"
شعب فيلغيت "
حكايةٌ
أسردها بأسلوبي الأدبي البسيط ، فيها مِن الغرابة الكثير عليكم لأنها في عالمٍ و
أبعاد أخرى.
قد
تحسد من يمتلك القدرة على الطيران ، التخفي أو التنقل مِن مكانٍ لآخر و غيرها من
القدرات المسماة لديكم " خوارق ".
و
أنا أيضًا كنت أحسدهم حيثُ كنت مثلهم شكلًا لكن فارغًا من طاقة القدرة.
ولدتُ
دونها ، كان حدثًا هزّ المملكة و جعلها تمور.
علماء
القدرة - و هم من تخصصوا في دراسة طاقتنا التي تجعلنا نمتلك هذه القدرات - وجدوني
خاوٍ مِن أي طاقة.
و
لأني لا استطيع الافصاح عن اسمي سأقول أني ( أ )
قالوا
لي : ( أ ) أنت ولدت دون طاقة ، طاقتك ضائعة .
توسلت
و رجوت لأن يعرفوا السبب و يجدوا حلًا.
بشفقةٍ
تطوع أحدهم لتولي حالتي سأطلق عليه ( ب ).
( ب
) : يجب أن أقوم بفحص والديك فقد علمنا أن والدك فقد جزءًا من طاقته عندما تزوج.
سعدت
بهِ ، تشبثت بهِ تشبث الجذور بالتربة .. كان أمل حياتي و شمعتها التي ستنيرها و من يبدد ليلي الديجور الدائم.
لكن
.. أتت ريحٌ اطفأت نار الشمعة حين رفض أبي و أمي الخضوع للفحص حيثُ تحججا بأن فيه
استنزاف كبير للطاقة.
بذل
( ب ) جهدًا للإطاحة بأبي لكنه بفضل قدراته استطاع النجاة دومًا و انقاذ أمي معه.
طلبنا
العون من الملكة لكن قُوبلنا بالرفض لأن لا قانون يجبرهما على الخضوع للفحص.
دب
اليأس في قلبينا ، لا معين يعين و لا راعٍ يرعى.
قلتُ
يومًا لـ ( ب ) : لم أرَ أمي قبلًا تُظهر قدرات فائقة بل فقط بعض القدرات البسيطة
كالطيران لمسافاتٍ قصيرة أو تنتقل من بيتنا للدكان.
تقارب
حاجباه : ( أ ) هل أنت متأكد مِن هذا ؟
أجبته
: نعم ، و ربما لأن أبي فقد بعضًا من طاقته اصبحت خاوٍ من الطاقة.
نهض
و حملني : سنذهب إلى منزلك ( أ ).
ثانيةٌ
أو اثنتان و نحن وسط منزلنا ، تأملت وجه ( ب ) و إذ بالدماء متجمعة في خديه ...
سألته
: ( ب ) لم أنت منفعل هكذا ؟
لم
يجبني أو ينبس ببنت شفةٍ حتى استوى والديّ واقفين أمامه.
( ب
) : يا والدة ( أ ) هل يمكنكِ أن تنتقلي بـابنك إلى منزلي ؟
استنجدت
بالنظرات لأبي الذي حينما همّ بالحديث كان ( ب ) خلفه ويداه حول فمه.
قال
العالم محذرًا أبي : إن تحدثت بكلمةٍ سأفضحك .
أبعد
يداه موجهًا الحديث لوالديّ : قلت أن زوجتك يتيمة و تعيش في ذلك المنزل الذي لا
يسكنه أحد و لصقت نسبها بزوجين ماتا قديمًا
فقدت
جزءًا من طاقتك بعد الزواج ، زوجتك طاقتها ضعيفة و ابنك بلا طاقة.
كُل
هذا يجعلني استنتج امرًا واحدًا ،
جفلتُ
، أحسست بأن ( ب ) يهم بقول امرٍ خطير قد يمسنا جميعًا بالسوء و يضع أبي و أمي على
المحك
حثه
والدي أن يكمل حديثه ، كان يسخر ظاهرًا لكن اضطراب صوته يخبرك كم هو خائف :"
نعم ماذا استنتجت يا ( كيندي ) هذا الزمان ؟.
كيندي
مجرد اسطورة في عالمنا ، ربما كان حقيقًا يومًا
يُقال
أن له القدرة على تمييز المجرم وحل الالغاز جميعها بعد بضع دقائق من دخوله لمسرح
الجريمة أو قراءته اللغز.
اجابه
( ب ) : إن زوجتك ليست فيلغيتية.
"
شعب فيلغيت " و الفرد " فيلغي " هذا مسمانا في عالمنا.
حينما
لم يجب أبي أكمل ( ب ) : و استخدمت جزءًا من طاقتك لتجعل شكلها الخارجي فيلغيتية و
لتمتلك القدرات لكن قدراتها محدودة لأنها تمتلك جزءًا من طاقة الفيلغيت لا طاقة
كاملة و كون كلاكما ناقصا الطاقة ظهر ( أ ) معدوم الطاقة.
