الثلاثاء، 20 يناير 2015

البارت الثالث من رواية الرقم المجهول


              
          
 




موتٌ في الصندوق

عاد المفتش ادوارد الى مركز الشرطة بعد عملية مطاردة قاتل هارب ,فتح باب غرفة مكتبه وضع قبعته على الطاولة مع تنهيدة تعبٍ طويلة سحب الكرسي القابع خلف مكتبه المليء بالأوراق التي لم ينهها بعد...
ادوارد : عمل و عمل و عمل لا ينتهي
قال من بجانبه وهو يمضغ العلكة بشكل مقزز : كفاك تذمراً
اجابه ادوارد بتقزز : ريتشارد , كم مرة قلت لك توقف عن مضغ العلكة بهذه الطريقة المستفزة و المقززة !
اخرج ريتشارد منديلاً و اخرج العلكة فيها ثم رماها إلى القمامة ثم قال : اوه اصبت الهدف.
تنهد ادوارد و قال : أيّ نشاط تملك – تنهد و أكمل : اتمنى أن يصبح الجو صحواً اليوم.
ريتشارد : خدعتنا الارصاد الجوي ليلة الأمس .. صحيح انه حتى وقت العشاء كان الجو صحواً لكن من بعد ذلك الوقت استمر المطر بالهطول
ادوارد : امطار الصيف , لا احبها المزيد من الرطوبة فقط , المطر مع هواء بارد لا بأس لكن امطار و الجو رطب – اطلق تنهيدة طويلة.
اخذ ريتشارد جريدة وبدأ يقرأ عناوينها بصوت مرتفع : اعلان شركة ميكوبراس الشهيرة افلاسها لأسباب مجهولة , الكونتيسة جينا سيبتون خطيبة الامير كيمي بتيوس في نزهة إلى لندن –نظر لادوارد و اكمل : لدينا ضيوف مهمين .
كان ادوارد يكمل عمله فقال : اذا كُنت متفرغاً فلا تزعجني
اعتدل ريتشارد و قال :ما ذنبي ان كُنت تكدس اعمالك ثم تتذمر منها – اخرج علكة من دُرجه و اكمل قراءة عناوين الصحيفة : اتضح براءة مديرو هاكيب من الجريمة التي اُحكيت له و التي تُنص انه تاجر مخدرات – تنهد و اكمل : ما هذه الاخبار المملة – بدأ يقلب الصفحات و قال : اوه اخيراً سينشئون قطاراُ جديداً , و ايضاً مشفى جديد .
طُرق الباب طرقتان ثم دخل منه شرطي و قال : سيد بيري , هناك طرد لك وصل من زوجتك.
ريتشارد : و أين هي ؟
الشرطي : لقد اعطتني هذا الصندوق الكرتوني على عجل ثم غادرت بسرعة قالت ان لديها عمل ما
ريتشارد : هل انت متأكد من ذهابها؟
الشرطي : نعم .
ريتشارد : اذهب و اللحق بها رُبما تستطيع ذلك رجاءً
اومأ الشرطي و قال : و هذا الكرتون  سيدي؟
ريتشارد بتشكك : ضعه على الطاولة .    
نفذ الشرطي الأمر بدون تردد ثم خرج ليلحق بزوجته ريتشارد بيري...
في حين ظل ريتشارد بيري ينظر للصندوق الكرتوني بشك.
قال له ادوارد : افتحه رُبما احضرت لك زوجتك الافطار هيا لنتناوله انا جائع.
ريتشارد بإنفعال واضح : لستُ متزوجاً ايها الغبي.
ظل ادوارد صامتاً لثانيتين ثم قال بعد ان ضرب رأسه بالقلم الذي كان بيده و قال : صحيح.
نهض ريتشارد و قال : سأفتحه.
ادوارد محذراً :لا تتعجل , قد تكون قنبلة
ريتشارد : سأفحصه اولاً – وبدأ بفعل ما قاله على الفور ثم قال بعد عدة دقائق : به شيء يتدحرج .
نهض ادوارد و اقترب و قال : افتحه .
ارتدى ريتشارد قفازيه و ازال الشريط اللاصق من عليه بحذر ثم فتح الصندوق الكرتوني  بحذر أشد ! لكن هناك كانت المفاجأة ظل صامتاً مندهشاً ينظر لما شاهده... و توجسه خوفُ مما رأت عيناه   
تراجع ادوارد خطوتين للخلف و قال بصوتٍ متقطع : ما هذا!
تزامن اغلاق ريتشارد للصندوق الكرتوني مع نفسٍ عميق مع دخول الشرطي وهو يلهث و قال : سيدي , تلك المرأة او اين كان من اعطاني الصندوق الكرتوني كان متنكراً !
"و وضع على الطاولة شعر مستعار و جوارب طويلة و قميص ذو أكمام و بنطال من الجينز "
اعطى ادوارد امراً قائلاً: ايها الشرطي فريق الطب الشرعي بسرعة .
ماهي إلا دقائق حتى وصل الفريق الطبي يترأسهم طبيب قصير القامة و قال : ماذا هناك حضرة المفتش ؟
اشار ادوارد إلى الصندوق الكرتوني ,فتقدم الطبيب و فتحه اندهش مما رآه كان في الصندوق رأس مقطوع موضوع على رماد  .
