الاثنين، 28 يوليو 2014

البارت الرابع "حفلة الجثث"


اضافت خادمة  شاركتهم  الحوار بحماس :نعم نعم هذا صحيح ،لكن مع ذلك فهو لطيف و طيب القلب الكل هنا يحبه ...
قاطع حديثها صوت هز المكان من قوته صمت الكل رعباً كادت قلوبهم ان تتوقف من قوة الصوت ...
وقفت جيسيكا وقالت بصوت مرعوب :ماهذا ....
قام روك وقال :إن الصوت اتى من الخارج 
لوكاس :لنذهب و نرى 
قام الكل الخدم و  جميع افراد العائلة و فتحو الباب فشاهدو الخادم مرمي بجانب الباب وبجانبه جرة كبيرة جدا محطمة  
اجتمع الخدم و قالو وهم يحاولون ايقاظ صديقهم المغشي عليه المرمي بجانب الباب :اكوما ،اكوما استيقظ
احد الخدم يصرخ :احضروا بعض الماء 
ذهب احد الخدم و عاد في ثواني و قد جمع بعض الماء في راحة يده و نثره على وجه اكوما 
فتح اكوما عينيه بصعوبة و قال :ماذا...
قاطعه احد الخدم قائلاً :اكوما لا تتكلم الان لتسترخي اولاً ،هيا دعنا نساعدك على الوقوف 
وقف اكوما مستندا على كتف احد رفاقه
روك :ادخلوه من فضلكم و انا سوف أحقق قليلا في المكان هنا 
دخل الخدم ومعه صديقهم بينما روك و ماتيلدا  وبقية افراد الاسرة كانت عيون الجميع تطلب التفسير مما حصل و ما معنى كل هذا ...! 
انحنى روك وجلس على الارض بجانب قطع الجرة المحطمة و تأملها قليلاً ثم قال :حسنا إذا هناك تفسير واحد فقط حالياً ،وقف وهو يحمل احد القطع فأكمل وهو يفسر لهم :في البداية اخذ القاتل الخادم او الذي كان اسمه اكوما ولم يقتله لانه سيخالف هذا رسالته فأختطفه و عندما اراد ان يعيده و لكي ننتبه له قام بكسر  الجرة الكبيرة التي كانت هنا 
جيسيكا :اذا هذا ينفي ان يكون القاتل احدا منا فكيف نكسر الجرة و وضع المسمى اكوما هنا بجانب الباب ؟
قالت ماتيلدا بدون مبالاة:لا ،هذا ليس صحيح يبدوا ان ما حدث جعل عقلك يتوقف عن التفكير ،فكما ترين ان هذه الغرفة الكبيرة تحتوي على بابين و نحن دائما نستخدم الباب الاخر لأنه الاقرب الى غرفنا اما اكوما كان هنا في هذا الباب الغير مستخدم و بالنسبة للجرة هناك طرق عديدة تستطيع بها اسقاط الجرة وحتى لو لم يكن هناك احد بالقرب منها 
قالت جيسيكا بعد ان فهمت ما حدث :هكذا إذا 
دخلوا إلى الغرفة مجددا وذهب روك إلى اكوما وقال له :هل انت بخير الان ؟ 
قال اكوما بصوت بارد هادئ :نعم ،شكرا لسؤالك
روك :إذا هل تريد اخبارنا بما حصل ؟
تنهد اكوما ثم قال بنبرته السابقة :عندما ذهبت معهم كانت الامور على طبيعتها ولم يحدث اي شيء فجأة انقطعت الكهرباء و اصبح المكان بلون احمر ناري فجأة شعرت بأن شيء   قرصني وفقدت الوعي و بعد عدة ساعات استيقظت و وجدت اثراً علي يدي فعلمت ان احدهم استعمل الصاعق الكهربائي لإفقادي الوعي .
نظرت جيسيكا إلى زوجها وحدقت به متشككة به و لم تستمع إلى ما قاله اكوما بعد ذلك بل كانت تنظر إلى زوجها و العديد من الافكار تدور في فكرها ....
في حين اكمل اكوما :و ايضا وجدت نفسي في مكان مظلم يتخلله الضوء من مكان بعيد ،حاولت الوقوف لأهرب لكن قدماي و يداي كانتا مقيدتين ولم افعل اي شيء حتى بل انتظرت و قبل ساعة او ساعة ونصف من الان دخل عليّ شخص يكسوه اللون الاحمر فأشربني كأس من الماء وشربته من دون تشكك لإنني كنت عطشا جدا و بعد مضي ربع ساعة شعرت بنعاس شديد ونمت و فجأة وجدت شخصا ينثر قطرات الماء على وجهي و اصبحت معكم
ماتيلدا :هل هذا كل شيء ؟
اومأ اكوما برأسه ثم قال بصوت خفوت :كل شيء ...