بُهت
والدي و خرا على الأرض يرجوان ( ب ) بأن يكتم سرهما.
بكثيرٍ
من الرجاء و التوسل وافق ( ب ) و اشترط أن يعلم بالأمر كاملًا ليكتمه كاملًا.
قصّ
أبي حكايته و الذي لهذا السبب وجهت لكم حكايتي هذه.
أمي
فعلًا ليست فيلغيتية كما قال ( ب ) بل أتت لعالمنا عن طريق الصدفة و عندما رأت
أشكالنا وقد بدت غريبة عليها اعتكفت بيتًا في أقصى مملكتنا و كانت تقطف الطعام من
بساتيننا.
في
يومٍ ما ، كان لدى أبي مهمة بالقرب من سكن أمي
كان
ابي جاسوسًا ماهرًا , عمله متواصل و يعتمد عليه الامبراطور في كثيرٍ مِن المهام
التي تضع المملكة على المحك ، لأبي الفضل في كون هذه المملكة باقية حتى الان.
في
تلك المهمة نفد الطعام و الشراب من أبي و من الخطر البحث عن طعام لأن خطر هذا
الامر سيقتله و يهدم أركان المملكة.
اشتد
به الجوع و العطش حتى سقط مغشيًا عليه.
شعر
الحراس بهذه الحركة لكن عندما وصلوا لم يجدوا أحدًا فأمي سبقتهم.
اهتمت
به و مدته بالطعام و الشراب و اخبرته أنها أتت مِن ابعادٍ أخرى ، بعد البشر.
و
كونها بشرًا ظنت أنهم لم يشعروا بوجودها أو بطاقتها لاختلافها عنهم .
أكمل
مهمته مستعينًا بأمي وصعب عليه فراقها فقرر الزواج بها.
واجهته
مشكلة الشكل و القدرات فمدها بطاقته ، مثل هذه العمليات تؤدي الى موت الاثنين لكن
أبي كان ماهرًا و جسد أمي انصاع للطاقة فبدل شكلها و منحها القليل من القدرة.
ما
يزال أبي قويًا لكن ليس كالسابق ، كانت قدرته تعدل عن عشرة رجال من الفيلغيت أما
الآن فتمثل اثنان أو حتى واحد فقط.
كنت
فخورًا بأبي فذهبت و عانقته قائلًا :" من أجل من انقذت حياتك فعلت هذا ، أنا
فخورٌ بك كثيرًا ".
قال
( ب ) : لكن لن أسمح لك بأن تفعل ما تفكر فيه.
هنا
علمت أن لـ ( ب ) القدرة على قراءة الأفكار
تحدثت
أمي و القلق اتشح صوتها :" ماذا تنوي أن تفعل ؟".
حثثته
: قل أبي .
جلس
أبي على الأريكة و أطاع : سمعت في البلاط الملكي أنهم يودون التخلص من ابني لأنه
خطرٌ على شعب فيلغيت .
رددتُ
بعجب : أنا خطر ؟.
فأجاب
( ب ) : ستكبر ، تحب تتزوج و تنجب ابناء من الممكن أن يكونوا مثلك و هؤلاء يحبون و
ينجبون ابناءً بلا طاقة و هكذا دواليك فيكثر امثالك في المملكة .
ساد
صمت ثقيل على المكان ، استمر دقائق حتى قطعه ( ب ) : هكذا هم يفكرون.
سألته
: و أبي ؟.
أجابني
: التخلص من حياته لأجلك.
تصلبت
ملامح وجهي ، عجز لساني عن النطق
لن
اسمح بهذا أبدًا ، جالت الكثير من الخواطر صدري و عبثت بمشاعري و جعلتها تمور.
صرحت
برفضي لهذا : لا أقبل بهذا أبدًا .
رفع
( ب ) يده مانعًا أبي من قول أي شيء و طلب من الجميع الانصات إليه.
( ب
) : المملكة بحاجتك يا والد ( أ ) و زوجتك لن تعرف ماذا تفعل إذ أنت مت من سيكون
سندًا لها ؟ و إذا اكتشفوا امرها ستقتل لا شك .
لا
امر جيد في فكرتك ، أما أنا فموتي و حياتي واحد لا زوجة و لا صاحب شأن او ذا اهمية
في المجتمع
لن
اقتل نفسي لكن سآخذ ( أ ) إلى عالمه و اذهب معه .
قال
عالمه لأن شعب الفيلغيت ينسب الولد لأمه.
لا
جواب منهما و توتر الجو بسبب هذا الصمت فكسرته قائلًا : أنا موافق ، أبي أمي أنا
أحبكما و لا أريد موتكما و ( ب ) بمثابة اب اخر لي يحبني و أعلم أنه سيحميني بكل
قوته و قدرته هكذا سنحيى جميعًا.