قال الطبيب و الدهشة ما تزال صفة صوته : ما هذا ! –تحسس الرماد ثم قال : اُحرق باقي الجسد و بقي الرأس فقط , أي وحشية هذه !
ادوارد : قم بالفحوصات الازمة و نحنُ سنحاول معرفة صاحب هذا الرأس.
الطبيب : حاضر – اعطى امراً لباقي الاطباء بحمل الصندوق ...
بعد نِصف ساعة...
دلف الطبيب إلى مكتب المفتش فقال له ادوارد : ما النتائج؟
تنهد الطبيب و قال بأسى : الأمر صعب فهو رأس فقط و كما قلت بالنسبة للرماد فهي جثته محترقة لكن على اقل تقدير انه قُتل منذ عشر ساعات , ان تحديد وقت الوفاة صعب وخاصة أنه لا يوجد لدينا سِوى الرأس
اومأ ادوارد ورفع أحدى السماعات الموجودة على مكتبه و قال : اهلاً ريتشارد ماذا حصل معك ؟ ... هكذا اذن .. حسناً سآتي اليك
اغلق المفتش الهاتف و اعتمر قبعته و استعد للخروج لكن الطبيب اوقفه قائلاً : لحظة حضرة المفتش
ادوارد : ماذا؟
اخرج الطبيب الشرعي ورقة من جيبه بعناية و اعطاها للمفتش و قال : وجدناها –صمت و اكمل بعد لحظة : في فم القتيل – تنهد و قال : بينما كنا نفحصه وجدناها في فمه قمنا بتجفيفها و التقاط الصور لها بعد و قبل معالجتها ليظهر الكلام بوضوح مجدداً ايضاً عليها كتابات لم نفهم معناها .
اخذها ادوارد وقال : شكراً لك
ركب سيارة و فتح الورقة وبدأ يقرأها بينه و بين ذاته
" السيدة جيزيل عادة للحياة لِذا وُجب موتها مجدداً , الميت يجب ألا يولد من جديد لأنه كان يعلم انه سيعود للموت لذا هو يستحقه
طبيب الاسنان :نورمان جيل "

و انتهت عند هذا الاسم فرفع هاتفه و اتصل بالطبيب وبدأ محاورة هاتفيه بينهما قائلاً : مرحباً , الم تأمر بالبحث عن طبيب اسنان يُدعى نورمان جيل !
الطبيب : لا يوجد أحد بهذا الاسم , لا طبيب اسنان و لا أي طبيب بهذا الاسم.
ادوارد : اذن ماذا يعني هذا !
الطبيب : و ايضاً ايها المفتش الضحية رجل و ليس امرأة !
ادوارد : صحيح ! , حسناً وداعاً وشكراً لك.
اغلق ادوارد الهاتف و قال وهو يتأمل الورقة : ماذا تعني هذه التفاهات !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علت الضحكات في تلك الغرفة المظلمة ثم قال No. Zero : يا لك من أحمق ادوارد يبدو انك بحاجة إلى مساعدة " No. Zero" –الرقم صفر-  لكن الان ؟ أم انتظر قليلاً –نظر إلى احدى الشاشات و اكمل : صديقك ريتشارد ليس سيئاً عليك ان تتعلم منه فقد توصل إلى هويته .. من يراه مع علكته المقززة يظنه اغبى منك –استدار إلى شاشة اخرى و اكمل : اوه وصلت انت ايضاً له ...لنرى ماذا ستفعلان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت سيارة الشرطة التي يستقلها ادوارد الى -ريتشموند- نزل ادوارد من السيارة وكان ريتشارد في استقباله و قال له : تتبعت مصدر الصندوق الكرتوني و علمت انه قد اُخذ من أحد الدكاكين القريبة من هنا و بدأت بالبحث عن صاحب الرأس باستخدام الصورة التي جهزها لنا الفريق الطبي .
ادوارد : وإلى ماذا توصلت ؟
ريتشارد : الملابس ايضاً من أحد محلات الملابس هنا – صمت للحظة ثم أكمل و هو ينظر امامه : ماركو باولو , ضحيتنا.
اومأ ادوارد و قال : هل ذهبت إلى منزله ؟
نفى ريتشارد قائلاً : ليس بعد , كنت انتظرك .
اخرج ادوارد الورقة من جيبه و اعطاه لريتشارد و شرح له باختصار كيف وجودها
جلسا على كُرسي في الطريق و بدأ ريتشارد بتأمل الورقة بتعجب وعدم فهم و قال بصوت شبه مسموع : السيدة جيزيل ! و كيف للقاتل أن يصرح باسمه علناً – استدار لادوارد و قال له : هل سمعت يوماً بطبيب يُدعى نورمان جيل !
نفى ادوارد قائلاُ : ولن نسمع به لأنه غير موجود
عقد ريتشارد حاجبيه في عدم معرفة في حين اكمل ادوارد وهو ينهض : إن فريق الطب الشرعي قد ادى هذه المهمة لكن لا يوجد طبيب بهذا الاسم – صمت للحظة ثم قال : لنذهب الى بيت الضحية " ماركو باولو "
ريتشارد : يجب أن نعرف معنى الرسالة اولاً !
ظل ادوارد يحدق في الورقة و أهتز جيبه من رنين هاتفه , اخرجه و قال بإنزعاج : الرقم صِفر , ماذا يريد هذا المزعج الان – اجاب على هاتفه و قال : ماذا تُريد ...