روك :شكراً لك ...حسناً إذا نحن سنذهب لكي ترتاح
ثم ذهب كل منهم و جلس كل منهم في أحد اركان الغرفة الكبيرة ... البعض يتهامس و البعض يجلس وحيداً لا يتكلم لكن ...
اخذت جيسيكا توماس عند زاوية الغرفة بعيدا عن الكل حيث لا يسمعهم أحد فقالت بصوت عالي نسبياً :ماذا تعتقد أنك فاعل ؟
قال توماس مظهراً علامات التعجب :اخفضي صوتك ,ثم ماذا تعنين بكلامك ؟
اكملت جيسيكا بغضب :الست أنت القاتل ؟
تفاجأ توماس فقال لها :عزيزتي جيسيكا ...من أين اتيتِ بهذا الاتهام ؟
انفلتت من جيسيكا الكلمات و بدأت تقول :نعم انت هو القاتل إذا اخبرني عن الصاعق الكهربائي الذي صُعِق به اكوما و ايضا لقد اعطيته لي لكي تتجه لي اصابع الاتهام و انت تخرج بريئا من التهمة اليس هذا صحيح ...
كان توماس يحاول ايقافها و يقول بصوت متقطع :هذا ليس صحيحا ...اعطيني الوقت لأتحد... اسمعين...
لم تعطي جيسيكا لتوماس أي مجال للتحدث كانت تتكلم و تنثر الكلمات الجارحة كما ترمي الغيوم قطرات المطر على توماس من دون ان تشعر ,غضب توماس و رفع يده و صفعها على وجهها
ساد الصمت في المكان... الكل كان ينظر إلى توماس الذي صفع جيسيكا فجأة بدون سابق إنذار لم يسمعوا أي شيء قبل ان يصفعها لأن المكان كبير جدا وكان مليء بالاحاديث الذي حجب شجارهما عنهم ...
كانت جيسيكا تنظر اليه و تجمعت الدموع حول عينيها كانت تصدر بعض الهمسات من هنا وهناك في الغرفة فصرخ توماس صرخت هزت اركان الغرفة قائلاً :لا أحد يتدخل إنها مشكلات عائلية لذا فليدخل كل منكم لسانه في فمه ولا يتدخل
عاد الكل إلى حديثهم السابق وتركوهما  يتفاهمان بينما كان المحققين يراقبونهم من بعيد ...
كانت جيسيكا في حالة صدمة فتوماس لم يضربها من قبل او يصرخ عليها فجلست على الكرسي وهي تضع يدها على وجهها ... ما الذي جرى له .. كانت هذه الكلمات التي تقولها جيسيكا في نفسها
بينما اكمل توماس بغضب :أنا لست كما تعتقدين ,وهل لأنني اردت حمايتك اصبحت قاتلاً ؟ ,ثم اطلق تنهيدة عميقة فجلس على الكرسي المقابل لجيسيكا و حاول أن يهدأ من غضبه فأخذ شهيق عميق ثم زفير فشعر بعدها بتحسن فقال بصوت هادى وهو ينظر اليها :أنا اعتذر لأنني صفعتك لكن ,صمت لبضع ثواني ثم بدأ ينظر إلى حذائه وبدأ يهز قدمه ثم اكمل بنبرته السابقة :لكن لم تكن هناك طريقة أخرى تجعلكِ تستمعين اليّ ,صمت للحظات ونظر اليها وكأنه يريد منها ان تقول شيئا ولكنه لم يتلقى جواباً ,فتنهد ثم نظر إلى حذائه مرة اخرى أكمل :لو كنت انا القاتل لما استعديت المحققَين و ايضا ليسا محققان عاديان إنهما من اشهر محققي البلاد ,ثم ايضا اخبريني إذا أنا كنت القاتل فكيف فعلتها ؟
ظلت جيسيكا صامتة فقط تنظر إلى توماس ثم وقف وجلس على الارض امامها بينما هي وجهت نظرها اليه فقال ناظراً الى عينيها وقال بهدوء :عزيزتي ,بالنسبة للصاعق فأقسم لكِ انني اردت حمايتك...صدقيني 
ازالت جيسيكا عينيها عن توماس و قالت :اعتذر ... أنا اسفه لقد اخطأت
ابتسم توماس و قال :لا ,لا تعتذري أنا من يجب من أن اعتذر على تصرفي
من بعيد عند زاوية الغرفة كانت هناك اربع عيون كانت تراقب جيسيكا و توماس...
روك :يبدوا انهما تصالحا
ماتيلدا :لقد اعتذر كل منهما إلى الاخر .