وجدت
ملاذي في حضن أمي ، و يد أبي تداعبني
قضيت
معهم الليل بطوله لم أنم ، كنت أودع أمي و أبي بحبٍ ، بلطف و بحزنٍ كتمته حتى لا
أزيد حزنهما حزنًا
حلّ
الصباح .. حلّ الوداع
علم
أبي بطريقته أن هناك امر بأخذي من المنزل منذ بزوغ الشمس.
أبي
: في المكان الذي حولت فيه والدتك هناك طاقة فائضة لا تغادر المكان و الامر الذي
تودون فعله يحتاج إلى كمية هائلة من الطاقة و تلك ستساعدكم لنجاح ما تودون فعله.
هز (
ب ) رأسه المربع : فهمت ، اخبرني به تمامًا و أرجو منكم المساعدة في النقل و
امدادي بالطاقة لأن المكان بعيد كما وصفت قبل قليل و لا وقت لدينا.
تعلقت
برقبة ( ب ) و صنع هو و والدي حلقة من ايدي متشابكة.
اشعر
بقوة لم اشعر بها قبلًا ، طاقة قادرة على تدمير منطقتنا كلها
لم
يدم هذا الشعور طويلًا حيث وجدت نفسي في منزلٍ شعرتُ حينما لامست قدمي أرضه
بالحنية.
نبهني
( ب ) : ( أ ) انظر . و أشار إلى رقبتي.
اخفضت
رأسي و إذ به سلسال أمي الذي يحمل قاعدة تفتح فتكشف عن صورنا.
كم
كان مؤلمًا حبس دموعي ، شعرت بعيناي تحترقان بماء الدمع الذي جاهدت نفسي ليبقى
داخلها.
أخبر
( ب ) : هنا طاقة كبيرة ، تكفي لنتحول إلى بشر و ننتقل لعالمك إذ وحدت طاقتي معها
بشكل متقن.
أخبرته
أني أثق به و بمهاراته و قدراته ، هذا الحديث حفزه حيث ابتسم و رأيت القوة تحيط به
من كل حدبٍ و صوب.
قعدت
في منتصف المنزل ، جعلني بدائرة رسمها تكفيه معي.
جاب
المنزل ، كان يتوقف عند نقاط معينة و استنتجت أنه يجمع الطاقة و يحصرها في هذه
الدائرة.
أشعر
بشيء غريب ، اشخص بصري.
قلت
: أطرافي.
فاشار
لي ( ب ) بالصمت .
أطرافي
بدأت تتغير ، تساءلت أهكذا هم البشر ؟
اقترب
( ب ) بصمته و حال دخوله للدائرة بدأ هو بالتحول أيضًا.
امسكنا
بأيدي بعضنا ، الأيدي البشرية.
أمي
تحدثت عن اسماء دول غريبة و حددت احداها ، دولة ,منطقة , بيت
و
اخبرتنا عن منزلها حيث يمكننا أن نسكن
الكثير
من الامور تذكرتها ، لا كلمة تصف شعوري.
كنت
فيلغيتيًا و الآن بشريًا ، شكلي لوني حديثي مسكني عاداتي قدراتي.. الخ
كانت
رحلة دامت ساعة وقت طويل بالنسبة لمن اعتاد الذهاب الى ابعد مكان خلال دقيقة !
بيت
أمي ، كان كبيرًا و غريبًا بالنسبة لي .
الاثاث
و الحجم و الادوات و أكثر معاناتي كانت بالطعام.
مررتُ
بأيامٍ عصيبة مرت دون مرارة بفضل ( ب ) و قلادة أمي
أفتح
القلادة ، أمي هنا استطيع محادثتها .. هي أعظم قوة و طاقة مكنتني من فعل هذا
( ب
) : طاقة الحب و التضحية.
أنا
الآن بينكم ، ربما أكون صديقك ، جارك ، مديرك ، استاذك أو مررت بجانبك .. أمعن
النظر قد أكون قريبًا منك دون أن تشعر.
عجييب كالعاده احببت القصه بغرابتها ورونقها الخيالي ولكن تمنيت لو تم وصف شعب الفيلغيت حتى استطيع نسج القصه في مخيلتي بمهاره ...رائعه كعادتك
ردحذفشكرًا , تعمدت عدم الوصف حيثُ اردت من القارئ أن يبني أشكالًا مختلفة , متعددة.
حذفشكرًا جزيلًا
ربما لا تزال هناك العديد من التساؤلات الفضولية في رأسي لم اجد الاجابة عنها ولكن بعض الغموض قد يزيد من هيبة النص �� رائعة لدرجة لا يمكن لوصف رائعة أن يعبر عنها بحق ! بارك الله بأناملك الموهوبة
ردحذفجميلة بحق!!، قصيرة ولطيفة وممتعة جدا، اسلوبك الادبي رائع حقا ! ماشاء الله تبارك الله
ردحذف