No. Zero : انني اساعدك بالطبع بما انك احمق لذا يجب عليّ مساعدتك ..
ادوارد : أيها ...
قاطعه No. Zero قائلاً : " السيدة جيزيل عادة للحياة لِذا وُجب موتها مجدداً , الميت يجب ألا يولد من جديد لأنه كان يعلم انه سيعود للموت لذا هو يستحقه
طبيب الاسنان :نورمان جيل "
السيدة جيزيل هي الضحية في أحد روايات ملكة الغموض اجاثا كريستي , و بما انه وصف ماركو باولو بـ "السيدة جيزيل" إذن فأنه يعمل مثل عملها في اغراض الناس الأموال و يبحث عن خطاياهم و إلم يدفعوا في الوقت المناسب يهدده بما يملك ضده ببيعه للصحافة او عامة الناس – صمت للحظة ثم أكمل : طبيب الاسنان نورمان جيل , هو قاتل السيدة جيزيل في رواية الكاتبة الشهيرة "اجاثا كريستي" في رواية (موت في السحاب) أو كما يسميها البعض (جريمة بالجو)
ادوارد وهو يومأ برأسه : هكذا اذن , هكذا اذن
No. Zero : اتمنى ان تحرز تقدماً ولا تحتاج الى مساعدتي لكن بغبائك لا اظن ان هذا سيحدث !
ادوارد بغضب : سأعرف من انت يوماً ايها ...
No. Zero : قُلت لك و سأظل اقولها لك أنا " No. Zero"
" طووط ...طوووط..طوط"
قال ادوارد وهو يضع الهاتف في جيبه بقوة : تباً له و لإزعاجه.
ريتشارد : فهمت , اذن يجب علينا أن نمسك بنورمان جيل – نهض و قال : إلى ماركو باولو
ركبا السيارة قال ادوارد : هذا الشخص الذي يسمي نفسه الرقم صفر يصيبني بالجنون.
قال ريتشارد وهو يمضغ علكته بطريقته المقززة : اعلم , قلت هذا الامر خمس مئة مرة
ادوارد وهو يري ريتشارد هاتفه : انظر انظر , وكأنه لم يتصل لم تسجل مكالمته في سجل المكالمات ! تلك الاصفار ألا نهائية تزعجني
  ريتشارد : يجب عليك وصل هاتفك باداة تعقب 
ادوارد : اترك امره جانباً و اخبرني هل وصلتك المعلومات التي طلبتها عن الضحية ؟ 
اومأ ريتشارد بالإيجاب و اخرج مُفكرته الصغيرة و قال : ماركو بولو ، العمر خمسة و اربعون سنة .. عِمل في المكتبة العامة ما يقارب السنة و النصف عندما كان في الثلاثين من العُمر لكنه توقف عن العمل فيها و بدأ بعمل آخر. 
قال ادوارد متسائلاً : يُقرض الناس الأموال و إلم يدفعوا يبيع للناس المعلومات التي حصل عليها عن طريق المراقبة و الترصد ؟
اومأ ريشتارد و أكمل : و يطلب امواله مضاعفة اذا اراد المقترض شراء فضيحته. 
- تحدث الشرطي الذي يقود السيارة : وصلنا
فتحا الباب و نزلا وتوجها الى ذلك المنزل المكون من طابقين على ارض طويلة ممتدة ، طرقا الباب استقبلتهما خادمة المنزل و عندما رأتهما توجس القلق و الخوف في قلبها. 
قال لها ادوارد و هو يخرج بطاقة الشرطة : انا المفتش ادوارد كارمايكل ، هل هذا هو منزل السيد بولو؟ 
تراجعت الخادمة خطوة ثم قالت : صحيح سيدي المفتش لكـ..لكنه لم يعد منذ الأمس. 
ادوارد : و لن يعود. 
ظهرت علامات التعجب على الخادمة في حين أكمل ادوارد : لقد قُتل. 
رفعت رأسها و نظرت لادوارد بعدم تصديق و قالت : ماذا قُلت ! 
ادوارد : آسف ، لكن ما سمعته هو الحقيقة فسيدكِ أعني السيد باولو قد قُتل. 
جثت الخادمة على ركبتيها و دفنت رأسها بيديها و قالت  بصوتٍ متقطع : لم أعتقد ان تهديداته ستـ..تـصبح حقيقة تلكِ لا كذب كذب - و انهارت في البكاء -
اقترب ريتشارد و جلس على ركبتيه أمام الخادمة و قال : اهدئي ، ساعدينا لكي نُمسك بقاتله .. خُذي نفساً عميقاً  واهدئي 
طبقت الخادمة الأوامر بهدوء ثم نهضت بعد ان مسحت دموعها و هدأت ثم اشارت للداخل و قالت : تفضلا ، آسفه انني ابقيتكما على الباب كُل هذه المدة. 
دخل ادوارد في حين خرج ريتشارد ليعطي بعض الأوامر . 
ظهر أمامهم رجل قصير القامة احدب الظهر فرنسي الجنسية و قال بتعجب : الشرطة هنا !
ادوارد : من انت؟
الرجل : جونسون زاك
ادوارد : سيد زاك , هل تعمل هنا ؟
جونسون : لا , اتيت لأدفع لماركو بولو ذاك 
ادوارد :إذن انت احد عملائه
جونسون بلا مبالاة : ماذا تريد الشرطة منه !