ابتسم روك واكمل :كلمة أسف ليست كلمة مذلة للنفس بل هي كلمة تقال لكي يعرف الشخص الآخر .. أنك لا تريد خسارته
ابتسمت ماتيلدا فقالت :هذا صحيح ...هل تعلم؟
روك :ماذا؟
ماتيلدا :اعتقد ان في هذه الجزيرة شيء ساحر او شيء من هذا القبيل يظهر ما في الانسان من قدرات
روك :لما؟
ماتيلدا :منذ كنا في طريقنا إلى الجزيرة بدأت تظهر مواهبك الشعرية و تقول كلمات جميلة
روك :ربما يكون صحيحاً فرغم المشاكل إلا ان هذه الجزيرة تشعرني بالراحة و الاسترخاء
استمرا في احاديثهما الطويلة حول عدة مواضيع حتى اتى وقت الغداء ومرت الساعات بدون حدوث أي شيء جديد حتى الساعة السادسة اثناء غروب الشمس ...

اقتربت جوليا من روك و ماتيلدا فقالت :المعذرة ...هل تسمحان لي بطلب ؟
روك :بالطبع ماذا تريدين ؟
جوليا :امممم حسنا كما تعلم أنا قلقة جدا على ابي لذا ارجوك يا سيد روك اذهب له مجددا وحاول اقناعه بأن يأتي ويجلس معنا ...انا اشعر بالقلق حياله
روك :لما لا تذهبين انتي ؟
قالت جوليا بحسرة مكتومة :مستحيل فهو لا يريد مقابلة أي احد منا
ماتيلدا :لما لا تحاولين ؟
جوليا :إن الامر مستحيل .
روك :إن مثل هذه الافكار السلبية تضعف الطاقة ...فكن ايجابيا و ابتسم عند اكبر المعضلات ...تجد نفسك تتذوق حلاوة الانتصار
ابتسمت جوليا و فهمت ما يعينه روك فقالت :فهمت ,شكرا لكما
روك  محذرا :ولكن احذري فقط القليل من الوقت و لأنه وبعد مغيب الشمس يكون المكان خطر .
اومأت جوليا رأسها و سارت باتجاه الباب فستوقفها صوت توماس القائل :إلى أين تذهبين ؟
استدارت جوليا له وقالت بسعادة :سأحاول مقابلة ابي
تدخلت جيسيكا بسرعة فقالت :يجب أن نذهب معكِ نحن ايضا نريد مقابلته
وقف روك قائلا :لن يذهب أي أحد منكم
اظهرت صوفي وجهها المخيف وتكلمت بعد صمت طويل فقالت بصوت شرير :ومن انت ؟ لتتدخل في شؤون العائلة و تسمح وتأمر
اقترب روك منها و حدق فيها بعينين مخيفتين وقال :لأنني لست طفلاً
تعجب الجميع من تصرف روك حتى ماتيلدا فقالت في نفسها "اليس هذا غريب ... أول مرة ارى روك يتصرف هكذا ..."
ثم وقف وسط حيرة وتعجب الجميع وعاد إلى مكانه وهو يضع يده في جيب بنطاله و قال لجوليا :اذهبي يا آنسة جوليا فالوقت ضيق
خرجت جوليا من الغرفة ...بعد عدة دقائق قالت ماتيلدا لروك بنبرة تطلب التفسير :ما معنى ذلك ؟
روك :توقعت هذا السؤال منك ,لكن كان يجب عليّ أن افعل ذلك منذ زمن و هي تعرف شيء و شيء خطير لذا هذه الخطوة الاولى لمعرفته
اخرجت ماتيلدا من حقيبتها كيساً من السكاكر ففتحه و قالت لروك :أتريد ؟
اخذ روك بعضا من السكاكر و أكمل :حسنا و ما حدث ليس إلا البداية
ماتيلدا :وما هي الخطوة الثانية ؟
نزل روك من على الكرسي وجلس على الارض و قال :بعد قليل ,وأكمل تناول السكاكر وهو يفكر
بينما وصلت جوليا و وقفت أمام باب ابيها تتقدم لتطرق الباب لكنها تتراجع ... احتارت في امرها ...وبقيت شاردة اللبّ ...تفكر ...فجمعت قواها و طرقت الباب
بعد ثواني ... فُتح الباب ...
 فوقفت أمامه شديد الاضطراب وقد بدا عليها الخوف بوضوح وفجأة ودون شعور غرقت أجفانها في الدّموع ثم امتلئ صوتها بالدموع فأرتجف رغماً عنها وقالت بحنيه :ابي ...لم أتوقع بأنك انت من سيفتح لي الباب ...كُنت خائفة و... و مر...
قاطعها والدها وافترّت على شفتيه ابتسامة رقّة وطيبة :دعينا نتكلم في الداخل
دخلت جوليا مع ابيها في الغرفة ...
