :حقا؟
جين :ماذا ! إلا تثقين في حدس خالتكِ جين
بينما اقتربت منها جيسيكا وهي تقول :أنا اسفه على كل ما فعلته لكِ ,وشكرا لدرسكِ العظيم ...حقاً شكراً لكِ
و قالت اوليفيا وهي تجلس على ارض السفينة مقابلة لها :ايضا شكراً لكِ عندما و قفتي بجانبي وقت وفاة اخي
جوليا :ماذا !! ما السر فيكِ الكل هنا يحبك
ابتسم روك و قال متظاهراً بالتفاخر :لأنها زوجة المحقق الشهير روك
شدت ماتيلدا شعره بلطف و قالت :مغرور
,ثم وجهت جوليا انظارها إلى جين قائلة :اتعلمين ...لقد انقذت حياتي كُدت اموت غرقا
ابتسمت جين وقالت :هل هذا صحيح !
قالت جوليا بنشاط :نعم فلقد ركلت الزجاج و تحطم إلى قطع صغيرة
اتسمت على ملامح ماتيلدا الابتسامة و قالت :شكرا لكم ...
اقترب المحقق منهم و قال :لقد حملنا الجثث إلى السفينة و ايضا حبسنا المجرم في قبو السفينة و عندما تصلون إلى منازلكم سالمين بعد يومين نريد ان نجتمع معكم لنكمل اجراءات التحقيق
وافق الكل ...
و خرج الطبيب من الغرفة التي كانوا يعاجلون شانون فيها و ذهبت إليه ماتيلدا مسرعة وتقول بقلق :اخبرني ...هل شانون بخير
ابتسم الطبيب و قال :نعم لقد عالجنا جرحها و لكنها تحتاج إلى الراحة
أومأت ماتيلدا برأسها ثم دخلت إلى الغرفة التي فيها شانون و جلست عل الكرسي المقابل للسرير و امسكت يد شانون بيديها الاثنتين و تقول لها وقد تحجرت دموعها في مقلتها :شانون ...انا اسفه
تحدثت شانون بصعوبة :لماذا تعتذرين ...المهم هل الجميع بخير؟
ماتيلدا :ليس الكل
شعرت شانون بالخوف و قالت :هل تأذى احد!
مسحت ماتيلدا دموعها وقالت :في الحقيقة وبعد ان قرأت الرسالة التي اعطيتها لروك تشجعت و تغلبت على خوفي و لقنت ذلك المجرم درساً لن ينساه في حياته ...لقد ضربته و ركلته و فرغت كل غضبي فيه كنت ساضربه اكثر و الكمه لكنني سمعت صوت رسو السفينة وتركته طريحا
شانون :حسنا المهم انكِ بخير
غرقت عينا ماتيلدا في الدموع مرة اخرى و دفنت رأسها على صدر ماتيلدا وتقول :اسفه حبيبتي شانون
مسحت شانون على رأس ماتيلدا وتقول لها :اختي الصغيرة اللطيفة
بينما الباقي يراقبون من خارج الباب فدخل الخدم وباقي افراد العائلة و يحتفلون بسلامة شانون
و اقترب منها أحد الخدم و معه بعض الورود و قدمها لها وهو يقول بخجل و بصوت منخفض :اتمنى لكِ الشفاء العاجل
قالت ماتيلدا :هوي شانون لا تقولي لي انه...
قالت شانون خجلة و بصوت خفوت :هذا صحيح وقد اتفقنا على الزواج بعد عدة اشهر لكن في ظل هذه الظروف اعتقد اننا سنؤجله
احتضنت ماتيلدا شانون بقوة وقالت :اختي الكبرى ستتزوج
قالت شانون وهي تضحك :ابتعدي قليلاً ان جرحي يؤلمني
ابتعدت ماتيلدا عنها وقالت :اسفه
بينما شد روك شعرها بلطف بيده اليمنى و قال :غبية حمقاء
رأى الطبيب يد روك المضمدة وقال له :هل يدك مصابة
و اقترب الطبيب منه و قال :يجب ان نضمد الجرح جيدا ونعقمه هيا هيا تعال
ازال روك يده من شعر ماتيلدا و قال بتملل :حسناً
____________________
***
لا تعتقد أن نهاية الاشياء هي نهاية العالم ...فليس الكون هو ما ترى عيناك...حاول أن تجعل حالة الانكسار بداية حلم جديد...و لا تقف كثيرا على الاطلال و خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها وعرفت الاشباح طريقها لها...بل ابحث عن تغريده عصفور يتسلل من وراء الافق مع ضوء صباح جديد...و ابحث عن الوفاء ...بين الاصدقاء و الاحباب فللوفاء معهم سعادة ...وليس للسعادة وصف يفي حق الشعور بها
***
مع خالص حبي لكم :حوراء العريفي