ادوارد : بل نحنُ نريدك
قطب جونسون حاجبيه وقال بدهشة : ماذا تقول
استدار ادوارد للخادمة و قال : خُذينا إلى مكان هادئ اولاً لكي اسمع شهادتكما . 
اومأت الخادمة و تقدمت على ادوارد ، توقفت أمام باب غرفة كبيرة وضعت يدها على المقبض و فتحته لكنها لم تُفتح ففالت : غريب ، هل هي مقفلة ! 
جونسون : لما لا يجيبني احد !
تجاهله ادوارد و قال للخادمة : ما المشكلة ؟ 
استدارت لادوارد و قالت : يبدو انها مغفلة - صمتت لفترة ثم أكملت : هل تُريد ان تذهب إلى غرفة الجلوس الاخرى ؟ 
ادوارد : لا مُشكلة في ذلك. 
ارشدته إلى غرفة جلوس صغيرة و قالت معتذرة : اسفه ، ظننت ان غرفة الجلوس الكبيرة مفتوحة 
ادوارد : لا بأس بذلك ، اجلسي رجاءً هُناك بـ - وقعت عيناه على رواية " موت في السحاب ' للكاتبة اجاثا كريستي " ، فلم يكمل ما قاله بل امسك بها و بدأ يقلب في صفحاتها. 
قالت الخادمة : السيدة جيزيل ، هذا ما كان يلقب نفسه به حيثُ اعجب بطريقة عملها و بدأ بالعمل مثلها تماماً .. انه يعشق هذه الرواية إلى حِد الجنون انه يقرأها يومياً تقريباً 
ادوارد : اخبريني عن عمله بالضبط. 
الخادمة : مُرابي ، لديه عُملاء من كُل انحاء و ارجاء العالم و البلاد. 
ادوارد : اذن ؟ 
الخادمة : انه كثير السفر مثلاً الى انجلترا و فرنسا ، كما كانت تفعل السيدة جيزيل في الرواية و انه ايضاً معروف لدى طبقة خاصة منهم. 
ادوارد : امثال هذه الطبقة ؟ 
بدأت الخادمة بالعد : ما اعرفه هو امثال رجال الاعمال ، الوجهاء ، النساء الاتي لا يحببن ان يظهرن بمظهر الفقيرات . 
ادوارد : هل تعلمين من هم على وجه الخصوص و التحديد ؟ 
نفت الخادمة و قالت : لا ، فأنه يقوم بأعماله بسريه و بكفاءة عالية - امالت رأسها و اكملت : كما كانت تفعل السيدة ماري موريزر ، المعروفة باسم السيدة جيزيل في الرواية التي بين يديك. 
ادوارد : اممم ، اعدائه ؟ 
نفت الخادمة : لا عِلم ليّ. 
استدار ادوارد لجونسون و قال : قُتل السيد بولو ونحنُ نحقق فيمن يكون قد قتله
جونسون  : كُيف ليّ أن أعلم ...
قاطعه ادوارد بصوتٍ حازم : أين كنت الليلة الماضية؟
جونسون : هُنا , لم اخرج... اتيتُ الى هنا عند الساعة التاسعة مساءً كما حدد هُو موعدنا لكنني لم اجده واقفاً كالعادة ينتظر أمام الباب ...
قاطعه ادوارد وهو يرفع احدى يديه : لحظة , هل هذه عادته ان ينتظر ضيفه امام الباب ؟
جونسون : نعم , هذه عادته.
ادوارد : أكمل .
اومأ جونسون و اردف : لذا عندما لم اجده دخلت المنزل و بدأت انادي لكن لا أحد يجب بقيتُ أنادي حواليّ ثلاث دقائق ثم اتت هذه الخادمة من الاعلى و عندما سألتها عن السيد بولو قالت انه خرج و لا تعلم متى سيعود لذا قررت انتظاره ثم ... نمتُ على الاريكة من دون اشعر و استيقظت على صوت دخولكم
ادوارد : هل هذا صحيح ؟ - قالها للخادمة –
اجابت هي الاخرى فوراً : نعم.
ما أن انهت كلمتها حتى دخل ريتشارد و معه رجلٌ ضخم الجثة و قال ريتشارد : امسكته سيدي المفتش ، كان يختبئ خلف الشجيرات في حديقة المنزل . 
قال الرجل وهو يحاول الافلات من قبضة ريتشارد : اتركني ، انا أحد عملاء الغبي ماركو اتيت لأعطيه ماله . 
قطبت الخادمة حاجبيها و قالت بهمس شديد : صحيح ، هو يتعامل معه ايضاً ! 
استدار ريتشارد لها : هل تعرفينه يا... 
الخادمة : كاسبيلا .. كاسبيلا بلو سيدي 
ادوارد بخجل : نسيت ان اسألها عن اسمها . 