كريستوف :لماذا هذه الدموع ,لقد فتحت لكِ الباب فماذا كنت ستفعلين لو لم افتحه لكِ
جوليا :في الحقيقة ,لا أعلم كُنت خائفة و تذكرت كابوس اليوم و اختلطت عليّ الامور فبكيت عندما رأيتك لا أعلم اريد التحدث معك ام اريد فقط رؤيتك ربما كُنت مشتاقة ,تنهدت ثم قالت :ارأيت حتى كلامي مبعثر
كريستوف :كابوس ؟
جوليا :لا ,لا تهتم فهو مجر...
قاطعها كريستوف قائلا :الن تخبرين ابيك ؟
انتاب جوليا  صمت عميق ,وشرود وذهول غريبين فقالت : غفوت ... ولكننّي لم أهنأ بنومي طويلاً ...حاولت أن أتنفس ,اختنقت و قمت فزعة مرعوبة من نومي ,ابي انت في خطر لقد رأيتك في كابوس لعين ارجوك يا أبي تعال و اجلس معنا
ابتسم كريستوف و قال :لا بأس لا تقلقي
جوليا :كيف لا أحزن و لا اقلق ,أبي انت اغلى ما أملك
وضع كريستوف يده على كتف جوليا وطبطب عليها و اكمل بنبره هادئة :اسمعيني يا حبيبتي جوليا ...اسمعيني جيدا و ضعي ما سأقوله لكِ اقراطاً في اذنك ...
أريد ان ارى موتي من بعيد ... أن اطير نحوه ,أتأمله ...اتفحصه عن قرب و اريد أن ارى ملامح وجهي وهي تستقبله لا اريد موتاً يخطفني دون أن اعرف ,و الموت افضل من حياة ليست سوا تكرار في تكرار و هو النهاية النقية الجميلة الوحيدة لعاطفة عظيمة وكل اشكال الحياة هدفها هو  الموت ...و سأقول شيء اخير ,إن قضية الموت ليست على الاطلاق قضية الميت بل إنها قضية الباقين... نعم قضية الباقين من بعدّي هل فهمتِ الان ؟
عزمت جوليا ان تتظاهر بالبهجة و السرور و قالت بروح مرحة :فهمت ,لكن أبي
كريستوف :ماذا ؟
جوليا :انت تحبني صحيح ...و ايضا قد سامحتني على كل شيء فعلته مسبقا أو امراً جعلك تغضب مني او شيئاً خالفت امرك فيه ,هل تسامحني ؟
كانت عينا كريستوف تنطق بالصفا و الطيبة وقال :وهل يمكنني ان اغضب من ابنتي الجميلة ...اتعلمين ؟
جوليا :ماذا ؟
وضع كريستوف يدع على وجهه ابنته وقال بصوت مشتاق :انتِ  تشبهينها ,نعم تشبهينها كثيرا كم احببتها نعم احببت امك و احببتك يا جميلتي ...,وقبل جبين ابنته
ترقرقت دمعة اليأس في عينّي جوليا و لأول مرة شعرت أن الحياة لفظتها و رمتها في غرفة سوداء بلا نوافذ ,ارتمت في حضن ابيها تبكي بحرقة ,ارادت ان تصرخ ولكنها لم تسمع الا صوتها يرتجف المتقطع :احبك يا أبي
خرجت جوليا من غرفة ابيها بخطوات متثاقلة ,جرى الوقت بسرعة ,و الوقت مضى دون ان تحس به ,شعرت بأنها تنظر النظرة الاخيرة إلى والدها وعادت إلى غرفة المعيشة
فتحت باب غرفة المعيشة ودخلت لكن ما هذا ... ما الذي حصل ,كانت تردد هذه الكلمات في نفسها و سرتّ في جسمها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها رعدة كان هناك ضباب في الغرفة وكأن اجساد كانت على الارض ,شعرت بالدوار فجأة المكان يدور بها و وقعت على الارض ...
____________________
بعد نصف ساعة استيقظ روك واضعا يده على رأسه وهو يقول بألم :كيف انطلت عليّ مثل هذه الخدعة السخيفة ,لو لم تكن ماتيلدا تثرثر فوق رأسي كنت قد انتبهت..
صمت فجأة فنظر حول المكان ,شحب وجهه ثم قال بصوت عالي وفيه شيء من الحده :ماتيلدا ..أين انتي هوووووي ماتيلدا ,وبدأ يبحث عنها وهو يصرخ... صوته ايقظ الجميع لكن لحظة ليس الكل هنا اقترب منه توماس و قال :جيسيكا ...جيسيكا لا اراها و اتى بعض الخدم وهم يقولون بخوف :اصدقائنا ليسوا موجودين
دفن روك غضبه و خوفه في اعماق نفسه و ارتد إلى طبيعته الاولى و تحدث بصوته الواثق :هدوء ارجوكم ,دعونا نفكر بالامر اولاً من الاشخاص الذين ليسوا هنا ؟ بالنسبة لي لا أرى ماتيلدا ...