كرر ريتشارد سؤاله : هل تعرفين هذا السيد يا آنسة بلو ؟
قالت كاسبيلا : كما قُلت لا اعلم شيئاً عن عملاء سيدي - ثم اطرقت رأسها - 
ريتشارد : الم تسمعي قبلاً بـ ريتان ساندس ؟ 
ادوارد : ماذا كُنت تفعل سيد ساندس خلف الشجر ؟ 
ريتان : انتِ ! لقد رأيتكِ مُسبقاً و لكن لم أعلم انكِ خادمة لذلك المتعجرف اتيت عن الساعة السادسة و قال ان آتي اليه الان – اطلق زفرة غضب و اكمل : تباً  اين هو ؟ دعوني اعطيه امواله و اذهب ثم لمِا الشرطة هُنا ؟ 
كاسبيلا : سيدي المفتش ، كيف قُتل انت لم تخبرني شيئاً سِوى انه قُتل . 
ادوارد : انتِ لم تخبرينا بعد بأمر التهديدات . 
كاسبيلا : لم تسألني . 
ريتان : لحظة لحظة !! لم افهم شيئاً ! 
ادوارد : وصلنا صندوق كرتوني وجدنا فيه رأس السيد بولو . 
ريتان بدهشة : ماركو قُتل !! - صمت لفترة و أكمل : كالسيدة جيزيل تماماً ! 
قال ادوارد بسرعة : اذن انت هُو القاتل 
قال له ريتان بسخريه : هاه ! 
ادوارد : كيف علمت انه يسمي نفسه بالسيدة جيزيل. 
كاسبيلا : هذا هو مايخبرنا به 
ريتشارد : لحظة من فضلكم ، في البداية - استدار لريتان ساندس و أكمل له : قُلت انك قد رأيتها من قبل صحيح ؟ 
اومأ ريتان و قال : نعم ، لقد كانت تحمل كأس عصير ، لكنني لم اعتقد انها خادمة لأنني لم اتوقع ان ذلك المتعجرف سيصرف الأموال لخادمه ! 
سجل ادوارد بعض الملاحظات ثم سأل الخادمة : اذن هل تقدمين العصير للضيوف ؟ 
اومأت كاسبيلا ثم قالت : نعم لكن ليس دائماً. 
ادوارد : اذن ، التقيتي بالسيد ساندس ! 
طأطأت الاخرى رأسها و قالت : لا اعلم شيئاً. 
ادوارد : لا تكذبي. 
اجابته كاسبيلا بسرعة : انها اوامر ، انا لا أعلم شيئاً قد أكون التقيتُ بهم في محض الصدفة لكنني كُنت اعاقب اذا حدث هذا الأمر - نظرت لـريتان 
ريتشارد : ما أمر التهديدات التي اخبرتنا بها ؟ 
اخذت كاسبيلا نفساً عميقاً ثم قالت : تهديداتٌ بمكالمات هاتفية و ورقية. 
ادوارد : وكيف كان محتواها ؟ 
كاسبيلا : لا أعلم , كنت اسمع تذمر سيدي حولها .
ادوارد : و أين هيّ الان ؟
كاسبيلا : احرقها , كنت ارى وجهه وهو يقرأها و يصدر منه تذمرات مثل " تهديدات غبية " و " سخافات محضة " و ايضاً " السيد جيزيل لا يهتم لمثل هذه التهديدات السخيفة " لكنه و بعد كل هذا يرميها بالمدفأة و يأمروني بتنظيفها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسند جسده النحيل على كرسيّ مكتبه الكبير وغاص فيه وهو يتأمل تلك الصور التي تظهر من شاشات الحاسب الكثيرة و ارتسمت ابتسامته الغريبة و قال بسخرية : تعقدت الأمور بالنسبة لك عزيزي ادوارد ؟ - ضحك بصوتٍ عالٍ و قال : لنرى , قد يساعدك هذا – سحب أحد اجهزة الحاسب و وضعها على فخذيه و بدأ بالضغط على الازرار واحداً تلو الاخر بخفةِ و الابتسامة لا تفارقه ثم قال بصورة مفاجئة : هكذا ! , لاستمتع الان – اعاد الحاسب على المكتب و انطوى على نفسه في الكُرسي –
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة خالية تقريباً من الاثاث كان يجلس ادوارد و أمامه جونسون زاك , فقال له : تكلم , مُنذ وصولك إلى هنا.
اجاب الاخر بضجر : اتيتُ الى هنا عند الساعة التاسعة مساءً لم اجده واقفاً عِند الباب فدخلت و بدأت أنادي قائلاً " سيد بولو " وهكذا بقيت أُكرر اسمه لثلاث دقائق لكن لم يجب أحد و بعد دقيقتين اتت كاسبيلا و سألتها عن السيد بولو و قلت لها أين هو السيد بولو ؟ اجابتني بأنه خرج و لا تعلم متى يعود فقلت لها انني سأنتظره اشارت ليّ إلى غرفة المعيشة جلست فيها , ذهبت و عادت بعد عشر دقائق تحمل عصير ليمون بالنعناع و سألتني ان كنت اريد شيئاً فعندما اجبتها بالنفي استأذنت لتكمل عملها فذهبت و بعد نصف ساعةِ تقريباً نمت على الاريكة.
ادوارد : و متى استيقظت ؟
قال جونسون بملل : صباحُ اليوم , عندما اتيت انت ورجالك
ادوارد وهو ينظر الى ساعته : وصلتنا الجثة عند السادسة صباحاً , وصلنا الى المنزل عند السابعة و عشر دقائق  هل نمت طول تلك الفترة؟
جونسون : نعم , فانا لم انم منذ يومين لذا استسلمتُ للنوم و ايضاً يبدو أن الخادمة لاحظت ذلك فعندما استيقظت وجدتُ الغطاء فوقي.
ادوارد : وبعد ؟
جونسون : فقط , هذا ما لدّي.
بقيّ ادوارد صامتاً و بدأ يحادث ذاته ويحاول ربط ما قاله بما وجد مع جونسون زاك : كان معه المبلغ الذي يجب أن يدفعه للسيد بولو , فواتير ..جواز سفره بما انه فرنسي تذاكر صعود الطائرة ..
قطع عليه افكاره جونسون وهو يقول : اذن ! وبعد متى سنخرج من هنا , كنت طوال الوقت في المنزل متى ساقتله !
تجاهله ادوارد و استدار إلى كاسبيلا و قال لها : هل ما قاله صحيح؟
اجابت كاسبيلا وهي تعبث بيديها : صحيح , بعد نصف ساعةِ من العمل عدت لأرى ان كان لا يزال هنا أو اذا كان يريد ان اقدم له خدمة ما لكنني وجدته نائم فبحثتُ عن غطاء و احضرته ووضعته عليه و عدت لعملي لكن عند الساعة التاسعة و الربع كأنني سمعت صوت سيدي وصوت فتح الباب عندما كنت ابحـ.. اعني ارتب الغرفة.
ادوارد : وهل كان هو؟
كاسبيلا : لا , يبدو انني كنت متوترة و خُيل اليّ صوته.
ادوارد : هل كان السيد زاك لا يزال نائماً ؟
كاسبيلا : اعتقد ذلك , فقد هممت بالعودة مسرعة لعملي اعتقد ان الغطاء مازال في مكانه لحظة مررت منه هناك.
ادوارد : أين كُنتِ طوال اليوم؟
كاسبيلا : رتبت غرفة نوم السيد ,غرفة المعيشة ,المطبخ و مكتبه و قبل مجيئكم اممم السابعة كان آخر عمل ليّ هو تنظيف الارضية فقد كانت هناك اثار للطين على الارضية فقط.
ادوارد : شُكراً لكِ – استدار لريتان ساندس و قال له : سيد ساندس , اين كنت ليلة الامس ؟
ريتان : كنت اقوم بعملي كصحفي , لقد قطعتم عليّ اهم حدثِ اغطيه !
ادوارد : حدث ؟
ريتان وقد كتف يديه : وصول الكونتيسة جينا سيبتون وخطيبها الأمير كيمي بتيوس – اكمل بعد برهة صمت : و الأمر المثير هو- قرأ من هاتفه اخر الاخبار الشائعة على الشبكة العنكبوتية : اختفائها بعد وصولها إلى الفندق  اتركوني اذهب لا فائدة من بقائي هنا – اخرج مفكرة ذات جلدِ سميك و له انتفاخ و قال : هنا , كتبت كل شيء , ألا ترى كم هو كثير يجب عليّ صياغته و ارساله إلى رئيس التحرير.
ادوارد : ماذا كنت تفعل الليلة الماضي؟
ريتان : كنت بالمطار طول الوقت.
ادوارد : شهود؟
ريتان : لا املك , ربما يتذكرني احد الاشخاص ممن كانوا هُناك.
دخل ريتشارد إلى الغرفة وخيبة الأمل بادية على وجهه .
ادوارد : ماذا هُناك؟
ريتشارد : عندما حاولنا فتح الصندوق , احترق !
ريتان بسخرية : كما في الرواية تماماً
جونسون : عندما ماتت السيدة جيزيل بالرواية احرقت خادمتها الاوراق , أما هنا فاحترقت من ذاتها.
في حين أكمل ريتشارد : يبدو انه كان مخصصاً لهذا الفعل , فعندما اخترقنا الصندوق الالكتروني لنفتحه -لأنه كان يحوي رمزاً سرياً –سمعنا صوت انفجار داخلي و عندما فتحنا باب الصندوق وجدنا اخر ورقة تحترق لكننا انقذنا جُزء صغير منها – اخرجها من جيبه و اعطاها لإدوارد الذي قرأها : مديرو هاكيب
ريتشارد : تاجر المخدرات التي ظهرت براءته صباح اليوم !
انسحبت كاسبيلا بهدوء و بعيداً عن الجميع اجابت عن هاتفها وكانت تتحدث بهمسِ شديد : ماذا افعل ؟ ... لقد .. أسفه .. سامحـ ..ارجـ - هزت رأسها و اكملت : لا استطيع ... حاضر , قريباً جداً !
حين عادت سألها المفتش اين كانت فقالت : كُنت في الحمام سيدي .
لم يعر ادوارد اجابتها أي اهتمام فقال : اذن ! مديرو هاكيب ..- قطع عليه كلامه رنين هاتفه قال بغضب : هذه الاصفار اللعينة !
ريتشارد : اجب ! و اترك كبريائك جانباً.
نظر ادوارد مطولاً لريتشارد الذي بقيّ الاصرار في عينيه فتنهد و أجاب باستسلام : ماذا تُريد ؟
No. Zero : أنا No. Zero  بعبقريتي قررت ان اساعدك حضرة المفتش – كانت نبرته استفزازية و تحمل سخرية واضحة , ثم أكمل امراً : ضعه على خاصية مكبر الصوت .