اوليفيا :عمتي جوليا لا اراها بينما ,امرأت عمي لوسي و ابنها لوكاس و صوفي  هنا
توماس :زوجتي ...زوجتي جيسيكا
قال أحد الخدم :خمسة منا مفقودين
روك :وهل بينهم اكوما ؟
أجاب اكوما :أنا كنت هنا طول الوقت ...لكن لما سألت عني بالذات
روك :لإنه لو اختطفك مرة اخرى ستكون مقصوداً بالقتل
انحنى اكوما و قال باحترام :شكرا لاهتمامك سيدي
اوليفيا :إذا لنذهب للبحث عن الباقي
خرج الكل من غرفة المعيشة وبدؤوا بالبحث عن الباقي بحثوا في جميع الغرف في الطابق السفلي وحان دور الطابق الثاني في ثالث غرفة فتحوا ابوابها ...
ركض روك إلى الداخل و ايقظ ماتيلدا بينما اتجه توماس إلى جيسيكا وبقية الخدم إلى اصدقائهم الخمسة ...
اقتربت اوليفيا من لوكاس و قالت له :عمتي جوليا ليست هنا
سمع روك ما قالته اوليفيا وقال :هل سمعتكِ تقولين أن الآنسة جوليا ليست هنا ؟
اوليفيا خائفة :نعم
قالت ماتيلدا بعد أن استجمعت قواها :يجب أن نبحث عنها ,أعتقد انها في غرفتها مثل الذين من قبلها
روك :لا لم نجدها في غرفتها لذا يجب علينا ان نسرع قبل أن يفوت الاوان
وقف أحد الخدم وهو يضع يده على رأسه ويتحدث بصعوبة :سيد روك ...عندما وقفت و جدت هذه الورقة في جيبي ,و أعطى روك الورقة كانت ممزقة الاطراف  ففتحها روك فوجد مكتوب فيها
7,5,9,4,8,2,4
توماس :ماذا تعني هذه الارقام ؟
ماتيلدا وهي تنظر إلى روك  :لقد عرفتها ايضا يا روك ,صحيح!
ابتسم روك وقال :بالطبع إلى غرفتها بسرعة
لوسي :اخبرانا ماذا تعنيان ؟
روك :ليس لدينا وقت سأشرح لكم في غرفة الانسة جوليا
____________________
في غرفة جوليا ...
وضع روك الورقة في طاولة تتوسط الغرفة وقال للجميع :اسمعوا جيدا لنبحث في الساعات و عندما تجدون الساعة التي تحمل أحد هذه الارقام احضروها هنا بسرعة ليبحث الجميع ليس لدينا وقت
خلال دقيقة توزع الكل يبحث في الساعات وبعد دقيقة أخرى وضِعت الساعات على الطاولة ,أصبحت على طاولة ساعة على شكل هدهد ,مظلة ,كره ,فراولة ,ظرف ,لؤلؤة
لوكاس : والان ماذا ؟
روك :نأخذ الحرف الاول من كل شكل للساعة و نرتب الاحرف بحسب الارقام في الورقة
ماتيلدا :حسنا أولاً لدينا الساعة السابعة نأخذ حرف الكاف ,ثم الساعة الخامسة حرف  الهاء ,ثم الساعة التاسعة الحرف الفاء ,ثم الساعة الرابعة حرف الميم ,ومن بعدها الساعة الثامنة حرف الظاء ,والتالية هي الساعة الثانية نأخذ حرف اللام ,الساعة الرابعة مرة أخرى حرف الميم
روك :كهف مظلم ,لقد عرفته هيا بنا ...