وضعه ادوارد و سادت فترة صمت رهيبة بين الجميع , فقال الاخر من عبر الهاتف : اسمعوا جميعا ! أنا No. Zero – الرقم صفر – دعوني اخبركم بعض الحقائق .
ريتشارد : نحنُ نستمع .
No. Zero : كاسبيلا , متى ستعودين إلى مكانك الاصلي ؟
فتحت عيناها بدهشة و قالت : ماذا تعني ؟
No. Zero : الكونتيسة جينا سيبتون يجب أن تكون مع اميرها صحيح؟
كاسبيلا : و ما شأني بالاميرة !
No. Zero : عند الساعة السادسة مساءً كُنتِ هنا بملابسكِ البسيطة بالطبع حتى لا يعرف الجميع بأنكِ الكونتيسة جينا سيبتون و الذي يثبت ذلك هو السيد ساندس فقد قال انه شاهدكِ عندما اتى حوالي السادسة.
ريتان : صحيح , لكنني عندما رأيتها الان ظننت انها الخادمة و ايضاً – اكمل وهو ينظر لكاسبيلا : صحيح ! ايضاً كانت ملابسها افضل من ذلك
No. Zero : و عندما خرج الضحية عند السابعة استغلت هذه الفرصة و دخلت للمنزل و بدأت بالبحث عما يخصها و الشيء الذي يهددها السيد بولو به و لكنها تفاجأت بدخول السيد زاك ظنتّ انه السيد بولو في البداية لكنها و بما انها كانت تبحث في غرفته وهي بالاعلى نظرت من فوق فوجدته انه ليس هُو .
جونسون : كان يمكنها ان تبقى بالاعلى – اغمض عينيه بهدوء –
No. Zero : كانت ستفعل ذلك , لولا انك كنت ستصعد ايضاً لتبحث عما يخصك
فتح عينيه فجأة و قال : كيف تجرؤ !
No. Zero : اتجرأ ان كان الامر حقيقة – على كُل حال , و لأنك كُنت ستصعد وجب عليها التصرف فوجدت حزمة من الملابس الرديئة فارتدتها و تظاهرت بأنها خادمة.
ريتشارد : هذا يفسر عِدة اشياء !
No. Zero : صحيح , إرشادها لك يا حضرة المفتش إلى غرفة مغلقة , تأخرها في اعداد العصير للسيد زاك .. في احضار الماء و كما قالت " بحثت عن غطاء " أي انها لم تكن تعرف مكانه لذا بحثت عنه أي انها لا تعرف المكان جيداً و بالتالي لم تعمل هنا ! و لتبعد الشبه عنها عندما سمعت بمقتله اخترعت قصة التهديدات .. فكيف يكون احرقها !
كاسبيلا : كما قلت سابقاً رماها في المدخنة !
قال No. Zero  بسخرية : مدخنة في الصيف ؟
ريتان : لهذا كانت كلما اقتربت منها تطرق رأسها ! ظننت انه خجل في البداية لكنّ الان علمت , لأنني شاهدتها بالأمس و شاهدتها عندما كُنت بالمطار
قالت كاسبيلا بانكسار : صحيح , انا جينا .. لكنني لم اقتله اقسم على ذلك – نظرت إلى المفتش و قالت : ترجيته توسلت اليه ان يمنحني بعض الوقت و اعطيه الاموال لكنه رفض قررت .. قررت – تجمعت دموعها بمقلتيها و اكملت : سرقة الرسالة التي ستدمر مستقبلي , فأنا اعلم انه يعيش وحيداً .. عندما طردني من المنزل بقيت جالسة على كرسي الحديقة لعله يشفق عليّ لكنّ بلا فائدة فحتى عندما خرج من المنزل تجاهل وجودي تماماً – كفكفت دموعها و اكملت : لذا دخلتُ للمنزل لأخذ الرسالة التي كتبتها في فترة طيش من حياتي .
No. Zero : اذا وقعت هذه الرسالة بيد الامير كيمي بتيوس .. تُفسخ الخطوبة صحيح؟
اطرقت الكونتيسة رأسها و بانت ملامحها الجميلة حتى مع حزنها و قالت : صحيح.
ادوارد : اذن ...
قاطعته جينا : اقسم انني لم اقتله .. اقسم على ذلك .
No. Zero : لم انتهي ..
ادوارد بغضب : هل مازال ...
قاطعه ريتشارد و قال : اكمل رجاءً
No. Zero : جيد , بالنسبة لـ مديرو هاكيب .. ماذا هناك ألا تنوي ان تُظهر نفسك يا تاجر المخدرات , بعد ان نشر بولو خبر انك تاجر مخدرات قررت حينها ان تشتري فضيحتك و تدفع له المال .. دفعت له جُزء منها و نشر في اليوم التالي موضوع براءتك و لأنك تعلم انه جادّ و لن يتراجع في ان ينشر الخبر مُجدداً و تقع بين يدي الشرطة قررت ان تدفع له اليوم – ساد صمت طويل قال بعدها No. Zero بصوتِ واثق : ماذا الم تعرف نفسك يا سيد ساندس
فتح ريتان احدى عينيه و قال : سخافة – اغلقها مُجدداً
No. Zero : غلاف مُفكرتك يا سيد !
و بسرعة فائقة سحب ريتشارد مفكرته و قال : مابها !