خرجوا من القصر متوجهين إلى الكهف لكن حشدت الرّيح السّحب ،فازدادت دكنة وانحطاطا شيئا فشيئا حتّى تدلّت نحو الأرض وهي تدوّي وتئنّ ،ولمع البرق ،وطنّ الرّعد طنينا ،وأزّ أزيزا ،وعوت الرّياح مختصمة فيما بينها ،فقذفت بكلّ ما اعترضها ،حينها اعتصرت السّحب وألقت بما فيها على الجزيرة وكلّ من حولها أمطارا كأفواه القرب ,كانت الجو غاضبا لكن مع ذلك استمروا في المشي بل الجري متجهين إلى الكهف
خلال دقيقتين من الركض اصبحوا أمام المدخل ,توقفوا قليلاً يلتقطون انفاسهم
فرفعت صوفي اصبها السبابة مشيرة إلى داخل الكهف و اصبحت نظرات عينيها ملتهبة و ابتسمت بخبث و اصبح وجهها مثل ساحرة شريرة في شخصية كرتونية و تحدثت بصوت مخيف و بارد :إنها تغرق هناك
صُعق الكل ودخلوا بسرعة البرق إلى الكهف ووجدوها في حوض كبير جدا ورفيع  مازالت تتدفق فيه المياه و جوليا مقيدة اليدين و القدمين ,واقفة تحاول النجاة ورفع رأسها عن الماء ,لم يكن هناك الوقت الكافي لإحضار سلم ليصلوا إلى اعلى الحوض
فجأة صرخت ماتيلدا وهي تجمع قواها و ركلت الزجاج بأقوى ما أُوتيت من قوة و في ثواني تحطم الزجاج و اندفق الماء كالنهر على ارض الكهف و حملوا الخدم جوليا وفكوا قيدوها
كانت لا تزال مرعوبة و بعد أن هدأت و اخذت نفسا عميقاً ثم  قالت لماتيلدا :لا أعلم ماذا أقول لكِ ,لقد انقذتي حياتي
ماتيلدا :لا شكرا على واجب حبيبتي جوليا و الان يجب أن ترتاحي
قالت إحدى الخادمات بنبرة مهذبة :المعذرة على إزعاجكم اسيادي لكن يجب أن نعود إلى القصر قبل أن يصبح الجو أسوأ ,وبما أن الجميع بخير ...
قاطعها روك :أنتِ محقة يجب أن نعود بسرعة لكن في الحقيقة يُختار اليوم ضحيتين وبقي شخص لم نتأكد إن كان قد ... ,لم يكمل و نهض و قال بسرعة :هيا
كان روك يجري بسرعة تحت الشجر لكي يختبأ من المطر و هو يفكر و يقول في نفسه :هل فعلها بعد ...لكن لا أتوقع أنه يمتلك الوقت ...
قاطع فكره حديث جوليا القائلة :أنا أعرف انك كنت تتكلم عن ابي ,هل تعتقد أن المجرم قد فعلها ؟
روك :سنناقش كل الامور لا حقا
اصبحوا أمام غرفة الجد حاولوا فتح الباب لكنه كان مغلق ,فأخرج أحد الخدم نسخة من المفاتيح و اعطاها لروك ...
فتح روك الباب قليلاً بحذر شديد :فخرجت رائحة المخدر فأغلقه بحذر وقال :هناك كمية كبيرة من المخدر أو الغاز المنوم ,يجب أن نفتح كل الابواب و النوافذ في الغرفة لكن نحتاج كمامات للفم ...
شانون :حسنا سأذهب لإحضار بعضاً منها
ذهبت شانون وعادت في بسرعة ومعها كمية من الكمامات فأخذ روك و قال :أنا و ماتيلدا و السيد توماس سندخل و الباقي سيبقون في الخارج رجاءً ...
اوليفيا :ولما عمي توماس فقط ؟
ماتيلدا :لأنه هو من طلبنا
اوليفيا :لكن اليس الذي في الداخل جدنا ؟
روك بصوت حاد :إذا كُنت تملكين قلبا قاسيا و من لا يخاف فاليدخل لكنني لست مسئول لأي شيء يحصل
لوكاس :سأدخل مع اوليفيا  ,ثم استدار ونظر إلى امه قائلاً :امي انتظري هنا انتي و عمتي جوليا وصوفي
اعطت شانون الكمامات لكل من روك ,اوليفيا ,لوكاس و عندما اعطتها إلى ماتيلدا قالت :احترسي لقد كاد قلبي أن يتوقف عندما اختفيتِ قبل قليل
اقتربت ماتيلدا من شانون و همست لها :لا تقلقي أنا ماتيلدا
وضعوا الكمامات و دخول الغرفة و فتحوا كل النوافذ الكبيرة و الصغيرة لكي يتجدد الهواء ...و يبحثون عن السيد كريستوف ...
فوجوده جثة هامدة على السرير مطعون بأربع سكاكين من أعلى صدره حتى أسفل معدته
شعرت اوليفيا بالغثيان و اغلقت عينيها على الفور ,بينما اقترب كل من ماتيلدا و روك إلى الجثة
ماتيلدا :هوي روك أنظر هنا إن مقابض السكاكين مبللة بالماء
روك :نعم ايضا حول و فوق الجثة الكثير من الماء ,بالإضافة انه  بارد
تحسست ماتيلدا الجثة وقالت :لقد توفي قبل ربع ساعة ..
لوكاس ببروده المعتاد :هل انتِ متأكدة فكلنا كنا مع بعضنا أكثر من ربع ساعة
ماتيلدا :نعم أنا متأكدة
اقتربت اوليفيا من لوكاس و قالت له :لوكاس ارجوك ,دعنا نخرج لم اعد أتحمل
روك :قلت لكِ هذا منذ البداية انتِ عنيدة
ابتسم لوكاس :لا بأس اوليفيا ,كُلنا هنا معرضون للخطر و قد يكون أي شخص فينا هو التالي بنفس جثة جدّي أو تكون بنفس جثث من قبلهم ,لذا يجب عليكِ ان تصبحين اقوى ,وأيضا إذا كُنتِ تريدين أن تخرجي فسوف أخرج معكِ
ابتسمت اوليفيا :حسنا حتى و إن ما قلته كان صحيحاً لكنني افضل أن اخرج بدأت اشعر بالغثيان
خرج الاثنان من الغرفة ...
بينما قال توماس :الم تجدا وصية جدّي بالقرب من جثته ؟
تظاهر روك بعدم المعرفة و قال :عن أي وصية تتحدث ؟
توماس :إنها وصية تحدد من الوريث له ...هذا ما اخبرنا به
قالت ماتيلدا في نفسها :يا له من حقير يرى جثة اباه بهذا الشكل أمامه و هو يتحدث عن الاموال ,لقد اغضبني فعلاً
قال روك :جثة مطعونة بأربع سكاكين من أعلى صدره حتى أسفل معدته ,مقابضها مبللة بالماء البارد نسبياً ,على و حول الجثة ماء بارد نسبياً  ايضا ,أقترب ليتفحص العينين ليتأكد من زمن الوفاة فسقطت عليه قطرات من الماء فرفع رأسه فوجد أن الثرية مبللة بالقليل من الماء و قال في نفسه "اصبحت جافة تقريبا ,لكن ما معنى هذا ؟"
ماتيلدا :عزيزي هل انتهيت ؟يجب علينا أن نضع غطاءً إن المنظر ليس جيداً أبدأ
روك :نعم ,أتذكر أنه كان هناك غطاء ... ,صمت فجأة
ماتيلدا :هوووي أخبرني ماذا حدث لك ؟لما صمت فجأة ؟
قال روك في نفسه :لا أدري كيف افلت من ذاكرتي المتعبة هذا الامر ...
ماتيلدا :روك هوي ...انني أكلمك
نهض روك من افكاره و قال :ماذا ؟
ماتيلدا :أنا من يجب ان يسأل هذا السؤال ,ماذا بك؟
قال روك بضيق :جيمس ...خادم السيد كريستوف وكبير الخدم ليس هنا
اجابته ماتيلدا بينما كانت تخرج غطاءً من الخزانة :قد يكون مغمى عليه في هذا الجناح الكبير ابحث في الحمام أو أي كان في هذه الغرفة ,لا تتضايق و انت لم تفعل شيئاً
اخذ روك الغطاء من ماتيلدا و وضعه على السيد كريستوف وقال :انتِ محقة ,انتِ ايضا ساعديني في البحث
ذهب كل من ماتيلدا للبحث بينما توماس :بدأ يبحث عن الوصية هنا وهناك
استوقفه صوت صوفي بنظرتها الشريرة و صوتها الخبيث :لن تجدها
ارتعد توماس و شعر برعشة سريعة تجري في بدنه ...
في حين صرخ روك قائلا :وجدته ...تعالوا إنه هنا
دخل كل افراد العائلة و الخدم إلى الغرفة و تجمعوا حول روك في الجهة الغربية من الجناح ...
ماتيلدا :إذا لقد وضعه في صندوق كبير ,هل  يتنفس ؟
روك :نعم ...ابتعدوا قليلاً دعوه يتنفس الهواء النقي ,فليحضر احدكم بعض الماء رجاءً
شانون :حسنا ...سأذ...