No. Zero  بصوتِ أمر : قم بتمزيق الغلاف , ذا الجهة المنتفخة
تسمر ريتان في مكانه و بدا التوتر واضحاً على وجهه حينما اخرج ريتشارد كيساً بلاستيكياً يحتوي بداخله كمية من المخدرات.
No. Zero : لذا كان يختبئ خوفاً عندما رأى الشرطة .
جينا بهدوء : و أنا لا أذكر انني رأيته إلا لفترة قصيرة  عندما وصلتُ للمطار , ثم اختفى .
ادوارد : امسكنا بالقاتل
No. Zero : ليس هُو القاتل
ادوارد بتعجب : ماذا !!!
اجاب No. Zero  بهدوء تام : ليس هو القاتل
ريتشارد : لم يبقى سِوى السيد زاك
No. Zero : تماماً
جونسون بنفاذِ صبر : قلت انني بقيت في المنزل طوال الوقت.
No. Zero : تظاهرت بالنوم و من السهل خداعِ النساء و خاصة أن الكونتيسة كانت متوترة جداً , وضعت عليك الغطاء و ذهبت مُجدداً تكمل بحثها عن رسالتها .. عندما تأكدت من ذهابها نهضت من مكانك و وضعت الوسائد لتمثل مكان جسدك و غطيتها بالغطاء و خرجت من المنزل.
جينا متسائلة : تقصد صوت الباب الذي سمعته ؟
No. Zero : تماماً
جونسون : دليلك أنني خرجت من المنزل ؟
No. Zero : انت دخلت المنزل عند الساعة التاسعة مساءً و لم تكن قد امطرت عند ذلك الوقت , ولكن عند العاشرة قد امطرت و لم تهتم لذلك فالمهم كان لديك أن تنفذ خطتك و عندما عدت للمنزل في الساعة السادسة بعد ان اتيت الى مركز الشرطة و تظاهرت بأنك زوجة ريتشارد المسكين و عندما عُدت لم تنتبه لحذائك الذي كان يكسوه الطين.
جينا :وقمت أنا بتنظيفها.
No. Zero : الفواتير التي لديك , إن احداها هي فاتورة لمتجر الملابس الذي اشتريت منه الملابس التي تنكرت بها , لا مجال للنكران ... آه حضرة المفتش قمت بالعبث قليلاً بهاتفك و ارسلت منه امراً إلى احد افراد الشرطة بما انك اغفلته بغبائك
فتح ادوارد شفتيه ليجب لكن اوقفه دخول الشرطي وقوله مُباشرة : لقد تأكدت مما طلبته مني سيدي , ذهبت إلى المحل و ظهر السيد زاك في كاميرات المحل.
ادوارد : ليس هناك مجال للإنكار سيد زاك ! , اخبرنا كيف قتلته و لما ؟
بقيّ جونسون صامتاً مدة ثم قال : اتيت إلى هناك قبل الموعد عند الساعة التاسعة لذا لم اجده و دخلت المنزل عندما لم اجد الباب مقفلاً لكنني تفاجأت بوجود الخادـ اه عفواً الكونتيسة هنا لذا لم استطع البحث و انقذ نفسي و قررت الاستلام للأمر الواقع و ان اعطي بولو جُزء من اموالي مقابل شيء آخر و عند التاسعة و الربع خرجت خارج المنزل و صادفت بولو امام باب المنزل اخرجت السكينة من جيب معطفي و طعنته و احرقت جثته و رميت السكينة بعيداً , و في الصباح اتيت إلى مركز الشرطة و سمعت اسم السيد بيري و ارسلت الصندوق له و كتبت الرسالة لتزيد من الغموض .
No. Zero : انت احمق , شركتك ذهبت و انتهى الأمر كان يجب عليك أن تبدأ من جديد لا أن تنهي حياتك !
جونسون : إعلان شركة ميكوبراس الشهيرة افلاسها لأسباب مجهولة  - صمت ثم اردف : هذا ما تصدر الصحف لأني تأخرت اسبوع في السداد .. كنت قد وضعت كل اموالي في صفقة رابحة مع شركة اخرى , تلاعب بولو بالأمر بسبب تأخري و ها أنا خسرت أموالي و حريتي.
No. Zero : الكونتيسة جينا سيبتون , الأمير ينتظرك يجب أن تعودي
جينا : شكراً لك –وجهت نظرها لادوارد و ريتشارد و قالت : هل يمكنكما أن تسترا عليّ ؟
No. Zero : اظن ذلك , فأنتِ كُنتِ تبحثين عن شيء يخصك , بل شيء قد سرق منكِ
ريتشارد : السيد ساندس تاجر المخدرات اخيراً وقعت في قبضتنا , لكن اين كنت الم تكن بالمطار إلا فترة قصيرة ؟
ريتان : كنت اسلم شخصاً بضاعة له – اغلق عينيه –
ادوارد بذاته : بارد اعصاب!
No. Zero : فعلتُ ما عليّ الرقم صِفر انهى عمله بنجاح مُجدداً
" طووط ...طوووط..طوط"
جينا : من كان ذلك ؟
دس ادوارد هاتفه في جيبه و قال : No. Zero.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تعليق واحد:

  1. جميييل مبدعه ك عادتك 💗💗👌💫.
    البارت ازداد غموضض❕✨
    وتشويق وحماس واببداع
    ننتظر البارت القادم ومتحمسين لمعرفه الرقم المجهول😭💘

    ردحذف