قاطعها صوت احد زملائها :شانون لا ,أنا سأذهب فلقد بذلتي جهدا كبيرا
ابتسمت شانون و قالت بخجل :شكرا لك
عاد الخادم و وضع بعضا من الماء في راحة يده ثم نثرها على وجه جيمس
فحاول روك ايقاظه و هزه بلطف حتى استيقظ فقال بصوت مرعوب :سيدي ... ماذا حصل لسيدي ...أني اتكلم معكم ماذا حصل لسيدي كريستوف
روك بصوت هادئ :أهدأ يا جيمس ...و لا تقلق لقد وعدته
تكلم جيمس بصوت متكسر :إذا ...هل نال منه ؟
روك :نعم
اجهشت جوليا بالبكاء على ابيها و كانت ماتيلدا تحاول ان تجعلها تهدأ
فجأة اقتربت منها جيسيكا و قالت بحقد :إن لعب هذا الدور لا يناسبك ابداً ,تتظاهرين بالحزن و انكِ تحبينه كثيرا و تسألين عنه لكي يكتب كل الاموال لكِ و تكونين الوريثة من بعده
حاولت جوليا التكلم ودموعها مازالت تتساقط على خديها :عن ماذا تتكلمين ...أنا احب ابي فعلاً ولو ... كنت امثل عليه لعرف الامر من الوهلة الاولى
قالت جيسيكا بسخرية : نعم ,نعم اصدقك إذا كنت حمقاء يمكنك خداع الجميع إلا أنا ,فأنتِ تفعلين كل هذا لكي لا يكون لنا نصيب من الإرث
اخذ حزن جوليا يزداد شيئاً فشيئاً و قالت :انا لست كما تقولين ,وأيضا احترمي جثة أبي الهامدة هنا لقد توفي قبل قليل و انتِ و زوجكِ لا شيء تحزنان عليه إلا المال و الوصية
شعرت شانون بغضب ماتيلدا المتطاير من عينيها فذهبت اليها و قالت لها :اهدئي ,أنا اعرفك اكثر من معرفتي لنفسي حاولي تمالك اعصابك ولا تغضبي
توماس :وهل كان ابيك يهتم بنا لنهتم به ؟
جيسيكا :صحيح ,كان من المفترض أن يموت منذ ...
لم تتحمل ماتيلدا فغضبها سيطر عليها وعلى كل حركاتها و صفعت جيسيكا صفعة قوية وقالت بغضب :اصمتي ايتها الحقيرة
اقترب توماس من ماتيلدا و يريد ضربها لكن اوقفه صوتها المخيف الغاضب وهي تقول :اسمعني انت ايضا ,من أي انواع التراب خُلقتم ,بتصرفكم هذا اعتقد انه من تربة المستنقعات القذرة ,جثة ابيك لم تتصلب بعد و انت تتكلم عن الوصية و الارث و المال ,و إن كان هناك من يمثل هنا فهو انتِ يا جيسيكا ,و انت ايضا انسى نصيحتي السابقة فزوجتك لا تستحق أن تحميها بروحك
حاولت شانون التدخل لكن روك منعها و قال :لا ,لا تفعلي دعيها تنتهي من حديثها
لم تتغير نبرة ماتيلدا الغاضبة حين اكملت :لو كنت مكان ابيكم لحرمتكم من الارث ,هل تجعلون الاموال تفرغ بين الاخوة ,بين الاب و ابنه ,تتمنون موته لترثوه انتم حقا مجموعة من الحثالة
ثم تركتهم وخرجت من الغرفة و لحق بها كل من روك و شانون ثم تبعهم الجميع
____________________
في غرفة المعيشة الساعة العاشرة و سبع دقائق ...
جلست ماتيلدا على الكرسي تحاول ان تهدأ اعصابها ...
جلس روك بالكرسي المقابل لها و قال :إذا ماذا بعد هذا ؟
رفعت ماتيلدا ساقها ووضعتهما على الكرسي و جعلتهم متلاصقين و احاطت عليها بيديها و دفنت رأسها بينهما وقالت :أنا اسفه ...لم اتمالك اعصابي ...
ابتسم روك و قال :حمقاء ...لما تعتذرين ؟
انزلت ساقيها ببطء وهي تقول :ماذا تعني ؟
روك :انتِ فعلتِ الصواب لذا لا تحزني ...في الحقيقة لقد اعطيتهم درسا عظيماً
ابتسمت ماتيلدا و قالت :لقد وددت لو ركلتها في احشاء بطنها لتعرف معنى كل كملة قالتها ,كلماتها جعلتني اغضب فعلاً
روك :انتِ مخيفة
كان الخدم يضعون طعام العشاء بينما اكوما يقترب من كل شخص ويخبرهم أن العشائ جاهز ,فأقترب اكوما من ماتيلدا و روك بتهذيب :تفضلا إلى طاولة العشاء
روك :لحظة اريد أن أسألك عندما خُطفت للمرة الاولى ,هل استطعت أن ترى شكل او جسم المسمى الشيطان الاحمر ,وماذا عن المكان الذي كُنت فيه ,هل هو نفس الموقع التي كانت فيه الانسة جوليا لأن هذا سيفيدنا في التحقيق
اكوما :لقد قلت لك مسبقا ما رأيته يا سيدي ,ولكن بالنسبة للموقع اعتقد أنها كانت اقرب مني ,فأنا كنت ابعد تقريبا اربعة امتار أو خمسة امتار من مدخل الكهف بينما السيدة جوليا تبعد مترين فقط
ماتيلدا :هكذا إذا ,كن حذرا في المرات القادمة فأنت في خطر
انحنى اكوما و شكرهما وعاد إلى طاولة العشاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق